بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصفحات

الخميس، 13 نوفمبر 2014

اللغة والهوية العربية في مواجهة عصر المعلومات والعولمة


 ترتبط اللغة بالهوية ارتباطًا واضحًا وجليًا، ووضع الأمة العربية جغرافيًا، وتأثيرها في الاقتصاد العالمي، سببا في أن تكون مطمعًا للدول الأخرى، أو هدفًا للاستحواذ أو التخريب. وقد نال اللغة العربية نصيبًا كبيرًا من هذا كله.
 وهذه دراسة للمعوقات والعوائق والحروب التي تتعرض لها اللغة العربية أثناء القيام بدورها كلغة أم في المنطقة العربية، وعلاقة هذا الدور بهوية المجتمع العربي ككل، وتشرح الدراسة كيف أن عجز اللغة العربية على لسان أهلها وتدهورها لهو مؤشر لمدى تدهور الحضارة العربية والعلوم، وتحاول الدراسة اقتراح إسهامات فعالة في معالجة أهم القضايا المرتبطة بمستقبل اللغة العربية، ووضعها في مصاف اللغات الأخرى ذات الحضور الثقافي والحضاري في هذا العصر، كما الدراسة تبحث عن تطبيقات عملية تقنية لمواجهة طوفان المعلومات والعولمة والهجمة على اللغة والهوية العربية خاصة.
  وقد جاءت طرق معالجة المشكلات من خلال منظور علمي معلوماتي، وتهتم الدراسة خاصة بالطفل، والشباب العربي، وتقترح معالجة مشاكله الاجتماعية أولًا، حتى نتمكن من الارتقاء بإمكانياته وقدراته، وهذا ما يميز الدراسة.
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى الإجابة عن التساؤلات الآتية:
-       هل يعد الحفاظ على اللغة والهوية والانتماء فرض دينيًا ؟
-   هل تعد قضية اللغة والهوية قضية مهمة وملحة في عصر العولمة المحطم للخصوصيات والانتماء والهويات؟ وما هو فقدان الهوية، وما أثره على الأمة العربية؟
-   ما أهمية اللغة العربية وما الدور الذي لعبته قديمًا وتلعبه حديثًا في الرقي بالأمة العربية؟ ولماذا ينبغي أن نحافظ عليها؟
-        ما هو حال الفرد العربي ومدى ارتباطه بلغته الأم ؟
-       كيف تلتقي اللغة بالتقنيات الحديثة؟
-       من هم أعداء اللغة العربية، وما العوامل التي أدت لمحنتها؟
-       ما هي صور الحروب المقنعة ضد اللغة العربية؟
-       ما التحديات التي تواجهها اللغة العربية في مواجهة عصر المعلومات والعولمة ؟
-       ما هي حدود تَعَّلُم اللغات الأجنبية وحدود استخدامها؟
-       ما دور الترجمة والتعريب في التواصل الحواري والحضاري مع غيرنا من الأمم؟
-       ما دور المحتوى العربي في الحفاظ على الهوية؟
-       ما أهمية دور البحوث المنوط بها هذا التأهيل سواء كانت هيئات لغوية أو علمية؟
-       كيفية الاهتمام بالشباب والأطفال.
-       ما التوصيات للحفاظ على اللغة والهوية؟

مشكلة الدراسة وتساؤلاتها :
-       هل الحفاظ على اللغة والهوية والانتماء فرض ديني ؟
-       هل قضية اللغة والهوية مهمة وملحة في عصر العولمة المحطم للخصوصيات والانتماء والهويات؟ ما هو فقدان الهوية وما آثره على الأمة العربية؟
-       التوعية بما آل إليه حال اللغة العربية.
-       ما أهمية اللغة العربية و الدور الذي لعبته قديمًا وتلعبه حديثًا في الرقي بالأمة العربية؟
-       لماذا نحافظ على اللغة العربية؟. ما هو حال الفرد العربي ومدى ارتباطه بلغته الأم ؟
-       كيفية التقاء اللغة بالتقنيات الحديثة.
-       من هم أعداء اللغة العربية وما هي العوامل التي أدت لمحنتها؟
-       ماذا عن مخططات التغريب محاولًة كشف القناع عن وجهها الخبيث؟
-       ما هي صور الحروب المقنعة ضد اللغة العربية؟
-       ما التحديات التي تواجهها اللغة العربية في مواجهة عصر المعلومات والعولمة ؟
-       ما هي حدود تَعَّلُم اللغات الأجنبية وحدود استخدامها؟
-       ما دور الترجمة والتعريب  في التواصل الحواري والحضاري مع غيرنا من الأم؟
-       ما دور المحتوى العربي في الحفاظ على الهوية؟
-       ما أهمية دور البحوث المنوط بها هذا التأهيل سواء كانت هيئات لغوية أو علمية؟
-       ما أهمية الإشارة لتجارب الأقدمين قديمًا والآخرين حديثاُ؟
-       كيفية الإهتمام بالشباب والأطفال.
-       ما هي التوصيات للحفاظ على اللغة والهوية؟
موضوع الدراسة:
وموضوع الدراسة   "اللغة والهوية" من القضايا الأساسية التي شغلت قطاعات المثقفين والسياسيين والإصلاحيين في الوطن العربي، وعقدت فيه مؤتمرات وندوات كثيرة، ناهيك عما كتب من موضوعات ودراسات لا حصر لها، وهذا الاتجاه ليس بالجديد وإنما هو قديم جدًا، ولكن بالطبع تختلف المعالجة والمرجعية باختلاف المتغيرات من حولنا بسرعة رهيبة.
أهمية الدراسة:
  إنها دراسة شاملة لأغلب الموضوعات المتعلقة باللغة والهوية مثل؛ المحتوى العربي، والتعليم، والبحث العلمي، وغيرها، وتشرح أهمية اللغة والهوية والعلاقة بينهما، وتعالج تأثير الانفتاح المعلوماتي على المتأثرين  به خاصة الشباب والأطفال، وهي تعد دراسة مرجعية تشير لأغلب ما سبقها من كتابات في المجال.
أولا: الأهمية العلمية للدراسة: 
تهتم الدراسة بإضافة صورة جديدة بنظرة جديدة للمكتبة العربية في الإشارة إلى قضايا تهم المجتمع العربي. وهي بذلك تعد مرجعًا للعديد من الموضوعات الحيوية في المجتمع العربي.
ثانيا: الأهمية العملية:
نتائج هــذه الدراســة تقترح وتضع الحلول أمام فئات المجتمع خاصة الفئة صاحبة العلم والتأثير. وتضع كذلك أمام المخطــط وصــاحب القرار في المجتمع العــربي، سواء كان ذلك في الجــانب الثقافي، أو التعليمي، أو الإعلامي، أو أي جانب آخر؛ تصوراً واضحاً لما يمكن أن يكون عليه المجتمع العربي من خلال تبني الحلول المقترحة.
مفاهيم ومصطلحات الدراسة:
-       الفرانكو آراب:
   ومن  البدع التي لاقت رواجا وألفة بين الشباب العربي ظاهرة " الفرنكو آراب"؛ وهي تعني كتابة الحروف العربية باللغة الإنجليزية. وهي لغة منتشرة بين الشباب، وتستخدم في مصر والدول العربية من خلال استخدام الإنترنت، خصوصا في المحادثة ورسائل البريد الإلكتروني خاصة بين العرب الموجودين في البلاد الأجنبية وليس لديهم لوحة مفاتيح بحروف عربية.
وتشرح [سلوى، 2011] خطورتها وأنها مخطط ممول للقضاء على اللغة العربية.
-       الاستعمار المعلوماتي:
 هو أن تتحكم فئة أجنبية ما؛ بلد ،أو هيئة، أو شركة ما في مصادر المعلومات ومواقع اللغة العربية على شبكة المعلومات ؛ ومن ثم السيطرة على فكر وعقول مستخدمي هذه المواقع ،ودس المعلومات لهم كما يتراءى لها، ومع التطور العالمي،واستخدام هذه الشبكات في الدول العربية تكون هذه المواقع مصدر المعلومات الوحيد، أو على الأقل أهمها ؛ومن ثم يبدأ هذا الاستعمار في تسخير الفكر العربي واستغلاله، واللعب باللغة العربية وتحريفها كما يتراءى له.
-       العولمة : Globalization
   تعني سيطرة دول الشمال عن طريق تفوقها العلمي ، والتقني على الجنوب ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ، بدعوى مساعدته على التنمية الشاملة.  والعولمة تسعى جاهدة إلى أمركة العالم، أي نشر معالم الثقافة الأمريكية لتطغى وتهيمن على الثقافات المحلية للمجتمعات المستهدفة.
-       المحتوى الرقمي العربي : Digital Arabic Content 
  يعبر مفهوم المحتوى الرقمي العربي عن مجموعة من تطبيقات تعالج وتخزن وتعرض معلومات باللغة العربية ، وبرمجيات لإعداد تطبيقات تتلاءم مع اللغة العربية إلكترونياً، ويشمل المحتوى كل معلومة متوافرة باللغة العربية بصيغة رقمية؛ أي كل ما يتم تداوله رقمياً من معلومات مقروءة، أو مرئية، أو مسموعة. وتنشأ أهميته من عاملين:  أولهما: نشر وسرعة الوصول، ومدى الانتقال إلى المتلقي . وثانيهما: كثافة المحتوى الرقمي الذي أصبح من أهم عوامل التعبير عن الثقافة والحضارة على الصعيد العالمي.


الدراسات السابقة : جهود الأفراد والمؤسسات
أولا: جهود الأفراد:
-       الآثار الإعلامية والثقافية للعولمة على دول المنطقة العربية وإمكانية مواجهتها" [ماجدة صالح،2001]
وهي دراسة إعلامية متخصصة ذكرت أنه على الرغم من الآثار الإيجابية للعولمة في المجالين الإعلامي والثقافي في المنطقة العربية، إلا أن لها الكثير من الآثار السلبية التي ينبغي على المجتمعات العربية التصدي لها من أجل المحافظة على هويتها.
وذكرت الدراسة أن الآثار الإيجابية للعولمة في المجالين الإعلامي والثقافي شملت إحداث تغييرات نوعية في أنماط ومستويات الخدمة الإخبارية التي تقدمها وسائل الاتصال، وظهور ما يعرف بدبلوماسية الأقمار الصناعية، والإعلام الإلكتروني.
ورأت الدراسة أن العولمة مرادف "للأمركة" وهو ما يعني سعى القطب الأوحد، أي الولايات المتحدة، إلى فرض سيطرتها على العالم في جميع المجالات.
ولاحظت الدراسة أنه من المثير للانتباه رواج الثقافة الأمريكية في المنطقة العربية على الرغم من تدنى مستواها، سواء بمقارنتها بالأنشطة الثقافية داخل الولايات المتحدة، أو بما تصدره الدول الأوروبية للمنطقة العربية.
وذكرت الدراسة أن الدول الغربية واليابان وكندا واستراليا استشعرت "خطر الغزو الثقافي الأمريكي " وتصدت له وأخذت تشجع إنتاجها المحلي، وتنتقى الأفضل فيما ظلت الدول النامية - وتحديدا المنطقة العربية - عاجزة عن اتخاذ القرار الحاسم للحد من هذه الظاهرة.
     وأوضحت أن الخلافات السياسية بين الدول العربية عاقت خروج مشروع حضاري حول الخصوصية الثقافية العربية، كان من الممكن أن ينجح في اجتذاب جميع النخب الثقافية. وأكدت الدراسة أن آليات مواجهة الغزو الثقافي الأمريكي تتطلب إنماء الذاتية الثقافية العربية، إضافة إلى بناء قاعدة تكنولوجية علمية عربية.
-       في دراسة عن دور منهاج الّلغة العربية في الحفاظ على الهوية العربية [الهاشمي،2010]
    لقد باتت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، لتطوير مناهج الّلغة العربية، بحيث يمكن توجيهه نحو غاياته الحقيقية، واعتماد مدخلي الاتصال والوظيفية في اختيار محتواه وأنشطته، وتقديمه بحيث يكون مزوداً بعناصر الجذب والتشويق؛ وتخليصه مما يعانيه من عيوب في أهدافه، ومحتواه، وأنشطته، وخبراته، وطرق تدريسه، وأساليب تقويمه؛ ليكون مؤهلاً ليأخذ بيد المتعلم للاستعداد لتحديات العولمة، ومواجهتها، والتعامل معها بما يتناسب ومعطياتها. ويشكل منهاج الّلغة العربية بفروعه اللغوية والأدبية مكوناً أساساً للمنهاج الدراسي في بلدان الوطن العربي، حرصاً على تمكين الناشئة من مهارات الّلغة العربية، وإكسابهم المعارف المتصلة بها، وغرس قيم الاعتزاز بها، والمحافظة عليها في نفوسهم، لبناء شخصية عربية ذات كيان متميز، مستمد من تفرد المجتمع العربي، وقيمه، وعاداته، مبني في الوقت ذاته على القدرات الذاتية، والخصائص الفردية لكلّ فرد.
-       وفي سلسلة حلقات [صلاح،2007] عن التعليم والهوية في عالمنا العربي تناولت عدة نقاط منها:
ما السبيل إلى تعليم يحقق ويحافظ على الهوية ؟ وهل هناك علاقة بين تطوير المناهج، خاصة التاريخ والدين واللغة العربية، وبين إذابة الهوية في كثير من البلدان العربية ؟ ما حقيقة ما يدور من خطاب نحو التطوير، ومدى انعكاس ذلك على الأجيال الموجودة، وعلى اللغة والهوية ؟ وأزمة التعليم في العالم العربي وتأثر الهوية بالمتغيرات المحيطة وتفعيل دور أولياء الأمور.
-          كتاب " المعالجة الآلية للغة العربية : المشاكل والحلول " عام 2009م [ناريمان، 2010]
والكتاب يتعرض لمشاكل عديدة في حوسبة اللغة العربية، ويشير إلى أن المعالجة الآلية للغة العربية باتت ضرورة ملحة لمواجهة الغزو المعلوماتي الذي يقوم به الغرب والصهيونية بإغراق مواقع الإنترنت بمواد وبرامج باللغة العربية تغرب ثقافتنا وقيمنا ، بل وتهاجم القرآن الكريم ، وتشكك في رسالة الإسلام ، كما نبهت مؤلفة الكتاب إلى أن المعالجة الآلية للغة وحوسبتها فجرت قضايا كثيرة في تحليل المعلومات وعرضها وتمثيلها ، لتكون بصورة ملائمة للحاسب، وأن هذه الصورة أفادت كثيراً في نقل المعلومات وتبادلها بين البشر. 
-   أما كتاب اللغة والهوية لمؤلفه جون جوزيف فيبحث ركائز دراسة قومية اثنية دينية، في محاولة لطرح رؤية متماسكة عن الهوية بوصفها ظاهرة لغوية، ولتقديم فهم تاريخي للفرق بين الطبيعي والاعتباطي في اللغة وهو الطرح الذي اعتمد عليه الكاتب في كتابه الذي بعنوان الفصاحة والسلطة.
-   والزغير أيضا في بحثه عن تعزيز الهوية والانتماء لدى الأطفال والشباب العرب تناول نقاطا منها؛ أولا: قراءة موجزة في مفاهيم الهوية والانتماء شرح فيها مفهوم الانتماء والهوية من وجهة نظره ووجهة نظر العديد من المفكرين داخل وخارج الوطن العربي. ثم تعرض بعد ذلك  للعولمة وأثرها على الهوية في نقاط عدة.
- وفي بحث عن "اللغة والهوية -إشكاليات المفاهيم وجدل العلاقات"  [ الفيحان، 2004]
إجابة لتساؤُل مهم:: ما حدود العَلاقة بين اللُّغة والهُوِيَّة؟ وهو سؤال يستبطن في داخله إقرارًا بأن ثمة علاقة بينهما، والسؤال وما استبطنه يستدعيان مجموعة من النِّقاط والأسئلة التي ترتبط بتلك الدوائر التي يلتقيان (اللغة والهُوِيَّة) فيها، وتلك التي يفترقانِ فيها إن كانت موجودةً، والبحث يَتعهَد قضية اللُّغة والهُويَّة في إطارها العام والمجرَّد.
-       وعن تحديات الهوية الثقافية العربية  التي ذكرتها [حكيمة،2010]
   تتعرض ثقافتنا وخصوصيتنا إلى خطر كبير من جراء ظاهرة العولمة؛ إذ تمثل العولمة الثقافية أخطر التحديات المعاصرة للهوية العربية، وهذه الخطورة لا تأتي على الهيمنة الثقافية التي تنطوي عليها العولمة فحسب، وإنما على الآليات والأدوات التي تستخدمها لفرضها. ومن أهم تلك التحديات:
·        الهيمنة الإعلامية.
·   إثارة الشبهات حول الهوية العربية الإسلامية من خلال التشكيك في الثقافة العربية، ومحاولة طمس هوية مجتمعاتنا من خلال تجريد الموطن العربي من الثقافة العربية.
·   الترويج لقوى عولمة الثقافة، والتركيز على نشر الثقافة الغربية، وجعلها النمط الثقافي السائد؛ بنشر مبادئه وقيمه من أجل النيل من خصوصية ثقافتنا العربية الإسلامية، وتدمير هويتها.
·        الترويج للقيم والثقافات والسلوكيات التي أذابت خصوصيتنا الثقافية وهويتنا.
·   تذويب الثقافة العربية الإسلامية من خلال نقل الثقافة الغربية، وخاصة الأمريكية، من خلال الصراع بين الاستيعاب والإذابة من جانب الثقافة العالمية، والخصوصية والاستقلال من جانب الثقافة العربية.
·        فرض التبعية على الثقافة العربية الإسلامية.
-       وفي دراسة قيمة عن واقع المحتوى العربي شرحت أهمية اللغة العربية وكيفية الارتقاء بالمحتوى العربي [ناريمان،2010].
وقد كانت الدارسة تستهدف عرض مشاكل المحتوى العربي  والتطبيق الفعلي لحل هذه المشاكل، وهدفت الدراسة أيضًا إلى استنهاض اللغة العربية وتطويرها ، ومن ثم إيجاد آليات لتطوير الرقمنة ، وإثراء المحتوى العربي الرقمي على الإنترنت. كما تمثلت مبررات الدراسة في التعرف إلى القضايا والإشكاليات التي تواجه اللغة العربية مثل الفجوة المعجمية ، وعدم وجود محرك بحث عربي ذكي يتعامل بشكل علمي مع خصائص اللغة العربية، فضلاً عن إشكاليات المسح الضوئي الآلي ،وكثير من الموضوعات ذات الصلة، وتنتهي الدراسة بالعديد من التوصيات المهمة.
ثانيا جهود المؤسسات:
أفاضت [ناريمان،2010] تحت عنوان ": المبادرات والمشاريع الاستراتيجية العربية في مجال الرقمنة وإثراء المحتوى العربي الرقمي " في شرح دور المؤسسات خاصة.
-    مشروع ذاكرة العالم الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو).
-  مجموعة من المشاريع والمبادرات التي بادرت بها المنظمة العربية (أليكسو) بالتعاون مع بعض المراكز البحثية ومؤسسات القطاع الخاص والعام.
-    مبادرة " سواعد لدعم وتطوير المشاريع المبتكرة ":
وتهدف إلى تطوير كل ما يساهم في تطوير اللغة العربية وإثراء المحتوى العربي وموارد التعليم والتعلم ، والترويج للثقافة العربية، أي دعم اللغة العربية في المجال الرقمي وتدعيم آلية الانتقال إلى المستوى الرقمي ( إسكوا، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ، تعزيز وتحسين المحتوى العربي في الشبكات الرقمية ، الأمم المتحدة ، 2003).
-    "موقع الوراق":
من الجهود العربية البارزة على تحقيق موقع أفضل في مجتمع المعرفة، وهو أحد أبرز وأهم مواقع التبادل الثقافي العربي ، ويشكل نواه مهمة لمكتبة رقمية عربية شاملة ، يعمل في ذلك فريق عربي كبير من التقنيين العرب العاملين في مجال تقنيات المعلومات ، لجعل هذا الموقع مشروعاً حضارياً متكاملاً؛ حيث تم رقمنة أكثر من 600 كتاب إلى الآن.
-    مكتبة الإسكندرية  بجمهورية مصر العربية:
إحدى منارات الرقمنة في العالم العربي، فقد أطلقت العديد من المبادرات والمشاريع التي تقوم، فرغم مرور ثلاث سنوات على افتتاحها ، فسنجد أن موقع المكتبة يحتوي على ست مكتبات متخصصة ، وما يقارب ال 10 بلايين صفحة نصوص ، ويعد هذا المحتوى أكثر من ذلك الموجود في مكتبة الكونجرس ، كما هو موثق في موسوعة ويكيبيديا بالنسخة العربية.
    ومن المشروعات الريادية التي تقوم بها المكتبة لتعزيز المحتوى العربي على الإنترنت مشروع إعادة نشر كتب التراث والمخطوطات التراثية ، فضلًا عن مشروع الأرشيفات الرقمية لزعماء مصر، ومشروع موسوعة الحياة العربية ، ومشروع المكتبة الرقمية العالمية، المكتبة الرقمية العربية ، ولغة التواصل الرقمية وغيرها.
-    مبادرة الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين لدعم المحتوى العربي في مجال الويب.
وتتم من خلال تنفيذ مشاريع استراتيجية تبرز المحتوى؛ كإقامة المؤتمرات التي تتحدث عن أهمية المحتوى العربي وتواجده بالإنترنت ، وتطوير الموسوعات العربية ، وكذلك فيما يتعلق بتطوير الأدوات فيتم عن طريق محركات البحث بالإنترنت ، بمحاولة جعلها تتعامل مع اللغة العربية وخصوصيتها؛ كإعادة الكلمات إلى مصادرها ، ومراعاة قواعد اللغة العربية. [ناريمان،2010]
-       مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية: 
وتعمل على إثراء المحتوى المفتوح على اعتبار أنه الأمل الوحيد لإقامة صناعة برمجيات عربية ، نظرًا  لما تشكله البرمجيات مفتوحة المصدر من دور في توفير البنية التحتية للمحتوى، فالملاحظ ضعف تواجد البرمجيات مفتوحة المصدر في المنطقة العربية ، وهذا ما دعا المدينة لتوقيع اتفاقية مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لإنشاء برنامج وطني لهذه البرمجيات ، يهدف إلى دعمها وتعريب بعض التطبيقات التي تخدم القطاع الحكومي وقطاع الأعمال والجهات التعليمية ، وزيادة الوعي فيما يتعلق بالبرمجيات. [ناريمان،2010]
ومن المهم الإشارة أيضًا إلى:
-  إعلان دمشق لترسيخ ودعم مقومات الهوية العربية لدى الطفل، والذي جاء تحت عنوان (وطني هويتي واعتزازي) عام 2008.
-  كما أقامت مؤسسة الفكر العربي مؤتمرها السنوي بنسخته التاسعة (فكر 9) في العاصمة اللبنانية برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان·
-    مؤتمر "العالم يرسم المستقبل: دور العرب"
عقد بمشاركة فعاليات ونخبة من القادة والسياسيين ورجال الأعمال والمفكرين العرب والأجانب من مختلف أنحاء العالم.  واستضافته بيروت للمرة الثانية بين 8:9 ديسمبر 2010. 
  الإطار النظري للدراسة
هي دراسة تحليلية قائمة على المنهج الوصفي التحليلي، الذي يهدف لوصف الظاهرة المدروسة أو تحديد المشكلة، أو تبرير الظروف والممارسات، أو التقويم والمقارنة، أو التعرف على ما ييبذله الآخرون من جهود في التعامل مع الحالات المماثلة. 
