بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصفحات

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

الحب في الشعر العربي

الحب في الشعر العربي الفصيح
كان الشعر للفخر ,ثم تحول إلى الحب وهذا بفضل المجنون وجميل بثينه وغيرهم من العشاق.
وهنا نركز على الحب في الشعر العربي الفصيح أبيات او بيتين او أكثر منفردة تخرج من قصائد طويلة وكأنها قصيدة بأكملها، هذه الأبيات تنطبع بالوجدان الشعبي النابض بالحياة في كل زمان ومكان،
وهنا قبل ان تكون قصيدة يكون بيت الشعر.وكأن هذا البيت كافي(ن) يسكن ويستوطن الفكرة.
إلا ان البيت الواحد بقي هو المأثور بين محبي الشعر العربي ، وهذا الاهتمام يكمن في البلاغة والإيجاز
ومن روعة هذه الأبيات عندما تمر عليك وتنشدها طرباً وكأنها لأول تمر عليك.


هنا في كل اللغات الإيجاز مطلوب وهو يكون كالحسام المهند في المعارك، هذا الإيجازي يجسد الفكرة في المواقف ،كالحب والفخر والهجاء ،ولكن مجمل حديثنا يتركز حول الحب و الذهول من روعة الجمال ، التي تحتاج الى حسم الموقف ، ومن هنا يخرج العاشق ببيت او قصيدة بأكملها وكأنه كان مغيب عن الحياة .

هنا نتطرق الى العشق بين الرجل والمرأه او كما يحلو لمن يصفه باللغز الجميل الساحر
و اللغز الجميل الساحر يفتننا سحره ، ويختلجنا جماله فنتبعه مرغمين دون أن نستطيع
له حلا،هذا السحر او اللغز الجميل هو الذي سنستمتع به ونستمع اليه ونشتاق له ، ونطمح ليه وننتظره ونود حضوره ونرحب به ونقبل كل ما به من صعاب
وهنا من الضروري ان تفتخر المرأه بهذا لانها موطن الحديث والحب والعشق الحقيقي
ويحق لها ان تزهُ وتنتشي طرباً لانها استطاعت ان تكسب قلب الرجل من باقي اعضاء جسمه
انها الانثى الجميله بل انه القلب الاعمي الذي عندما يحب لا يرى الا كل شي جميل ويغض الطرف عمن سواه
الرجل مجنون عندما يحب ،ولكن يعذر المحب في جنونه لانه يحب الجمال ،

وأنا شخصياً مفتون بالشعر العربي الفصيح ومن هنا أضع بين أيديكم هذه الابيات التي اخترتها بعناية فائقة لكي ترقى لذوق مرتادي الأدبي
هنا نستعرض بعض هذه الأبيات
لن أركز على شاعر بعينه ومن المفترض ان يكون المحور حول المجنون الذي قال بالحب ما لم يقال ، حتى كنا نتصور الشعر العربي هو شعر العزل فقط ،
لعل بدايتنا مع ابن الفارض تكون قويه بعض الشيء لانه في قصيدته( جوركم علي عدلُ ) انغمس بالحب الى النخاع ،هنا يمثل دور الحب وتقمص الدور حتى قلنا انه تنفس عصرنا الان وكأنهُ عاش معنا في هذا العصر ويقدم النصح والارشاد في الحب ، نعم عش كما يقول بن الفارض بالحب او لا تحب ،لان الحب هو كما يقول والا فلا

يقول ابن الفارض




هو الحب فاسلم بالحشا مالهوى سهلُ
فما اختاره مضنـى به،ولـه عقـلُ


وعش خالياً ، فالحب راحتـه عنـا
ًوأولـهُ سـقـمً واخــرهُ قـتـلُ

ولكن الدي المـوت فيـه، صبابـةً
حياةٌ لمن أهوى، علي بها الفضـلُ

نصحتك علماً بالهوى ،والـذي أرى
مخالفتي ،فاختر لنفسِكَ مـا يخلـو

فإن شئتَ ان تحيا سعيداً، فمت بـه
شهيـداً ،وإلا فالغـرامُ لـه أهـلُ

فمن لم يمت في حبهُ لم يعـش بـه
ودون اجنتاءِ النحلِ ما جنتِ النحـلُ

وقل لقتيـل الحـبَ، وفيـتَ حقـهُ
وللمدعي : هيهات ما الكحلُ الكحلُ

تبـاً لقومـي ،إذ رأونـي متيـمـاً
وقالوا: بمن هذا الفتي مسهُ الخبـلُ





الى ان قال



جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي
فاصبح لي،عن كل شغلِ،بها شغـلُ


وفرغت قلبي عن وجودي مخلصـاً
لعلي في شغلـي بها،معهـا أخلـوا





.
هذا هو الحب والا فلا من لم يحب مثل هذا الشاعر فعليه ان يكف عن الحب ، لان للغرام أهلُ
.

وننتقل الى المبدع الاخر عمر بن ابي ربيعه الذي نشاء نشاة مترفة،وكان وسيماً فتوافرت له بذلك شاعريته ألوجهه التي اتجهها فالغنى والوسامه يغريان الشاعر بطلب الجمال والحياة اللاهية.
يقول عمر بن ابي ربيعه في إحدى أجمل قصائده الغزلية .




أُلامُ على حُبي ، وكأنـى سننتـهُ
وقد سُن هذا لحبُّ من قَبلِ جُرهُـم


فقلت: اسمعي ، يا هندُ، ثم تفهمي
مقالـةَ محـزونٍ بحُبِّـكِ مٌغـرمِ

لقد مات سرى واستقامت مودتـي
ولم ينشرح بالقولِ يا حبي فمـي

فإن تقتلي في غير ذنبٍ،أقل لكـم
مقالـةَ مظلـومٍ مشـوقٍ متـيـمِ

هنياً لكم قتلي ، وصفـو مودتـي
فقد سط من لحمى هواك ومن مديِ





الله ما أعذب الحب على الطريقة ألربيعيه عمر بن ربيعه مر بتجربة حب غير طبيعيه ولكنه يقولون انه تاب ومات شهيد في احد الغزوات..

ثم ننتقل الى الشاعر جرير
الله يا جرير
اشتهر بالهجاء والمدح اكثر من الغزل ولكنه قال قصيدة العصماء التي تعد من اغزل واجزل عيون الشعر العربي الفصيح عندما قال
يقول جرير



لقد كتمت الهوى حتـى تهيّمنـي
لا أستطيعُ لهـذا الحُـبِّ كتمانـا


لا بارك الله بالدنيـا اذا انقطعـت
أسباب دنياك من أسبـاب دنيانـا

أبـدل الليـل لا تـرى كواكبـهُ
أم طال حتى حسبت النجم حيرانا

إن العيون التي في طرفها حـور
قتلننـا ثـم لـم يحييـن قتلانـا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن اضعـف خلـق الله أركانـا





جرير شاعر فحل اشتهر بمصارعة الفرزدق ، لو تفرغ هذا الشاعر للغزل لانضم مقطوعات ونوتات الحب الخالد الحقيقي ، ولكن انشغل بالفرزدق عن الغزل سامح الله الفرزدق 
انا بعتقادي لو تفرغ للغزل لتفوق على كل شعراء الغزل في عصره .
.
ثم ننتقل الى جميل بثينه الذي صار مضرب مثال بين العشاق
وهو شاعر اموي ، جميل بن معمر، ولقب بجميل بثينه، وبثينه هي ابنت عمه احبها حب جما
يقول جميل بثينه:



اذا خطر ت من ذكر بثنة خطـرة
عصتني شؤون العين فانهل ماوهـا


فإن لم ازرها عادني الشوق والهوى
وعاود قلبـي مـن بثينـة داؤهـا

وكيف بنفس أنت هيجـت سقمهـا
ويمنـع منهـا يابثيـن شفـاؤهـا

فأحيي ، هداك الله نفسـاً مريضـةً
طويـلاً بكـم تهيامهـا وعناؤهـا



.


جميل بثينه عندما تقرأ قصائده تحس وكأنك تعيش بعصره وكأنك تطالع بثينه معه




أصلي فأبكي في الصلاةِ لذِكرِها
لي الويلُ مما يكتُـبُ المَلَكـانِ


ضَمِنتُ لها أن لا أهيمَ بغيرِهـا
وقد وثِقَت منّي بغيـرِ ضمـانِ

وألثم فاها كي تزولَ حرارتـي
فيشتدّ ما ألقـى مـن الهيمـانِ





.

