بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصفحات

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

كتاب كيف تؤلف كتاباً؟


كيف تؤلف كتاباً؟
د. راشد العبد الكريم
دار العلم للملايين
الطبعة الأولى ٢٠٠٩
١٢٧ صفحة
يُعرفك هذا الكتاب كيفية تأليف كتاب، بدءًا باختيار فكرته وتطويرها وانتهاءً بنشره وتسويقه.
لكن لا بد من التذكير بما قاله هيفرون: "أعتقد أن كتب النصائح حول الكتابة قيمة ويمكن أن تلهم بعض الناس وتمدهم ببعض التوجيهات التي توفر الجهد والوقت، لكنها لا يمكن أن تكون بديلاً من الوقت الفعلي الذي تصرفه في الكتابة، فلا تستخدم هذا الكتاب أو أي كتاب آخر بديلاً من ممارسة الكتابة".
قراءة الكتب في فن الكتابة ومهارات التأليف ضرورية، لكن باقي عملية التعلم يكمن في الكتابة نفسها.

يترك الكاتب الكثير من نفسه في الكتاب الذي يؤلفه، وكذلك الكتاب يترك في نفس الكاتب الكثير.
"جابريل ماركيز"

الكتابة فرصة ثانية للعيش. فحيث لا نستطيع أن نعيد الوقت لنعيش الحياة مرة أخرى، فمن الممكن العيش في الحدث مرة أخرى وتفسيره من خلال الكتابة.
"جين تايلور"
تريد أن تُصبح مؤلفاً؟
هذا ممكن، لكن هناك ثمن عليك أن تدفعه، الرغبة وحدها لا تكفي، ولا حتى الموهبة. هناك أشياء لا بد أن يقوم بها الكاتب ليصبح مؤلفاً ينشر له "والأصعب أن يُقرأ له".
فمن ينشر له ليس دائماً هو الأفضل في الكتابة، بل في الغالب هو من تتوفر فيه خصائص مساندة لذلك.

اجعل كتابتك عبادة: احتسب الأجر فيما تكتبه، ولتكن كتابتك عبادة أو على الأقل أمراً مباحاً يخلو من الأثم.
احرص على أن يكون ما تكتبه شيئاً ينفعك يوم القيامة.
"معوقات الكتابة"
أهم معوقات الكتابة: التسويف؛ سوف أكتب في الإجازة، سوف أتفرغ للكتابة بعد التقاعد.. الخ
يقول كانفيلد الكاتب المشهور في مجال النجاح وتطوير الذات: "إن بعض الناس يقضي حياته بأسرها في انتظار الوقت المثالي للقيام بعمل ما، ونادراً ما يكون هناك وقت مثالي للقيام بأي عمل. المهم أن تبدأ وحسب".
كثيراً ما ينشغل الكاتب عندما يهم بالكتابة ليس بالأفكار التي سيكتب عنها، بل بالأعذار التي ستخلصه من الكتابة!
وتأخير البدء بالكتابة يكون لأسباب كثيرة، وكلما اختفى سبب للتسويف أطل بدلاً منه أسباب.

إن تأليف كتاب هو أصعب عمل يمكن أن يقوم به إنسان.
"أنتوني بيرجس"
ليس لدي وقت: يعتذر كثير من الناس عن الكتابة بأنه ليس لديه وقت لها.
والصحيح أن هذا العذر يُخفي وراءه حقيقة مهمة وهي: (لا أريد الكتابة(.
ونذكر أن الخط الفاصل بين النجاح والفشل - كما يقول هنري ديفنبورت - يمكن التعبير عنه بثلاث كلمات: "ليس لدي وقت" وهذا ينطبق على الكتابة وعلى أنواع الإنجاز كلها.
كان كاتب الأدب الشعبي الأمريكي جيمس باترسون يحب أن يكتب، وكان مشغولاً بعمل شاق، فكل ما فعله لكي يكتب أنه أصبح يقوم الساعة الرابعة والنصف فجراً كل يوم ويكتب حتى السادسة صباحاً.
المسألة تحتاج إلى حزم للحد من مضيعات الوقت وسراقه!
يشير الروائي ستيفن كنج: إلى أن الكاتب يحتاج إلى أن يكون جريئاً في كسر القواعد الاجتماعية لتوفير الوقت.
وقد كان العلماء قديماً يقولون: "ينبغي لطالب العلم أن يكون سريع المشي، سريع الأكل، سريع الكتابة، سريع القراءة".