منهجية الدراسة
تتبع الدراسة المنهج الوصفي التحليلي ، وذلك لمعرفة واقع ودور اللغة العربية في العصر الرقمي وارتباطه بالهوية، وقد استعانت الدراسة بهذا المنهج الذي يتلاءم مع هذا النوع من الدراسات، وذلك بتحليل معطيات الواقع من خلال دراسة واستقراء المنشورات؛ من بحوث ودراسات تناولت موضوع اللغة العربية، والقضايا التي تواجهها الهوية واللغة في عصر المعلومات والعولمة ، كما تم رصد كل ما كتب عن الموضوع من خلال البحث في المكتبات ومواقع الإنترنت ذات العلاقة بموضوع الدراسة.

وصف الدراسة:
والتزاماً بتناول منهجي لموضوع الدراسة فقد رأت الباحثة أن تسير الدراسة وفق المحاور التالية :
مشاكل الواقع العربي
(1) المبحث  الحفاظ على الهوية والانتماء فرض ديني وواجب دستوري أيضًا
(2) المبحث الثاني العربية  وأهميتها.
(3) المبحث  الحرب المشتعلة ضد اللغة العربية وما تواجهه من تحديات داخل وخارج الوطن العربي
(4) المبحث تجارب الدول للحفاظ على الهوية
(5) المبحث الأعلام و تأثيره في تدهور استخدام اللغة العربية
(6) المبحث  اللغة العامية كأحد أسلحة القضاء على العربية
الحلول  المقترحة
(7) المبحث تنمية الجانب اللُّغوِيّ والهوية عند الطِّفل العربِيّ في ظِلِّ عصر المعلومات والعولمة
(8) المبحث الرابع التقاء اللغة تعليم اللغة بالتقنيات الحديثة
(9) الترجمة الآلية والتعريب
  1. (10)        المبحث المحتوى العربي على الشبكات ودعمه للهوية العربية
  2. (11)        المبحث تأهيل  الجامعات وهيئات البحوث للتصدي لطوفان المعلومات و العولمة.
(1) المبحث الحفاظ على الهوية والانتماء فرض ديني وواجب دستوري أيضًا
الدين والهوية
وفي بحثة عن بعص مؤشرات الحفاظ على الهوية والانتماء في الحديث الشريف أوضح معتوق "إن مجمل الأحاديث النبوية الشريفة بالإضافة إلى الآيات القرآنية الكريمة هي  توجيهات في شكل أفعال أو ممارسات للمجتمع أو الأفراد أو الدول أو غير ذلك من عناصر المجتمع، تؤدي إلى الانتماء وتقويته والتوكيد على الهوية الإسلامية للأفراد والمجتمع. في الوقت الذي يبحث الكثير في عالمنا العربي والإسلامي خصوصاً من المثقفين، عن الانتماء والإحساس بفقدان الهوية.  وفي جزء بسيط من ثقافة المجتمع الإسلامي وضح لنا كيف أن الحديث الشريف حوى متغيرات كثيرة ودفع بالمنتمين لهذا الدين إلى الرفعة والعزة وبين أن أهمية الالتزام تكمن في بروز الهوية ووضوحها وبالتالي احترام الآخرين لنا والتعامل معنا على أساس قوة التزامنا بهذه الهوية ووضوحها في تعاملنا مع الآخر.  وبالتالي لا نتجاوز وكما أوضحـت الدراسة أن الالتزام بالهوية وقوة الانتماء تكمــن فيما سبق، وذلك بعــد الإيمان بالله." [العقيل،2004].       
الدستور والهُوية [الكحلاني،2011]
إن أول التشريعات التي تحدد فيها الدولة شخصيتها وهوية أمتها هو(الدستور) ثم تأتي بقية التشريعات، في التعليم والاعلام والثقافة... الخ التي يتم عبرها تحقيق الفلسفة العامة للدولة، ويتم عبرها تنمية الهوية الثقافية للدولة أو الأمة, فقد أجمعت كل الدساتير العربية وأكدت في بنودها الأولى، على تحديد هويتها العربية؛ حيث أكدت جميعها على:
-       أنها تعد جزءاً من الأمة العربية، وإقليمها الجغرافي،يعد جزءاً من الوطن العربي الكبير، وتعمل على تحقيق وحدة أمتها.
-       وأن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة.
ومن خلال استعراض موجز لأهم تلك المواد الدستورية العربية، اتضح جليا مدى تمسك العرب بهويتهم المشتركة،التي توحدهم وتشكل شخصية أمهتم المتميزه.
(2) المبحث الثاني اللغة العربية  وأهميتها
  1. الاتصال اللغوي:
هو الوسيلة التي تُبودلت بها الناس وتُنوقلت المعلومات والخبرات على مستوى الشعوب والأجيال ومن أبرز أدواته اللغة مكتوبةً أو منطوقةً. ولا شك أن هناك جوانب مشتركة بين اللغات فكل لغات العلم -بلا استثناء- مجموعة من الأصوات تنتظم في أسلوب معين يستطيع المتحدث و السامع أن يفرقا بينهما دون جهد أو عناء ، للغات جميعًا مجموعة من الكلمات تعبر عن الأشياء والأفعال والمفاهيم والأفكار و لكل لغة أشكال نحوية وتغييرات في الكلمة تغير من أصل معناها[غنيم،1989].
  1. 2.    نبذه عن اللغة العربية:
اللغة العربية لغتنا الأم شأنها شأن أي لغة أم  فاللغة الأم وعاء للفكر ومفتاح الابتكار وأداة الإبداع. ولعله مما حَمَّلَ اللغة العربية دورًا إضافيًا عن غيرها من اللغات الأم أنها الرباط الذي يربط أبناء الأمة العربية في قناة اتصال واحدة تمتد حتى تشمل الدول الإسلامية في بقاع شتى من العالم لأنها لغة الإسلام. بل إن نفوذها قديمًا وحديثًا لم ينحصر في هذه الدول فقط بل امتد نفوذها من المحيط إلى الخليج حتى أصبحت إحدى اللغات العالمية. وقد استفادت أوربا عبر التاريخ من المصطلحات العربية والعلمية في مجالات الفلسفة والهندسة والرياضيات والفلك والعلوم الطبيعية. كما تركت أثارًا على اللغة الأسبانية والتركية ، وكانت تدرس في الجامعات الأوربية[نجاة، 1989]. وهناك بحث عن تأثير اللغة العربية في غيرها من اللغات الحية الأخرى يوضح كيف غزت اللغة العربية أصقاعًا شتى من العالم ودخلت أممًا مختلفة وأثرت في لغاتها[أسعد،1989]. في حقيقة الأمر أن هناك بحوثًا شتى تعرضت لهذا الدور سواء بالتلخيص أو الإفاضة إلا أن اختيارنا قد وقع على هذا البحث بالذات كمثال فقط.
 لقد استوعبت اللغة العربية القرآن واستوعب القرآن علومًا ومعارف تتضح كل يوم وحتى نهاية الخليقة فالقرآن الكريم فسر ومازال يفسر ظواهر علمية ظهرت بعده بمئات السنين  مثل تفسير الخليقة الذي شرحه القرآن قبل العلم بحوالي خمسة عشر قرنًا، ولسنا بصدد الدخول في تفاصيل هذا الأمر ،فالأبحاث فيه متعددة وقد قطعت أشواطًا طويلة حتى من الأوربيين أنفسهم بدليل دخول أكثر من عشرين ألف فرد أوربي سنويًا في الإسلام.
يقول الجيوشي [الجيوشي،1998]: وتتميز اللغة العربية عن غيرها من اللغات مثل اللغة الهندية والجرمانية بأنها لغة اشتقاق، ومع أنه توجد لغات اشتقاق في المجموعة الأوربية مثل الإنجليزية والفرنسية إلا أنه لو عرفنا أن عدد كلمات الفرنسية خمسة وعشرون ألف كلمة وكلمات الإنجليزية مائة ألف كلمة أما اللغة العربية فعدد مَوادِّها أربعمائة ألف مادة كل مادة تتفرع إلى اشتقاقات متعددة وذلك يضمن للعربية الوفاء بحاجات العلوم والمعارف المختلفة من أدب أو فنون أو غيرها. لو أخذنا لسان العرب مثلًا لوجدناه يحتوي على ثمانين ألف مادة ويؤدي تعريف وشرح نصف هذه المواد للحصول على نصف مليون كلمة مما يدل على أن العربية لغة غنية لا تنافسها أية لغة وقد قيل أن المستعمل من هذه المواد ،ثمانين ألف،  عشرة آلاف مادة فقط. هذا بالإضافة إلى أن هناك علاقة عضوية متناسقة بين كلمات المجال الدلالي الواحد بمعنى أن مادة الأخوة مثلًا في عائلتها : أخ و أخت و ابن أخ وابن أخت وذلك يجعل بين هذه الكلمات حروفًا أصلية مشتركة مما يسهل استيعابها ويفتح بابًا من العلاقات المباشرة التي تساعدنا على التعبير عن أي علاقة داخل هذا الإطار"الأخوة".أما بالنسبة للإنجليزية مثلًا ، وهى أكثر لغات العالم تداولًا، فلا يوجد مثل هذه القواعد مما يصعب استيعابها ،أنظر مثلًا الأخ brother و الأخت sister وابن الأخ  cousinوابن الأخت niece وساق كاتب النص مثالًا آخر من مادة "كتب".
  1. 3.    لماذا نحافظ على اللغة العربية؟
[1]           اللغة العربية ودورها كلغة أم :-
1]    التواصل بين المرسل و المتلقي (التكلم والسامع, المحاضر والطالب,…) وسهولة تبادل   المعلومات
2]    تَضَاعُف قدرة الإنسان على الاستيعاب والفكر والإبداع عند استخدام اللغة الأم.
3]    ضياع جهدٍ ووقتٍ وطاقة في استيعاب المعنى الأجنبي فبل استيعاب المعنى  والمفهوم المقصود. هذا الوقت والجهد والطاقة يمكن استثمارهما في قراءة مراجع أو أي استثمار مفيد.
[2]           اللغة العربية  وقدرتها على استيعاب العلوم و مواجهة العولمة.
ويسوق [غنيم،1989] سمات متعددة للعربية توافق سمات اللغة العلمية سنحاول سردها دون أية تفصيلات إلا ما نجده ضروريًا.
الوضوح.
المنطق.
تقبل المصطلحات.
القصد إلى حقيقة الأمور.
شمولية صفة العلم و سلامة البنيان الغوي والإيجاز.
وحدة  المفهوم التركيبي للجملة العلمية.
ويشير الهاشمي لذلك بقوله: إن منهاج الّلغة العربية حين يوجه جهوده نحو إكساب الناشئة لغتهم بما يمكنهم من استخدامها في تحقيق الاتصال والتعبير وتسهيل التفكير، وحين يلمسون واقعاً عبقرية لغتهم في أنظمتها المختلفة، ويمارسون عمليات التفكير في تحليل النصوص، وتقويمها، وتذوقها، واكتشاف أغراضها ومضامينها، وحين يتصلون بتراثهم الأدبي الخالد عبر العصور -حين يفعل المنهاج ذلك- يقدّم خير ردّ على أدعياء تخلف العربية وجمودها، وعجزها عن مجاراة العصر، والتعبير عن العلم والتقنية؛ فلا تزيده هذه الادعاءات إلا تمسكاً بلغته، وحرصاً على المحافظة عليها. [الهاشمي،2010]
ثم إنه يدرك بذلك أنه سيخسر خسارة عظيمة، لو أزيحت هذه الّلغة، واستبدلت بها لغة أجنبية أو لهجة عامية، فلن يتهيأ له أن يتصل بالتراث العلمي والأدبي لأسلافه، ولن يتاح له أن يكون الأخوة اللغوية التي تصله بعدد كبير من البشر على امتداد رقعة واسعة من المعمورة؛ فلا تكون النتيجة إلا العزلة، وضيق الأفق، والتقوقع في إطار إقليمية ضيقة. [الهاشمي،2010]
[3]            خصائص العربية كلغة حية:-
1]    لغة القرآن الكريم.
2]    الوضوح والسهولة والمرونة والتطور.
3]    درجة التنظيم.
4]    توفر وسائل النمو العقلي:- أ- الاشتقاق. ب- الإلصاق.
5]    الاقتصار و الإيجاز لقد عمدت العربية إلى اصطناع بعض الوسائل التي تمكنها من تحقيق هذه الخاصية:-
ظاهرة تعدد المعنى الواحد (تعدد المعنى النحوي)
كأن تصلح "استفعل" للطلب كاستخراج. ،  والصيرورة كاستحجر،  والمطاوعة  كاستقام.  ،  والاتخاذ كاستشعر  
ظاهرة تعدد المعنى المعجمي مثل ضرب
 ضرب له موعدًا، ضرب الوالد ابنه ، ضرب له قبة ، ضرب الله مثلًا ، ضرب في الأرض وغيرها.
ظاهرة النقل :- * النقل في النحو   * النقل في المعجم.
ظاهرة الميل للتركيز:- نحو "في الدار رجل"،"أين زيد".
إمكانية الاستغناء بالأصناف عن المفردات.
الاقتصاد في الجهد كالإدغام.
[4] اللغة العربية ودورها في الوحدة القومية والوحدة الإسلامية كلغة العرب والمسلمين ودور الإسلام في الحفاظ عليها حيث أمدها بثقافة عربية شاملة تتمثل في التاريخ الإسلامي والفقه وسائر علوم الدين ولولا الإسلام لأصبحت اللغة العربية لغة تاريخية كالقبطية واللاتينية والهيروغليفية مثلًا.
[5] استخدام اللغة العربية سيفرض حتمية الترجمة والتعبير للتواصل الحضاري مع غيرنا من الشعوب الأخرى  وما يمكن أن يضيفه للغة من إثراء للمعجم بالألفاظ وغير ذلك.
[6] اللغة العربية لغة القرآن الكريم:- ويرى المستشرق المسلم  د/ عبد الكريم جرمالوس أن للغة العربية سندًا هامًا أبقى على روعتها وخلودها وهو القرآن  الكريم كذلك كان لأسلوب القرآن آثر عميق في ثقافات الشعوب الأخرى التي اقتبست آلافًا من الكلمات العربية وازدانت بها لغاتها الأصلية فزادتها قوة ونماء.
[7] مواجهة العولمة وما ترمي إليه من تهميش ما عداها من الهويات والثقافات. أن الدول العربية هي الدول الوحيدة على مستوى العالم التي تدرس العلوم في جامعتها بلغة أجنبية. أما الدول الأخرى مثل اليابان وروسيا فقد تنبهت لخطورة ذلك وسعت للتخلص من سطوة اللغة الأجنبية والعودة كلية للغاتها الأم وما نشر بهذا  الصدد لا يعد ولا يحصى منه. أما بالنسبة لمواجهة العولمة فأفضل مثال علية فرنسا التي عملت على الدفاع المستميت عن اللغة الفرنسية بمجرد أن أحست بزحف اللغة الإنجليزية من باب العولمة .
  1. 4.    اللغة الأم والانتماء
إن الناشئ في كثير من الدُّوَل يدرس لغته الأم في بداية مراحل التعليم دراسة وافيةً حتى يتمكنَ من إجادتها والتعبيرِ بها عن فكره وتصوراته، ويرث من معلميه وأهله حبها وتقديرها، فنجده يحرص عليها حرصه على كيانه ووجوده. إنه لا يستخدم سواها في كلامه إلا مضطرًا، أو رغبةً في الإلمام بثقافات الدول الأخرى. والَّذي يدعونا للعجب ما صارت إليه اللغة العربيَّة في مجتمعِنا، إذ أصبَحت تُدَرَّس كمادة ثانويةٍ، وبطريقة منفرةٍ، لا توائم العصر. فنجدها أقل المواد تحصيلًا من قِبَل الطلاَّب، بعكس غيرها من الموادّ الأخرى؛ وسيزول العجبُ لو عرفنا أن الوقت المخصص لها لا يكفي لشرحها والاهتمام بها، علاوة على انخفاض مستوى القائمين على تدريسِها. ينبغي – إذَن – أن نسعى جاهدين إلى تنمِية الوعي لدى الطِّفل العربيّ، ليعتَزَّ بهويته، ويتقن لغته الأم، ويستوعب تاريخ أمَّتِه، حتى تتكوَّنَ شخصيته وهويته العربية.
ومن عوامل أهمية اللغة الأم
4.1.إنَّ الإنسانَ لا يستطيع أن يستوعب العلوم ولا أن يبدع فيها على النَّحو المنشود، إلا إذا استخدَمَ لغته الأم؛  من أجل ذلك صادق برلمان الثورة الفرنسية قبل قرنين على قانون صارم لتعميم اللُّغة الفرنسية، تضمَّنَ مادَّةً تنُصُّ على مُعاقبة كلِّ مَن يُحَرِّر وثيقة بغير الفرنسية، بالطَّرد من الوظيفة، وبالسَّجن لستة أشهر. لقد تدخَّلَ المُشَرِّع الفرنسِيّ حينَ أحسَّ بالخطر، فسَنَّ قوانين تحفظ للغة الفرنسية مكانتها، وكان منها قانون "لزوم الفرنسية" الذي صدر عام 1994.
4.2.إنَّ اللُّغةَ الأمَّ هي وسيلة الاتِّصال والتَّواصُل، وهي الوسيلة المثالِيَّة لتبادل المعلومات بين الأفراد، ومِن خلالِها تتضاعَف قُدرةُ الإنسان على الاستيعاب ويمكَّن من التَّفكير والإبداع.
4.3.أصدرت منظمة الصحة العالية أحد الأبحاث التي ذكر فيها أن الدول التي يدرس الطب فيها بغير لغتها هي الأكثر في زيادة الأمراض فيها لنشوء بعد معرفي كبير بين المتخصص والشخص البسيط لأن علاقة الشخص العادي من عامة الشعب تكون بعيدة كل البعد عن المصطلحات الطبية التي ربما لو كان يفهم بعضها لكان عرف كيفية الوقاية من كثير من الأمراض. [درويش ،2009].
4.4. دراسة أخرى أكدت أن الدول التي سجل فيها عدد براءات اختراع أكثر هي الدول التي تدرس العلوم بلغتها. [درويش ،2009].
4.5.أكدت الكثير من الدراسات ان هناك علاقة ايجابيه بين درجة الانتماء لدى المواطنين وبين معدلات التنميه وتقدم المجتمع، أي انه كلما زادت درجه معدلات الانتماء لدى المواطنين في اي مجتمع زادت معدلات التنمية وتقدم ذلك المجتمع. [الزغير،2010]
الحفاظ على اللغة الأم في كل الدول المتقدمة
تجربة فرنسا
لقد صادق برلمان الثورة الفرنسية قبل قرنين على قانون صارم لتعميم اللغة الفرنسية تضمن مادة جزائية نصت على أن كل من يخالف هذا القانون ابتداء من وقتها ويحرر وثيقة بغير الفرنسية ، يطرد من الوظيفة ويسجن ستة أشهر. أن المُشَرّع الفرنسي تدخل فور الإحساس بالخطر لسن قوانين تحفظ للغة الفرنسية مكانتها ومن أهمها قانون "لزوم الفرنسية" الذي صدر عام 1994 ونص على ما يلي:-
1]    منع أي مواطن من استخدام ألفاظ أو عبارات أجنبية ما دامت هناك ألفاظ أو عبارات مماثلة وضرورة  إصدار أي منشورات باللغة الفرنسية وكذلك الوثائق والمستندات والإعلانات المسموعة أو المرئية المعروضة على الجمهور وكافة مُكَاتبات الشركات على الأراضي الفرنسية ، حتى وإن كانت أجنبية. كذلك شمل القانون كل المحلات التجارية والأفلام الدعائية التي تبث عبر الإذاعة والتلفاز.
2]     إلزام كل مشارك فرنسي في أي مؤتمر بالتحدث باللغة الفرنسية وطبع الأوراق باللغة الفرنسية .
3]    أما بالنسبة للمؤتمرات الأجنبية في فرنسا فيُطالب الباحثون الأجانب أيضا بنشر الأبحاث باللغة الفرنسية.
4]     لا يجوز التمويل المالي المؤتمرات التي لا تعتمد اللغة الفرنسية لغتها الأساسية.
5]     أي مطبوعات و مسابقات ومنشورات لابد أن تكون باللغة الفرنسية.
  1. 5.    التراث اللغوي للغة العربية
5.1.   مكانة التراث اللغوي العربي من الدراسات اللسانية الأجنبية الحديثة
إن الحضارة الإسلامية من أوائل الحضارات التي اهتمت بالدراسات اللغوية، وذلك مرجعه أن معجزة الإسلام في القرآن الكريم وما يظهر فيه من إعجاز لغوي إلهي لا حد له بمعنى أنه كلما تقدم العلم تغيرت الدلالات وضحت مفاهيم كانت مبهمة, مثل مفهوم الانبثاق مثلاُ كان يفهم على أنه انبثاق  البرعم عن الزهور في النبات ثم فسر على أنه  بعد التقدم العلمي التفتت الذري.
إذا حاولنا أن نحدد مكانة التراث اللغوي العربي من الدراسات اللسانية يجب أن نقوم على هذا التراث بكل موضوعية ،وأن نضعه في الإطار العالمي للدراسات اللغوية. على الرغم من ذلك يجهل العلماء اللسانيون الأجانب التراث العربي جهلاً تاماً ,إلا القلة الأجنبية العاملة في مجال اللغة العربية نفسها لقد حاولت هذه الدراسات الأجنبية الحديثة إبراز اللغة العربية ،ولكن هذه الدراسات ليست كافية لجلاء قيمة التراث اللغوي العربي وإسهامه في تطوير الفكر الإنساني لأن أبناء اللغة العربية وحدهم هم القادرون على استعادة مكانتهم العلمية لموروثهم اللغوي إذا تزودوا بالمعرفة اللسانية الحديثة,  بمعنى أنه لا توجد نظريات منبثقة من اللغة العربية الحديثة يمكن للعلماء الأجانب الرجوع إليها. [غنيم،1989]
وبالرغم مما توصل إليه النحاة العرب القدامى في ميدان رصف الظاهرة الصوتية ،والذي يعد إسهاماً مهماً  لا يمكن الاستفادة منه وهو معزول عن مراحل المعرفة الإنسانية التي  تتدرج منها اللسانيات. في تراثنا اللغوي  القديم أطرف الآراء وأدق التعريفات لمميزات اللغة وطبيعة الألسنية الصوتية ووظيفتها الاجتماعية مثل مؤلفات ابن جني خصوصاً كتابيه "سر صناعة الإعراب "و"الخصائص"والنظر في تعليلاته لكل صوت لغوي بالرغم من عدم وجود التقنيات الحديثة الموجودة الآن. كذلك نجد هذه النظرية عند الخليل أحمد الفراهيدي في معجمه "العين" حيث رتب الأصوات ترتيباً طريفاً وأيضا عند سيبوية في مؤلفه  "الكتاب". ولم يكتشف ما توصل إليه علماء الغرب إلا في  أبحاث علماء اللغة الألمان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ،ولم تستغل مناهجه في بنية الكلمة وبنى التركيب المعتمدة على المادة الصوتية إلا في منتصف القرن العشرين ،وبخاصة ما عبر عنه بالطاقة والإنجاز وبالبنى العميقة و السطحية له جذور عند عبد القاهر الجرجاني مفصلة في نظريته للنظم . [غنيم،1989]
 بالرغم من حداثة النظرية العلمية القائمة الآن إلا أنها رد فعل للدراسات اللغوية التقليدية السائدة قبل نشأة العلم المذكور ،ويجب أن تلتقي الدراسات الحديثة للسانيات مع اتجاهات علماء العرب القدامى؛ فاللغوي المعاصر يعتمد  التحليل القاعدي القديم ،ولكنه يستثمره استثماراً يخالف به هدف القدامى.