عندما نتطرق للبهاء زهير يجب التركيز لان البهاء زهير يستحق ذلك 
البهاء زهير :
هو زهير بن محمد علي المهلبي العتكي شعره رقيق اعجب به العامه قبل الخاصة
ونختار البديع من شعره هذه الابيات التي تغنى بها الكثير من المطربين وخصوصاً الكويتين والبحرينين عندما قال


دع الوشاة وما قالوا ومـا نقلـو
ابينـي وبينكـم مـا سينفـصـلُ


لكم سرائـر فـي قلبـي مخبـأةٌ
لا الكتب تنفعني فيها ولا الرُسـلُ

رسائل الشوق عندي لو بعثت بها
إليكم لم تسعها الطـرق والسبـلُ

واستلـذُ نسيمهـا مـن دياركـمُ
كأن أنفاسهُ مـن نشركـم قبـلُ

وارحمتاهُ لصـب قـل ناصـرهُ
فيكم وضاق عليه السهل والجبـلُ

يزداد شعري حسناً حين أذكركـم
إن المليحة فيها يحسـن الغـزلُ

يا غائبين وفي قلبـي أشاهدهـم
وكلما انفصلوا عن ناظري اتصلوا





لولم يقل اذا هذه القصيدة قلنا انه مغازلجي نمره واحد

وننتقل الى ابو صخر الهذلي عندما احب قلبه وعندها تمنى ان ينقطع عن الناس ليس عنده الا هي على رمثةٍ في البحر 
الله على التمني كأنه يقول للحساد اشرب من البحر ، ولن تنل مني وحبيبتي
يقول انه يحب الحياة اذا كانت حبيبته معه ويتمنى الموت اذا حبيبته رحلت عن الحياة
نعم هذا هو الحب الحقيقي .
عندما قال :




تمنيـت مـن حبـي عليـة أننـا
على رمث في البحر ، ليس لنا وفر


على دائم لا يعبـر الفلـك موحـه
ومن دوننا الأهوال واللجج والخضر

فنقضي هم النفس في غيـر رقبـةٍ
ويغرق من تخشى نميمتـه البحـر

ويا حبها زدني جـوى كـل ليلـة
ويا سلوة الأيام موعـدك الحشـر

فيا حبذا الأحياء مـا دمـت فيهـم
ويا حبذا الأموات ما ضمك القبـر






ثم نرجع الى جميل بثينه الذي حول الشعر العربي من الفخر والهجاء الى الحب تحويل جذري
وهو يتوجد ويطلب من حبيبته ان ترجع بعض عقله الذي سكنها ، وكأنه من سلم عقله لها وهذا التسليم ينصب في التفكير الدائم بها وحتى انه فرغ عقله من غيرها وكأنه يقول لعنبو دراك ردي عقلي على شوي ،
يقول جميل الغزل .



خليلي ،ما ألقى مـن الوجـد باطـنٌ
ودمعي ، بما أخفـي الغـداة، شهيـد

.
إذا قلـت :مابـي يـا بثينـة قاتلـي
من الحب، قالـت : ثابـتٌ ويزيـد

وإن قلت: ردي بعض عقلي أعش به!
تولـت وقالـت : ذاك منـك بعيـد

فلا أنا مـردود بمـا جئـت طالبـاً
ولا حبهـا فيـمـا يبـيـد يبـيـد
.
يمـوت الهـوى منـي إذا مالقيتهـا
ويحـيـا إذا فارقتـهـا فـيـعـود

وافنيت عمري بأنتظـاري وعهدهـا
وابليـت فيهـا الدهـر وهوجـديـد
.
علقت بالهوى منها وليداً ، فلم يـزلا
لـى اليـوم ينمـي حبهـا ويزيـد

فمـا ذكـر الخـلان إلا ذكرتـهـا
ولا البخل إلا قلـت سـوف تجـود!





الله الله 
يثبت جميل بثينه ان العشاق اوفا من العاشقات في كل الظروف ، وهنا نعلنها صراحتاً ايته المحبوبات ان المحب عندما يعشق يعشق كل الكل وليسا بعض الكل 
يعشق الحبيبه بكل صفاتها والجميله والغير جميله ، بكل مميزاتها الحسنه والغير حسنه 
وليسا مثل المحبوبه التي تعشق لغايه وهدف وعندما يتوفر هذا البديل ترحل من غير رجعه.
نعم ترحل ، ولكن المحبوب عنده جبروت في الحب لانه يستطيع النسيان والهجر 
يقول أبو صخره الهذلي في الهجر



هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى
ورزتك حتى قيل: ليس له صبـر


صدقت أنا الصب المصاب الذي به
تباريح حب خامر القلب ، أو سحر






وننتقل االى بل نرجع الى زعيم الغزليين في الادب العربي في العصر الاموي: انه عمر بن ابي ربيعةوهناك من يقول انه زعيم الغزليين في الادب العربي كله
يقول عمر بن ابي ربيعة



ليت هنـداً أنجزتنـا ماتعـد
وشفـت أنفسنـا ممـا تجـدْ


واستبـدت مـرةً، واحــدةً
انما العاجـزُ مـن لا يستبـدّ

غـادةٌ يفتـرُ عـن مبسمهـا
حين تجلوه ، أقاح، أو بـرد

ولها عينـان فـي طرفيهمـا
حورُ منها ،وفي الجيد غيـدْ

طفلـة بــاردة القـيـظ إذا
معمعان الصيف أضحى يتقـدْ

ولقد أذكـرُ ،اذ قلـت لهـا،
ودموعي فوق خـدي تطـرد

قلت:من أنت؟فقالت :أنا من؟
شفـه الوجد،وابـلاه الكمـد

نحن اهل الخيف من اهل منى
مـا لمقتـول ،قتلنـاه ،قـود

قلـت: أهلاً!أنـتـم بغيـنـا
فتسمين ؟فقالـت :أنـا هنـد

انما خُبل قلبـي ، فاحتـوى
صعدةً،فـي سابري،تـطـرد

حدثونـي أنهـا لـي نفثـت
عُقداً، يا حبـذا تلـك العُقـد!

كلما قلـت: متـى ميعادنـا
ضحكت هند وقالت: بعد غد!





الله ما احلى التأجيل في اللقاء هنا ألمتعه وهند هي ألمتعه ، اللقيا من الممكن ان تولد الفُرقه
اذا ما احلى التأجيل والانتظار نار

بعدها ننتقل الى الإمام الشافعي صاحب مذهب ،


وانا شخصياً اشك في هذا البيت الذي نسب اليه لانه منذ نشأ..كان طالب علم وادب

يقول الامام الشافعي
,




مرض الحبيـب فعدتـه
فمرضت من حذري عليه


فأتي الحبيـب يعودنـي
فبرئت من نظري إليـه




,
,
ننتقل الى من يصفه المؤرخين ويتهمونه بالمجون والخروج عن الادب العام.
انه الشاعر العباسي :بشار بن برد 
لم يكن في كل أحواله هكذا .فله في الغزل العفيف الطاهر ما يتباهى به امام كل الشعراء والعذريين وله من دقة الوصف،
وهو الاعمي،ما يجعلهم ينسحبون من أمامه احتراماً وإجلالاً لموهبتيه الفذة وهذه إحدى قصائده في (عبيدة) التي فطرت قلبه إلى نصفين كما يقول ساوردها كامله احتراماً لهذا الشاعر الفحل
كم احب هذا الشاعر وشعره .