"الناقد الداخلي"
هذا الناقد عمله عظيم، وقد وضع لحكمة. وستستفيد منه قطعاً في وقت لاحق، لكن يجب أن توقفه في بعض الأحيان خاصة عندما تبدأ بالكتابة.
لأن الأحكام التي يتخذها في الغالب فيها مبالغة.
وقد يكون صحيحاً في جزئية مما تكتب، لكن حكمه ينسحب على كل ما تكتبه. فلذلك، من الحكمة أن تكتب ولا تلتفت إليه.
ولن تستطيع أن تنطلق في الكتابة حتى تستطيع التحكم بهذا الناقد ولو مؤقتاً.

"الخوف"
الخوف من نقد الآخرين، الخوف من البوح بالمكنون أو الخوف من الظهور بمظهر السطحي أو الساذج.
ومن أعراض الخوف التعذر بأعذار مثل:
لم أنل التعليم الكافي.
لا يؤلف إلا المفكرون أو الكُتاب الكبار.
لن أجد من ينشر لي.
لن أجد من يهتم بما أكتب أو يقرأ لي.

سبع خرافات عن الكتابة:
الكتاب يولدون ولا يُصنعون.
الكاتب الجيد يكتب بسرعة.
يجب أن ينتظر الكاتب الإلهام ليكتب.
يكتب الكاتب الجيد بشكل جيد من أول مرة.
المراجعة هي قراءة مسودة العمل وتصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية فقط.
هناك فقط طريقة واحدة للكتابة.
الكتابة هي مهنة المفلسين.

يقول ستيفن كنج، الكاتب القصصي الشهير: "الموهبة أرخص من ملح الطعام، ما يفرق بين الشخص الموهوب والشخص الناجح هو العمل وبذل الجهد".
يعتقد بعض الناس أن الكاتب الجيد يجب أن يكتب بشكل جيد من أول مرة.
والصحيح أنه حتى الكُتاب الكبار يحتاجون إلى مراجعة ما يكتبون، وتحريره. وقد يتوقف أثناء التأليف لمدة طويلة، لدرجة أنهم قد يهجرون أعمالاً دون أن يكملوها، مع رغبتهم في ذلك.
وقد كان جابريال غارسيا ماركيز الكاتب القصصي المشهور يستمر في التعديل في رواياته حتى بعد صدور الكتاب في الطبعات التي تلي الطبعة الإسبانية.
يتوهم كثير من الناس أن هناك فقط طريقة واحدة للكتابة، فيجهدون أنفسهم في البحث عن الطريقة التي يسلكها الكُتاب المشهورون ليتبعوها.
نعم هناك أساليب عامة يتفق عليها أكثر الكُتاب والمؤلفين، ولو من حيث المبدأ، لكن هذا لا يعني أن هذه الأساليب والطرق يجب أن تكون صحيحة لكل الكُتاب.
فأسلوب الكتابة في جوانب كثيرة منه أمر شخصي. وتتدخل فيه الفروق الفردية.
ويمكن النجاح والتميز عبر اتباع أيّ منها.

"صفات الكُتاب الناجحين"
هناك صفات تكاد تكون ملازمة لكل الكُتاب الناجحين، وهي:
الصبر، تقييد الأفكار وتسجيل الفوائد، كثرة القراءة، كثرة الكتابة، تعلم مهارات التأليف.
تقول آن مانهيمر: "النجاح في الكتابة يأتي لأولئك الذين لديهم القليل من الموهبة لكن الكثير من الصبر".
وقد ألّف الرافعي الجزء الأول من تاريخ آداب العرب في ثلاثة أشهر مع اشتغاله بأعمال الوظيفة، وكتب "حديث القمر" في مدة لا تزيد على أربعين يوماً، مفرغاً له ساعتين كل يوم.