5.2.   استثمار التراث اللغوي العربي مع الاستفادة من  الدراسات اللسانية الأجنبية الحديثة
إن نحاتنا العرب هم مستنبطو الأصول الأولية لعلم اللغة الحديث ،ولم يكن يعوزهم غير المنهجية والتخصص وتراثنا اللغوي هو المادة الخام التي استقى منها لغويو الغرب نظرياتهم وهو المصدر بطريق مباشر أو غير مباشر لهم ولأعمالهم.
لم ينكر هذا تشومسكي بل اعترف بالاستفادة من النحو العربي ،مما هيأ له السبيل إلى إخراج نظريته الجديدة المسماة بالنحو التفريعي التحويلي ،وثبت ذلك في ما كتبه د.مازن الواعر إلى مجلة اللسانيات في عددها السادس  الصادر عن معهد اللسانيات والصوتيات بالجزائر. [غنيم،1989]
لئن كانت أحدث نظرية لغوية قد قامت في أساسها  على الاستفادة من التراث اللغوي العربي – ولا نزعم الاستفادة المطلقة – فهذا يعني أن البحث في هذا التراث هو القاعدة الأساسية لأي تفكير عربي لساني. وسوف يؤدي هذا بلا ريب إلى فهم الكثير من قضايا علم اللسانيات. لأننا نعتقد أن فهم التراث ينبغي أن ينطلق من محاولة لفهم الصرف العربي؛ ولا مانع ساعتها من الاستفادة  - عند الحاجة-  من مناهج غربية لبلوغ الغاية. وهكذا يمكن للغوي العربي أن ينشئ  شجرة  اللسانيات العربية ذات الجذور الضاربة في التاريخ, بل إن ضرورة  إقامة هذه الشجرة أمر لابد منه في الوقت الراهن؛ إذ إن كثيراً من لغويي العرب المحدثين قد توسلوا لدراسة العربية بمناهج غربية ،واعتمدوا الأسس والمعطيات التي لا تستند إلى أي أساس عربي ،وطبقوا نظريات مستنبطة من لغات تختلف اختلافاً بيناً عن العربية في بنيتها وخصائصها ،على نحو أدى إلى نشوز واضح في الدراسات التطبيقية ،وكون هوّة سحيقة بين القارئ العادي والباحث اللساني . لهذا السبب ،ولأسباب أخرى يضيق المجال عن ذكرها ،كان على المهتمين بالدراسات اللسانية من العرب أن يمعنوا النظر في التراث اللغوي العربي ،بل عليهم أن يجعلوا منه المادة التي يجب أن تلبس اللباس الجديد ،وأن تخرج إلى صرح اللسانيات الحديثة ممنهجة مقننة ،تحكمها نظرات وقواعد متينة . وسيتبين آنذاك أن التراث اللغوي العربي قائم على نظريات علمية هي أوج ما وصل إليه الفكر الإنساني في وقت ما ،إن لم نقل إنها تمثل ذلك الأوج منذ الزمان البعيد إلى وقتنا هذا. [غنيم،1989]
 القضية إذن قراءة لهذا التراث الزاخر؛ ثم محاولة فهم هذا التراث على أكمل وجه. حتى إذا ما تيسر ذلك،  أمكن للباحث اللغوي الوقوف على حقيقة هذا التراث وإدراك مكانته من الدراسات اللسانية الحديثة؛ إذ الأزمة في واقع الأمر، قائمة على هذه القطيعة الملحوظة بين الباحث وتراثه ، وعلى تعلقه بالدراسات اللسانية الغربية، والعزوف عن التراث اللغوي العربي، لا لشيء سوى أنه تراث أخلقه الزمن. ولقد مكنتنا بعض المحاولات المتواضعة من فهم كثير من المصطلحات والقضايا اللغوية الأجنبية  التي يعمل العرب والمترجمون على إيجاد مقابل يتناسب وما تدل عليه، في حين أن هذه المصطلحات ، وهذه القضايا، قائمة بمصطلحاتها في التراث العربي القديم. و لا أدل على ذلك من مفهوم الدليل و معنى المعنى. ولو أن لغويي العرب انطلقوا من التراث لو وفروا كثيراً من الجهود في خدمته وبعثه، ومن ثم تقريبه إلى أذهان الناس ، والأهم من ذلك تخليص الفكر اللساني العربي من التبعية ، وتحريره من الغربة المضروبة عليه ، بهدف الوصول إلى إنشاء مدرسة لسانية عربية ، لها أسسها وخصائصها ومناهجها.
(3) المبحث  الحرب المشتعلة ضد اللغة العربية وما تواجهه من تحديات داخل وخارج الوطن العربي
  1. لماذا تحارب اللغة العربية؟
 لا ينكر أحد فضل اللغة الأم في توقد الإبداع والإبتكار. والدول المتقدمة تدافع عن لغتها الأم بشراسة وقوة وتضع القوانين اللازمة للمحافظة عليها ولا تتهاون في تطبيقها. واللغة العربية ليست لغة أم فحسب بل هي لغة الأمة العربية والرباط بين دولها وهي لغة الأمة الإسلامية ولغة الدين الإسلامي لذلك يتطلب الحفاظ عليها قوة مضاعفة لغيرها من اللغات. والحرب علي اللغة العربية شرسة ومخططة لأهداف منها:-
1.1.   القضاء علي الدين الإسلامي الذي هو مصدر القوة والمقاومة للعرب.
1.2.   فصم عرى الوحدة القومية بين أقطار الأمة العربية ،باعتبار اللغة الفصحى العامل الأساسي في وجود الشخصية القومية وفي بقائها،حتى يمكن استعباد العرب جميعًا  بعد أن تذهب قوتهم الكامنة في اتحادهم وتكاتفهم وتضامنهم تمثلًا بالقول المعروف"فرق تسد".
1.3.   القضاء على الثقافة العربية عن طريق فصل الأجيال العربية الجديدة عن تراثهم الثقافي المدون بالحروف العربية التي يراد استبدالها أيضا بحروف لاتينية. وحدوث كارثة من عدم انتفاع معظم المتعلمين من الأجيال العربية الصاعدة من هذا التراث.
1.4.   حدوث بلبلة فكرية ، واضطراب ثقافي واجتماعي خطير للغاية  وتقليص القدرة على الإبداع.
  1. 2.    ما تواجهه الأمة العربية دا خليا:-
2.1.   محاربة اللغة في عقر دارها:-
إن الّلغة العربية اليوم تعيش واقعاً مراً؛ فهي بين مستهين بشأنها، غير آبه بالدقة والصحة في استخدامها لغة للتعبير والاتصال، وداع إلى نبذها، واستبدال الّلغة الأجنبية بها في التدريس والتأليف، حتى في المستويات الأولى من التعليم، مدعيا ًأنها عاجزة عن مواكبة العلم والتكنولوجيا، والاستجابة لما يحدث فيهما من تطور متسارع، ومناد بضرورة استخدام العاميات لغة للإعلام والإنتاج الأدبي، زاعماً أنها الوسيلة الأنجح في مخاطبة الجماهير، والوصول إلى عقولهم وقلوبهم. [الهاشمي،2010]
لقد نجحت الرواسب الاستعمارية في وضع جذور في التعليم تنفر من اللغة العربية وتهون من شأنها حتى هانت على أهلها وأصبحت عبئًا عليهم. لقد ترك الاستعمار ذيولًا من أبناء العربية ينهجون نهجه في الحملة الحاقدة على العربية والنْيل من قدرتها والتقليل من قدْرها ، ومن هؤلاء في أواسط القرن العشرين ،لطفي السيد وسلامه موسى وعبد العزيز فهمي في مصر، والخوري مارون عصن في سوريا وغيرهم كثير،وكانوا يدعون لاستخدام العامية بدلًا من العربية في التعبير والنطق واستعمال الحروف اللاتينية فى كتابتها[عمر،2004].
إن المجتمع الناطق بالعربية لا يدري أن لغته الأم هو طوق النجاة الوحيد وسبيله للابتكار والإنتاج والإبداع كما كان في القدم. إنه لا يدري أنه بتخليه عنها يفقد قدراته وإمكانياته وهذا ما يحدث فعلًا.
أن محنة العربية لا تتمثل في حشود الألفاظ و المصطلحات الوافدة إليها من عالم الحضارة إلى عالمها الذي يبدو متخلفًا ،ليس ذلك فحسب،بل إن محنتها في انهزام أبنائها نفسيًا واستسلامهم أمام الزحف اللغوي الداهم ،في مجال العلوم والرياضيات، بحيث تكونت في العالم العربى جبهة عنيدة تجاهد للإبقاء على العربية  بمعزل عن هذه المجالات، قانعة بعلاقة هشة مع لغة الحضارة، فما دامت صفوة المشتغلين بالعلوم تعرف الإنجليزية فلا باس من عزل العربية بل وقتلها[عمر،2004]. لقد أدى ادعاء الذين بأيديهم الأمر وكبار أصحاب الأقلام والمراكز الإدارية والثقافية في بلادنا ، بأن اللغة العربية أصبحت لغة الشعر والأدب والتعبير عن خلجات النفس ،و إلى تصور أنها ليس لديها القدرة على مسايرة ركب الحضارة الحديثة وعلى استيعاب مصطلحاتها ، ومن هنا فلابد للطالب العربي أن يتلقى دروسه بلسان أجنبي ، أدى ذلك إلى تدهور اللغة العربية في عقر دارها. ومن ثم أصبح التعليم الجامعي يعاني قصورًا في استخدام اللغات الأجنبية أيضًا مما ينعكس انعكاسًا سلبيًا على إبداع وإنتاج أي إنتاج نفخر به على المستوى المحلي والعالمي.
يوضح أحمد مختار[عمر،2004] خطورة الوضع قائلًا:
إن من بعض من يحتل مراكز التوجيه والتنفيذ في عالمنا العربي مثل يوسف السباعي وزير الثقافة والحائز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب والدكتور صلاح مخيمر أستاذ  الجامعة المسئول عن تربية الأجيال لمن يُعَرضِّ بالفصحى وقواعدها ،هذا الكلام كتب في حينه، فقد كتب الأول مقالًا منه قوله "يجب أن نتحلل من هذه القيود السخيفة. لماذا كل هذا التعب ؟ ألا أن العرب منذ ألف سنة رفعوا هذه ونصبوا تلك. ليكن لنحافظ على تراثهم كما هو. على أن نحلل لغتنا من أثقالها وقيودها ونقولها بأبسط الطرق ، لنسكن آخر كل كلمة ولنبطل التنوين ، ولنقل الجمع بالياء فقط .. ولنحرم أدوات الجزم والنصب من سلطاتها ". أما الثاني فكتب يقول ( أترانا في حاجة إلى مواطن يجيد الكلام بأكثر مما يجيد العمل؟ وهل هناك من جدوى لمعرفة يتم اكتسابها في وقت ما ليمسحها بعد ذلك؟) وبعد أن هاجم تدريس اللغة الفصحى  في دور العلم واستنكر على الدولة أن تنفق في تعليم  اللغة الفصحى ما تنفقه ، واعتبر هذا جهدًا ضائعًا لا طائل من ورائه  ، وعد الفصحى شيئًا كغثاء السيل ، وعلمًا لا يخدم المجتمع وغيرها من الأمثلة التي ساقها هذا الكتاب.
كما تواجه الّلغة العربية في العصر الحالي تحديات شتّى متعددة المصادر والاتجاهات، وفي مختلف المستويات والمجالات، في التربية والتعليم، وفي وسائل الإعلام والاتصال، وفي البحث والتأليف، يفرضها واقع لغوي هو انعكاس سلبي لعصر العولمة، أدّى إلى تضييع الناشئة لغتهم الأمّ؛ فأصبح من المألوف أن تتلجلج ألسنتهم عند الحديث بالعربية، فينشدون العون في الّلغة الأجنبية، يستمدون منها ما يكملون به عباراتهم. [الهاشمي،2010]
2.2.  مخططات التغريب في الوطن العربي:-
إن التبعية الفكرية والصناعية والحضارية نوع من الاستخراب أشد خطورة من السيطرة العسكرية أو التبعية السياسية حيث تهدف مخططات الاستخراب [عويس،2000] في الوطن العربي إلى:-
[أ‌]         تعميق التبعية التكنولوجية للدول المصنعة لها.
[ب‌]     الإبقاء على الأمية الثقافية والعلمية على الساحة الكبيرة مما يعكس معدلات الإنتاج ومشاركة الفرد الفعلية.
[ت‌]     تعميق الهوية الحضارية وهز الثقة بالنفس، مما يؤدي إلى تمزق الإنسان العربي بين حضارته وحضارة الآخرين.
[ث‌]     الحصار الاقتصادي للوطن العربي.
[ج‌]      الامتداد المسلح  وتهديد الأمة العربية من خلال ما تملكه إسرائيل من أسلحة نووية.
[ح‌]      تعميق مشكلة الاختيار المستقبلي وتحديد الأولويات.
2.3.  الجامعات الأجنبية بمصر وتضامنها مع العولمة:-
كفانا دليلًا على الاتجاهات الفكرية بأصل هذه الجامعات بعض النتائج الإحصائية التالية[الناقة، 2000]
§        71% من طلاب الجامعات الأجنبية  لا يعرفون لون العلم المصري وألوانه.
§        38% من طلابها يعتبرون لبس الجلباب من أنواع التخلف.
§        37.5%  من طلابها يتمنون الحصول على الجنسية الأمريكية.
§        75% من طلابها يرون أن الوجود الأوربي في مصر كان تنويرًا وليس استعمارًا.
2.4.  جامعة الأزهر و انقيادها لضغوط العصر بدلًا من محاربتها:-
يقال إن من أهم العوامل التي ساعدت على الاحتفاظ باللغة العربية في مصر وجود الأزهر بها لأن الأزهر كان  وما يزال منارة العلوم اللغوية والإسلامية بمصر والعالم الإسلامي. لكن للأسف بدلًا من محاربة الأزهر لتعليم وانتشار اللغات الأجنبية ،بصورة تستهدف القضاء على العربية، انطلق ،و كأنه يدعم ذلك، في إنشاء مدارس اللغات الأزهرية بعد أن أجاز التدريس  باللغات الأجنبية في جامعاته [الناقة، 2000].
 إن من فطاحل علماء الأزهر أناسا درسوا العربية وحفظوا القرآن ولم يدرسوا اللغات الأجنبية إلا في مراحل متقدمة وبالرغم من ذلك أجادوا اللغات الأجنبية عند إذن وأبدعوا لدرجة أن قام الشيخ رفاعة الطهطاوي وتلاميذه في عصر محمد علي بترجمة أكثر من ألف و أربعمائة كتاب من اللغات الأجنبية للغة العربية في فترة وجيزة.فكان الأجدر بالأزهر الحفاظ على اللغة وصد هذا الغزو الدخيل إليه وإلينا.
2.5.  انغلاق اللغويين العرب على أنفسهم:-
إن علم اللغة للآن ما زال قاصرًا على دارسيه وأصبح كثير من المتعلمين و المثقفين لا يعرفون شيئًا عن علوم اللغة وقواعدها وأصولها. كما بدت كتابات اللغويين وقفًا عليهم قراءة وفهمًا. إن أكثر اللغويين يوجه اهتمامه بدراسة أساليب بعض الشعراء والكتاْب القدامى ويركز على تأثيرهم وتأثرهم باللغة قديمًا. ومع عدم الاعتراض على هذا لأننا لسنا من أهل هذا المجال ونترك التقييم للمتخصصين إلا أن الأولى بهؤلاء دراسة التراث اللغوي وفض خزائنه بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث. و الاطلاع على الدراسات اللغوية الحديثة أيضًا.
        للآسف لم يستطع أرباب اللغة سوى رفع شعارات ضد التطور ومحاولات الرقي باللغة ولم يقدموا لرجال العلوم المختلفة ما يشبع رغباتهم وبسرعة تجري مع معدل الاكتشافات وما تأتي به الاختراعات وما يتناقل عبر شبكات الاتصالات من مصطلحات ومعلومات تخدم اللغة وذويها إن عُربت مع قدرة اللغة العربية على استيعاب جميع المصطلحات بل يقال أنها تبني جميع ألفاظ لغات العالم.
إن إنتاج اللغويين العرب مازال ضعيفًا لا يتناسب مع منتجات اللغويات في البلدان ذات الثقافة والفكر ويرجع ذلك إلى ما يلى:-
[أ‌]      عدم إلمامهم بتكنولوجيا اللغة وهندستها والنظريات الحديثة في هذا المجال حتى إن بعضهم قد حاول تنظير اللغة العربية نفسها كما سنرى فيما بعد. كذلك  عدم إلمامهم بما يتناقل عبر شبكات الاتصالات من منتجات التطور السريع سواء أكانت مصطلحات لفظية أم مصطلحات علمية أم مترجمات أم معربات تخدم اللغة وتدعمها. إن تقنية اللغة، ودراستها، وإقامة نموذج حاسوبى لها سيساعد أكثر على تفهمها، ورضوخها، وكشف كنوزها، وجوهرها، وخاصة فى مجال الأبحاث الإحصائية الآلية، ووضعها فى منظومة شاملة، ويصبح دور المتخصصين هو الأخذ من هذه التقنيات، والإضافة إليها بدلا من عزل اللغة عنها حتى لا يقتصر العلم بعلوم اللغة يومًا ما على دارسيها المتخصصين فقط، ويبتعد عنها غير المتخصصين بل لعلهم يلجأ ون إلى التعبير عن أنفسهم كتابة باللغة العامية مثلا أو باستخدام لغات أجنبية أخرى، كما حدث فى اللغة الأمريكية الإنجليزية التى حرفت بعض كلماتها للسهولة، والسرعة حتى فى الكتابات العلمية؛ فنكون حرصا منا على اللغة العربية الفصحى، وأساليبها التقليدية قد قتلناها،وأوصلناها إلى مرقدها الأخير.
[ب‌]  عدم استخدام الوسائل الحديثة التي تستخدم في تدريس اللغة الانكليزية مثل المختبرات اللغوية والأشرطة المسجلة والمصورة واللوحات التوضيحية الملونة و ألعاب الفيديو والحاسوب و مواقع الانترنت المتميزة. 
[ت‌] قيود الجمود التي تحارب كل جديد وتشجبه بدلًا من البحث في صحته وتأييده أو محاولة تصحيحه مما يثبط عزم شباب اللغويين عن البحث عن جديد والاكتفاء بالحدود القديمة طمعا في الحصول على الدرجات العلمية وهربا من خوض حروب غير متكافئة، غير أن هذا الاتجاه قد بدأ في الظهور ولكنه يحبو ببطيء وحذر شديدين.
[ث‌] تحول الأعمال اللغوية لسلعة إنتاجية من خلال هيئات خاصة وتحت الظروف الحياتية الحالية أصبح هدف الأبحاث اللغوية ماديًا في المقام الأول ،مع ملاحظة عدم نشر هذه الهيئات لتلك الأبحاث التي قطعت شوطًا طويلًا حرصًا على المكاسب المادية، أما بالنسبة للدول الأخرى فتلك الهيئات تنشر أبحاثها لأنها لا تعاني من هذا الضغط المادي. والحقوق محفوظة لذويها على أية حال!!. هذه الدول أيضا تطلق يد البحث على شبكات الاتصالات لجميع الدول وتترك أبحاثها في مواقع خاصة بها كنوع من الدعاية اللغوية والثقافية أيضًا وكنوع من الجذب للمتخصصين.
  1. 3.    ما تواجهه الأمة العربية عالميا:-
3.1.    محاربة اللغة العربية في البلاد الناطقة بالعربية
إن الهجمات الأجنبية الشرسة ليست مجرد محاربة للغة العربية ومحاولة إحلالها بلغة أجنبية فقط بل تهدف لفض عرى الوحدة الوطنية والإسلامية وإضعاف الكيان الفكري والثقافي والحضاري العربي. إن حرب اللغة حرب سياسية جغرافية معلوماتية  بكل الأشكال والأنواع.
وما حدث في تركيا لخير مثال على ذلك فقد نجحت الأتاتوركية في تحويل الحروف العربية التى تكتب بها التركية إلى حروف اللغة اللاتينية ، فهل أدى إلى ما كان يرنو إليه كمال أتورك وأتباعه من نهوض وتقدم وتحضر؟؟؟ الجواب لا ، فالدولة  لا تزال  من الدول التابعة حضاريًا للتكنولوجيا العربية، والذي حدث هو إبعاد "اللغة" عن متناول الفرد التركي، وعجزه عن قراءة القرآن. إذن فهي حملة تهدف إلى سلخ الفرد التركي عن دينه وإبعاده عن دستور ربه بإبعاده عن لغة القرآن [تركي،1982]. أضف إلى ذلك سلخه من الكيان العربي الإسلامي وتقليص حجم هذا الكيان لخطورة وحدته وحضارته المرتقبة  إذا عاد لسالف عهده من الترابط والنهضة والعزم على الرقي. وهنا نحس باللمسات الغربية التي هي وراء كل تفكك ودعوة ،مستترة، للتخلف مثل دعوة استخدام العامية وغيرها  إن مخططات الاستغراب كشفت القناع عن وجهها القميء في تركيا وأسبانيا وفلسطين والجزائر وتعمل الآن  تحت هذا القناع المخادع في جميع بقاع العالم كما سيتضح فيما بعد.
3.2.  حملات التغريب الحاقدة والمحاولات رامية للقضاء على اللغة العربية:-
هناك محاولات هدفها التغريب والغزو الثقافي ومحاولة احتواء الفكر العربي والسيطرة عليه بفكر وافد. هذه الهيئات ليست هيئات ملموسة مادية لكنها تدرك بالفكر الواعي والناضج الذي يستطيع إدراك ما يحاك به من مؤامرات وهنا يأتي دور الفئة الواعية المثقفة ومسؤليتها التي يجب أن تحملها على عاتقها وهذا هو الجهاد الأكبر. يجب أن نتصدى لهذه المحاولات بفضحها ومقاومتها وتوعية البسطاء وتقييد المنتفعين بها . إن التغريب لم يعد موضع شك أو تساؤل بل إن مناهجه واضحة ومعروفه وله ممولوه ودعاته ومؤيدوه .إن مفاهيم التغريب كثيرة أوضحها خلق عقلية جديدة تعي وتفكر وتنتمي للعالم الغربي وفكره وتصوراته ومقاييسه وتحقر كل ما يخالف ذلك من أفكار الأمم والديانات الأخرى.
أهم أسلحة التغريب تجريد المجتمعات من لغاتها ،إن تجريد المجتمع العربي من لغته هو تجريده من تراثه وأصوله ودينه هو عزله عن قوميته وعروبته وانتمائه،وجذبه للغات الأجنبية حتى يفقد الفرد القدرة على الفكر والإبداع التي تمده بها لغته وينقاد فكره وإبداعه لسواها. وما ارتباطنا باللغات الأجنبية واستخدام ألفاظها إلا دليل على ارتباطنا الاستهلاكي في المعارف أو المنتجات في جميع المجالات بالغرب والذي يفرض علينا الوضع القائم,  إن من أهدف التغريب أيضًا أن يجعلنا مستهلكين لمعارف أجنبية وفكر أجنبي ومن ثم منتجات أجنبية فنسمع أغانيهم  و نلبس ملابسهم ونستخدمها بلفظها الأجنبي ناهيك عن أسماء المأكولات والمطاعم ودور السينما والأجهزة الحديثة ومدن الترفيه والقرى السياحية وفي النهاية ننقاد إلى منتجاتهم ويصبح انتماؤنا إليهم فنعيش تحت السيطرة الغربية فكرًا واقتصادًا أيضًا لأن كل ما هو محلي سيندثر ويزول. إننا بذلك نكون قد وضعنا حول رقابنا قيد عبودية لا خلاص منه وهو ما يُهدف إليه.