يقول بشار بن برد





الا حي ذا البيت الذي لست ناظـراً
إلى أهله إلا بكيـت إلـى صحبـي


أزور سواه والهـوى عنـدي اهلـه
إذا ما استخفتني تباريح مـن حبـي

وإن نال مني الشوق واجهت بابهـا
بانسان عين ما يفيق مـن السكـب

كما ينظر الصـادي أطـال بمنهـل
فحلاة الـوراد عـن بـاردٍ عـذب

تصد إذا ما الناس كانـت عيونهـم
علينا وكنـا للمشيريـن كالنصـب

على مضمر بين الحشا من حديثنـا
مخافة أن تسعى بنا جـارة الجنـب

وما ذنـب مقـدورٍ عليـه شقـاؤه
من الحب عند الله في سابق الكتـب

لقد أعجبـت نفسـي بهـا فتبدلـت
فيا جهد نفسي قادها للشقـا عجبـي

وإنـي لأخشـى أن تقـود منيتـي
مودتها ،والخطب ينمي إلى الخطب

إذا قلت يصفو من (عبيدة) مشـرب
لحران صاد كررت في غد شربـي

وقد كنت ذا لب صحيح فاصبحـت
(عبيدة) بالهجران قد أمرضت لبـي

ولست بأحيى من "جميل بن معـرم"
و"عروة" إن لم يشف من حبها ربي

تعُـدُّ قليـلاً مالقيـت مـن الهـوى
وحبي بما لاقيت من حبهـا حسبـي

إذا علمـت شوقـي إلهـا تثاقلـت
تثاقل أخرى بان من شعبها شعبـي

فلو كان لي ذنـب إليهـا عذرتهـا
بهجري،ولكن قلّ في حبهـا ذنبـي

وقد منعـت منـي زيارتهـا التـي
إذا كربت نفسي شفيت بهـا كربـي

فأصبحت مشتاقـاً أكفكـف عبـرة
كذي العتب مهجوراً وليس بذي عتب

كأن فـؤادي حيـن يذكـر بيتهـا
مريض وما بي من سقام ولا طـب

أحاذر بعد الدار والقـرب شاعـف
فلا أنـا مغبـوط ببعـد ولا قـربٍ





احن إلى نجد

انه المجنون الذي من حول الشعر العربي كله عزل بغزل 
قال الوالبي عن أبي مسكين أنه رأى بموضوع يقال له بئر ميمون فتى يريد أن يرمي ينفسه فسال عنه ، فقيل هذا مجنون عامر أخرجه ابوه إلى هذا الجبل يستقبل الريح التي تهب من ناحية نجد، ويكره أن تخليه فيرمي ينفسه من الجبل ، ناحية نجد،فتقدم إليه فلعله ينزل من الجبل، قلت نعم ، فدنوت منه ،فقالوا يا ابا المهدي هذا رجل قدم من ناحية نجد ، قال تنفس الصعداء حتى ظننت أن كبده تصدعت ، ثم جلس يسالني عنها وعن بلاد نجد ، فأقبلت احدثه واصف له ، وهو يبكي أشد بكاء واوجعه للقلب ويقول:





خليلي مرابي على الابرق الفـرد
وعهدي بليلى حبذا ذاك من عهـدِ


الا يا صبا نجد هجت مـن نجـدِ
فقد زادني مسراك وجداً على وجدِ

إذا هتفت ورقاء في رونق الضحى
على فنن غض النبات من الرنـد

بكيت كما يبكي الوليـد ولـم أزل
جليداً وابديت الذي لم اكـد ابـدي

إذا وعدت زاد الهوى لانتظارهـا
وإن بخلت بالوعد مت على الوعد

وإن قربت داراً بكيت وإن نـأت
كلفت فلا للقرب أسلوب ولا البعد

أحن الـى نجـد وطيـب ترابـه
وأرواحه إن كان نجد على العهـدِ

وقد زعموا أن المحـب إذا دنـا
يمل وأن الناي يشفي من الوجـدِ

بكل تداوينـا فلـم يشـف مابنـا
على أن قرب الدار خير من البعدِ

علي أن قرب الدار ليـس بنافـعٍ
إذا كان من تهواه ليـس بـذي ودِّ







زخر تاريخنا الشعري بالارث المجدي وليت هذه الارث اختراعات واكتشفات ولكن كان الذي كان انه الشعر الذي ضيع شباب الامه الاسلاميه والتوجد والحب الذي لا ينتهي الى حد
ننتقل الى المبدع الصغير(الأصمعي الصغير) انه محمد بن سليمان التلمساني (661 - 688هـ)
الذي مات في السابعة والعشرين من عمره وهو صاحب المقطوعه الغزليه الرقيقه الرائعة، والتي يعتبرها البعض اجود ماقيل بالغزل :





لا تُخفِ ما صنعت بك الاشواقُ
واشرح هـواك فكلنـا عشـاقُ


فعسى يعينك من شكوت له الهوى
فـي حملـه فالعاشقـون رفـاقُ





وهنا ننتقل الامير الفارس الشاعر العذب ابو فراس الحمداني ، اسرة الروم فكتب وهو في الاسر رسائل شعرية عرفت بـ" الروميات" كانت درة من درر الشعر العربي .
وهنا نورد هذه القصيدة من عيون الشعر العربي غنتها "ام كلثوم" ولها وقع جميل في ذاكرة كل من سمعوها



أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليـك ولا أمـرٌ


بلى ، أنا مشتاق وعنـدي لوعـةٌ
ولكن مثلـي لا يـذاع لـه سـرُّ

إذا الليل اضواني بسطت يد الهوى
وأذرفت دمعاً من خلائقـه الكبـرُ

تكادُ تضيء النار بين جوانحـي
اذا هي أذكتها الصبابـة والفكـرُ

معللتي بالوصل ، والموت دونـهُ
إذا بت ظماناً فـلا نـزل القطـرُ

حفظت وضيعـت المـودة بيننـا
وأحسن من بعض الوفاء لك الغدرُ

وفيت وفي بعض الوفـاء مذلـةٌ
لإنسانة في الحي شيمتها الغـدرُ

تسائلني: من أنت وهـي عليمتـةٌ
وهل بفتى مثلي على حاله نكـرُ

فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى
قتيلك! قالت :ايهم ؟فهـم مكثـرُ





الموت من هذا السؤال



فقلت لهـا: لـو شئـت لـم تتعنتـي
ولم تسالي،عني وعنـدك بـي خبـرُ


فقالت :لقد أزرى بـك الدهر بعدنـا
فقلت:معاذ الله ،بـل انـت لا الدهـرُ

وما كان بالأحـزان لـولاك مسلـك
الى القلب لكن الهـوى للبلـى جسـر

سيذكرنـي قومـي إذا جـد جـدُهُـم
وفـي الليلـةِ الظلمـاءِ يفتقـدُ البـدرُ

ولو سد اناس غيري ماسددت،اكتفوا به
وما كان يغلو التبرُ لو نفـق الصبـرُ

ونحـنُ أنـاسٌ لا تـوسـط بينـنـا
لنا الصـدرُ دُونَ العالميـنَ أو القبـرُ





المفروض هذه الابيات تخلد لما فيها من وفاء للمرأة التي لا تحسن التعامل مع الوفاء الا بالغدر والنسيان واستبدال من كان بمن كان وهكذا ولكن كان الذي كان

ويقول قيس بن ذريح النائح الاخر على لبنى حبيبته التي مات من الشوق لها والهيام 
يقول هذا العاشق الضائع مثله مثل كل الشعراء الذين حوول الشعر من الفخر الى العشق
يقول


إلى أشكو فقد لبنـى كمـا شكـا
الـى الله فقـد الولديـن يتـيـمُ


يتيم جفـاه الأقربـون فجسمـهُ
نحيـل وعهـد الولديـن قديـمُ

بكت دراهم من نايهـم فتهللـت
دموعي،فأي الجاز عيـن ألـومُ؟

أمستعبراً يبكي من الشوق والهوى
أم آخـر يبكـي شجـوهُ ويهيـمُ

تهيضني من حب لبنـى علائـق
وأصناف حب هو لهـن عظيـمُ

ومن يعتلق حـب لبنـى فـؤاده
يمت أو يعش ما عاش وهو كليمُ

فأني وإن إجمعت عنـك تجلـداً
على العهـد فيمـا بيننـا لمقيـمُ

وإن زمانا شتـت الشمـل بيننـا
وبينكـم فيـه الـعـد لمـشـومُ

أفى الحـق هـذا قلبـك فـارغٌ
صحيح وقلبي في هواك سقيـمُ!





وننتقل الى شاعر احببناه كثيراً لما في شعره من صدق واحساس 
انه الشاعر صاحب الرسالة النائحه من مصر انه الشاعر :عمر الفارضيقول عمر الفارض

يا ساكني نجد امـا مـن رحمـة
لاسير إلـف لا يريـد سراحـا


كنت الصديق قبيل نصحك مغرماً
أرايت صبـاً يالـف النصاحـاً

إن رمت إصلاحي فإني لـم أرد
لفساد قلبي في الهوى إصلاحـا

ماذا يرد العاذلـون بعـذل مـن
لبس الخلاعة واستراح وراحـا





وهنا الأخطل الصغير يقول مالا نقول
دعونا نستمتع بروعة الابيات من شاعر بحجم الاخطل الصغير
الكثير منا لم يسمع بهذا الشاعر
يقول الاخطل الصغير



بلغوها اذا اتيتـم حماهـا
انني مت في الغرام فداهـا


واذكروني لها بكل جميـلٌ
فعساها تبكي علي عساها

واصحبوها لتربتي فعظامي
تشتهي أن تدوسها قدماهـا






ابو الطيب المتنبي ليسا شاعراً عادياً.
يكاد يكون شاعراَ استثنائياً ،فخلال التاريخ الشعري العربي يحظى المتنبي بنصيب وافر من الاشادة وكأن الشعر العربي اول من نظمه وقاله ابو الطيب المتنبي وكل هذا من شاعرية ابو الطيب التي لا يختلف عليها اثنان، فشعره وحياته وشخصيته تبقى حديثاً خصباً لمحبي الفصيح
وتبقى قصيدتة( واحرّ قلباه ) إحدى روائع الشعر العربي كقصيدة متكاملة تحوي فصولاً وأبياتاً أصبحت أمثالا دارجه على ألسنة الناس رغم مضي أكثر من احدى عشر قرن على خروجها ،
لذا انتقينا ما يهم موضوعنا من ابيات هذه القصيدة.
هذه المره في حب سيف الدوله وليسا معشوقه كما عهدنا الشعراء
يقول ابو الطيب المتنبي