لا بد لكل مؤلف من مفكرة يدون فيها ما يمر به من أفكار وفوائد.
ومن الخطأ الاعتماد على الذاكرة، مهما كانت قوية. فتسجيل ما يمر على الإنسان من فوائد أثناء قراءته ومطالعته، وتصنيف هذه الفوائد والمرور عليها بين حين وآخر، يساعد على أمرين:
الأول: الحصول على نقول وأفكار تؤيد الأفكار التي يريد المؤلف الكتابة عنها.
الثاني: إن هذه النقول قد تكون هي نفسها مصدراً للأفكار.
وهذه المفكرة قد تكون بعد سنين مؤلفاً ممتعاً بذاته.


يقول ابن الجوزي: "ما أشبعُ من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أره فكأني وقعت على كنز... ولو قلت إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعد في الطلب".
لا يمكن أن يكون الكاتب جيداً، إلا وهو قارئ مُكثر.
الكاتب الذي لا يقرأ، أو قليل القراءة يفقد القارئ، لأنه لا يكون لديه جديد.
يقول هيفرون: "إن القراءة جزء مهم من عملية تعلّم الكتابة، وإن كان هناك سر لتعلم الكتابة غير الكتابة والكتابة والكتابة، فهو القراءة والقراءة والقراءة...".
ويقول أيضاً: بقراءة الأعمال الجيدة نتعلم الكتابة الجيدة. ويقول: قد لاحظت أن الكُتّاب الذين لا يتطورون هم الذين لا يقرأون.
الصفة الرابعة من صفات الكاتب الناجح هي: كثرة الكتابة.
كل مهنة يُتوقع من صاحبها أن يتدرب عليها لكي يجيدها. لكن كثيراً من الكُتّاب يتوقعون أن يجيدوا الكتابة دون تدرب.
يقول بروس موفيل: "يميل الكتاب الأول لكل مؤلف لأن يكون مشتقاً من كتب قد قرأها. فاكتب حتى تتجاوز هذه المرحلة ولتجد "صوتك". وهذا يعني أنك ستكتب أشياء لن تُنشر أو يجب أن لا تُنشر".
يقول الروائي جابريال جارسيا ماركيز: "أخصص ساعات معينة للكتابة، وأكتب كل يوم. أقرأ أو أكتب من الساعة السادسة صباحاً حتى الثانية ظهراً. وإذا توقفت يوماً واحداً تصعب علي الكتابة في اليوم التالي".
الأفكار هي دم الحياة لأي كاتب.
"كوردر"
كل كتاب لا بد أن يكون ابتدأ بفكرة. فكرة خطرت في ذهن الكاتب، فأراد أن يسجلها ويوثقها ويوضحها لغيره، وربما يجادل عنها.
وقد قسم المتقدمون التأليف إلى سبعة أقسام، لا يؤلف عالم عادة إلا فيها:

١شيء لم يُسبق إليه فيخترعه.
٢شيء ناقص يُتممه.
٣شيء مغلق يشرحه.
٤شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه.
٥شيء متفرق يجمعه.
٦شيء مختلط يرتبه.
٧شيء أخطأ فيه مصنفه فيُصلحه.
فما لم يكن في ذهن المؤلف فكرة يبدأ منها، فلا يمكن أن يكون هناك كتاب.
كيف تجد الفكرة؟
مع أن بعض الأفكار قد يأتي للكاتب على شكل إلهام، أو بشكل مفاجئ، إلا أن كثيراً من الأفكار الجيدة، يكون نتيجة جهد وعمل وتأمل وتفكير متكرر ومتعمق.
وكثيراً ما يتم الحصول على الأفكار - كما يقول هيفرون - من خلال عملية تركيز انتباه فقط.
من المصادر المألوفة للأفكار:
١مراقبة الناس والظواهر.
٢القراءة.
٣طرح الأسئلة.
٤النظر في المسكوت عنه.
٥النظر بشكل مختلف.
ابن عقيل الحنبلي يقول: "لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره".


يرى كثير من الكُتّاب أن مجرد الجلوس للكتابة يجلب الأفكار
فبعض المبتدئين ينتظر أن تنزل عليه الأفكار حتى يجلس للكتابة عنها. وغالباً لا يحدث هذا.
بل الجلوس للكتابة كثيراً ما يساعد العقل على الكشف عن أفكار أو مبادئ أفكار كانت موجودة لديه.
ولذلك يوصي كثير من المؤلفين بأن تكون الكتابة عادة.