لقد أصدرت وزارة التربية والتعليم الفرنسية في فرنسا  التي كانت تدرس اللغة العربية منذ قرون ،بالحروف العربية، في المدارس الثانوية في مستوى واحد مع اللغة الإنجليزية والأسبانية  قرارًا يطبق في امتحانات البكالوريا في يونيو المقبل  يقضي بأن تمتحن العربية بالحروف الفرنسية التي تستخدم في ورقة الأجوبة عن الأسئلة ويشمل هذا القرار الغريب على حد وصف عثمان السعدي " التوقف عن تدريس العربية الفصحى التي يعتبرها الداعون  للقرار لغة تعاهدية غير حية، واستبدالها باللهجات العربية مع اعتماد اللهجة المغاربية واللهجة الشامية واللهجة البربرية و اللهجة القبالية. الأوساط الفرنسية اعتبرت هذا القرار انحرافًا بالثقافة العربية ومن بينهم رئيس الجمعية الفرنسية للغة العربية والذي اعتبره "موقفًا أيدلوجيا" ينطلق من فرنسة اللغة العربية بكتابتها باللغة الفرنسية. أين القرار العربي أمامه؟ أين موقف جامعة الدول العربية لماذا لا نعرب الفرنسية في المقابل؟ لماذا لا نحفل بكرامتنا العربية؟!!!!.
3.3.  حملات تشويه العربية وإلباسها ثوب اللغات الغربية:-
        إن مجال تنظير العربية ووضعها في مصاف اللغات العالمية يعتبر مجالًا خطيرًا يلفه الغموض والتحدي مما جعل أرباب اللغة أنفسهم حريصين على الخوض فيه بحرص وبطءٍ شديدين وقد أدى ذلك للأسف إلى تأخر هذا النوع من البحث كما سبق أن أشرنا.
مع تقدم التكنولوجيا ورقي الإمكانيات فتح باب التحدي على مصراعيه مما أمد المتحدين بجرأة شديدة جعلتهم لا يهابون الخوض فيه فقطعت أبحاث اللغويات الأجنبية شوطًا طويلًا وارتقت التطبيقات لمستوىً  عالٍ (مثل الترجمة الآلية). ومع جمود أرباب اللغة العرب عن الخوض في هذا المجال تجرأ الغربيون على الخوض فيه غير مدركين أن اللغة العربية لغة شاملة تحتاج  لمعاملة خاصة وتتميز بسمات عديدة  فحاولوا إلباسها ثوبًا لا يسعها ولا يليق بها وهو ثوب الإنجليزية غير مدركين للهوة العميقة التي سعوا إليها. المستشرق أيفرهارد ديترز أحد هؤلاء حيث حاول وضع نظرية لتحليل النصوص العربية الحديثة، ونحن لا نلومه بقدر ما نشكر له ذلك فعملية البدء في هذا المجال خطوة جريئة كان لابد من أن تتخذ وكونه استعان بأرباب اللغة ذكاء يجب أن يقدر له وإن لم يأتِ بالثمار المرجوة لاستعانته بصغار الباحثين غير القادرين على التعديل أو التصحيح إلا في حدود ضيقة لذا وجب على المتخصصين ذوي الخبرة والحنكة في هذا المجال الإلمام بمثل هذه الأعمال وبحثها ونقدها أو تأييدها ،بالإضافة أو الحذف، وعدم الوقوف بمعزل وكأن الأمر لا يعنيهم شيئًا.
3.4.  الثورة أو الهجمة المعلوماتية و فقدان الهوية وآثره
"ومع الثورة المعلوماتية وإمكانات ثورة الاتصالات الجديدة، اكتشف الإنسان المأزق. عرف أن زيادة السكان على الأرض تنمو بمتوالية هندسية, وأن المعرفة الإنسانية تتضاعف مرة كل 18 شهرا, وأن ثورة التكنولوجيا الجديدة تغزو جسده وترسم خريطة جينية تحدد مستقبله! " [نجم،2008].
تمثلت هذه الثورة في ؛ التقدم العلمي الخطير والاكتشفات اليومية وغزو شبكات الاتصال للبيوت والمخادع بما تحمله من جرائم الكترونية. كذلك في اشتعال سباق التنافس بين الأمم علميا وسياسيا واقتصاديا ومعلوماتيا. وقد أصبحت صناعة  المعلومات والسيطرة على المعلومات أقوى سلاح. و أصبحت المعلومات بلا سيطرة متاهة وضياع.
والعولمة تعمل على ابراز قيادة عالمية تستحوذ على النفوذ والقوة ، وتتحكم فى أضخم أدوات التغيير المطلوبة لترسيخ قيم عالمية رأسمالية ، وهذه النخبة سوف تكون من الصفوة الإقتصادية فى العالم. [الزغير،2010]
"العولمة لا تنظر إلى الماضي, ولكنها تشير إلى الراهن وتتحدث عن المستقبل. لعلها بذلك تقول تخلوا عن ذاكرتكم وشخصيتكم (عن الهوية) فهي تسعى لخلق عالم آخر جديد: بلا خصوصية, بلا مركز, بلا تواصل أو انتماء, بلا مفهوم واضح عن الوطن أو الأسرة. إنه عالم استهلاكي! " [نجم،2008].
"وجلىٌّ أنه لا وجود لحضارة فى أمة من الأمم ما لم تكن لها ذخيرة وافية من الأعمال الإبداعية والنتاجات الفكرية المتميزة المدونة، فالمقياس فى حضارة الأمة ليس فى عدد أفرادها ولا فى مساحة أرضها، وإنما فيما تبدعه عقول أبنائها ونتيجة أفكارهم بلغتهم وليس بلغة قوم آخرين" [معتوق،1996].
"ونحن نعاني من فقدان هوية مزمن الآن قد يتطور إلى كارثة وشيكة إن لم نستيقظ قبل فوات الأوان وقد نالت الحركات المستمرة ضد إضعاف اللغة العربية منها بدرجة كبيرة وأوهنتها ونزعت منها الكثير من المقومات التي من شأنها تقوية أي لغة وتدعيمها مثل استخدامها في دراسة العلوم مثلا، وعن طريق قطع علاقتنا مع التراث ومع ماضينا وكأننا نسينا أن ماضينا هذا الذي نريد أن نبتعد عنه قد كنا فيه على قمة هرم التكوينات الحضارية في العالم." [المصري،2009].
3.5.  الحروب المقنعة ضد اللغة العربية وابتداع الفرنكو آراب
مشروع للقضاء على اللغة ولتشويه القرآن الكريم:  'الفرقان الأمريكي' بديلا للقرآن:  انتهت الإدارة الأمريكية مؤخرا من إعداد مشروع خطير هدفه 'تغيير شكل حروف اللغة العربية واستبدال اللغة اللاتينية بها' تحت مسمي تحديث الثقافة العربية، واعتبار هذا المشروع جزءا من خطة الإصلاح في المنطقة والتي تدخل ضمن إطار مشروع 'الشرق الأوسط الكبير' الذي سيجري اعتماده في نهاية شهر 'يونيو' المقبل. ومقدمو المشروع  وهم عدد من الخبراء المختصين  يقولون: إن الهدف من هذا المشروع هو تحقيق تفاهم أفضل، ولغة مشتركة بين اللغة العربية وغيرها من اللغات الأخرى، وإن الأمريكيين والأوربيين متعطشون للوقوف علي أسرار تلك اللغة والعديد من الكتابات الهامة القديمة والحديثة التي نسجت العقل الثقافي العربي والإسلامي [حمادة،2010].
وقد بدأ المستعمرون في الدول العربية يضعفون منها في أفريقيا مثلا حولوا اللغة السواحيلية التي يتكلم بها قسم كبير من أفريقيا لكي تكتب بحروف لاتينية بالرغم من أن جميع الدراسات أكدت أن كتابة اللغة السواحيلية بحروف غير العربية ستضعف منها كثيرا إلا أن الهدف وقتها لم يكن إضعاف أو تقوية اللغة السواحيلية بقدر ما كان الهدف هو القضاء على اللغة العربية تمهيدا لإضعاف الكيان العربي بالكامل. [درويش ،2009].
  1. 4.    اللغة العربية في المحافل الدولية:-
دخلت اللغة العربية في الستينيات المحافل الدولية مثل [منظمة الوحدة الإفريقية- منظمة عدم الانحياز- منظمة العمل الدولية- منظمة اليونسكو ] حيث وصل مستوى المترجمين لدرجة عالية من التمكن والإتقان لكلا اللغتين حيث أصبحت اللغة العربية متواجدة بصورة مناسبة. أما الآن وعلى مشارف القرن الواحد والعشرين فقد بدأت اللغة العربية في التراجع فى المحافل الدولية نتيجة لجيل جديد يتقن اللغة الأجنبية ويفضل التعامل بها مباشرة دون الحاجة  لاستخدام اللغة العربية. أن من الواجب أن نفيق لما يحدث ونعيد للغة العربية تواجدها في المحافل الدولية لتصمد أمام طوفان المعلومات والعولمة وكبداية تحدث القادة العرب جميعهم باللغة العربية الفصحى في المؤتمر العربي الإفريقي -2002- و من دواعي التأمل اهتمام البلدان الأخرى بلغاتها في المحافل الدولية.
ومن القصص الطريفة قصة حدثت  في حرب أكتوبر 1973 حيث قامت القوات المصرية بأسر أربعة من رجال الضفادع البشرية الإسرائيلية. وعندما بدأ الاستجواب أوضح الأسرى عدم تمكنهم من التحدث سوى بلغتهم القومية -العبرية- وبعد البحث اكثر من ثلاثة ليال عن مترجم من العبرية لليهودية بالعكس تم الاستجواب. و بعد انتهاء الاستجواب اكتشف المصريون قدرة الأسرى على التحدث باللغة العربية والإنجليزية بطلاقة ولماسُئلوا عن سبب إنكارهم لقدرتهم على الحديث بالعربية أو غيرها أوضحوا أن أي تعامل خاص بهم في الأوراق أو المحافل الدولية يجب أن يكون بلغتهم القومية.
  1. 5.    اللغة العربية في تصريحات منظمة اليونسكو
أصدرت منظمة ”اليونسكو” منذ سنوات قائمة بحوالي 300 لغة انقرضت تماماً في القرن العشرين وأضافت إليها قائمة باللغات المتوقع انقراضها في القرن الواحد والعشرون وكان من بين اللغات في تلك القائمة اللغة العربية..! [درويش ،2009].
  1. 6.    الحال في المنطقة العربية
والحال في بعض الدول العربية الأخرى محزن جدًا فالظاهرة ليست في مصر وحدها ، وإنما البلوى عامة من حيث وجودها وإن كان بدرجات متفاوتة في كافة  أرجاء الوطن العربي من الخليج إلى المحيط.
1]    في الخليج تتراجع العربية على نحو محزن سواء على مستوى الحياة العامة أو في المؤسسات التعليمية ، ولعلي لا أبالغ إذا قلت أن ترتيب اللغات بدولة الإمارات العربية  في مجال المعاملات اليومية  ، يضع الإنجليزية في المقام الأول وبعده الأوردية، وتأتي اللغة العربية في المرتبة الثالثة. وبدعوة وزارة التربية والتعليم في الإمارات اشترطت أن تقدم الأوراق في المؤتمر بالإنجليزية علما بأن التعليم المراد تطويره لغته الأصلية العربية والدولة التي سيعقد فيها المؤتمر هى دولة عربية
2]    صدور وثيقة تطوير التعليم في المغرب لهذا العام باللغة الفرنسية ثم ترجمتها للعربية فيما بعد [أسعد،1989].
3]    تعد الجزائر ساحة نموذجية لذلك الصراع الذي كانت –ومازالت – اللغة أحد مرتكزاته فالطبقة المثقفة والنخبة السياسية موزعة على معسكرين يطلق على أولهما حزب فرنسا والثاني حزب الجزائر. الأول يدافع عن اللغة الفرنسية ويحتقر العربية علنًا في كتابات تنشرها الصحف الناطقة بالفرنسية،وهذه الأخيرة لا تخفي هويتها.أما الثاني فهو مع التعريب الذي يعده  من ثوابت الدولة وركائز الانتماء ، وهو تلقائيًا مع الاستقلال عن النموذج الحضاري الغربي[أسعد،1989].
  1. 7.    العقبات الداخلية التي تعانيها اللغة العربية من أجل تحقيق المرجو منها
[أ‌]           تعاني اللغة العربية من ندرة الكفاءات القادرة على تحرير اللغة بمنظور علمي بمعناه العالمي المعاصر، ووجوب علاج هذا النقص لا يحتمل تأخيراً أو إهمالاً ؛ فتدريب الكوادر البشرية على هذا العمل الهندسي الدقيق يحتاج وقتاً وخبرة ، وأي تأخير يقودنا إلى التخلف الحضاري يوماً ما ؛ حيث إن اللغة هي شمس الحضارات ورموز الثقافات.
[ب‌]       تعاني اللغة أيضاً من مشكلة الازدواج اللغوي بين الفصحى والعامية التي تنشأ بالنسبة لتعلم الأطفال في المدارس حيث يتعلمون بالفصحى في المدرسة ويتحدثون العامية بالمنزل والسوق والشارع ليست مثل الازدواجية التي تنشأ بين الفصحى وغيرها من اللغات الأجنبية مثلاً ورغم ذلك فهي تمثل صعوبة ومن أهم ما يهدد اللغة اجتماعياً ارتباط فرص العمل الجيدة بإجادة تعلُّم اللغات الأجنبية مما يزعزع ثقة الفرد في لغته.
[ت‌]    العولمة وتهميش المعتقدات والثقافات الأخرى والقضاء على اللغة أهم العناصر للقضاء على كليهما.
[ث‌]    قصور الأعلام عن القيام بدوره.
[ج‌]     استبدال العربية بالإنجليزية حتى قي الكليات الإنسانية بالرغم من أنه لا توجد دولة تدرس هذه العلوم بغير لغتها الأم وذلك يؤدي لتخرج الطلاب دون تحسن في مادة اللغة الإنجليزية مع تدهور كامل في مادة العربية..
[ح‌]     تخلف طرق تدريس اللغة العربية.
[خ‌]     عدم الاستفادة من التراث.
[د‌]       عدم اإستفادة من التجارب السابقة أو تجارب الآخرين,
[ذ‌]       تأخر العربية عن الالتقاء بالتكنولوجيا الحديثة.
[ر‌]      الاستخفاف الشديد باللغة العربية  فقد أصبح نوعاً من أنواع التخلف أو في ألطف مسمياته الخروج عن التخصص حتى أن كَتِابَةَ البحث وهي خريجة إحدى الكليات الهندسية يطلقون عليها لقب الشيخة ويطلبون منها لبس العمة لإبدائها الاهتمام الشديد باللغة. وكأن اللغة قاصرة على المشايخ وأصحاب العمم. وكأن الهندسة وغيرها من العلوم مستقلة عن العربية و لا يمكن لكليهما احتواء الآخر بينما للغة هندسة خاصة علم حديث اسمه هندسة اللغة بل وأحد الجمعيات العلمية  سميت بهذا الاسم ،جمعية هندسة اللغة- كلية الهندسة- جامعة عين شمس، .و أخيراً أعداء العربية هم كل مستخف بها لا يعي قدرها ولا يعتبر نفسه جزءً من الكيان العربي الثقافي. وكل من لا يفخر بتراثه العربي ويجري وراء ثقافات غربية ظناً منه أنَّ دافعه للتحضر بينما   تحضره الحقيقي يكمن في اعتزازه بلغته وكيانه.
[ز‌]      وبالرغم من صدور قرار جمهوري في مصر سنة 58 يوجب استعمال اللغة العربية في المكتابات واللافتات والمجلسين الأعلى والتنفيذي والشعبي وكذلك قرار مماثل عام 91 لكن كل ذلك لم ينفذ منه شيء والسبب فى ذلك يعود إلى أن:-
-        تيار التغريب أقوى من أجهزة الدولة ومؤسساتها التنفيذية.
-       المواجهة الحقيقية لذلك التيار ينبغي أن تتم على مستوى استراتيجي وسياسي وحضاري.
[س‌]   مشكلة الازدواج اللغوي بين الفصحى والعامية التي تنشأ بالنسبة لتعلم الأطفال في المدارس حيث يتعلمون بالفصحى في المدرسة ويتحدثون العامية بالمنزل والسوق والشارع ليست مثل الازدواجية التي تنشأ بين الفصحى وغيرها من اللغات الأجنبية مثلًا ورغم ذلك فهي تمثل صعوبة ومن أهم ما يهدد اللغة اجتماعيًا ارتباط فرص العمل الجيدة بإجادة تعلُّم اللغات الأجنبية مما يزعزع ثقة الفرد في لغته.
[ش‌]   العولمة وتهميش المعتقدات والثقافات الأخرى والقضاء على اللغة أهم العناصر للقضاء على كليهما.
(4) المبحث الأعلام و تأثيره في تدهور استخدام اللغة العربية
  1. 1.    دور الإعلام
لا ينكر أحد تأثير الإعلام على المجتمع ككل وفي جميع نواح الحياة. وبطبيعة الحال كان لفعلام تأثير على تدهور استخدام اللغة للأسباب التالية:
[أ‌]      استخدام المذيعون ومقدمي البرامج للغة العربية بطريقة مشوشة تفتقد القواعد والألفاظ الصحيحة. بالإضافة إلى ظاهرة التفرنج (في الملبس والنطق والثقافة) خاصة على القنوات الحديثة والفضائية. مع أننا لو لاحظنا غيرنا من القنوات الأخرى لوجدنا اعتزاز كل دولة بلغتها وحضارتها وحرصهم على أن تظهر قنواتهم هويتهم الثقافية والحضارية.
[ب‌]  الصحفيون ونحن في غنى عن ذكر ما للغة الصحافة من أخطاء وعيوب شاعت لدرجة أن أصبح التمييز بينها وبين الفصيح صعباً وذلك لانتشار الصحف وتداولها اليومي وعدم توفر المصححين اللغويين كالعهود السابقة. والبحث في غنى عن ذكر أن هناك العديد من الرسائل والأبحاث ،في الجامعات والمكتبات العامة، عن الأخطاء الشائعة في لغة الصحافة .
[ت‌]  لوثة استعارة عناوين وأسماء إنجليزية الأصل ، تكتب بالأحرف اللاتينية أو العربية ، وإعلانات باللغة الإنجليزية في الصحف العربية ، وأخطاء نحوية مفجعة في عناوين الصحف الكبرى، وفي أحاديث أهل العلم ناهيك عن السياسة، إلى عامية مبتذلة تكتب بها مقالات كاملة لكن من الإنصاف أن نذكر أن هناك اتجاهاً جديداً لكثير من الكتابات الأدبية التي بدأت تدعم اللغة العربية وتخلق تحاوراً بناء بين الكتاب والمفكرين على صفحات الجرائد ،ملحق الأهرام الصفحة الأدبية، يقرأه المتخصصون فيبدون رأيهم فيه في مرات قادمة ويقرأه العوام فيستمتعون به  وتزداد مفاهيمهم الفكرية وقدرتهم على التقارب من مثل هذه التحاورات وربما بمرور الأيام يصبحون من أصحاب الرأي أيضاً لأن هذا موضوع يمس جميع أفراد الأمة.
[ث‌]  تمثل الإعلانات كُتَّابَ القرن العشرين  بما يمثله واقعها من كثرة التكرار فإنها تستخدم لغة عربية ركيكة في قواعدها وألفاظها تُبث على أسماع الأطفال والكبار بإلحاحٍ دائمٍ وفي كل لحظة حتى أصبح العامة يحسبونها لغة سليمة ويستخدموها في تعاملهم اليومي غير مدركين أنهم بذلك يذبحون لغتهم ويلقون سلاحهم ضد مستقبل مجهول. أما خطره على الأطفال فلا حاجة لإيضاحه إننا نورثهم لغة لا معنى لها وتَطلع طبقي لا حدود له  إذ إن الإعلانات لا تكتفي بالقضاء على اللغة بل تزين ذلك بمواقف خارجة عن عادتنا وتقاليدنا.  لذلك أصبح يسطر على وسائل  الإعلام  جيلٌ ممن يجهل العربية السليمة بل والثقافة والتاريخ والحضارة العربية والنهضة الإسلامية أيضاً. فكيف بالله يتأتى لمثل هؤلاء المساهمة في خلق ثقافة أو وعي حضاري أو النهوض بالأمة ؟  ولا يفوتنا هنا أن نتذكر بعض البرامج ،سواء كانت إذاعية أو مرئية، والتي تعمل من أجل العربية والرقي بها و الرجوع بها إلى مسارها الصحيح إلا أن هذه البرامج تفتقد الجذب للعامة وتقتصر على المتخصصين ،(انظر فقرة انغلاق اللغويين على أنفسهم).
[ج‌]   خطورة توظيف الإعلام لتشويه الهوية العربية ونشر لغات أجنبية وتوطين قيم هابطة بدعوى التحضر. إن أهمية الإعلام في القرن العشرين وهذه الألفية أهمية لا يجب أن نغفل عنها فلها على المستوى القومي تأثيرها على متتبعيه. ذلك التأثير الذي بدا واضحا جلياً خاصة على الشباب الذي يمثل 67% من السكان في مصر. لذلك يمكن أن يكون الإعلام ذا تأثير سلبي كما أوضحنا سابقاً أو ذو تأثير إيجابي إذا أحسنا توظيفه كأداة للارتقاء باللغة العربية والإنسان العربي والثقافة وتهيئة البلاد لمواجهة طوفان المعلومات والعولمة.
  1. 2.    شبكات الاتصالات كأداة من أدوات الإعلام:-
 وواجبنا في الحفاظ علي اللغة في عصر تفجرت فيه المعلومات وتطورت فيه الاتصالات و بدأت شبكات الاتصال  في الدخول في شتى المجالات والتطبيقات والمتوقع في بداية القرن القادم أن تكون هذه الشبكات من أهم وسائل الاتصال بين المؤسسات والهيئات وربما الأفراد أيضا بمعنى أنها ستصبح وسيلة لتلقى العلوم والحصول على الدرجات العلمية ,وهذا ما يطبق في أكثر الدول المتقدمة مثل أمريكا وفرنسا واليابان وإنجلترا ,ويعني هذا أن يتصل الطالب بجامعته ويحصل على مادته العلمية وشرح أستاذه عن طريق هذه الشبكة دون الحاجة إلى الوصول للكلية. وربما تكون الجامعة خارج الولاية ،وخارج البلد أيضاً . ويتدرج هذا الاتصال في المستوى ،حتى إننا نرى ربة المنزل أيضاً إذا أرادت الحصول على منتج ما عن طريق هذه الشبكة تمكنت من معرفة ثمنه في جميع المحلات ومؤسسات البيع مدعماً بالسعر ،ومكان الشراء ؛فتختار ما يناسبها في السعر وسرعة الحصول عليه ، وفي إمكانية توصيل الطلبات للمنازل وهي داخل المنزل ،وربما تمكنت من رؤية صور الصنف المطلوب أيضاً ومدة  صلاحيته ،وغيرها من المعلومات . ما دورنا كدول شرقية ناطقة باللغة العربية من كل هذا ؟! ما موقعنا على هذه الشبكة ؟! وكيف نقويه ونحافظ عليه ؟!
هذه القضية يجب ألا نغفل عنها ،وإلا أصبحت الاتصالات متاحة بين دول العالم ،بينما نمثل نحن منطقة معزولة لا ذكر لها. إن من المتوقع أيضاً-في خلال أعوام قليلة – أن تصبح اللغات التي لا مكان ولا استخدام لها لهذه الشبكة في عداد اللغات المندثرة .
ولأن الله منزل الذكر ،ولأنه حافظ له ؛سخر بعض الدول الأوربية لأبحاث اللغة العربية ، ولإيجاد مكان لها على هذه الشبكة ،فهناك مؤسسات أجنبية عديدة تقوم بالعمل في مجالات اللغة العربية محاولةً تفهمها وتحليلها.
  ألم يأن لنا أن نتساءل لماذا ؟! لماذا تهتم هذه الدول بلغتنا ،وترصد الملايين للعمل في مجالها ؟!