واحر قلبـاه مـمـن قلـبـه شـيـم
ومن بحالي وجسمي عنده عـدم


مالي أكتم حباً قد بـرى جسـدي
وتدعي حب سيف الدوله الامـم

إن كان يجمعنـا حـب لغرتـه
فليت أنـا بقـدر الحـب نقتسـم

يا اعدل الناس الا في معاملتـي
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم





هذا بيت يكفي موضوعنا وهو حري ان يكون الفاصل بين العشاق وكأنه يشتكي ضيم العشاق



ننتقل الى شاعر أخر وهو على بن جهم


الذي اخرج لنا قصيدته( بين الرصافه والجسر)
التي صنفت من أفضل ما قيل في الغزل
هذا الشاعر الأعرابي الجاف الذي دخل على احد خلفاء بني العباس مادحاً :
"أنت كالكلب في وفائه"="وكالتيس في قراع الخطوب"
فقام عليه من كان عند الخليفه لكي يطردونه ولكن الخليفه شديد الفراسه وقال اتركوه ولكن اسكنه في اقصر الرصافه المشهور وبعد ان ترققت لغته وعذب شعره ترك لنا رائعته الشعرية
التي ظلت تتردد في زوايا الزمان والشعر وهنا نفرد لهذه الرائعة مساحه وأسعه لكي نستوعب ونتذوق الجمال والعذوبة والرقه وملما بأطرافهما






خليلـي مـا أحلـى الهـوى وأمـرهأعرفنـي بالحلـو منـه وبالمـرَّ ii!

كفى بالهوى شغلاً وبالشيب iiزاجـراً

لو أن الهوى ممـا ينهنـه iiبالزجـر

بما بيننا من حرمـة هـل iiعلمتمـا
أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ii؟

و أفضح من عيـن المحـب iiلسّـره
ولا سيما إن طلقت دمعـة iiتجـري

وإن أنست للأشياء لا أنسـى iiقولهـا
جارتها : ما أولـع الحـب iiبالحـر

فقالت لها الأخرى : فمـا iiلصديقنـا
معنى وهل في قتله لك من عـذر ii؟

صليه لعل الوصل يحييـه iiوأعلمـي
بأن أسير الحب في أعظـم iiالأسـر

فقالـت أذود النـاس عنـه iiوقلمـا
يطيب الهـوى إلا لمنهتـك iiالستـر

و ايقنتـا أن قـد سمعـت iiفقالـتـا
من الطارق المصغي إلينا وما iiندري

فقلت فتى إن شئتمـا كتـم iiالهـوى
وإلا فخـلاع الأعـنـة iiوالـغـدر

المقال الصحفي

المقال الصحفي

 تاريخاً كان المقال هو الأصل والأساس في تحرير الصحف والمجلات منذ نشأتها..وظل لفترة تاريخية طويلة صاحب المكانة الأولى في تحريرها،وبقيام الحرب العالمية الأولى تراجع المقال إلى الصفحات الداخلية ليتصدر الخبر الصفحات الأولى،أما قبل ذلك فكانت الصحف تصدر معتمدة على المقال في صفحاتها الأولى، وكانت كل صحيفة تتباهى بمقالاتها وتفخر بكتابها وتعمل من خلال ذلك على تدعيم مركزها ورواجها في سوق القراء.

 فالمقال الصحفي كفن تحريري يلعب دوراً كبيراً في تحقيق وظيفة الصحافة في مجال التوجيه والتنوير والإرشاد وتكوين الرأي ، ومثلما هو كذلك فهو أيضاً يعين الصحيفة على القيام بالدور الذي ينبغي أن تقوم به خدمة لقرائها ..فالقارئ لا ينتظر من الصحيفة التي اعتاد قراءتها،أن تمده بالأخبار في عالم اليوم الذي استطاعت فيه تقنيات الاتصال أن تنقل الأحداث لحظة وقوعها في أي بقعة من الكرة الأرضية،وإنما ينتظر من صحيفته أن تكون رؤية تحريرية قادرة على تفسير الأحداث وتقديم المعلومات وشرح القضايا ومسائل ما وراء الكواليس، كما ينتظر من صحيفته أن تلبي حاجته إلى المعرفة والثقافة ، وأن تمكنه من فهم ما يدور حوله من أحداث ونشاطات ووقائع وقضايا..
 والمقال مثلما هو فكرة يتلقفها الصحفي ليعالجها بأسلوبه الخاص وطابعه المتميز، هو أيضاً يشكل دعوة للقراء للتفكر والتدبر وربما التصرف تجاه الأحداث من واقع فهمها لها ، وفي ذلك تلعب مقالات الرأي والرصد والتحليل والتفسير لمختلف الموضوعات والقضايا دوراً في تحقيق الصحافة لوظيفتها في قيادة الرأي العام، فهذا النوع من المقالات ينبغي أن يكون خروجاً من دائرة وحدود ما هو كائن ومعروف ، إلى عمق وجوهر ما هو غير معروف وما يجب أن يكون، ففي هذا النوع من المقالات يكمن التوقع والاستكشاف والرؤية والدعوة والاستقطاب وما يتبع كل ذلك من إعمال للفكر واتخاذ للموقف والدعوة للتغير.

 - أنواع المقال الصحفي:

 للمقال الصحفي نوعان

 1- المقال الافتتاحي: يكتبه رئيس التحرير، وهو يستعين بالوثائق ليدعم رأيه. وهو يلتزم فيه بما يلي :
 - التحفظ والحذر في إبداء الرأي.

 - إقناع القارئ ، وطرح الموضوعات الطازجة.

 - النزوع إلى التوجيه ومخاطبة الرأي العام.

 - تناول مايهم البلاد من أحوال سياسية، داخلية وخارجية واقتصادية وجتماعية.
 ويمتاز أسلوب المقال الصحفي بما يلي:
 1- يشتمل على فكرة يحسن كاتبها عرضها في ثوب من التشويق.
 2- أسلوبه سهل واضح يفهمه كل قارئ.
 3- يميل إلى الجدل في مناقشة الأراء والاتجاهات المختلفة.
 4- يميل إلى التطويل فيما يتطلب ذلك، وإلى الإيجاز في أكثر الأمور.
 2- مقال الرأي: وهو القسم الثاني من المقال الصحفي:
 1- ليس بالضرورة أن يعبر مقال الرأي عن رأي الصحيفة كالمقال الافتتاحي.
 2- وهو ليس مقصوراً على جوانب سياسية.
 3- يمكن أن يُقدّمَ في سلسلة معينة، مثل فن القصة، أو قضية المرأة في أفريقيا.
 - ضرورة كتابة المقال من حيث الشكل والمضمون:
 الكتابة فن رفيع لا تكفي فيه كثرة الإطلاع وسعة الثقافة وتنوع المعرفة والتمتع بالموهبة، ذلك أن للكتابة عموماً، ولكتابة المقال الصحفي بصفة خاصة ضرورات، فإن توفرت في أي مقال صحفي أياً كان نوعه رفعت من قيمته وأرضت قراءه.. هذه الضرورات تعطي للمقال الصحفي درجة من القبول، تجعل القراء يقبلون على قراءته والتحدث عنه للآخرين، بما يعطي لكاتبة شهرة وذيوعاً، وتتصل ضرورات كتابة المقال بالشكل والمضمون بما هو آت:
 أ‌-ضرورات كتابة المقال الصحفي من حيث الشكل:
 المقال كأي جسم كتابي له مكونات بعضها يتصل بالفكرة وأسلوب عرضها وطريقة تقديمها،وبعضها الآخر يتصل بالشكل الذي يكون عليه المقال وأهمها: العنوان والمقدمة والجسم والخاتمة والصورة إذا دعت الضرورة لوجودها .
 هذه المكونات تجمع مختلف أنواع المقالات على وجودها،مثلما يُجمع مختلف كتاب المقالات على الكتابة على أساسها.