الشجاعة في طرح الأفكار
الفكرة تنفر من العقل الجبان، فكم من فكرة هجرت صاحبها وانتقلت لغيره لأنه لم يجد شجاعة أدبية ليطرح رأيه وينافح عنه.
ومن لم يتوقع سهام النقد ويتصد لها ويصبر عليها، يبعد عن أن يكون كاتباً ناجحاً.
كيف تطور الفكرة؟
طرح أحد العلماء في درسه فكرة جمع الحديث الصحيح وإفراده في كتاب مستقل. هذه الفكرة تلقاها الإمام البخاري رحمه الله. لكنه طورها بحيث أصبحت فكرة كتاب فريد في بابه وضمن له التميز حتى وقتنا الحاضر.
فخرج كتابه "صحيح البخاري" فريداً من نوعه واستحق عليه لقب "أمير المؤمنين في الحديث"

كيف تختبر الفكرة؟
ليست كل فكرة تخطر في ذهن الكاتب تصلح لأن تكون موضوعاً لكتاب.
وهناك عدد من الطرق التي يمكن من خلالها اختبار الفكرة قبل البدء بالتخطيط لكتابة كتاب حولها منها:

١اكتب فيها مقالاً.
٢ناقشها مع من يهتم بآرائك.
٣تجاهلها.. وانظر هل تستمر معك؟
٤ألقِ محاضرة في موضوع الفكرة.

هل تتحدث عن كتبك للآخرين؟
يختلف المؤلفون ومن كتب في فن التأليف، في هذه النقطة
فمن المؤلفين من يحرص على عدم الحديث عن مشروعات كتبه.
ومن هؤلاء الأديب الرافعي. فهو يقول: "إن من عادتي متى بدأت عملاً أن أكتمه حتى أقارب الفراغ منه.."
لكن آخرين يرون أن الحديث عن المشروعات مفيد، حيث إنه:
يساعد على تطوير الفكرة.
يدفع المؤلف للعمل، بحيث يجد نفسه ملزماً بإكمال ما أخبر الآخرين به.
يجعل المؤلف يستفيد من نقد الآخرين.
وهذا بالتأكيد يختلف من مؤلف إلى آخر، فقد يكون أمراً مرتبطاً بشخصية المؤلف أو بظروف خاصة بالعمل نفسه.

"البحث"
الكتاب الجيد يعتمد على عملية بحث جيدة، تبعده عن السطحية والتكرار وتجعله ثرياً.
فعندما تتبلور الفكرة في الذهن، لا ينطلق الكاتب عادة ليكتب الكتاب، بل من الضروري أن يقوم ببحث الموضوع في المراجع التي تكلمت عنه سواء من الكتب أو المجلات، أو ربما زيارة بعض المواقع المرتبطة به.
مراحل البحث
يكون البحث على مرحلتين:
١البحث في الكتب المؤلفة في الموضوع ومصادر المعلومات الأخرى. والهدف منه تكوين تصور عن الكتب الموجودة في السوق، حتى لا يكون كتابك تكراراً لما هو موجود.
٢البحث في المراجع ذات العلاقة للحصول على معلومات وشواهد وقصص تفيد في الكتابة عن الفكرة، وتدعم آراءك فيها.
وعلى المؤلف أن لا يهمل المعلومات الدقيقة التي يجدها أثناء البحث، بحجة أنها غير مهمة أو أنها غير ذات دلالة، بل يسجل كل ما يمر به.
لا تعتمد في بحثك على الكتب التي تؤيد فكرتك فقط، فهذا خطأ، بل ابحث في الكتب التي تعارضها أيضاً، فهذا يجعل كتابك أكثر عمقاً وثراء.
متى تعرف أنك انتهيت من البحث؟
تعرف ذلك بعد أن تبدأ المعلومات تتكرر عليك من مراجع مختلفة، بمعنى أنك لا ترى معلومات جوهرية جديدة.