إن الإجابة بسيطة وواضحة ،إنها تريد أن تتحكم في مواقع اللغة العربية ومصادر المعلومات العربية على هذه الشبكة ؛ومن ثم تستطيع السيطرة على فكر وعقول مستخدمي هذه المواقع ،وأن تدس لهم المعلومات كما يتراءى لها. وبعد السيطرة على اللغة والفكر يبدأ استعمار جديد،وهو الاستعمار المعلوماتي. ومع التطور العالمي ،واستخدام هذه الشبكات في الدول الشرقية تكون هذه المواقع مصدر المعلومات الوحيد أو على الأقل أهمها ؛ومن ثم يبدأ هذا الاستعمار في تسخير الفكر العربي واستغلاله ،واللعب باللغة العربية وتحريفها كما يتراءى له.
من هنا يلمع دور اللغويين العرب و العاملين في هذا المجال و  و تشتعل حرب مقنعة في صورة استخراب  معلوماتي  لابد أن يواجه بالتصور العلمي واستخدام نفس الأسلحة التي يستخدمها الطرف الآخر بمعنى الإلمام بأبحاث اللغة وتطبيقاتها ومجالاتها.
وقد قام بعض الأفراد و الهيئات بمحاولات جيده في تطبيق هذه التقنيات الآلية إلا أن أميزها ما قامت به بعض شركات  القطاع الخاص في مجال الترجمة الآلية. وما قام به قسم بحوث المعلوماتية بمعهد بحوث الإلكترونيات و شاركت فيه كاتبة النص.
(5) المبحث اللغة العامية كأحد أسلحة القضاء على العربية
[أ‌]   الفرق بين تعلم اللغة العامية واللغات الأجنبية:
إن اللهجات العامية في عبارة عن مستوى من الأداء اللغوى دون مستوى العربية الفصحى وليست لغة أجنبية وقد عاشت إلى جانب اللغة الفصحى قروناً عديدة في تفاعل طبيعي.
[ب‌]     اللغة العربية الفصحى:
اللغة العربية الفصحى هي اللغة التي تستخدم في تدوين الشعر والنثر والإنتاج الفكري والعلمي عامة، وهي تخضع لقوانين تضبطها، وتحكم عبارتها. وهي تتوخى الإيضاح والأصالة. والإعراب إحدى وسائلها إلى تحقيق هذه الغاية ، غاية الإيضاح والإفصاح عن صلات الكلمات بعضها بعض وعن نظم تكوين الجمل بالحالات المختلفة لها والبحث في الدلالات العديدة التي تحملها. أما اللغة العامية فهي لغة الحديث التي تستخدم في الشؤون العادية ،ويجري بها الحديث اليومي في البيت والسوق والشارع،وهي لا تخضع لنفس القواعد والقوانين الضابطة للعربية الفصحى لأنها تلقائية، ومتغيرة تبعا لتغير الأجيال و تغير الظروف المحيطة بهم ، ومن أبر مميزاتها خلوها من ظاهرة الإعراب [تركي،1982].
[ت‌]     ظاهرة العامية:
 إذا بحثنا عن طبيعة العلاقة القائمة بين اللغة الفصحى من جهة ،واللغة العامية أو العاميات من جهة أخرى، فإننا نجدها في كل لغات العالم تقريبا علاقة قديمة تضرب جذورها في أعماق تاريخ نشأة اللغات المكتوبة. بل أن الفصحى كانت في إحدى مراحل التاريخ عبارة عن لغة عامية، تطورت نتيجة لعوامل مختلفة ،لا مجال لتفصيل الحديث عنها ،إلى لغة فصحى. من هنا لم يكن اهتمام اللغويين العرب القدماء بدراسة العامية وعلاقاتها بالفصحى يهدف إلى تدوينها كلغة قائمة بذاتها . وإنما كان من أجل تصحيحها وتقليص الفجوة بينها وبين الفصحى لكي تصبح جزءا سليما من اللغة الفصحى وليست منافسا لها.
هل اللغة العامية قادرة فعلاً على الوفاء بمطالب الفكر والعلم والتكنولوجيا؟ بالطبع لا ومما أيده كل الباحثين اللغويين تقريبا أن العامية سواء في البلاد العربية أو غيرها من البلدان الأخرى لغة قاصرة جداً في التعبير إلا في المجالات البسيطة. كما أنها فقيرة فقراً شديداً في مفرداتها ولا يشتمل متنها على أكثر من الكلمات الضرورية للحديث العادي فقط، وهي فوق ذلك كله لتعدد أنماطها فى البلد الواحد لغة مضطربة كل الاضطراب في قواعدها، وأساليبها، ومعاني ألفاظها وتحديد وظائف الكلمات في جملها، وربط الجمل بعضها ببعض إلى غير ذلك كما أنها تخلو من المصطلحات العلمية، ومن الدقة في التعبير فى غير مجالها الحياتى وأداة هذا شأنها لا يمكن أن تقوى مطلقاً على التعبير عن المعاني الدقيقة،  ولا عن حقائق العلوم والآداب والإنتاج المنظم. ولذلك فهي لا تصلح أن تكون أكثر من أداة تخاطب في الشؤون العادية. ومن ثم لا يجوز اتخاذها أداة للكتابة وما يطلب منها من أغراض لأنها لا تصلح لأن تكون لغة عامة (لاختلاف العاميات حتى في البلد الواحد) [تركي،1982].
الفرق بين تعلم اللغة العربية الفصحى وغيرها من اللغات:إن اللهجات العامية في عبارة عن مستوى من الأداء اللغوى دون مستوى العربية الفصحى وليست لغة أجنبية وقد عاشت إلى جانب اللغة الفصحى قروناً عديدة في تفاعل طبيعي.
ولا تمثل اللغة العامية أي مشكلة في تعلمها مثل اللغة الفصحى لأن
        1-الناشئ يتعلمها في بيئتها الطبيعية.
        2-الناشئ لديه دافعية قوية وهدف واضح محدد من هذا التعلم. إنه يريد أن يشترك فيما يقوم به أقرانه من أنشطة وألعاب، وهو يراقبهم يلعبون ، منصتاً لكل ما يقولون منتهزاً الفرصة الملائمة لكي ينضم إليهم ويشعر بالانتماء لجماعتهم وهو يحاول أن يقلد عباراتهم وحركاتهم.   
        3-الناشئ لديه رغبة شديدة في تعلم اللغة لأن سياق الحياة العادية حوله يساعد على سرعة تعلمها.
        4-الناشئ لديه عدد لا يحصى من المعلمين (أسرته-أصحابه-جيرانه-المدرسة).
[ث‌]     كيف نفصح العامية:
 أن العامية ظاهرة طبيعية في معظم لغات العالم مادامت لم تتعد حدودها وتنافس اللغة الرئيسية. عندما حاول الغرب القضاء على اللغة العربية الفصحى سعى أولا لدراستها وفهمها محاولاً البحث عن نقاط قصورها وعندما لم يجد أفحم العامية في الكتابات كوسيلة لمحاربة الفصحى. وعندما اقترحت كاتبة البحث في مؤتمرٍ للغة دراسة العامية و البحث عن نقاط القصورفيها ومن ثم تقييدها وتقليص الفجوة بينها وبين الفصحى حتى تتمكن من القيام بدورها سليما قوبلت بمعارضة وهجوم شديدين  من أهل اللغة ولا تعليق.
بدأت الدعوة إلى استخدام العامية بدلاً من الفصحى في العصر الحديث ببداية ظهور حركة الاستعمار الأوربي، فقد شنت تلك الحركة حملة واسعة النطاق على اللغة العربية الفصحى باعتبارها لغة القرآن الذي هو مصدر الدين الإسلامي، وباعتبارها الرابطة التي تربط  بين العرب في شتى أقطارهم وأمصارهم.

الحلول المطلوبة للرقي باللغة العامية وتقريب الفجوة بينها وبين اللغة الفصحى لتبسيط الفصحى والعودة لنشرها بين الناس عن طريق:
[أ‌]   تبسيط اللغة العربية لدارسيها وتيسير النحو باستخدام الإمكانيات الحديثة.
[ب‌]  نشر اللغة في وسائل الأعلام والصحف حتى تكون قريبة من الآذان والمفاهيم.
[ت‌]  التركيز على استخدامها في برامج الأطفال والكتب الخاصة بهم بطريقة مشوقة حتى يألفها الطفل قبل دخول المدرسة أيضاً.
[ث‌]  منع المدرسين من استخدام العامية بالمدارس وتشجيع الطلبة على استخدام الفصحى ويكشف هذا دور مدرس اللغة العربية وظلمه بالمسئولية الملقاة على عاتقه إذا إننا عندما نطالب بتأهيله لتحمل دوره يجب أن لا نتغافل عن شركائه في هذا الدور من مدرسي جميع المواد إذ أنه في رأي البحث "لا يوجد مدرس لغة عربية ولكن كل مدرس يجب أن يدرس باللغة العربية" بمعنى إنه هناك مدرس نحو وشعر وبلاغة  غير أن مدرس العلوم عليه التحدث باللغة العربية بأسلوب عربي وعليه أن يحاسب طلابه على الخطأ في الأسلوب والأخطاء الإملائية والنحوية أيضاً وبهذا التكثيف يمكن للطالب أن يعي لغته الأم ويتقنها. هذا الكلام يقودنا للبحث عن كيفية تأهيل كوادر جديدة من المدرسين تستطيع فعلاً القيام بهذا الدور وإعادة تأهيل الفئة الموجودة الآن فعلاً.
[ج‌]العودة لتحفيظ القرآن الكريم والأشعار البليغة والنثر ذى القيم والمبادئ والأخلاق الفاضلة.
أما بالنسبة للحاق بالركب العالمي  فيجب أن نطبق ما سبق ذكره من استغلال إمكانيات الحاسب في المواد اللغوية لخدماتها كما سبق أن أوضحنا.
القسم الثاني
(6) المبحث تجارب الدول للحفاظ على الهوية
التجربة المصرية للحفاظ على الهوية وإثراء المحتوى العربي
بعد أن أوفد محمد علي البعثات العلمية إلى بلاد أوربا عامة وإلى فرنسا خاصة ، إذ كان الموفودون من طلاب الأزهر الشريف ، وكانت لهم دراية بعلوم اللغة العربية بعد أن أمضوا سنواتهم الأولى وتعلموا اللغات الأوربية حتى وافتهم تعليمات من محمد علي بالعمل على ترجمة الكتب التي يدرسوها أولاً بأول وبإرسال الترجمات لمصر كما وزعت تعليمات تشابه ذلك على ضباط الجيش تطلب منهم حث طلاب السنة الثالثة من المدارس الحربية على ترجمة الأشياء المفيدة من اللغة الفرنسية إلى العربية حتى إذا عاد الطلاب إلى مصر ، لم ينتظر محمد علي حتى يصلوا لمقابلته في العاصمة بل كان يصدر إليهم الأوامر بترجمة بعض الكتب في الفترة التي كان عليهم أن يقضوها في الحجر الصحي. ويروي المؤرخون أنه لما عاد أعضاء بعثة عام 1826 استقبلتهم محمد علي في ديوانه في القلعة وأعطى كل واحد منهم كتاباً فرنسياً في المادة التي درسها في أوربا، وطلب منه أن يترجم ذلك الكتاب إلى اللغة العربية وأمر بحجزهم في القلعة وألا يؤذن لأحد منهم بمغادرة القلعة حتى يترجم ما عُهد إليه بترجمته بل أن هؤلاء الوافدين لا يلحقون بالوظائف الحكومية ما لم ينجزوا ترجمة ما يطلب منهم مما هو لازم للمدارس الملكية ومحتاج إليه في المكاتبات السلطانية[غنيم،1989].
نستخلص من هذه التجربة ما يلي [سلوى،2003]:-
[أ‌]      كم الترجمات التي يمكن أن يتوفر من جميع اللغات إذا فرض هذا على الوافدين فعلاً ودوره في تدعيم التعريب ودور التعريب.
[ب‌]  سهولة إمكانية تعريب العلوم إذا ما توافرت مثل هذه الكتب.
[ت‌]  –يجب الدعم الحكومي التشريعي لأي إنجاز.
[ث‌]  دور الوافدين الخطير في دعم التعريب ونقل الخبرات والذي لا يحسن استغلاله حالياً.
[ج‌]   ربط المبعوث للبلد الأجنبي وهو مقيم بالخارج ببلده وبقائه في ركابها يدرك حقها وينفذ ما يكلف به من أعمال. وبمقارنة ذلك مع الوضع الحالي لطابق الوضع الحالي انعكاس الوضع السابق كم سنوضح:-
§  عدم إلمام الوافدين باللغة العربية كما يجب وانقطاعهم عنها وعند عودتهم يتأثر هذا الجزء أيضاً وتدخل في تعبيراتهم ألفاظًا أجنبية في جميع الأنشطة الحياتية ،لاحظ القانون الفرنسي لسنة 1994 والشروط الجزائية لمن يستخدم لفظة أجنبية،.
§  عدم الاهتمام بوجود نسخ عربية من الرسائل وهي من تأليف أبناء الوطن فما بالك بالتراجم المنقولة.
§  عدم تكليف الوافد بأي دور قومي نحو بلده بالرغم من أن البلد تكفلت بتكلفة البعثة لاكتساب بعض الحقوق.
يسوقني هذا أيضاً لكيفية تغريب هؤلاء الشباب بالخارج أم محاولات تغريبهم:-
§        دراسة الوافد في مجال لا يتمي للثقافة العربية في العوم الإنسانية وتطبيق لا يطبق في البلاد العربية للعلوم العملية ،لعدم وجود المعامل المجهزة- لعدم الاهتمام بالتطبيق-.. ، مما يدفع بعض الوافدين أحياناً للبقاء هناك.
§         حرص الجامعات الأجنبية على المعاملة الحسنى للوافد وتوفير بعض الأعمال له لدعمه بعائد مادي مجزي  مع الاستفادة منهم  وعدم حرصهم على تقدمه العلمي إن كان أقل مستو منهم واجتذابه إن كان أعلى مستو. والمستوى الراقي  في المعاملة بينه وبين أساتذته و زملائه   يجعل هناك ارتباط نفسي بينه وبينهم ،تذكر رأي الشيخ محمد عبده  عندما قال "رأيت هناك  مسلمين بلا إسلام" وذاك رأي أغلب من سافر ،خاصةً  مُشِرِفُه ويجذب هؤلاء الوافدين قلباً وقالباً لتلك البلاد وثقافاتها. فطّه حسين  وعبد الصبور شاهين تأثرا بالثقافة الفرنسية. وكمال بشر تأثر بالثقافة الإنجليزية. وربما من دواعي العجب أن يشعر الوافد بالامتنان لهؤلاء الأجانب لمساندته متناسياً البلد الذي كفله بالمال ووفر له هذه البعثة أساساً. وعند عوديه لبلده إن عاد نراه يسعى للعودة هناك في أي منحة أو مؤتمر حريصا على أن يعمل في مجال مقارب لتخصصاتهم لأنه بالطبع لن يستطيع أن يكمل بحثه بالإمكانيات المتاحة في بلده فنكون بذلك أمددناهم بباحث يعمل لحسابهم بينما خسرناه بكل ما كفلناه به. بالطبع ليس هذا خطأ الباحث وحده أو ليس خطأه بالمرة لأننا ندفعهم في هذا الاتجاه بشدّة. لابد من هيئة تعين الوافدين وتعمل على توفير سبل الراحة لهم ولابد أن يكلفوا بأبحاث تخدم البلد ونوفر لهم فيما بعد إمكانيات ليتموا ما بدءوه لخدمة بلادهم.
§        عدم حرص الوافد بإفادة بلده أو تلاميذه أو نقل خبرته إليهم ،أولاً لافتقاد الرقابة علية بمعنى  أنه في الجامعات الأجنبية إن لم يقدم الباحث أياً كانت درجته "رئيس المعهد مثلاً عدد معين من الأبحاث ربما يفقد وظيفته أو يستبدل بمن هو أكفاء أو يقل دخله لذلك نراه حريص على العمل والعطاء والوقـــــت !! الذي قتلناه هنا فيما لا يفيد.و ربما بسبب لأنه يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون ، أما عندن فطالما وصل الباحث لمنصب أُستاذ ينقطع عطاؤه وينصرف ذهنهُ  في شئون إدارية ،إلا قي بعض الحالات الخاصة المرتبطة بالأعمال التجارية، يمكن أن يقوم بها أي موظف عادي، في أحد جامعات كندا "مانيتوبا بالتحديد" بكلية الهندسة  كما عرفت رئيس القسم مهندس وليس أستاذ كما يحدث عندنا ولا داعي لإضاعة وقت الأساتذة والعلماء فيما يمكن  أن يقوم به الآخرين بينما يصبح مكانهم البحثي شاغراً.
[ح‌]   دور مبعوثي المؤتمرات
يعد ومبعوثي المؤتمرات سفراء لبلادهم في الدول التي يوفدون إليها لذلك يجب أن يمثلوا مصر والعرب بصورة مشرفة  علمياً ودولياً. ويراعى منح هؤلاء المبعوثين دورات مكثفة للتأكد من إطلاعهم على الأحوال السياسية والحضارية والقومية لبلادهم. ويجب أيضاً التأكد من تنفيذ ما يكلفوا به من واجبات عند عودتهم مثل 
- تسليم  كتاب البحوث لمكتبة المعهد البحثي أو الجامعة.
- إلقاء  محاضرة عن بحثه وما اشترك في حضوره من أبحاث أخرى.
التجربة الفرنسية
في عهد الرئيس ميتران عند الفرنسيون شعور بأن اللغة الفرنسية قد أصبحت مهددة وتعاني من التراجع على الصعيد العالمي مع انحسار الاستعمار المباشر وبسبب ذلك فإن دولة فرنسا قد بدأت تصبح في مصاف الدول ذات المرتبة الثانية في العالم بعد أن كانت فرنسا على مر التاريخ من دول الصف الأول دائما وبدأت تجاهد الحركة الفرانكفونية علي بقاء نفوذ الثقافة الفرنسية في العالم بعد انحلال إمبراطوريتها …. فقامت عدة مراكز إستراتيجية بدراسة سبب هذه المشكلة ووصلت إلى أن أحد أسبابها هو ضعف اللغة الفرنسية وقلة انتشارها في العالم بعد هيمنة اللغة الانجليزية. فقاموا بإنشاء مشاريع طويلة الأجل لتقوية اللغة الفرنسية ونشرها في العالم أجمع وبعد سنوات طويلة من هذا ربما ترون بأنفسكم ما الذي وصل إليه الكيان الفرنسي الآن. [أحمد درويش ،2009].
أما بالنسبة لمواجهة العولمة فأفضل مثال علي المحافظة على اللغة والهوية هو ما قامت به فرنسا التي عملت عن الدفاع المستميت عن اللغة الفرنسية بمجرد أن أحست بزحف اللغة الإنجليزية من باب العولمة .
لقد صادق برلمان الثورة الفرنسية قبل قرنين على قانون صارم لتعميم اللغة الفرنسية تضمن مادة جزائية نصت على أن كل من يخالف هذا القانون ابتداء من وقتها ويحرر وثيقة بغير الفرنسية ، يطرد من الوظيفة ويسجن ستة أشهر[سلوى،2003]. أن المُشَرّع الفرنسي تدخل فور الإحساس بالخطر لسن قوانين تحفظ للغة الفرنسية مكانتها ومن أهمها قانون "لزوم الفرنسية" الذي صدر عام 1994 ونص على ما يلي:-
-       منع أي مواطن من استخدام ألفاظ أو عبارات أجنبية ما دامت هناك ألفاظ أو عبارات مماثلة  إصدار أي منشورات باللغة الفرنسية وكذلك الوثائق والمستندات والإعلانات المسموعة أو المرئية المعروضة على الجمهور وكافة مُكَاتبات الشركات على الأراضي الفرنسية ، حتى وإن كانت أجنبية. كذلك شمل القانون كل المحلات التجارية والأفلام الدعائية التي تبث عبر الإذاعة والتليفزيون
-       إلزام كل مشارك فرنسي في أي مؤتمر بالتحدث باللغة الفرنسية وطبع الأوراق باللغة الفرنسية .
-       أما بالنسبة للمؤتمرات الأجنبية في فرنسا فيطالب الباحثين الأجانب أيضا بنشر الأبحاث باللغة الفرنسية.
-       لا يجوز التمويل المالي المؤتمرات التي لا تعتمد اللغة الفرنسية لغتها الأساسية.
-       أي مطبوعات و مسابقات ومنشورات لابد أن تكون باللغة الفرنسية.
التجربة اليهودية
قبل قيام دولة إسرائيل كان يهود الدياسبورا (الشتات) يتكلم كل جماعة منهم بلغة الدولة التي يعيش بها ويعتبرها لغته حتى قام المفكرون اليهود وأدركوا انه ما من حضارة بدون لغة ولكي يحيون حضارتهم لا بد من إحياء لغتهم أولا. وبدأت الجماعات اليهودية في نشر اللغة العبرية وسط اليهود بل أن أحد اليهود الذي كانوا مؤمنين بتلك الفكرة قد أجبر عائلته وأطفاله أن يتكلموا بالعبرية داخل المنزل للأبد. والآن بعد نجاحهم في تكوين دولتهم فالجامعات في إسرائيل لغتها الأولى هي العبرية حتى في الأقسام التخصصية الدقيقة مثل الطب. وهنا أستعيد عبارة مفكر يهودي قالها في نهاية القرن الـ‏19‏ علي مشارف إعلان الدولة اليهودية‏.‏ قال إليعازر بن يهودا “‏لا حياة لأمة دون لغة‏!‏” وبدأ تنفيذ مشروع استمر‏50‏ عاما تحولت العبرية خلاله من لغة دينية ميتة إلي لغة تدرس من الروضة حتى الدكتوراه في علوم الفضاء‏،‏ فنجت اللغة وتجسدت الأمة‏!‏ [درويش ،2009].
        من تقرير صادر عن مؤسسة المشكاة أن نسبة عدد المشتغلين بالبحث العلمي في إسرائيل إلى عدد السكان يبلغ مائة ضعف هذه النسبة في مصر هذا عن الكم أما عن الكيف، فأنه تكفي مقارنة بين المركز القومي للبحوث عندنا و معهد ويزمان في إسرائيل، أما عن الأداء فيكفي أن نذكر كم الأبحاث العالمية التي ينتجها المعهد [سلوى، 2005]. 
إن  إسرائيل عملت على إحياء العبرية رغم أنها لغة ميتة. أن كثيراً من مواطني  إسرائيل كانوا مهاجرين من بلاد مختلفة ولا يعرف أكثرهم غير لغة هذه البلاد فرض عليهم تعلم العبرية وأصبحت هي اللغة القومية الوطنية المتعامل بها في شتى الميادين. إن إسرائيل لم تكتف بهذا فقط بل فرضتها على العمال العرب في المحافل اليهودية. وإسرائيل هذه عملت على فرض العبرية على الصعيد العالمي عن طريق القيام بنهضة علمية قوية حرصت فيها على تقديم أبحاث على أعلى المستويات كما حرصت على عمل مؤتمرات لجذب الباحثين لإسرائيل وإرسال باحثيها للخارج للإطلاع على أحدث الأبحاث.