 ب/ ضرورة كتابة المقال من حيث المضمون:
 لكي تكون البداية صحيحة يجب أن تكتب الموضوع أولاً في رأسك،بعد أن يروق لك ويثير اهتمامك..ثم فكر في الزاوية التي ستكتب عنها،والعبارات التي تستحق أن تأخذ بها،وعناصر التشويق التي يجب أن تسيطر عليها،ومن ثم يبدأ سعيك نحو الأسلوب الذي ستكتب به،فحين تنطلق الكلمات على الورق ،يجب أن تركز على المقدمة،وتذكر أنها هي التي تحدد المزاج العام للمقال،وهي التي ستتضمن العنصر الذي أثار خيالك واستفز تفكيرك،لعله أيضاً يفعل القارئ نفس الشيء، ففي كل أنواع الكتابة الصحفية لا يمكننا تجاهل الهرم المقلوب ،لأن له سمة واحدة ينبغي تطبيقها في كل أشكال الكتابة الصحفية،هذه السمة تتمثل في أن تكون أول فقرة (المقدمة) بالغة القوة،وأفضل الفقرات هي التي تجعل القارئ يحس وكأنه يرى..وهو سبيل الكاتب المتميز.
 خطوات تحرير المقال:

 على الرغم من أن المقال وثبة عقلية لا تجري على نسق معين،إلا أن التجارب دلت على أن تحريره يمر بعدة خطوات نجملها في الآتي:

 الخطوة الأولى: الكتابة في الذهن :وهي قاعدة عامة لمختلف أنواع الكتابة الصحفية حيث تبدو الأفكار والعبارات والجمل مشرقة في ذهن الكاتب، وهي نتاج للمعايشة الصحفية المستمرة للأحداث محلياً وعالمياً.
 فالكاتب الذي لا يتمثله الحضور الذهني الصحفي قبل البدء في الكتابة،فذلك يعني أنه لم يكن موفقاً في اقتناص الفكرة التي سيكتب عنها، ومناقشته لها مع نفسه،وغالباً ما تستعصي الكتابة عليه،ويجد نفسه حائراً من أين يبدأ؟وماذا يكتب؟وماذا يترك؟

 الخطوة الثانية: تقسيم الفكرة إلى عناصر :بعد استقرار الحضور الذهني للفكرة يبدأ الكاتب في تقسيمها إلى عناصر كي يسترشد بها في تناول الفكرة، فالعناصر هي التي تحدد ما سوف يكتبه المحرر،فقد تحتاج بعض العناصر إلى معلومات معينة، أو رأي خبير أو ما إلى ذلك.

 الخطوة الثالثة: تحديد الاتجاه العام للمقال: هذا الاتجاه هو الموقف الذي ستكون عليه كتابته في ضوء المواءمة بين:رؤيته الخاصة وسياسة الصحيفة وتوقعات القراء.

 الخطوة الرابعة: تنظيم المادة: وذلك بترتيب العناصر واستبعاد الضعيف والقلق منها،وكذلك الأمر بالنسبة للمعلومات..

 الخطوة الخامسة: كتابة المقال:وتبدأ هذه الخطوة بكتابة العنوان والمقدمة وجسم المقال ثم خاتمته.. وبعض الكتاب يؤجلون كتابة العنوان إلى ما بعد الفراغ من كتابة المقال،فليس هناك قاعدة ثابتة أو طريقة معينة.. فلكل كاتب أسلوبه وطريقته الخاصة في إعداد نسيج مقاله،ولكن من المهم في ذلك أن يحافظ الكاتب على الوحدة العضوية للمقال ، والتي تجعله متماسكاً في شكله ومضمونه ولتحقيق ذلك يجب أن يتأكد الكاتب من سلامة اختياراته لعبارات الربط التي يتنقل بها من فقرة إلى أخرى،والأهم من ذلك كله،أن يحافظ على الفكرة الأساسية على طول المقال حتى لا تبعده التفاصيل عن جوهر الموضوع فتضعف المعالجة ويتيه القارئ.

 الخطوة السادسة: المراجعة.. في هذه الخطوة يخضع المقال إلى المراجعة التي تؤدي إلى
 1-استبدال عنوان بآخر.
 2-تغيير نوع المقدمة أو تعديل بعض جوانبها أو اختصارها أو إدخال إضافات عليها
 3-تقديم أو تأخير أو حذف أو دمج بعض فقرات المقال.
 4-التأكد من صحة بعض الآراء أو المواقف التي تبناها الكاتب ومدى اتصافها وموضوعيتها.
 5-مراجعة الأسماء والتأكد من صحة المعلومات والأرقام والتواريخ.
 6-التأكد من السلامة اللغوية من حيث النحو والإملاء واستخدام الألفاظ المناسبة والمعاني .
 7-الاطمئنان على طول المقال وعدد سطوره بما يتناسب مع المساحة المتاحة أو المخصصة له.

 خصائص لغة المقال:

 لغة المقال ليست اللغة المتقعرة التي يتسابق الكتاب لحشو مقالاتهم بها، فالكلمات العقيمة والألفاظ الغربية،تجعل القارئ ينفر من قراءة المقال إلى مادة أخرى تكون كلماتها وألفاظها أكثر سهولة وجاذبية وسلاسة،لأنها تشعرهم أن كتابها يتعالى عليهم..
 ولغة المقال هي اللغة السهلة السليمة الواضحة القريبة من فهم غالبية القراء،فهي اللغة التي:

 1-تنساب كلماتها دون صعوبة أو تعقيد.
 2-تتأثر بالواقع السياسي الحدثي وظروفه وأحواله المتغيرة.
 3-تتصل بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع والعالم من حوله.
 4-تتواكب مع التطورات والأحداث العالمية.
 5-تتفاعل مع اللغات الأخرى.
 6-لا تستغني عن استخدام بعض الكلمات العامية، كمثل شعبي مشهور أو بيت شعر شعبي أو عبارة قالها شاهد عيان بالعامية،على أن ذلك يجب ألا يصل إلى حد الإسراف .
 7-تستخدم بعض عناصر الأسلوب الأدبي، دون أن يتقمص الصحفي شخصية الأديب الكامل،بمعنى أن تكون استعانته ببعض صور وأساليب وخصائص الأسلوب الأدبي محدودة،ودون تهافت أو مغالاة،وأن يكون ذلك لغرض وظيفي لخدمة المعنى وليس لغرض جمالي،فبلاغة الكتابة في الصحافة هي البلاغة العملية الوظيفة وليست البلاغة الأدبية الجمالية.

 وأخيراً:

 إن كتابة المقال الصحفي ليست بالصعوبة التي يحاول أن يصورها البعض، كما أنها ليست بالسهولة التي تظهر بها على صفحات الصحف،فهمي عملية متميزة،لأنها تختلف عن أساليب كتابة الفنون الصحفية الأخرى، وإن كانت جميعها تميل إلى الكتابة الموجزة التي يتم فيها تحديد النقاط بسرعة وباختصار المعنى المقصود أو المطلوب،فالإيجاز وليد الحاجة في العمل الصحفي حيث المساحة المخصصة تقف حائلاً أمام اندفاع الصحفي لكتابة التعبيرات النثرية المطولة، فالمقال أحوج مايكون إلى ذلك حتى لاتتحول فقراته إلى ثرثرة وجدل وترديد لمعلومات ووقائع تناولتها الأخبار 

تعريف المقال الصحفي انواعه وخصائصه ًطرق كتابة المقالات الصحفية:

تعريف المقال الصحفي انواعه وخصائصه
ًطرق كتابة المقالات الصحفية:

يعد المقال الصحفى الأداة الصحفية التى تعبر بشكل مباشر عن سياسة الصحيفة وعن آراء بعض كتابها فى الأحداث الجارية، وفى القضايا التى تشغل الرأى العام.

والمقال الصحفى قد لا يقتصر على شرح وتفسير الأحداث والوقائع الجارية أو التعليق عليها وإنما قد يأتى كاتب المقال بفكرة جديدة لم تكن مطروحة من قبل من شأنها أن تشغل الجمهور وتستحوذ على اهتمامه، وقد تدفع هذه الفكرة فى إلغاء تشريع أو سن قانون جديد يمس مصالح القراء أو تثير اهتمامهم لأى سبب من الأسباب 

والمقال الصحفى هو فى الأصل تعبير مختصر بالكلمات حول مسألة معينة بتبنى كاتبه وجهة نظر محددة تلميحاً أو تصريحاً.

أنواع المقالات الصحفية:

(1) المقال الافتتاحى.

(2) المقال العمودى.

(3) المقال التحليلى.

(4) المقال النقدى.

أولاً: المقال الافتتاحى:

وهو يعد أهم فنون المقال الصحفى، وهو يقوم على وظيفة الشرح والتفسير والتوجيه معتمداً على الأدلة والشواهد والبراهين والبيانات للوصول إلى إقناع القراء وكسب تأييدهم للموضع الذى يطرحه فى مقاله.