كتابة المسودة الأولى:
مخطط الكتاب، تبدأ عملية الكتابة، عادة بوضع مخطط الكتاب، ومخطط الكتاب هو عناصره الأساسية مرتبة.
وعادة ما تتم عملية المخطط بطريقتين:
الأولى: الخطوط العريضة "العناوين والعناوين الفرعية"
الثانية: الخرائط البصرية أو الذهنية، وذلك بكتابة الموضوع الأساسي للكتاب أو الفصل في دائرة في وسط الصفحة، ثم رسم خطوط متفرعة منه بأسماء الموضوعات..
صعوبة البداية:
بعد أن تكون محصت الفكرة وجلوتها، وقمت بعملية البحث، على الأغلب أنك الآن جاهز للكتابة، فاقسر نفسك على الكتابة.
لا حل لمشكلة البداية إلا أن تبدأ الكتابة، وحسب.
ابدأ على أي حال. فالبداية كابوس لكثير من الكُتاب، لكن سرعان ما يزول، وتبدأ الأمور بالعودة إلى طبيعتها، بل تجد أن الأفكار بدأت تتوارد.
أنس أنك تكتب، فقط تحدث للورق.
"سينيدر"
اكتب ولا تُراجع
الخطأ الذي يقع فيه بعض المؤلفين هو أنه يقوم بالمراحعة أثناء كتابة المسودة الأولية، وهذا يعيق تدفق الأفكار، ويشغله عن اتمام عمله.
تقول دايان ريجان، مؤلفة أكثر من أربعين كتاباً للأطفال: إنه من غير الممكن أن تعرف "حقيقة" موضوع الكتاب قبل انتهاء المسودة الأولية.
حبسة الكاتب:
لا يكاد يوجد كاتب إلا ولديه عدد من الكتب لم يكتمل، يقول المحرر والمؤلف وخبير التأليف المشهور سول ستاين: لم أقابل كاتبا في أمريكا إلا ولديه مئات من الصفحات من الروايات غير المكتملة في أدراجه أو على الأقل في ذهنه.
إذا كان عدم القدرة على البدء بالكتابة كابوساً للمؤلفين، فحبسة الكاتب كابوس آخر.
حبسة الكاتب هي حالة مؤقته تمر بالكاتب لا يستطيع أن يكتب فيها شيئاً في الموضوع الذي بين يديه، لفترة عادة لا تكون طويلة.
وهي لا علاقة لها بقدرة الكاتب ولا بخبرته، بل يمر بها كل الكُتاب تقريباً.
من الأساليب المفيدة للتغلب على حبسة الكاتب القراءة.
فالقراءة تعيد تحريك الذهن، وتساعد على إراحته.
اقرأ في أي شيء تراه محبباً لك. اقرأ ولو كتاباً غير جيد في موضوع كتابك، فهذا سيحفزك على الرجوع لإكمال كتابك بحجة أنك تستطيع أن تكتب أفضل منه!
يقول الكاتب الأمريكي ستيفن كنج في كتابه عن الكتابة: "تكمن أهمية القراءة في أنها توجد راحة وإلفاً مع عملية الكتابة.. فالقراءة المستمرة تجرّك إلى مكان (أو حالة عقلية) حيث تستطيع أن تكتب بشغف ودون وعي.."
اكتب أي شيء: استمر في الكتابة، واكتب أي شيء حتى لو لم ترض عنه. دائماً هناك وقت للمراجعة (أو الحذف إذا لزم الأمر!(
مراجعة الكتاب وتنقيحه:
عملية كتابة المسودة الأولية تماثل عملية قطع الحجر، بينما عملية المراجعة والتنقيح هي عملية النحت، التي تُظهر صورة التمثال، وتفاصيله.
تقول كيرين كوشمان: "النسخة الأولية لا يجب أن تكون جيدة. من المتوقع أن تكون سيئة. إنها فقط لأجل أن تعرف عم يتكلم الكتاب، وما رأيك فيه، وفقط ما تريد أن تقول".
وتقول بات شندر: المراجعة هي على الأقل نصف الكتابة.
عنوان الكتاب: هو أول ما يواجه القارئ. فيجب أن يكون جذاباً. واختيار العنوان عملية معقدة، تحتاج إلى تأن وتفكير ومعرفة بالجوانب النفسية التي تربط الناس بموضوع الكتاب.
سبع طرائق للترويج لكتابك:
١قدم شيئاً قيماً.
٢استفد من التقديم: اطلب من شخص ذي قيمة علمية في موضوع الكتاب أن يقدم للكتاب.
٣اجعل الغلاف معبراً جذاباً.
٤استخدم الانترنت: من الجيد أن يكون للمؤلف موقع شخصي على الانترنت. ويمكن أن تعلن عن كتابك في مواقع أخرى، خاصة المواقع التي تهتم بالكتب.
٥اهدِ نسخاً لبعض الكتاب والمهتمين.
٦استفد من الإذاعة والتلفزيون: اعرض كتابك في البرامج الإذاعية أوالتلفزيونية التي تهتم بعرض الكتب.