(7) المبحث تنمية الجانب اللُّغوِيّ والهوية عند الطِّفل العربِيّ في ظِلِّ عصر المعلومات والعولمة
1- وضع الطفل العربي في المجتمع العربي:
إن الطفل العربي يعد من مقتنيات الأسرة تفعل به ما تشاء تخرجه للعمل في سن صغيرة،حتى في أعمال غير مصرح بها سواء أخلاقيًا  أو صحيًا،- تهمل رعايته الصحية ،ولا توجد قوانين جزائية في أي حالة إهمال سوى تأنيب الضمير!!! . أما الأطفال سعداء الحظ الذين ولدوا لأسر متفتحة تعمل على تعليمهم فنضغط عليهم بمناهج مكثفة- وقبل أن يعي لغته وهويته نعلمه لغة أجنبية ونشتت فكره ومصطلحاته- وبسب كثافة الحصص أو ضيق الوقت أو سوء حالة المدرس النفسية نجده لا يتجاوب مع الموهوبين وغير مؤهلٍ لمراقبة المتفتحين وتشجيعهم فنصيبهم في النهاية باليأس والإحباط. و في النهاية نجد أن حوالي  20  % من يأخذ العملية التعليمية على أنها أمر واقع و50% من الفتيات يأخذنها على أنها المتنفس الوحيد لخروجهم واختلاطهم.
2- نمو اللغة والهوية عند الطفل العربي  في عصر المعلوماتية
إنَّ نمو لغة وهوية الطفل العربي مرتبط بتلك البيئة التي ينشأ فيها وإذا أردنا أن نكفل له هوية تدعمه ونموًا لغويًا سليمًا علينا الأرتقاء اللغوي بهذه البيئة وبحث أسباب ما آل إليه الحال ومعالجتها أولًا. 
تبدأ الهوية لدى الطفل بمنحه اسما وجنسية ينتمي اليها فلا بد من التأكيد على هذا الحق - حق النسب والجنسية والدين – والتنشئة في ظل أسرة تحافظ عليه وتشبع احتياجاته؛ لما لذلك من أثر على تعزيز ثقته بنفسه وبانتمائه. والحق في: - مجانية التعليم – والرعاية الصحية والسكنية – وتوفر الخدمات المعيشية الأساسية – والمساواة – والعدل – والحرية؟، وحرية العمل – وتكافؤ الفرص – وحرية الفكر والتعبير – ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم في المجتمع وتخليصهم من النظرة السلبية. " الطفل هو البداية والغاية والوسيلة. [الكحلاني،2011]
إن الطفل بطبيعته باحث عن هوية اجتماعيه وطنية وعن انتماء يبدأ بالاسرة ثم الحى والمدينه ثم المنطقة ثم البلد ثم الوطن ثم الاقليم وصولاُ الى الامة.وهو يحاول تعريف نفسه على كل من هذه الصعد. فكما انه يحمل اسماً وينتمى الى أسرة كذلك هو بحاجة الى إنتماء الى جماعة ومجتمع والى وطن ولابد من جهود واضحه لتعزيز هذه الهوية من خلال بناء شبكة الانتماءات هذه.وهو بناء يتشكل بواسطه الثقافه ورموزها والايام والمناسبات والشعائر والأعياد والتربيه الوطنية والتربية الدينية والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسه. كما أنه يتكون بواسطة نمذجة الشخصية الوطنية من خلال الأبطال والقادة والرواد مستودع الاعتزاز الوطني. من خلال هذه الشبكة المكونة لهيكل الشخصية الوطنيه والهويه الوطنيه والاعتزاز بالانتماء تبزغ روح التضحية والوفاء عن الحمى والعطاء .فالهويه الوطنية تستحق ولا تمنح هبة والإنتماء له ثمن لابد ان يدفع.ومن خلال هذا التعزيز يتم الانفتاح على الكون.ويصبح الانفتاح فرصه اسهام في بناء الحضارة الجديدة التي تشكل طموحاً واعياً أو كافياً لدى المجتمعات البشرية واحتلال مكانة فاعله في صناعة التاريخ. [الزغير،2010]
وقد أحدثت التغيرات السريعة وغير المسبوقة في المجتمعات المعاصرة بعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، في تلك المجتمعات خاصة وان التغييرات التي حدثت وما تزال تحدث لم تكن متوازنة ومتدرجة من ناحيه ولم يكن بعضها مخططاً تخطيطاً دقيقاً من ناحية أخرى، وكان لذلك كله أثاره السلبيه على الاطفال والشباب بصفة خاصة، تمثلت في زعزعة الانتماء للوطن واضعافه لدى بعض الناشئة من شرائح المجتمع المختلفة. [الزغير،2010]
ويشهد عصر العولمة انفجاراً معرفياً هائلاً، وتقدماً تكنولوجياً سريعاً، وتطورا ًفي وسائل الاتصال، وانتشاراً لوسائل الدعاية والترويج، وكثرة في أساليب الإعلان والإغراء، إضافة إلى تعرض الفرد لتيارات شتى ذات اتجاهات متباينة، وغايات متعددة، تقدم أفكارها في ثياب غاية في التأثير والجذب، معتمدة في ذلك على إمكانات الّلغة وخصائصها في الاستمالة والإقناع، تصل الأفراد في شكل نصوص مقروءة أو مسموّعة؛ الأمر الذي يحتم تهيئة الفرد للتعامل معها، وتناولها بالتحليل، والتصنيف، والاختيار، والنقد. [الهاشمي،2010]
بداية لا يمكن إلا أن نعترف بالممكن ونخاطب الصغير كإنسان قادر على "الاختيار" وليس تابعا لأفكارنا جبرا. كما يجب أن نصارح الصغير بأن لكل شئ فوائده وأضراره حتى "الدواء" المعالج للأمراض. ففي عصر السماء المفتوحة لن يستطيع أحد منع الصغار من ارتياد المحطات الفضائية, وليس عليهم سوى اختيار المناسب منها بالإقناع. "[نجم،2008].
" الصورة ليست قاتمة, وتتوقف على عوامل توظيف تلك التقنيات التكنولوجية. هناك برامج إيجابية مع أجهزة الكمبيوتر: برامج تعليم المبادئ والقيم الأساسية. برامج تعليم اللغات لأطفال ما قبل المدرسة. برامج ألعاب الأرقام أو الحساب ورسومات الهندسة. برامج علمية متخصصة في المجالات المختلفة من الطب إلى الألعاب الرياضية. ويبقى الإنترنت. "[نجم،2008].
لقد وجد "الطفل" العربي/المسلم الموقع المناسب من الاهتمام في فكر وعمل رجال الفكر والعقيدة إبان ذروة ونضج الحضارة العربية الإسلامية. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل: الشعور الإنساني للمجتمع والفرد الناضج بالبنوة والأمومة, وهو ما أشار إليهما القرآن الكريم والسنة في أكثر من موضع. اهتمام الشريعة الإسلامية بشئون الطفل, في أحكام محددة, ومازالت مرجعا للعديد القوانين المدنية حتى الآن. اهتمام المؤسسة الدينية, منذ بداية الدعوة وحتى رسخت وانتشرت." [نجم،2008].
3- وضع الطفل في المجتمعات المتقدمة
   تعد الطفولة هى الثروة  الحقيقية لأي مجتمع وهذا ما أدركته المجتمعات الراقية مثل الدول الأوربية وأمريكا التي يعتبر الطفل فيها منتميًا للدولة أكثر من انتمائه لأسرته وفي أي وقت يُثبت عدم اهتمام الأسرة أو توفير الإمكانات المتاحة له ،لكي ينمو سويًا جسديًا ونفسيًا ومتفوقًا في أي مجال يمكنه الإبداع فيه ، عندها تتولى الدولة كفالته أو إعطاءه لمن يكفله ويقدم له هذه الخدمات. والمَدْرسة تساعد الأسرة في ذلك وتبحث عن المبدعين والموهوبين وتنمي فيهم هذه القدرات. أما في اليابان فتعمل الدولة على حث الأطفال على الإبداع والاختراع بالمسابقات والجوائز. كذلك تهتم المدارس اهتمامًا شديدًا بربط التطبيق العلمي بالبحث النظري بنظريات مدروسة لتنمية عقلية الطفل ومراقبة سلوكه العلمي والنفسي أولًا بأول والبحث عن أسباب أي قصور إن وجد. ولا تكتفي الدولة بذلك بل أن شاغلها الشاغل قضية الانتماء والهوية واللغة القومية والسمات القومية بما في ذلك من الحضارة والثقافة اليابانية حتى يكون الطفل وجهًا مشرقًا للمستقبل القريب. لقد نشرت الصحف اليابانية عن خبر أرق الحكومة والأفراد وهو ملاحظات عن سلوك الأطفال التي أصبحت لا تحترم الضيوف الأجانب بالقدر الكافي في نظرهم مما يسوء  للواجهة اليابانية عالميًا. وطالبت المدرسة والبيت بعلاج هذا الخلل على الفور والبحث في أسبابه والقضاء عليها.أما أطفالنا فتدمع العين على أحوالهم  والبحث لا يريد أن يخوض في هذا لأنه موضوع يطول شرحه وتعيه الأغلبية. . أما هنا بالمنطقة العربية فقد لقد لاحظنا على الأطفال عدم احترام الكبار – عدم احترام المدرسين – حب الثقافات الأجنبية والنظرة لها على أنها قمة الحضارة – كره اللغة العربية – كره الهوية العربية- انخفاض المستوى العلمي. فماذا. فعلنا!! غضبنا و شجبنا ثم استسلمنا بدعوى أنها مشاكل كل أسرة وكل مدرسة ومشكلة الجيل. وتساءلنا ببلاهة هل نستطيع أن نقوم جيـلًا ؟. نعم ،وبلدًا، وشعبًا بخطط مدروسة – بالعودة لمبادئ الدين الصحيحة – باعتبارها قضية حياة أو موت – باعتبارها جبهة حرب ضد العدو –باعتبارها قضية عرض ،فالأخلاقيات الجديدة الوافدة فاسدة لأبعد حد،باعتبارها قضية اقتصاد- قضية مصير – قضية مستقبل –أهم قضية. لا تبنِ مصنعًا وابن شابًا يصنع المصانع –لا ترصف طريقًا وخد بيد شباب يمهد الطريق – لا تبنِ قرية سياحية وابنِ ولو حتى مدرسة- لا تشتري تليفونًا محمولًا وابعث نداء للشباب بالعودة للطريق الصحيح.
4- حال الفرد العربي على جميع المستويات الاجتماعية والثقافية ومستواه اللغوي مقارنة بأي فرد في مجتمع آخر
"أصبح النصيب العالي من التعليم الذي لا يرتبط بثقافة المجتمع الأصلي، والدرجة العالية من التعرض لوسائل الإعلام الجماهيرية، بما في ذلك الصحف العرقية والأيديولوجية والطائفية والحزبية، والراديو والتلفزيون والإنترنت وغيرها، يضاف إلى ذلك أنماط شبكة العلاقات الاجتماعية التي يدخلها الأفراد؛ نتيجة لهذا الانفتاح والقرب النفسي والعقلي من العوامل التي تهدد بفقدان الهوية، ثم بعد ذلك يدخل الأفراد في عمليات تكيف اجتماعي مع الثقافات الأخرى.  وعملية التكيف هذه تأخذ أبعاداً متعددة يتفاعل فيها التبادل الثقافي مع التكيف الاقتصادي والتكامل الاجتماعي والارتياح، ومن ثم تؤدي هذه العمليات إلى نوع من فقدان الهوية وضعف الانتماء لصالح الثقافة الوافدة. إن هذا الكم الهائل من العمليات الاجتماعية والسياسية وغيرها التي تمارس على المجتمع العربي، تؤدي به في نهاية المطاف إلى طمس هويته وتشتيت انتمائه.  " [العقيل ،2004].
إن العوام في الأمة العربية وأغلب المتعلمين حتى مستوى الثانوية العامة لا يتقنون اللغة العربية فهمًا أو كلامًا أو كتابةً بينما مستوى اللغة بين دارسي الجامعات و الكليات العلمية ضعيف جدًا مع صعوبة في التعبير عن أنفسهم باللغة العربية أما مستوى المتخصصون من كليات التربية والآداب ودار العلوم مرتفع مقارنة بغيرهم، ولو أن كثيرًا منهم لا يجيدون استخدام اللغة كما يجب ولهم عثراتهم وقصورهم المخجل في بعض الأحيان بصرف النظر عن الكادر الجامعي و التخصُّص على مستوى عال. بالإضافة إلى التقليد الأعمي للفكر الوافد. وأثره على الهوية.
"إن التاريخ يُحَدِثُ عن الكثير من الأحداث التي مرّت بالمجتمعات التي فقدت معها هويتها وانتماءها،ويُحَدِثُ أيضاً عن جملةً من الأحداث التي حفظت الهوية والانتماء والتماسك داخل المجتمع.  إن المجتمعات التي لا تقرأ التاريخ ولا تستوعب دروسه، ولا تستفيد من مجريات أحداثه ونتائجه، لا يمكنها أن تسهم في صنع التاريخ، أو أن تحافظ على كيان أو هوية.  ويمكن القول هنا إن فهم الحاضر واستشراف المستقبل لا يمكن أن يتم إلا من خلال دراسة ماضي الأمة، بما يحوي من معانٍ وقيم وأحداث وحركة اجتماعية فاعلة سطّرت واقعًا اجتماعياً ملموساً، ثم استيعاب تلك المعاني والتأسيس عليها لمستقبل جديد وأمة واعدة ذات هوية مستقلة ومتميزة لجميع فئات المجتمع وبدرجة متفاوتة بين القوة في الانتماء." [العقيل ،2004].
5- تدريس اللغة الأجنبية في سن مبكرة وأثاره السلبية وتجاوزها حدودها:-
إن الناشئ في أية دولة أجنبية يدرس لغته الأم في بداية مراحل التعليم دراسة وافية حتى يتمكن من إجادتها والتعبير بها عن فكره وتصوراته ويرث من معلميه وأهله حبها وتقديرها فنجده يحرص عليها حرصه على كيانه ووجوده. إنه لا يستخدم سواها في كلامه رغم إتقانه لها إلا مضطرًا أو لإلمام بثقافات الدول الأخرى فقط. أما ما يدعونا للعجب هنا في الدول العربية أن اللغة العربية تدرس كمادة ثانوية وبطريقة منفرة لا توائم العصر فنجدها اقل المواد تحصيلًا من قبل الطلبة بعكس المواد الأجنبية .ربما لا يدعو هذا للعجب لو عرفنا أن الوقت المخصص لها لا يكفي لشرحها والاهتمام بها علاوة على انخفاض مستوى المدرس إذ إنه في بعض الأحيان لا يكون متخصصًا أيضًا.
إن الطالب العربي لابد له من الإلمام بلغة أجنبية "كاللغة الإنجليزية أكثر لغات العالم تداولًا" لكي تتيح له التواصل الحضاري مع الحضارات الأخرى و الإلمام بالثورة المعلوماتية المحيطة بنا. ومع أن تعليم اللغات الأجنبية ضرورة إلا أنه سلاح ذو حدين إذا إِنَّ اللغة الأجنبية يمكنها أن تكون أداة تواصل مع الآخرين أو أداة لطمث الهوية والغزو الثقافي. و الاحتمال الثاني هو المرجح الآن إذ إِنَّ تعليم اللغة الأجنبية يبدأ في سن مبكرة وربما يبدأ مع اللغة الأم أيضًا مما أدى لتخلف الدارسين عن استيعاب لغتهم الأم ذاتها. وقد أثبتت الأبحاث وجوب عدم تعليم لغة أجنبية قبل سن "الثانية عشرة " على الأقل وحتى يكون الطالب قد وعى هويته وأتقن لغته الأم واستوعب تاريخه وعرف علوم التراث والاجتماعيات وتكونت شخصيته وهويته العربية. دور الأسرة في تعلم اللغة الأجنبية
يؤدي تعلم اللغة الأجنبية في سن صغيرة إلى انتماء الطفل لهذه اللغة وانجذابه إليها وكأنها لغته الأم. والأسرة تخطئ بتشجيع الطفل عند نطق الكلمات الأجنبية وتبدي سرورها وكأنه أجتاز الحاجز الحضاري والثقافي بنطقها. وبالطبع نفس الشيء لا يحدث بنفس القدر عند النطق باللغة الأم مما يولد لدى الطفل أهمية لهذه اللغة عن لغته الحقيقية ويضيع منه انتماءه وولاءه غير مدرك لنفسه هوية. ثم يأتي دور مدارس اللغات التي هي في حقيقة الأمر بلاء لا يستهان به ففي هذه المدارس تتوفر للدرس اللغوي باللغة الأجنبية ما لا يتوفر للعربية كما نلاحظ في الجدول التالي:-
   اللغة الأجنبية    
اللغة العربية
المقارنة
طباعة فاخرة  وتكلفة أكبر            
طباعة سيئة أو عادية
كتاب الدراسة             
الصور جذابة وجميلة                  
صور بسيطة وغير جذابة إن لم تكن منفرة
 
أشرطة للكاسيت تحتوي الدرس    وأغاني شيقة  
لا شئ
وسائل مساعدة            
دورها في تحسين النطق والاستيعاب     
لا شئ
معامل لغات                
أسماء أجنبية بتزا –كنتاكي
لا شئ
أسماء الأكلات             
دريم بارك – ماجك لاند               
لا شئ
أسماء دور اللعب           
شكله التقليدي                        
الأناقة والإبهار
مدرس اللغة                
عديدة
معدودة
ألعاب الحاسب الآلي 
فبالله عليكم كيف لطفل ينشأ في مثل هذه البيئة أن يحب لغته الأم أكثر من اللغة الأجنبية التي تمثل في نظره كل جميل وشيق.  ولم يقتصر دور مدارس اللغات على هذا بل لقد تجاوز بعضها حدوده فقامت بعض مدارس اللغات بإلغاء مواد الدين واللغة العربية والتاريخ.  ولقد تجاوز البعض الآخر أبعد من ذلك فراحت تعاقب التلاميذ إذا تكلموا باللغة العربية حتى في أوقات الفراغ  ،بعد نشر الجواسيس بينهم لحصر ذلك ،كما حاولت جذب الأسر لذلك الطريق بالاتفاق معهم على تطبيق نفس النظام بالمنزل أيضًا متعللين أن ذلك سيقوي اللغة الأجنبية ويدعمها !! مع أن ذلك أيضا سيقضي على لغتهم وهويتهم العربية تبعًا لذلك!!!
أما في مراحل متقدمة في التعليم فاستخدام اللغات الأجنبية في الشرح ما هو إلا وسيلة إعاقة للشارح والمتلقي بل ويصرف المتلقي جهده في الفهم والاستيعاب والحفظ مما لا يترك إلا جهدا بسيطًا للإبداع والابتكار والفكر ومن ثم يتدهور التعليم . ومن دواعي العجب أن تلاميذ المدارس الحكومية المتفوقين كثيرًا ما ينالون درجات أكثر من درجات طلبة مدارس اللغات في المواد الأجنبية المشتركة.
       إن ثمة فرقًا بين التمكن من اللغة الأجنبية ،وهو ما ننادي به من أجل التواصل الحضاري، وبين طرح اللغة الأجنبية بديلًا عن اللغة الأم الذي يعتبر تفريطًا في الهوية والمستقبل كله. إن الأبحاث أثبتت أن العباقرة والمبدعين قد أجادوا لغتهم الأم وقلما تجد مبدعًا أو عالمًا تخلى عنها خاصة في المراحل الأولى من نشأته.
6- خطورة نشر التعليم باللغة الأجنبية وحدها:-
يقول المربي الإنجليزي نيقولا هانزا، في كتابه "التربية المقارنة" شارحا خطورة التعليم باللغة الأجنبية على كيان الأطفال وشخصياتهم "هناك فوضى كثيرة تحدث لأولئك الذين يستخدمون اللغة الأجنبية كأداة للتعليم في مدارسهم بدل اللغات القومية فقبل المدرسة يكون الأطفال قد ملكوا ناصية الحديث بلغاتهم الأصلية  ،ويكونون قد كونوا حصيلة لغوية تغطي معظم موضوعات الانطباعات الحسية ، ووجوه النشاط اليومي- ثم عليهم في المدرسة أن يضيفوا إلى هذا الأساس اللغوي الذي يغطي وجوه النشاط الحسي يضيفون إليها الأفكار والعلاقات المجردة معبرًا عنها بلغة أجنبية جميعًا، فعقولهم حينئذ تصبح منقسمة إلى قسمين منفصلين تمام الانفصال أحدهما للأشياء العادية و الأعمال التي يعبر عنها باللغة الأصلية أو اللغة الوطنية أو اللغة الأم ، والأسرة والثاني للأشياء التي ترتبط بالمواد الدراسية في المدرسة وبعلم الأفكار المعبر عنها بلغة أجنبية ونتيجة لذلك كما يقول المربي – فإن هؤلاء الأطفال يعجزون عن التحدث عن المواد التي تعلموها في المدرسة بلغتهم الأصلية وهذا ما يطلق عليه اسم "العقل المبلبل"… وبذلك يكونون ضحية الازدواج اللغوي الذي سيطرت فيه اللغة   الأجنبية على اللغة القومية الحيوية " . إن اللغة العامل الأساسي في قيام وحدة الشعوب على أسس صلبة قوية. فقد وحدت ،على سبيل المثال لا الحصر ، اللغة الألمانية في أواخر القرن التاسع عشر بين الألمان بعد أن كانت ألمانيا منقسمة إلى 360 دويلة صغيرة ضعيفة . ووحدت اللغة إيطاليا بين سكان إيطاليا وجعلتهم دولة واحدة بعد أن كانوا عددًا كبيرًا من الدويلات الصغيرة الضعيفة. وعلى أساس اللغة المشتركة استقلت دولة بولينا، ووحدت أقطارها الثلاثة التي كانت تحت سيطرة روسيا وألمانيا والنمسا.وانفصلت هولندا عن بلجيكا على أساس اللغة كما انفصلت تركيا عن البلاد العربية بسب الاختلاف في اللغة مع أن الدين الإسلامي يجمع بين العرب و الأتراك مما يدل على خطورة اللغة في شخصيات الشعوب وكيانها القومي [رابح، 1982].
7- مقترحات تعزيز وترسيخ الهوية الثقافية العربية عبر مناهج التربية والتعليم للطفل العربي
 تنشئة الطفل في الدول العربية على الاعتزاز بهويته الوطنية و انتماءه العربي، وعلى الوفاء لوطنه أرضاً وتاريخاً ومصالح مشتركة، وعلى التشبع بثقافة التآخي البشري والتسامح والانفتاح على الآخر.
 تنشئة الطفل العربي على الإيمان بحق الشعوب في تقرير مصيرها، والسيطرة على ثرواتها ومواردها، ورفض كل أشكال التدخلات الاستعمارية والصهيونية، ورفض الممارسات العنصرية والاحتلال والسيطرة الأجنبية؛، لما لذلك من تحد لكرامة الإنسان، ويشكل عائقا يحول دون التمتع بحقوقه و حرياته الأساسية، و المحافظة على هويته الثقافية. [الكحلاني،2011]
8- الأهداف العامة للتعليم في الوطن العربي وعلاقتها بالهوية العربية:
إن ثاني أهم التشريعات التي تتضمن تحديد هوية الدولة والأمة،وتسعى لتفعيلها هي: تشريعات التربية والتعليم(فلسفة التربية والتعليم) فهي الوسيلة الأولى لتحقيق الفلسفة العامة للدولة- الأمة:
 - يعد التعليم أول حق من حقوق الانسان، وهوالقاعدة الصلبة التي تبني عليها الأمم مشروعاتها، وتحقق من خلاله مستقبلها الذي تنشده. يتم فيه تحقيق أهداف متعددة:أولها تنيمة مكونات الهوية الثقافية الوطنية والعربية، وغرس القيم الدينية والخلقية، والعلمية والمعرفية.
- وقد وضعت كل الدول العربية رؤيتها العامة، ضمن أهداف التعليم في كل مراحله.
- على الرغم من أهمية التربية والتعليم في تعزيز الهوية العربية للطفل العربي؛ إلا أن تأثيرها لا يبدو بمستوى الدور المطلوب منها، وقد يكون هذا راجع إلى إثقال كاهلها بالعلوم والمعارف المختلفة، وعلينا أن نبذل جهوداً أكبر لترسيخ الهوية العربية من خلال التربية والتعليم؛ لكونها هي المؤسسة التي لم تطلها اختراقات الثقافات الأخرى حتى الآن؛ نتيجة للأشراف المباشر من قبل الحكومات العربية.