ويتميز المقال الافتتاحى بـ:- 

(1) التعبير عن سياسة الصحيفة بغض النظر عن توجهها والجهة التى تملكها.

(2) متابعة الوقائع والأحداث اليومية على المستوى المحلى والدولى.

(3) الاهتمام بالقضايا التى تشغل انتباه الرأى العام.

(4) إبراز الخلفية التاريخية للأحداث والقضايا والإحاطة الكاملة بها.

(5) استخدام اللغة السهلة البعيدة عن الغموض والمصطلحات الضخمة.

ومن هنا فإن المقال الافتتاحى ليس تعبيراً عن وجهة نظر الكاتب، أو ترجمة لانطباعاته الشخصية وإنما هو فى حقيقة الأمر تعبير عن سياسة الصحيفة، ولذلك فكثراً ما يأتى المقال الافتتاحى دون توقيع، لأنه منسوب فى هذه الحالة للصحيفة وذلك بهدف الإقناع وليس مجرد الاستمالة العاطفية، وبالتالى فقد يعتمد الكاتب على الأرشيف الصحفى ومصادر المعلومات بالصحيفة فضلاً عن قراءاته العديدة ومعلوماته التى استطاع اكتسابها من طول فترة عمله بالصحيفة. 

أسس كتابة المقال الافتتاحى:

يأخذ المقال الافتتاحى هيئة الهرم المعتدل والذى يتضمن ثلاثة عناصر أساسية هى المقدمة، وجسم المقال، والخاتمة، فالمقال الافتتاحى غالباً ما يحتوى على مدخل يثير الانتباه إلى أهمية الموضوع الذى يدور حوله المقال حيث تهدف المقدمة إلى تهيئة ذهن القارئ لتلقى المادة الصحفية التى يتناولها، أما صلب المقال فيتضمن الحقائق والمعلومات التى يؤكد عليها الكاتب بالأدلة والبراهين وفق السياسة التحريرية للصحيفة.

والمقال الافتتاحى يكتبه رئيس التحرير أو كبار الكتاب بالصحيفة من أصحاب الثقة وذات التوجه الذى يتطابق فيه ما يكتبه مع السياسة التحريرية للصحيفة. وكان قديماً يوقع كاتب المقال الافتتاحى باسمه أسفل المقال عندما كانت صحافة الرأى هى التوجه الصحفى السائد فى العالم، ولكن وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت الصحافة الخبرية وفيها أصبح المقال الافتتاحى تعبير عن توجه الصحيفة وليس شخصاً بذاته.

والمقال الافتتاحى الجيد هو الذى يختار موضوعه بعناية فائقة من ناحية، ويكثر به الأسانيد والدلائل والبراهين من ناحية أخرى.

وقد كان المقال الافتتاحى فى القرن الماضى يشغل الصفحة الأولى، وأجزاء من الصفحات الداخلية ومن أشهر كتاب المقال فى مصر على مدار تاريخها محمد عبده، جمال الدين الأفغانى، مصطفى كامل، أحمد لطفى السيد، عبد القادر حمزة، عبد الله النديم، إبراهيم المازنى، أديب إسحاق، إحسان عبد القدوس، أنيس منصور، محمد حسنين هيكل، إبراهيم نافع، سمير رجب، عباس الطرابيلى، إبراهيم عيسى، وعلى المستوى الدولى جون أدامز، جوزيف وارن، ورالف أمرسون، والتر لبمان، صمويل كوبر. 

وقد كان المقال الافتتاحى ينهض بمهمة القيادة والزعامة، وكان وسيلة التوجيه والإرشاد وتكوين الرأى العام، ولا يزال يلعب دوراً مهماً فى صحافة الرأى مثل صحيفة التايمز، اللوموند، ونيويورك تايمز وغيرها.

ومن ناحية أخرى فإن افتتاحيات بعض الصحف قد تؤخذ كدليل على اتجاه الحكومات فى الدول التى تصدر فيها الصحف، كما هو الشأن فى مصر فترة الخمسينات والستينات وبداية السبعينات عندما كان الأستاذ محمد حسنين هيكل يكتب مقاله فى الأهرام بعنوان "بصراحة" ويتكون المقال الافتتاحى من ثلاثة أجزاء هى: المقدمة وهى مدخل مثير للانتباه يعبر عن أهمية القضية أو المشكلة المطروحة فى المقال ثم جسم المقال وهو يضم البيانات والمعلومات الموثقة بالشواهد والأسانيد ثم خاتمة المقال وتحتوى على خلاصة الأفكار والآراء التى تصل إليها الصحيفة فى موضوع المقال. 

وعلى هذا فإن المقال الافتتاحى يأخذ غالباً القالب الهرمى المعتدل.


ثانياً: المقال العمودى:

اعتمدت الصحف منذ انتشارها حتى أوائل القرن العشرين على المقال الافتتاحى الذى كان طويلاً فى البداية ثم أخذ فى التناقص شيئاً فشيئاً والمقال العمودى هو مساحة محدودة من الصحيفة لا تزيد عن عمود تضعه الصحيفة تحت تصرف أحد كبار الكتاب بها يعبر من خلاله عما يراه من آراء وأفكار وخواطر وانطباعات شخصية حول الأحداث والقضايا، وهو فى الغالب له مكان ثابت لا يتغير وينشر تحت عنوان ثابت، وقد يكون كل يوم، أو ربما كل أسبوع مثل (حقائق لإبراهيم نافع، ومواقف لأنيس منصور، من قريب لصلاح منتصر، فكرة لمصطفى أمين…).

المقال العمودى والافتتاحى:

توجد العديد من الاختلافات بين المقال العمودى والمقال الافتتاحى أهمها:

1- أن للمقال العمودى مكان ثابت فى الصحيفة.

2- أن للمقال العمودى عنوان ثابت لا يتغير فى الصحيفة.

3- أن المقال العمودى ليس شرطاً أن يتفق على سياسة الصحيفة.

4- أن المقال العمودى لابد من توقيع صاحبه أسفله.

5- أن المقال العمودى ينشر بانتظام (يومى – أسبوعى).

وعلى هذا فإن العمود الصحفى يصور شخصية الكاتب وأفكاره وأحاسيسه وتأملاته، والكاتب يعتبر القراء بمثابة أصدقائه حين يفضى إليهم بكل ما يخطر على باله، أو ما يجيش فى صدره من أفكار دون تكلف. 

ويمتاز العمود الصحفى بخفة الظل وسهولة الأسلوب واستخدام الصيغ الاستفهامية والتعجبية، كما أنه يمزج التعبير بالتهكم والسخرية مع الحكم والأمثال المتداولة.

وكاتب العمود الصحفى لا يتعمق فى البحث كما يفعل المتخصصون وكتاب المقالات التحليلية، وإنما هو يكتب على فطرته وسجيته كمواطن يعيش وسط الناس يفرح بفرحهم، ويتألم إذا اشتكوا، ولذلك فهو يهتم أكثر بكل ما يهم ويمس مشاعر القراء وعواطفهم. 

أسس كتابة المقال العمودى:

يقوم بناء المقال العمودى على ثلاثة أجزاء، فالمقدمة هى فى الأساس مدخل وتمهيد من الكاتب لموضوع مهم يتم تناوله فى عموده، ثم يأتى جسم العمود ليضم الحدث أو الموضوع الذى يتم تناوله بالأدلة والشواهد والبراهين.

أما خاتمة المقال العمود فهى خلاصة رأى الكاتب فى الموضوع الذى تناوله فى عموده، ولذلك فإن المقال العمودى يقوم على القالب الهرمى المعتدل حيث السرد 


فى الأهمية حتى الوصول إلى ذروة الحدث وفى الخاتمة يؤكد الكاتب على النصح والإرشاد والموعظة.

مدخل للموضوع

ـــــــــــــــــــــ

تفاصيل - أدلة

ـــــــــــــــــــــ

خلاصة - نصيحة



ثالثاً: المقال التحليلى:

يعد المقال التحليلى من أبرز فنون المقال الصحفى وأكثرها تأثيراً، وهو يقوم على التحليل العميق للأحداث والقضايا والظواهر المختلفة التى تشغل الرأى العام.

ويقوم المقال التحليلى على تناول الوقائع والأحداث بالتفصيل ويربط بينها وبين أحداث أخرى ثم يستنبط منها ما يراه من آراء واتجاهات ، وهو فى المعتاد ينشر أسبوعياً حيث تكون الفرصة متاحة أمام الكاتب للخوض فى مختلف مجالات النشاط الإنسانى من سياسة واقتصاد، وثقافة وفكر وأدب. 