- يؤدي التعليم دوراً هاماً في التنشئة الاجتماعية والسياسية؛ لأن التعليم عملية تخضع للتوجيه من جانب الجماعة، لأن هذه الجماعة تحرص على تربية أبنائها لكي يصبحوا مواطنين عاملين فيها، وفقاً لأهداف الجماعة وفلسفتها، وهذا ما يسهم بالتالي في تشكيل هوية الطفل.
- فإلى أي مدي تسهم أهداف التعليم في المنظومة التربوية العربية إلى دعم الهوية الثقافية للطفل العربي وتعميق الاحساس بالانتماء للثقافة العربية الإسلامية؟
9- العلاقة بين المنهاج ولغة المجتمع:
يفرق علماء المناهج على بين مفهومين للمنهاج؛ تقليدي وحديث، فقد كان مفهوم المنهاج محصوراً في المقرر أو المادة الدراسية، ويشير إلى مجموعة المعارف التي يتلقاها المتعلّم في المؤسّسة التربوية، جاعلاً دور المتعلم تلقي المعرفة وحفظها واستظهارها عند الحاجة، ودور المعلم التلقين والتحفيظ، والبحث عن الأساليب المناسبة لذلك، قاصراً نواتج التعلم على قدرة المتعلم على حفظ أكبر قدر من المعارف والمعلومات، غير مبال بما بين المتعلمين من فروق في الاهتمامات والقدرات، وغير مهتم بتنمية تفكيرهم، وجوانب شخصيتهم الأخرى.
غير أن التطورات الاقتصادية والاجتماعية في العصر الحديث، وتبلور المنهج العلمي في البحث والتفكير، والنزعة نحو التجريب، وظهور نظريات التعلم، وتطور علم النفس التربوي، أدّت إلى تغيير النظرة نحو المتعلم، والعملية التعليمية برمتها؛ الأمر الذي دفع نحو ظهور المفهوم الحديث للمنهاج، القائم على النظرة إلى المنهاج على أنه جملة الخبرات التي تتيحها المؤسّسة التربوية للمتعلمين داخلها أو خارجها بغية تحقيق نموهم الشامل، وتعديل سلوكهم، بما يتفق والأهداف المنشودة. [الهاشمي،2010]
ولا ريب أن المجتمع ومتطلباته، ومشكلاته تشكل المصدر الأساس لأهداف المنهاج، ومحتواه؛ ذلك لأن المجتمع يوجد المدرسة، لتكون محضن أجياله، تنشئها بما يتلاءم وغاياته، وطموحاته، وقيمه، وتعدها للحياة فيه، بما تحتاجه هذه الحياة من معرفة بماضي المجتمع، وحاضره، وآماله، ومهارة في توفير سبل الحياة الكريمة، وقدرة على التكيف مع معطيات الحاضر، ومجابهة مشكلاته، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وإعداد لمواجهة التحديات التي تهدد كيانه، وقبل هذا بناء شخصية ذات كيان متميز، مستمد من تفرد المجتمع، وقيمه، وعاداته، مبني على القدرات الذاتية، والخصائص الفردية، من دون إغفال تعرف طبيعة المجتمعات الأخرى، وإدراك ضرورة التعاون معها في بناء حضارة إنسانية قائمة على التفاهم، والتبادل، وإعلاء قيم الحق والخير. [الهاشمي،2010]
(8) المبحث المحتوى العربي على الشبكات ودعمه للهوية العربية
  1. 1.    المحتوى العربي  وكيفية ترسيخه على شبكة المعلومات
ومن أهم الدراسات في هذا الموضوع ووسائل النهوض بالمحتوى العربي دراسة أعدتها د/ ناريمان وترجع أهمية هذه الدراسة إلى استنهاض اللغة العربية وتطويرها ، ومن ثم إيجاد آليات لتطوير الرقمنة ، وإثراء المحتوى العربي الرقمي على الإنترنت. كما تتمثل مبررات هذه الدراسة في التعرف على القضايا والإشكاليات التي تواجه اللغة العربية مثل الفجوة المعجمية ، وعدم وجود محرك بحث عربي ذكي يتعامل بشكل علمي مع خصائص اللغة العربية ، فضلاً عن إشكاليات المسح الضوئي الآلي ، وهي من العمليات المعقدة التي لم تتطور بالنسبة للغة العربية ، هذا بالإضافة إلى المساهمة في تطوير وإتاحة المحلل الصرفي ،وهو أداة رئيسة في معالجة اللغة العربية بالحاسوب ،هذا إلى جانب تمكين المستخدم العربي من استخدام لغته العربية لكسر حاجز اللغة عن طريق تعريب أسماء النطاقات ، كذلك التعرف على إشكاليات الترجمة وتعريب المصطلحات ، وأخيراً التعرف على المبادرات والمشاريع الإستراتيجية العربية في مجال الرقمنة ، وبالتالي إثراء وتدعيم المحتوى العربي ومكوناته الإبداعية على الإنترنت.[ناريمان، 2010].
  1. 2.    الطفل والمحتوى العربي  ومحاور مخاطبة الطفل حول الهوية
إجمالا محاور الهوية هي: ثقافية عامة, وأدبية, وإعلامية, ودينية, وسياسية, وتعليمية, وفنية. فثقافة الطفل العامة هي مجموعة المعارف المكتسبة من البيئة التي يعيش فيها الصغار, وتتضمن المهارات والقيم, ثم العلاقات المتشابكة التي تقابل الصغار, وكلها ذات ملامح اجتماعية ودينية وربما علمية واقتصادية, وإن لم يفهمها الصغير بتلك المسميات.
أما أدب الطفل, فلا يمكن إغفال أهمية وخطورة تلك الكتابات والمعالجات الفنية في تشكيل فكر ووجدان الصغار. لعل أهم ما يمكن الإشارة إليه هو البعد عن المباشرة, قد يظن البعض أن الطفل أقل فهما, فالطفل قادر على إعمال العقل والشعور معا لفهم ومعايشة العمل الفني. كما لا يمكن إغفال أدب الطفل الذي ينتجه الطفل نفسه. فهو المرآة التي نطل منها نحن الكبار على عالم الصغار, وهو جعبة المشاعر والأفكار بل وخبرات الطفولة.
ودور المجتمع وبث روح الجماعة والانتماء للجذور يبدأ بالأسرة أو بالأحرى بالأم، أن تبث في الصغير روح الانفتاح والتطلع إلى العالم, بحسن توظيف حواسه ومداركه, وحتمية الاستجابة إلى ما يدركه ويتعامل معها. ولا شك أن التعرف على التراث الشعبي والتعامل معه والتعرف عليه يثري مفهوم الهوية. 
البداية في التربية ولا يمكن إغفال التعليم وليس التعليم التقليدي فقط, بل التعليم عن بعد, بتوظيف التقنيات الحديثة لتسهيل العملية التعليمية داخل دور الدراسة, ثم مع توظيفها للحصول على الدرجات العلمية المعتمدة, فمن المعروف أن مرحلة الطفولة (حتى 18سنة) هي أهم مراحل التحصيل العلمي, وربما بعدها قد يتجه المرء للحياة العملية.
على أن يوفر للطفل المعلومة، وإبراز السلوك القويم والقيم العليا, كل ذلك في إطار جذاب وشيق, معتمدا على مراعاة المرحلة العمرية للطفل, مع إعمال التفكير الابتكار لدى الطفل. أن يضم الديسك أو الأسطوانة على التتابع والتوازي، المادة اللغوية والمادة الفنية أو الرسومات المكملة التوضيحية. البعد عن النصح والإرشاد وبالعموم عن المباشرة وإصدار الأوامر للطفل, حتى يعتاد على استنتاج الحقائق. وأن تغلب روح الطفولة على المادة المنشورة (الملائمة لسن الطفل ولجنس الطفل). تقديم المادة الثقافية/العلمية/التعليمية في إطار يحث الطفل على المشاركة, وتأهيله للتفكير الابتكار, بعيدا عن التلقين. وأن يصبح التعامل مع جهاز الكمبيوتر ومعطياته (في النهاية) لعبة بين يدي الطفل.
ولا يبقى إلا البحث الواعي بوسائل التحقيق والتنفيذ. فلا شك إن للتعليم (المعلم والمناهج والعملية التعليمة) دوره, وأن للثقافة العامة والخاصة (بكل وسائل التثقيف) أهميتها. وفى إطار ذلك تتعاون كل وسائل المؤسسات المتاحة لتزكية مفاهيم الهوية، بلا تهويل ولا تهوين."[السيد نجم ،2008].
والقراءة مثلًا من المُسلم به أنها وسيلة ضرورية للحصول على المعرفة التي أنتجها العقل البشري قديماً وحديثاً، بما فيها من حقائق، وآراء، وأفكار، ومشاعر، وخبرات، وتجارب، وبها تتوسع آفاق عقل المرء، وتتغذّى مشاعره، وتصقل خبراته، وتنمو ثروته المعرفية، فيصبح أكثر قدرة على الاستيعاب والتحليل والنقد، وعندئذ يمتلك ناصية التعلم الذاتي، الذي أصبح ضرورة في وقت انفجرت فيه المعرفة، وتضاعف حجمها، وأصبح لزاما على المرء أن يتعامل مع المادة الضخمة التي تجد طريقها إليه من خلال الوسائل المطبوعة والإلكترونية، وأن يتمكّن من انتقاء ما يحتاجه منها، وتمييز غثه من ثمينه. [الهاشمي،2010]
(9) المبحث تأهيل  الجامعات وهيئات البحوث للتصدي لطوفان المعلومات و العولمة:-
لدور الجامعات وهيئات البحوث في تأهيل العربية أهمية أساسية فعلى هؤلاء تعقد الآمال فهم أصحاب العزائم لتخليص الأمة العربية من أزمتها بصفة عامة واللغة العربية من محنتها بصفة خاصة ولذلك يجب عليهم أن يعوا أهمية اللغة الأم في حياة الشعوب ومن ثم دور اللغة العربية الأهم كونها اللغة الأم ولغة قومية عربية ولغة الدين الإسلامي هذا الدور الذي وعاه الآخرون بدليل
1- وجود أكثر من 67 إذاعة عالمية ناطقة باللغة العربية.
2-العديد من مشروعات السوق الأوربية ،ممولة تمويلاً أجنبياً، لدراسة النصوص العربية وتطبيقاتها.
وفي رأي الدراسة تقسيم هذا الدور إلى دورين:-
أولاً الجامعات وهيئات البحث اللغوية (المتخصصة في اللغويات)
على هؤلاء يقع الدور الأساسي في تأهيل العربية والرقي بها وإيقاظ النائمين من رقادهم لتعود اللغة لأهلها فكراً وكلاماً وثقافةً. عليهم أيضاً أن يحدوا من غربتها في وطنها وتدعيمها ضد الحملات الشرسة التي تشنها عليها حملات التغريب والتبشير وذلك يتأتى بما يلي:-
1-أن تحدد هذه الهيئات عن طريق الأبحاث اللغوية والاجتماعية كيفية دعم اللغة العربية.  مثلاً:-
101 كيفية تبسيط اللغة العربية وتيسير طرق تدريسها في جميع المراحل خاصة المرحلة التمهيدية وكيفية دعم هذه الطرق بموضوعات خاصة بحضارتنا وثقافتنا بصورة تحقق عشق الدارس للعربية وانتماءه لها.
102 كيفية التقاء طرق التدريس وإمكانات العصر الحديث. ومن ثم التقاء اللغة العربية وتطبيقاتها بالتقنيات الحديثة والنظريات اللغوية المعاصرة .
103 كيفية القضاء على الغثاء اللغوي في الإعلام والبيئة الحياتية كلها (جرائد – خطب – منشورات – مكتابات ….).
104 إنشاء  معامل للغة العربية على غرار معامل اللغات الأجنبية والتي تحقق التعايش مع اللغة العربية و الانجذاب لها خاصة من قبل صغار السن ،هذه المعامل أيضاً يمكن أن تطبق على الحاسب الآلي وبمرور الوقت تصبح في متناول الجميع،.
105الاستفادة أولا من تجاربنا وتراثنا ومن ثم الاستفادة من تجارب الآخرين في هذه المجالات.
106 تدريب الكوادر اللغوية المؤهلة لهذه التطبيقات وغير ذلك مما لا يسهل حصره.
بوضع ذلك كله في الاعتبار يمكن أن تحدد نقاط بحث اللغويين من خلال خطة قومية بناءة تعمل على تحقيق ذلك بتوقيتات زمنية محسوبة على مدى طويل. هذه الخطط يجب أن توضع من خلال هندسة اللبنات لذلك البناء المرجو بمعنى أن كل باحث مسئول عن لبنة ما في هذا البناء  وغيابه أو إخفاقه لا يعني أي توقف ولا يمثل أي عقبة لأن المسئول سيسند تكوين تلك اللبنة لآخر على الفور كي لا يتأثر الميعاد الزمني بأي حال من الأحوال حتى بغياب المسئول نفسه يبدل بغيره على الفور. لكن عيب الخطط السابقة هو تحمس مسئول ما عنها وبخروجه من دائرة العمل يتوقف العمل ويخرج معه أو حتى في العاملين الصغار يكلف كل منهم بعمل يستحوذ عليه ولا يدري كُنهه غيره وبغيابه نضطر لإعادة عمله أو التوقف أيضاً. كم من المشروعات توقفت بعد صرف الملايين ولا يوجد من نحاسبه لتداخل الأدوار وعدم المراقبة الدورية وذلك أحد أسباب تخلفنا في جميع المجالات التي نستشعر التخلف بها. ولا نغفل أيضا عن اختيار الشخص المناسب للعمل المناسب وكفاءة الشخص للعمل تقاس بنجاحه في عمله وإنجازه مهما كانت مؤهلاته.
        أن سلوكيات الباحثين يجب أن تتغير ويجب أن يعود للعلاقات أو يظهر فيها الإيثار والتعاون و بذلك تعود صورة من أسمى صور العلاقات الإنسانية تلك الصورة التي قاربت على الاندثار وهي علاقة التلميذ بأستاذه والتي كانت أقوي من علاقة الأب بابنه فالأب يورث ابنه مالاً وخلقاً وبعض الفكر ولكن الأستاذ يورث تلميذه خلاصة فكره العلمي والعملي وربما لا يشابه فكر الابن فكر أبيه ولكنه حتما لابد أن يتأثر بفكر أستاذه. أين عطاء الأستاذ لتلميذه أين تبنيه العلمي له وأين احترام التلميذ لأستاذه واعترافه بفضله.
ثانياً الجامعات وهيئات البحث غير المتخصصة في اللغويات:-
201- بالنسب للوضع الحالي يجب رفع المستوى اللغوي لهؤلاء وذلك من خلال دورات للغة العربية توضح لهم ضرورة الاهتمام بها وترقى بهم لمستوى لغوي في الصرف والنحو والتحليل والتركيب وحتى البلاغة مما يمكنهم من إجادة التعبير عن أنفسهم باستخدام اللغة العربية أسوة بالدورات المطلوبة في اللغات الأجنبية.
202-بالنسبة للمبعوثين يجب أن يكونوا سفراء للغة العربية وتفهمهم لها وللغات الأجنبية سيمكنهم من كتابة نسخة عربية من الرسائل أيضا وكذلك الحال لغير المبعوثين. مع ملاحظة توفير المراجعين والمصححين اللغويين. لاحظ كم الرسائل الممكن الحصول عليها بهذا النظام. انظر تجربة محمد علي في سياق الدراسة.
  1. (10)       المبحث التقاء اللغة تعليم اللغة بالتقنيات الحديثة
        1-        التعليم الالكتروني ومعاييره الاساسية وبرامجه الدراسية
  التعليم الالكتروني حقيقة اسلوب تدريسي يتميز بمعايير اكاديمية متطورة في برامجها الدراسية وكتبها الدراسية المنهجية بانماطها المختلفة من الاقراص المدمجة الليزرية او صفحات الويب والبريد الالكتروني وغير ذلك من الوسائط الالكترونية  مثل برامج المحادثة او التحاور بالصوت والصورة وكذلك طرائق تعليمية عن بعد وأساليب اختباراته التعليمية المتنوعة، وتخصصاته العلمية الضرورية ودوراتهالتدريبية وكفاءة الدارسين عن طريق الإفادة من الاستكشافات التقنية المتطورة،والاتصالات الالكترونية السريعة، والثورة المعرفية الهائلة في مجالات الحياة المتنوعة. والإفادة بالتعليم عن بعد والتعليم الجامعي الافتراضي والتعليم بالهاتف النقال وظاهرة ابتكارية في تحقيق التعلم الذاتي والتعلم النشط من خلال البث التلفزيوني الفضائي والكومبيوتر وتطبيقات الانترنيت والاتصال الهاتفي والفاكس. وقد أثرت هذه الاستكشافات على المؤسسات التعليمية ونظم عملها وفترتها الزمنية وموادهاالدراسية.
ولذلك عرف البعض التعلم الالكتروني: بأنه نوع من التعليم يتباعد فيه المتعلم والمعلم وعن مكان التعليم (المدرسة) مستخدما فيه كل التكنولوجياوالوسائل والاساليب التي تمكنه من التعلم الذاتي وقد عرفه (هندرسن) بانه تعلم عن بعد بإستخدام الاإترنت وهكذا فالتعلم الالكتروني نوع من التعليم الذي لا يتقيد بزمان أو مكان ولا بفئة من المتعلمين ولا يقتصر على مستوى تعليمي، فهو تناسب وحاجات الافراد، ويلبي نقل المعرفة واكتساب الخبرات  التعليمية فهو يوفر تعليمالقاعدة كبيرة من المتعلمين الذين يرغبون في التعلم حسب  اوقاتهم والأساليب التي يختارونها عبر التكنولوجيا المتوفرة.
        2-        استخدام الحاسب في التعليم:
  1. إمكانية عمل البرامج التي تحقق:
§        ملاءمة كل برنامج لمجموعة من الطلبة ولمادة تعليمية معينة .
§        تصميم أساليب  تعليمية متطورة لتحقيق أهداف تعليمية وسلوكية ودينية .
§        اختصار الزمن وتقليل الجهد على المعلم والمتعلم .
§        تنوع الأساليب في تقديم المعلومات (الصوت والصورة والحركة والألعاب و...) .
§        تنوع أساليب التقييم.
§        عملية التعلم ووجود عنصري السؤال والجواب (بالتقييم المناسب) أمام المتعلم يحقق أسلوب جيد للتقويم الذاتي .
§        إمكانية التعليم الذاتي.
  1. تعدد المصادر المعرفية لتعدد البرامج التي يمكن أن يقدمها الجهاز لطالب واحد أو لعدة طلاب للتعليم بطريقة الاستنتاج .
  2. القدرة على خزن المعارف بكميات غير محددة وسرعة استعادتها مع ضمان الدقة في التعامل مع المادة المتاحة .
  3. سد النقص في هيئة التدريس والمدربين المؤهلين في بعض مجالات التعليم كما يعمل على تلاشي ضعف الامكانيات.
5.  جعل التعلم أكثر مرونة وتحريرا  من القيود المعقدة، اذ تتم الدراسة دون وجود عوائق زمانية ومكانية كالاضطرار للسفر  الى مراكز العلم والمعاهد والمدارس والجامعات.
  1. تحقيق العدالة في فرص التعليم وجعله حقا مكتسبا للجميع تحقيقا لديمقراطية التعلم وبخاصة التعلم الجامعي، والاستجابة للطلب الاجتماعي المتزايد لهذا النمط من التعليم.
  2. خفض تكلفة التعليم وجعله في متناول كل فرد من أفراد المجتمع بما يتناسب وقدراته، ويتماشى مع أستعداداته.
  3. الإسهام في رفع المستوى الثقافي والعلمي والإجتماعي لدىافراد المجتمع.
9.  العمل على توفير مصادر تعليمية متنوعة ومتعددة. مما يساعدعلى تقليل الفروق الفردية بين المتعلمين ودعم المؤسسات التعليمية والتدريسية بوسائط وتقنيات تعليم متنوعة ومتفاعلة.
دعم الحاسوب للغة وأثره على برمجيات لخدمة الطفل العربي:
العلاقة بين اللغة علاقة تبادلية حيث أن دراسة اللغة، بمنظور منطقي قياسي هندسي،  تكشف القناع عن أسس علوم اللغة والقدرات اللغوية وكيفية قيام الذهن البشري بعمليات تحليل اللغة واكتساب الخبرات واسترجاع المعلومات. وفي نفس الوقت تسهم اللغة في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الذي يسعى لمحاكاة وظائف الذهن اللغوية والقدرات البشرية وبذلك تكون علاقة عطاء تبادلية بين الحاسب وبين منظومات اللغة وأدى هذا التبادل بينهما لظهور علوم جديدة متعددة ولمكاسب لغوية حاسوبية يعتبرها البعض نقلة نوعية أحدثها الحاسب في مجال التنظير اللغوي خاصة. أن معالجة اللغة آلياً ووضعها في منظومة كاملة تضم جميع مستوياتها التي سبق ذكرها يمكن أن تنمي هذه المستويات وتضيف إليها الكثير.
وتهدف العلاقة بين اللغة والحاسب إلى:-
-          إقامة نماذج حاسوبية لفهم الأداء الشامل لمنظومة اللغة العربية .
-          تطبيق أساليب الذكاء الاصطناعي مع اللغة العربية بما يخدم تعلم اللغة.
أسباب استخدام الحاسوب في التعليم:
[1]                        يمكن الحاسوب الدارس (الطفل) من سهولة لتعلم في الوقت الذي يلائمه.
[2]        يمكن أن يعيد الدرس أكثر من مرة حتى يعي الدارس (الطفل)  الدرس دون الحرج الذي ينتابه في التعامل مع المدرس البشري.
[3]        التقييم الحاسوبي لاستيعاب الطفل والذي يمكن أن لا يراه سواه حتى يصل لدرجة تحقق له الرضاء والراحة النفسية.
[4]        إمكانية توظيف الألعاب الكمبيوترية في تنمية تحصيل التلاميذ لمفاهيم العلوم، لإثراء وتطوير العملية التعليمية، وتيسير بعض صعوبات التعلم.
[5]        إمكانية توجيه أنظار خبراء المناهج إلى الصعوبات التي يواجهها التلميذ أثناء تعلمه للمفاهيم العلمية بمناهج اللغة لكي يطور البرمجيات ويضمنوا المناهج أنشطة بديلة تيسر على التلميذ تعلم تلك المفاهيم.
[6]        تزويد الباحثين ببعض الأدوات العلمية المضبوطة وخطوات ونتائج تجريبية لتوظيف الألعاب الكمبيوترية في علاج بعض مشكلات صعوبات تعلم اللغة.
[7]        فتح المجال لدراسات بحثية جديدة لمواجهة مشكلات صعوبات تعلم المناهج الدراسية المتعددة التي يدرسها التلاميذ خلال مراحل التعليم المختلفة .


  1. (11)       المبحث دور الترجمة الآلية والتعريب في إثراء اللغة والهوية
في بحث عن دور الترجمة الآلية وأهميتها [سلوى، 2007] أشار البحث أن الحاجة للترجمة الآلية حاجة ماسة من أجل الرقي بالأمة. وأنه يجب على أرباب مجال الترجمة البشرية الإلمام بالتقدم الهائل في حقل تقنيات الترجمة الآلية وإلا حدثت فجوة هائلة بين اللغة العربية وغيرها من اللغات العالمية. ومن الواضح أن أغراض الترجمة على المستوى العالمي تختلف تماما عن أغراضها في الواقع العربي. أنهم يترجمون للغاتنا لتسويق أفكارهم ومنتاجاتهم ونحن نترجم من لغاتهم للتواصل العلمي والحضاري معهم. إذن يجب أن يصحب ثورة الترجمة نهضة حضارية قوية تدعمها وتستغلها كما حدث في النهضة اليابانية وفي عصر النهضة بمصر "عصر محمد علي". أن دور الآلة في الترجمة أصبح أساسيا فيجب على أرباب هذا المجال الإلمام بالعمل الحاسوبي ويجب أن يأخذ علم اللغة الحاسوبي حيزا كبيرا في الدراسات الجامعية ولا يهمل كما هو الآن. وتساءلنا فى السابق سؤالاً طريفاً هو "هل الترجمة الآلية الكاملة هي الخطوة الأولى نحو الترجمة الآلية؟". وللإجابة عليه كان علينا أن نتحقق من معلومة ما وهي "هل نجحت المنتجات الحالية في تحقيق الترجمة الآلية الكاملة سواء على المستوى العالمي أو العربي؟".  فوجدنا هناك الكثير من العقبات أمام الترجمة البشرية. وتضاعفت هذه العقبات فى تطبيقات الترجمة الآلية. وقد حاولت الشركات العالمية المتخصصة فى الترجمة البحث فى تحديد كيفية استخدام التكنولوجيا الحاسوبية الحديثة في دعم الترجمة. قدم البحث [سلوى، 2007] بعض أساليب الترجمة الآلية وقدم البحث أمثلة من البرامج الموجودة في الأسواق سواء ما يترجم إلى اللغة العربية أو غيرها وجدير بالذكر أن الترجمة الآلية يزداد دورها بشكل مطرد ,ويجب التوجه إلى حل مشكلات الترجمة الآلية؛ لمواجهة عصر تفجر المعلومات ،وإن كانت فكرة الاستغناء عن الترجمة البشرية بعيدة .أن الجهود البحثية في المنطقة العربية يجب أن تتكاتف لسرعة الوصول لنتائج مرضية. ويجب أن تتدخل السلطات المسئولة للنهوض بمثل هذه الموضوعات. كما طرح البحث العديد من الحلول لدعم الترجمة الآلية.
  الحلول المطلوبة لدعم النُّمُوّ اللُّغوِيّ عند الطِّفل العربِيّ في ظِلِّ مجتمع المعرِفة
أ‌-        تفعيل دور الشباب العربي في المجتمع:
إن دور الشباب (مشتقبل الطفل العربي ورائده) قي تنمية المجتمع معروف وهو في النهاية صاحب كل تطبيق ومهد كل نبتة تمثل قيمنا ومُثُلنا فلو فسد المهد فسد النبت كله. من أهم ملاحظاتي على كل المؤتمرات التي تدعو لفكر ما أنه لا رواد لها من الشباب أو الرواد منه قليل ربما لمجاملة أساتذتهم  أو محاولة إثبات أن لهم فاعلية وللآسف أيضاً إذا ما ارتادوها فلا مشاركة فعلية لهم. علينا أن نبحث عن أسباب ذلك، هل هو استئثار الشيوخ دائما بالرأي ؟ هل هي فكرتهم أن من حقهم الاستئثار بالرأي مادامت فيهم حياة لأنهم الأكثر خبرة مثلاً- إن الاتجاه العالمي الحالي للمعارف والمعلومات كون مقاييس جديدة للمعرفة والقدرة على العطاء بدليل سماعنا يومياً عن عباقرة من الأطفال وصغار السن والشباب فاقوا أساتذتهم بمراحل ولكننا نتعلل بالقيم واحترام الكبير للبقاء على الجمود، أولاً إذ إنه لو لم يؤمن الشباب بجدوى أي قضية فلا حاجة لطرحها إذن ،من سيطبق جيل الشيوخ؟؟،.
ب‌-    إعلان قوانين لحماية الطفل العربي
إن القوانين الرادعة والعقوبات الصارمة تحيل بين أفراد المجتمع وبين كل خطأ. إن القوانين الأجنية جميعها تعطي الطفل وهو جنينٌ في بطن أمه حقوقه كاملةً وترعاه وتراقبة خطوة بخطوة مما يؤهله للعطاء والإبداع. يجب أن تتوفر في المجتمع العربي مثل هذه القوانين.
ت‌-  تبسيط الفصحى والعودة لنشرها بين الناس عن طريق تبسيط اللغة العربية لدارسيها وتيسير النحو باستخدام الإمكانيات الحديثة.
ث‌-    نشر اللغة في وسائل الأعلام والصحف حتى تكون قريبة من الآذان والمفاهيم.
ج‌-  التركيز على استخدامها في برامج الأطفال والكتب الخاصة بهم بطريقة مشوقة حتى يألفها الطفل قبل دخول المدرسة أيضاً.
ح‌-  منع المدرسين من استخدام العامية بالمدارس وتشجيع الطلبة على استخدام الفصحى ويكشف هذا دور مدرس اللغة العربية وظلمه بالمسئولية الملقاة على عاتقه إذا إننا عندما نطالب بتأهيله لتخمل دوره يجب أن لا نتغافل عن شركائه في هذا الدور من مدرسي جميع المواد إذ أنه في رأي البحث "لا يوجد مدرس لغة عربية ولكن كل مدرس يجب أن يدرس باللغة العربية" بمعنى إنه هناك مدرس نحو وشعر وبلاغة  غير أن مدرس العلوم عليه التحدث باللغة العربية بأسلوب عربي وعليه أن يحاسب طلابه على الخطأ في الأسلوب والأخطاء الإملائية والنحوية أيضاً وبهذا التكثيف يمكن للطالب أن يعي لغته الأم ويتقنها. هذا الكلام يقودنا للبحث عن كيفية تأهيل كوادر جديدة من المدرسين تستطيع فعلاً القيام بهذا الدور وإعادة تأهيل الفئة الموجودة الآن فعلاً.
خ‌-     العودة لتحفيظ القرآن الكريم والأشعار البليغة والنثر ذى القيم والمبادئ والأخلاق الفاضلة.
خ‌.  محاربة تدريس اللغات الأجنبية في سن مبكرة بسبب آثاره السلبية في إعاقة  القدرة على التعبير والاستيعاب و تحقيق القدرة الكاملة على الابتكار. ولكن يجب أن ندرك أيضا أن دراسة اللغة الأجنبية ذاتها يمكن أن يدعم اللغة القومية. إن دراسة اللغات الأجنبية قد تساعد على فهم اللغة القومية حيث تخدم اللغات بعضها البعض ودراسة لغة ثانية دراسة واعية متعمقة يرقى بنا لجوانب خفية عنا في لغتنا الأم  ويسمى هذا العلم بعلم اللغة التقابلى .ولهذا العلم أهميته في توظيف اللغات الأجنبية لخدمة اللغة العربية. كذلك يجب دراسة اللغة العربية نفسها والغوص فيها ودراستها مقابلة باللغات الأخرى وكيف استوعبت منجزاتها ومصطلحاتها العلمية والحضارية. على سبيل المثال المصطلح اليوناني في الترجمات العربية القديمة ثم انتقل هذا المصطلح إلى اللاتينية ..ومثل هذه الدراسات تؤدي لتأصيل الجذور العربية.
أما بالنسبة للحاق بالركب العالمي  فيجب أن نطبق ما سبق ذكره من استغلال إمكانيات الحاسب في المواد اللغوية لخدماتها كما سبق وأوضحنا في الفقرة السابقة.
الخلاصة
ينتهي البحث  بتساؤل وهو مادام اللسان واللغة التي هي أداة التفاهم والتواصل، وهي وعاء الفكر وقالبه الحي، وما نراه اليوم هو طغيان الثقافة الغربية؛ حيث تشكل اللغة نسبة عالية من الإسهام في نقلها، ولا أدل على ذلك من أن (88%) من معطيات الإنترنت باللغة الإنجليزية، و(9%) بالألمانية، و(2%) بالفرنسية، و(1%) يوزع على باقي اللغات.فمتى تحتل العربية صدارة هذه اللغات ؟  وقد حذر البحث من أن الغرب حريص على فرض قيمه الاجتماعية والثقافية وعولمتها، والتي تمثل أسوأ ما عنده، بينما لا يسعى إلى عولمة العلم والتقدم حيث يجب الاحتفاظ به.لماذا؟ وأوضح أن  الطفولة هى الثروة  الحقيقية لأي مجتمع أن توفير الإمكانات المتاحة له ،ستساعده لكي ينمو سوياً جسدياً ونفسياً ومتفوقاً في أي مجال يمكنه الإبداع فيه. وأنه يجب أن تكون هناك القوانين الرادعة والعقوبات الصارمة تكفل حق الطفل وهو جنينٌ في بطن أمه وترعاه وتراقبة خطوة بخطوة مما يؤهله للعطاء والإبداع. وأوضحنا إن الناشئ في أية دولة أجنبية يدرس لغته الأم في بداية مراحل التعليم دراسة وافية حتى يتمكن من إجادتها والتعبير بها عن فكره وتصوراته ويرث من معلميه وأهله حبها وتقديرها فنجده يحرص عليها حرصه على كيانه ووجوده. كما شرحنا كيفية دعم النمو اللغوي للطفل عن طريق التقنيات الحديثة والألعاب الحاسوبية. كما يجب أن نعرف ونحذر الجميع من إن الأمة العربية عامة والإسلامية منها بشكل خاص أمامها تحديات كبيرة، لذلك يجب استنهاضها مجتمعة لمواجهة هذه الأخطار المنظمة والمدروسة، التي تعمل على مسخ هويتها، بل إذابتها وتبعيتها لغيرها. كما أشار البحث أن الغرب حريص على فرض قيمه الاجتماعية والثقافية وعولمتها، والتي تمثل أسوأ ما عنده، بينما لا يسعى إلى عولمة العلم والتقدم حيث يجب الاحتفاظ به.لماذا؟
 
من نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة إلى ما يلي:
-   إن اللسان واللغة التي هي أداة التفاهم والتواصل، وهي وعاء الفكر وقالبه الحي، وما نراه اليوم هو طغيان الثقافة الغربية؛ حيث تشكل اللغة نسبة عالية من الإسهام في نقلها، ولا أدل على ذلك من أن (88%) من معطيات الإنترنت باللغة الإنجليزية، و(9%) بالألمانية، و(2%) بالفرنسية، و(1%) يوزع على باقي اللغات [الشحود،2010 ]. 
-   إن نهضة العربية لن تتأتى إلا بنهضة حضارية علمية قوية تعيدها لسابق عهدها، كما حدثَ عندما أعادت نهضة إسرائيل العلمية الحديثة اللغة العبرية للمحافل العلمية.
-       ضرورة المحافظة على الهوية العربية على كافة المستويات .
-       أوضحت أن المحافظة على اللغة العربية واجب ديني ، وحق دستوري.
-       أماطت اللثام عن أعداء اللغة العربية في الداخل والخارج، وفضحت مخططاتهم.
-       كشفت الدور المشبوه الذي يلعبه الإعلام المرئي والمقروء في مسخ الهوية العربية والإسلامية .
-   بينت خطر استبدال العامية بالفصحى ،والذي يستخدمه الإعلام بشكل كبير،فضلا عن استخدام مصطلحات أجنبية أثناء الحديث وفي بعض البرامج.
-   أوضحت حاجة المجتمعات العربية والإسلامية إلى صياغة حديثة لنظرية تربوية إسلامية تكون في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بالأمة العربية الإسلامية.
-   أوضحت حاجة المجتمعات العربية والإسلامية إلى صياغة حديثة لنظرية تربوية إسلامية تكون في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بالأمة العربية الإسلامية.
-   أوضحت حاجة المجتمعات العربية للمدرسة الإسلامية المستقبلية هي إحدى الأطروحات التربوية التي ينشدها التربويون العرب والمسلمون للحفاظ على الهوية [الشحود، 2010].
-   أوضحت ضرورة استلهام تجاربنا وتجارب الأمم الأخرى في الحفاظ على هويتها كفرنسا مثلا ،وتطبيقها للمحافظة على هويتنا.
توصيات الدراسة: 
·        ضرورة الاهتمام بالطفل لغويا وثقافيا واجتماعيا.
·        ضرورة الاهتمام بالمحتوى العربي على شبكة المعلومات الدولية لتعزيز الهوية العربية.
·        ضرورة ابتكار الخطط ، وعمل الدراسات الجديدة التي تدفع الاستعمار المعلوماتي وتحمي الهوية العربية من التبعية .
·   ضرورة محاولة غزو المحتويات الأجنبية بابتكار مصطلحات عربية سهلة تجذب المتصفح الأجنبي خاصة بعد الثورات العربية التي جعلت الأجنبي أكثر استشرافا  لأخبار هذه الدول والتعرف على  ثقافتها .
·   ضرورة عمل مسابقات بين الباحثين التقنيين لعمل برامج آلية باللغة العربية لتصبح بديلا عن البرامج الأجنبية ، وابتكار برامج جديدة تخدم العلم باللغة العربية، لنعيد دور الريادة مرة أخرى للغة العربية ولكن بشكل تقني .
·   ضرورة تفعيل دور الجامعات والمؤسسات العلمية للاهتمام بالترجمة والتعريب لمعرفة كل ما هو جديد من تقنيات وعلوم ، وتشجيع المؤسسات والمراكز الخاصة بما يخدم الحفاظ على الهوية في عصر العولمة .
·   ضرورة استنهاض الأمة العربية عامة والإسلامية منها بشكل خاص لمواجهة تقابله من تحديات كبيرة، وخطار منظمة ومدروسة، والتي تعمل على محاولة مسخ هويتها، بل إذابتها وتبعيتها لغيرها.
·   ضرورة مواجهة مخاطر الانفتاح المعلوماتي في عصر العولمة يتطلب تجيش فاعليات الأمة  للتعاون من أجل وضع خطة محكمة، كفيلة بالتغلب على مخاطر العولمة الثقافية لإنقاذ الهوية العربية.
·   ضرورة عمل البناء المتكامل للإنسان العربي ليكون في حجم التحدي، وتربيته على أخلاقيات أصيلة تمنحه المناعة الحضارية المطلوبة، ولعل أهم مرحلة في هذه التربية العمل على إشاعة وترسيخ القيم الأصيلة، فبدون هذه الخطوة لن يكون بإمكاننا الوقوف طويلاً في وجه الزيف الحضاري القادم.
·   ضرورة تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي أصابت ثقافتنا، مما أدى إلى انحراف الفرد والمجتمع، كما يجب أن نوضح ونبرز المقاييس الثقافية الإسلامية الصحيحة وتفعيلها في الإنتاج الثقافي الذي يحمل مفاهيمها الحقيقية.
·   ضرورة الاستفادة من مكتسبات التكنولوجيا في وسائلها الإعلامية، خاصة الأقمار الصناعية والقنوات التلفزيونية، واستعمالها في توعية وتثقيف الأطفال والشباب، وحمايتهم من الوقوع في فلك الانحراف ، وحماية وجود الأمة وغيرها من خطر الغزو المعلوماتي.
·   ضرورة تطوير أدواتنا ووسائلنا، وطريق تصدير ثقافتنا، فنشر ثقافتنا عبر تقنية الشبكات الإلكترونية والفضائيات يمثل أفضل وأسرع الطرق للتأثير في عقول أجيالنا، وكذلك في عقول الآخرين، لا أن نكون مجرد مستهلكين لثقافة الغير ومعلوماته؛ لأن الاستهلاك الثقافي بدون أن نكون منتجين ثقافياً يجعلنا نذوب في ثقافة الآخر ونفقد الثقة في ثقافتنا ومبادئنا.
·   ضرورة وضع ضوابط وقيود وإشراف من قبل مختصين عند استخدام شبكة الإنترنت، وبخاصة فيما يتعلق بالبرامج التي تحاول سلخنا من هويتنا.
·   ضرورة إنشاء مراكز ثقافية موحدة تهتم بدراسة قضايا العصر، سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو حضارية فور ظهورها، ومن ثم متابعة تطورها، ووضع التصور السليم للموقف إزاءها، وهذا لا يعني إطلاقاً إلغاء التنوع والتعدد الثقافي، وإنما يعني السعي نحو تأسيس رؤية ثقافية كونية ناتجة عن التفاعل الإيجابي والحر بين مختلف مراكز الفكر والثقافة، فالتوحد ضمن حقيقة التعدد، والاتفاق ضمن حقيقة التنوع .
·   ضرورة الانفتاح على الثقافة الغربية والاستفادة من تطورها العلمي والتكنولوجي ينبغي أن يكون من خلال خطة تضمن إيجابية هذا الانفتاح ، ومجتمعنا لا يمنع الانفتاح المحكم الرامي نحو الاستفادة من علوم الآخرين النافعة، قال _سبحانه وتعالى_:" قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا".
·   ضرورة دعم الدراسات العلمية والبحثية التى تهتم بالإجابة على السؤال: كيف حدث صعود اللغة وارتقائها بحيث كانت إحدى دعائم الحضارة الزاهرة، وكيف حدث التدهور في اللغة والذى صاحب التدهور العام؟ الإلمام بتاريخ الحضارة العربية لمعرفة دور اللغة العربية الإيجابى كلغة ثقافة وحضارة وليست لغة دين فقط، حيث استعرب غير العرب وغير المسلمين، ولمعرفة أسباب ازدهار اللغة العربية في وقت ازدهار الحضارة نفسها وقوة الدولة الإسلامية، ولمعرفة العلاقة بين اللغة العربية ولغات الشعوب التي ضمتها الخلافة مع اتساع أرجائها سواء في حال القوة الحضارية العربية والإسلامية أو ضعفها, فربما يساعد هذا كله على فهم أزمة اللغة العربية الآن باعتبارها أزمة مجتمعية ناجمة عن التبعية وعن الهيمنة الغربية من جانب وعن ضعف تلك الدول والمجتمعات من جانب آخر.

أ.د.م سلوى حمادة
 قسم بحوث المعلوماتية، معهد بحوث الإلكترونيات
القاهرة، جمهورية مصر العربية

المراجع
[أسعد،1989]
سامية أسعد،"ترجمة النص الأدبي"،عالم الفكر، المجلد التاسع عشر ،العدد الرابع،يناير-مارس،1989،الكويت،ص. 15-36.
[الجيوشي،1998]
محمد إبراهيم الجيوشي،"خصائص اللغة العربية"،الأخبار،24/8/1998،ص.4.
 [الزغير،2010]:
محمد عبده الزغير ،"تعزيز الهوية والانتماء لدى الأطفال والشباب العرب" ،التعبير نت ،
[السيد نجم ،2008]
السيد نجم ،أطفالنا والانتماء للهوية في عصر العولمة، ميدل إيست اونلاين، 2008،
[الشحود،2010]
علي بن نايف الشحود، "المسلم بين الهوية الإسلامية والهوية الجاهلية"،2010،
 [العقيل ،2004]:
سليمان بن عبد الله العقيل ، بعض المؤشرات للحفاظ على الهوية: دراسة اجتماعية تحليلية في الحديث النبوي الشريف حول الهوية والانتماء، مجلة جامعة الملك سعود، الآداب.
[الفيحان،2004]:
فيصل الحفيان، العلاقة بين اللغة والهوية،ندوة اللغة والهوية وحوار الحضارات ،الرياض، 2004.
[الكحلاني،2011] :
[ المصري ،2009]: أحمد المصري، انقراض اللغة العربية  بيدنا لا بيد عمرو، مدونةلغتي هويتي ،
[ الهاشمي،2010]:
عبد الله بن مسلم الهاشمي، دور منهاج الّلغة العربية في الحفاظ على الهوية العربية ومواجهة تحديات العولمة، مؤسسة الفكر العربي: المكتبة الرقمية،2010م
[ حكيمة، 2010]:
حكيـــمة بولعــشب ، تحديات الهوية الثقافية العربية في ظل العولمة، أرنتروبوس: الموقع العربي الأول في الأنثروبولوجيا والسوسيوأنثروبولوجيا، 2010.
[درويش،2009]:
ندوة للدكتور /أحمد درويش، اللغة والهوية، كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.
[سلوى حمادة،2009]:
سلوى حمادة ، كتاب بعنوان " المعالجة الآلية للغة العربية : المشاكل والحلول "، دار غريب للطباعة والنشر، 2009م.
سلوى حمادة،2010]:ظاهرة  الفرنكو آراب  مخطط أمريكي للقضاء علي اللغة العربية، شبكة الإعلام العربية محيط،
 [سلوى، 2003]:
سلوى حمادة، " تجهيز اللغة العربية للتصدي لطوفان المعلومات و العولمة"، ورشة التعليم والتدريب باللغة العربية في مجال الحاسبات ج. م. ع، 2003.
[سلوى، 2007]:
سلوى حمادة,"الترجمة الآلية كبنية أساسية في صرح التعريب" ،المجلة العربية لعلوم وهندسة الحاسوب , المجلد الأول ، العدد الأول، 2007,
[سيف، 2005]:
[صلاح،2007]:
سلسلة حلقات صلاح عبد السميع عبد الرازق  ،" التعليم والهوية فى عالمنا العربى"،   2007  ،موقع تطوير التعليم،
[سلطان،2007]
عدنان عباس سلطان، قراءة في كتاب اللغة والهوية: قومية- اثنية- دينية، شبكة النبأ المعلوماتية،2007،
[عمر،2004]
أحمد مختار عمر، اللغة والهوية، دار غريب، 2004.
 [عويس،2000]
محمد زكي عويس,"التنمية العلمية والتكنولوجية وأمن الوطن العربي ",ندوة عن"الثقافة العلمية والتنمية التكنولوجية والمعلوماتية",المجلس الأعلى للثقافة,14-15 مايو 2000.
 [غنيم،1989]:
كارم السيد غنيم،"اللغة العربية والنهضة العلمية المنشودة" عالم الفكر، المجلد التاسع عشر ،العدد الرابع،يناير-مارس،1989،الكويت، ص.37-80.
[رابح، 1982]
تركي رابح,"دراسات في التربية الإسلامية والشخصية الوطنية",المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع,1982.
[ماجدة صالح،2001]:
ماجدة صالح ، " الآثار الإعلامية والثقافية للعولمة على دول المنطقة العربية وإمكانية مواجهتها "، موقع المقالات:اسلام ويب،2001،
[مطر، 1997]:
سليم مطر،  الذات الجريحة: إشكالات الهوية في العراق والعالم العربي ، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر،1997.
[معتوق، 1996]:
أحمد معتوق، كتاب الحصيلة اللغوية، عالم الفكر، الكويت،
[نجاة، 1989]
نجاة عبد العزيز المطوع, "آفاق الترجمة والتعريب" عالم الفكر، المجلد التاسع عشر ،العدد الرابع،يناير-مارس،1989،الكويت، ص.5-14.
 [ناريمان،2010]:
ناريمان إسماعيل متولي ،اللغة العربية بين الانتماء والهوية والتحديات المستقبلية في عصر الرقمنة، المؤتمر الثاني والثلاثين لمنتدى الفكر المعاصر حول : اللغة العربية وتحديات التكنولوجيا الحديثة على مستوى الإنترنت ، 2010 م .
[الناقة، 2000]
د/ محمود الناقة: من أحد الإحصائيات التي قام بعرضها في المؤتمر السادس لتعريب العلوم أبريل بدار الضيافة جامعة عين شمس، عام  2000. 
قراءات:
 ندوة: إشكالية الثقافة :الهوية والمعلوماتية،
[سلطان،2007]
 ندوة: إشكالية الثقافة :الهوية والمعلوماتية، 2010]
[مختار،1995]
أحمد مختار عمر،"محاضرات في علم اللغة الحديث"، عالم الكتب،1995،القاهرة.
 ندوة: الهوية الوطنية ، هيئة كهرباء ومياه دبي، الأمارات.
 ندوة: الهوية الوطنية، 2009]
 ندوة: قضية اللغة والهوية ،2006]
 ندوة: قضية اللغة والهوية ،مركز لحوار الحضارات في كلية الاقتصاد،