ويمكن بالتالى أن نميز بين المقال التحليلى والافتتاحى من النقاط التالية (مساحته، مكانه، كاتبه)، حيث أن المقال التحليلى لا علاقة له بسياسة الصحيفة كما هو الحال فى المقال الافتتاحى، وبالتالى فهناك مساحة أكبر لكاتب المقال التحليلى فى تناول الموضوعات والقضايا دون حذر أو خوف، بينما تأتى المقالات الافتتاحية معبرة عن توجه الصحيفة.

ويقوم المقال التحليلى على ارتباطه بحدث تجذب حيويته أذهان القراء وانتباههم.

أنواع المقال التحليلى:

ويتم ذلك وفق التقسيم الجغرافى والموضوعى للمقال التحليلى.

1- التقسيم الجغرافى:

ويضم المقال التحليلى المحلى، والقومى، والعالمى، فالمقال التحليلى المحلى وهو الذى يتناول القضايا والمشكلات داخل المجتمع الذى تصدر به الصحيفة.

أما المقال القومى، وهو الذى يتناول المشكلات والموضوعات المرتبطة بالبلدان العربية، بينما المقال العالمى فهو الذى يتناول قضايا ومشكلات تحدث على نطاق دولى خارج المنطقة العربية.

2- التقسيم الموضوعى:

ويضم هذا التقسيم الآتى:

المقال التحليلى السياسى، والدينى، الرياضى، الثقافى، الأدبى، الاقتصادى، العسكرى، البرلمانى.

ويقوم المقال التحليلى بمجموعة من الوظائف هى:

(1) عرض وتحليل الأحداث الجارية والكشف عن أبعادها.

(2) مناقشة وطرح القضايا والظواهر التى تشغل الرأى العام.

(3) التعبير عن السياسات والاتجاهات السائدة فى المجتمع.

أسس كتابة المقال التحليلى:

يقوم المقال التحليلى على هيئة الهرم المعتدل ويضم ثلاثة أجزاء هى المقدمة، وجسم المقال والخاتمة، وبالنسبة للمقدمة يجب أن تتضمن أبرز حدث من الأحداث الجارية دون تفاصيل، وذلك حتى لا يصبح صلب المقال تكرار للمقدمة، أما جسم المقال فيتم عرض المعلومات بالتفصيل بموضوعية مع إبراز الخلفية التاريخية للحدث الذى يتم التعرض له بالمقال وكشف أبعاد الموضوع ودلالاته المختلفة أما فى خاتمة المقال التحليلى فهى تضم خلاصة وجهة نظر الكاتب عن القضية والموضوع المطروح، وقد تأخذ الخاتمة صوراً عديدة منها النهاية الطريقة، والاقتباسية، والتصويرية، والملخصة، والمثل والحكمة، والمقارنات. 


وعلى هذا يمكن القول أن الخاتمة تعد من أهم العناصر المؤثرة فى المقال التحليلى ذلك أنه آخر ما يطالعه القارئ من المقال، وآخر ما يترك لدى القارئ انطباعاً عن المقال وكاتبه.

رابعاً: المقال النقدى:

وهو يقوم على عرض وتفسير وتحليل وتقييم الإنتاج الأدبى والفنى والعلمى وذلك من أجل توعية القارئ بأهمية هذا الإنتاج ومساعدته فى اختيار ما يقرأه أو يشاهده أو يسمعه من هذا الكم الهائل من الإنتاج الأدبى والفنى والعلمى الذى يتسم إنتاجه يومياً على المستوى القومى والدولى. 

ويختلف فن المقال الصحفى عن المقال الأدبى اختلافاً جوهرياً، وذلك من حيث الوظيفة والموضوع واللغة والأسلوب جميعاً، فمن الثابت أن المقال الأدبى يهدف إلى أغراض جمالية، ويتوخى درجة عالية من جمال العبارة، وذلك كما يتوخاها الأديب الذى يرى الجمال غاية فى ذاته، وغرضاً يسعى إلى تحقيقه، أما المقال الصحفى فإنه يهدف أساساً إلى التعبير عن أمور اجتماعية وأفكار عملية بغية نقدها أو مدحها، وهو على كل حال يرمى إلى التعبير الواضح عن فكرة بعينها. 

وعلى هذا فإن المقال الصحفى عادة ما يهتم بتفاصيل ما يجرى من الأحداث اليومية فى المجتمع، والأحداث التى وقعت والإحصاءات والبيانات الواردة من كل اتجاه حيث يكون أكثر اهتماماً بالأحداث وتفاصيلها، أما المقال النقدى فهو يتناول الأرقام والإحصاءات بالنقد والتحليل.

ويتضمن المقال الأدبى مجالات عديدة منها المسرح والسينما والفنون من تصوير ونحت، وكذلك الإنتاج الإذاعى والتليفزيوني، والقصصى والأشعار والأغانى والكتب والمؤلفات فى مختلف التخصصات من سياسة واقتصاد، وتاريخ، واجتماع، وطب، ورياضيات….

أسس بناء المقال النقدى:

يقوم بناء المقال النقدى على طريقة الهرم المعتدل وهو فى ذلك يصبح متشابهاً مع المقال الافتتاحى والعمودى، من خلال ثلاثة أجزاء هى:-

1- المقدمة: 

وتتضمن القضية أو الفكرة التى يطرحها الكاتب، سواء أكانت أدبية، أو فنية، أو علمية وفيها يتم تناول التجديد والتطوير الذى أضافه هذا العمل الذى يتم تناوله بالنقد وإقبال الجمهور عليه من عدمه.

2- جسم المقال:

وهو يشتمل على عرض موضوع العمل الفنى أو الأدبى أو العلمى وتحليل وتفسير وشرح الأبعاد المختلفة له، مع مقارنة هذا العمل الإبداعى مع غيره من الأعمال سواء كان ذلك على مستوى ما كتبه الكاتب من قبل، أو على مستوى ما يتم عرضه.

3- خاتمة المقال:


الفكرة

ـــــــــــــــــــــ

عرض الموضوع + تحليل + تفسير + مقارنة

ـــــــــــــــــــــ

تقييم نهائى للعمل دعوة لمتابعة العمل أو عدم المتابعة

وفيه يتم تقييم العمل والوقوف على مستواه الإبداعى وفى الخاتمة تأتى دعوة الكاتب للقراء أو المشاهدين أو المستمعين إلى مشاهدة أو عدم مشاهدة هذا العمل وعلى هذا فإن النقد هو تقييم لعمل يتم عرضه، سواء أكانت ذلك مدح فى العمل أو أحد عناصره، أو نقد بعض عناصره والأخطاء التى شابت العمل ذاته.






خامساً: اليوميات الصحفية:

ومقالات "اليوميات" تعد أقرب إلى فن العمود الصحفى من حيث التعبير الشخصى الذى يتم عن تفكير صاحبه، وروح المذهب الذى يميل إليه، ونظرته إلى الحياة، سواء كانت روحه ساخرة أو متواضعة، أو متغطرسة أو متكبرة وقد تتناول اليوميات نقداً سياسياً أو اجتماعياً، والكاتب هنا يعبر عن وجهة نظره، لا عن سياسة الصحيفة التى يعمل بها. 

ولغة اليوميات تجمع شأنها شأن العمود الصحفى بين بساطة اللغة الصحفية، وجمال اللغة الأدبية، وكذلك فى كونها تقوم على التجارب الذاتية للكاتب.

وتطبيقاً على الصحف المصرية تعد جريدة (الأخبار) هى الصحيفة المصرية الوحيدة التى ما تزال تحتفظ بفن اليوميات بالصفحة الأخيرة والتى ما تزال تفسح له مساحة كبيرة من صفحتها الأخيرة، ومن كتابها عبد الرحمن الأبنودى، جمال الغيطانى، سمير سرحان، د. محمد عمارة، نعم الباز، سناء فتح الله.

ومن مميزات اليوميات أنها تتنوع فى موضوعاتها التى تصور الحياة الإنسانية بمعناها الواسع بخيرها وشرها، ويشترط فى كاتب اليوميات أن يكون معروفاً للناس من خلال مؤلفاته وإنتاجه الفكرى والأدبى.


المصدر:

دكتور : مجدى الداغر 

مدرس الإعلام والصحافة – جامعة المنصورة - مصر

المستشار الإعلامى والمدير الإقليمى لقناة المدينة الفضائية 

أهم الأخطاء التي يجب تجنبها أثناء كتابة السيرة الذاتية

أهم الأخطاء التي يجب تجنبها أثناء كتابة السيرة الذاتية
المحرك الدافع الذي سيأخذك الى المرحلة القادمة في بحثك عن وظيفة، و في ما يلي بعض الأخطاء الواجب عليك تفاديها أثناء المقابلة.تكون عادة سيرتك الذاتية أول إنطباع يكونه صاحب العمل عنك، ففي الغالب لا تملك معه إلا ثواني لتجذب إنتباهه و تجعله راغباً بقراءة المزيد من سيرتك الذاتية و دعوتك للحضور الى مقابلة عمل. إنه لأساسي أن تكتب سيرتك الذاتية (هذا العنصر الحيوي) بأفضل صورة، لتستخدمها كقاعدة إنطلاق لك لتقفز منها الى المرحلة القادمة في البحث عن وظيفة.
و هذه بعض الأخطاء الشائعة عند كتابة السيرات الذاتية التي يجب تفاديها:-

1. معلومات الإتصال الغير كافية
كن متأكداً من وجود كل معلومات الإتصال بك بشكل واضح مثل اسمك الكامل و عنوانك الكامل و حتى بريدك الألكتروني و رقم هاتفك حتى يتمكن من قد يصبح مديرك في المستقبل أن يتصل بك بسهولة. قد يبدو هذا الأمر غير ذو حاجة للتذكير به و لكن قد يرتكب بعض ممن يرسلون سيرهم الذاتية بمسح معلومات إتصال مهمة أو إنهم قد يبعثون سير ذاتية بارقام هواتف أو عناوين قديمة. أو إذا كان عنوان البريد الألكتروني غير جيد و بعيد عن المهنية مثل"hotbabe" أو إن كان عنوانك في العمل فأعتقد إن الوقت قد حان لإعادة النظر بهذه العناوين.
2. لا أهداف
يجب أن تتضمن كل سيرة ذاتية على شرح وجيز ومختصر يشير إلى الوظيفة التي تقدم عليها و جملة تجيز فيها مهاراتك التي تؤهلك لشغل ذلك المنصب أو تلك الوظيفة، مثلاً "أبحث عن وظيفة محلل تسويق أقدم، حيث يمكنني حينها إستخدام خبرة 3 سنوات إكتسبتها من العمل مع إحدى أكبر شركات " فورتشن 500" لإنتاج و تسويق البضائع الإستهلاكية، إضافة إلى قدراتي في الطباعة و التحليل الإستراتيجي و تطوير المشاريع و خدمة العملاء و التخطيط الإعلامي". تذكر إن الهدف من سيرتك الذاتية هو إبراز ما يمكنك أن تقدم لمديرك المستقبلي و ليس ما يمكن أن يفعله هو لك.
3. اللغة السلبية
تذكر دوماً إستخدام لغة إيجابية تعطي إنطباعاً جيداً عن روح قيادية تحب المنجزات بدلاً من لغة سلبية تعطي إنطباعاً بالكسل، كلمات (ترأست، كنت رأس الحربة، قدت، حققت، شجعت، طورت) كل هذه الكلمات التي تعطي إنطباعاً عن نجاحات حققها محترفون. إستبدل الجمل الوصفية الركيكة الدلالة مثل:"كنت أدير إنبثاق أسهم الشركة في أسواق الأسهم و السندات" بأخرى فيها دلالة على إنجازات إيجابية مثل: "كنت أدير إنبثاق أسهم الشركة و حققت عوائد سنوية بنسبة 34% تقدر بـ 200 مليون دولار أمري كي من المضاربة في أسواق الأسهم و السندات".
4. الإبتداء بـ"أنا" أو صيغة الشخص الأول
لا تبدأ سيرتك الذاتية بكلمة "أنا" أو بضمير الشخص الأول عند شرح طبيعة وظيفتك، إجعل جملك فعالة و مختصرة و إبدأها كلما أمكن بكلمات إيجابية.
5. اللإفتقار الى التركيز
في كل سيرة ذاتية يجب أن يتم التركيز على المجال الذي تطمح للعمل فيه، فإذا كنت تقدم على وظيفتين بإختصاصين مختلفين فيجب أن يكون لديك سيرتين منفصلتين مختلفتين حتى تتمكن من تقديم سيراتك الذاتية المختلفة حسب إحتياجات الوظائف المتوفرة، فلكل وظيفة سيرة ذاتية تناسبها و تتمحور حول المهارة المطلوبة في تلك الوظيفة، و ذلك من إنجازات و كفاءة و مؤهلات تشد إنتباه أصحاب الأعمال و هذا شئ قلما تحققه السيرات الذاتية المكتوبة دون تمحور حول تفاصيل التخصص الوظيفي.
6. التصميم السئ
لن تأخذ سيرتك الذاتية أكثر من نظرة سريعة لو كان تصميم الصفحة ضعيفاً، أو إن العناوين مذكورة بصورة عشوائية و غير مترابطة. عليك أن تتأكد من تقديم سيرة ذاتية واضحة و بسيطة تجذب عين الناظر، و كنصيحة قم بذكر التفاصيل على شكل نقاط بدلاً من صياغتها بنص واحد طويل ممل، و عند الطباعة تأكد من أن توحد نوع الخط الذي تستخدمه و تجعل النص و سط الصفحة و ما إلى ذلك من تفاصيل تجعل سيرتك الذاتية تبدو متوازنة، تجنب كذلك إستخدام الورق الملون و المرسوم عليه أي صور أو الورق اللماع فلو كنت تقدم على وظيفة إبداعية عليك إظهار ذلك في مجموعة أعمالك التي تجمعها في ملف مستقل و ليس ضمن سيرتك الذاتية، تأكد من إستخدام ورق ذو نوعية عالية الجودة (إذا لم تكن سترسلها عبر البريد الألكتروني) على أن لا تكون أكثر من صفحة واحدة و لا بأس بأن تكون على صفحتين كحد أقصى إذا ذو خبرة طويلة و عالي الكفاءة.
7. عدم التدقيق على الأخطاء الطباعية
الأخطاء الإملائية و ركة قواعد اللغة و الأخطاء الفادحة التي تجعل من يقرأ سيرتك الذاتية يتركها بسرعة و يستبعد فكرة توظيفك، لذا عليك قراءة سيرتك الذاتية و إعادة قراءتها قبل إرسالها الى صاحب العمل، إستخدم مدقق الأخطاء الإملائية في برنامج الوورد، و دع أحداً غيرك يقرأها من بعدك زيادة في التأكيد قبل إرسالها بصورة قد تؤثر عليك سلباً.
8. عدم ذكر الحقائق المهمة
مؤهلاتك العلمية و خبراتك الع ملية يجب ذكرها ضمن سيرتك الذاتية مع تواريخها الدقيقة و أسماء المؤسسات التي درست أو عملت بها، استخدم قدر الإمكان الكلمات المهمة التي تتعلق بوصف طبيعة عملك و خبراتك العملية، فسيعود ذلك عليك بالنفع من حيث إظهار سيرتك الذاتية بشكل يميزها عن أي سيرة أخرى لمن ينافسك على تلك الوظيفة، و ينطبق هذا الحال بوجه الخصوص على البحث في السيرات الذاتية على الشبكة الألكترونية. و إذا لم تكن متأكداً من أي كلمات عليك أن تستخدم، حاول قراءة وصف الوظيفة بتعمق، إقرأ شروحات مفصلة لوصف وظائف لنفس الإختصاص، و إسأل من يعمل في ذلك المجال عن المؤهلات/المهارات التي تتطلبها تلك الوظيفة.
9. الأكاذيب
الأكاذيب أو اشباه الحقيقة سيتم إكتشافها عاجلاً أم آجلاً لذا فالأفضل لك مسحها من سيرتك الذاتية فإذا لم تكن قد أنهيت الدراسة الجامعية فأذكر ذلك في سيرتك الذاتية على أن لا تغفل عن ذكر المرحلة الالتعليمية التي وصلت إليها و كذلك الأمر مشابه بالنسبة للتواريخ و التفاصيل عن الوظائف و الحملات التي قمت بها يجب أن تلتزم بالصدق و الدقة. تقوم معظم الشركات بإجراء بحث عن تاريخ كل موظف للتأكد من كل كلمة مكتوبة في سيرتك الذاتية (خصوصاً ما كان مبالغاً فيه بشكل واضح) سينكشف عاجلاً أم آجلاًَ.
10. عشوائية إرسال السيرة الذاتية
تأكد من إرسال سيرتك الذاتية للشخص الصحيح و للشركة الصحيحة مرفوقة برسالة خطابة مختصرة و تظهر شخصيتك و توجز إمكانات المهنية و أهدافك و ما يمكن أن تقدمه لتلك الوظيفة، و قم ببعض المجهود لمعرفة من صاحب القرار بتوظيقك أو عدمه في تلك الشركة و ما الإختصاص الذي يبحثون عنه و قم بإرسال سيرتك الذاتية بإسم هذا الشخص، لا أن ترسلها الى الشخص الخطأ أو أن ترسلها بعنوان " الى من يهمه الأمر".