٧استفد من المقدمة أو من الغلاف الأخير: هناك طريقة شائعة في الكتب الغربية، وهي اقتباس كلمات مختصرة لأناس مشهورين في تقريظ الكتاب أو الثناء على الكاتب، ووضعها في غلاف الكتاب الخلفي

كيف تؤلف كتابا ؟


يحتاج الكثير منا إلى نصيحة مفيدة، أو معلومة ما عن شيء مهم، أو تعلم لغة تنير عقله. كل هذه الأمور نستمدها من الكتب، فالكتاب يعتبر المنارة التي نهتدي بها في أي طريق مظلم، لكن يجب أن يكون الكتاب مصدر ثقة. ولكن ماذا عليك أنت إذا أردت أن تمد الناس بالمعلومة وتؤلف كتاباً مفيداً لهم هل تستطيع أن تقوم بذلك؟
 لماذا تؤلف كتاباً
هناك عدة أسباب ودوافع يمكن أن تدفعك أحدهما أو أكثر إلى تأليف كتاب، منها: 
  • الحصول على المال
 وهذا أسوأ الدوافع، لأن كسب المال بالنسبة للمؤلف شيء غير مضمون ويحتاج إلى كثيراً من الصبر، فممكن أن تنشر كتاباً ولا يُباع منه إلا نسخاً قليلة، أو يستغرق الأمر وقتاً حتى يبدأ الكتاب في الانتشار بين الناس ويُقبلوا على شرائه. فإن كان هدفك فقط هو الحصول على المال أو الكسب السريع فسوف تُصاب بإحباط.
  • الضرورة المهنية
 وهنا يجب عليك أن تؤلف كتاباً كأحد متطلبات مهنتك أو كشرط لترقيك الوظيفي.
  • الاستمتاع الشخصي
 فأنت تحب الكتابة وتشعر بمتعة، وكلماتك تتدفق من عقلك إلى أصابعك، فتراها أمامك على الورق أو على شاشة "الكمبيوتر".
  • نشر العلم
 أي تشعر بداخلك بإحساس المسئولية نحو نفع الآخرين وحفظ الأفكار من الضياع، وهذا هو أنبل الدوافع على الإطلاق لأن دافعك يتجاوز نفعك ومتعتك الشخصية إلى منفعة الآخرين.
هل الكتابة موهبة فطرية أم مهارة مكتسبة?
الكتابة مزيج بين هذا وذاك، فالكتابة موهبة تولد بها، وهى أيضاً فن تتقنه عن طريق التدريب والكتابة المستمرة، وأيضاً عبر قراءة كتب كثيرة في المجالات التي تحبها، ولمختلف الكُتّاب.

تأليف كتاب خطوة بخطوة
قبل أن تشرع في الكتابة عليك أن تتأكد أولاً أنك تحب الكتابة، فاسأل نفسك: هل استمتع بالكتابة والتأليف؟ هل اشعر بالسعادة عندما يثني أحداً على كتاباتي؟ إن عملية تأليف كتاب تحتاج إلى مثابرة، والتزام، واجتهاد، وصبر. فهل أنتَ مستعد؟ إذن فلنبدأ:
أولاً: اختَر موضوع الكتاب وحدد هدفك من التأليف
 هناك بعض المعايير التي تساعدك على اختيار وتحديد موضوع الكتاب، منها
  • أن يكون موضوع الكتاب محبباً إلى نفسك، وتكون شغوفاً بالقراءة فيه، وتتلهف شوقاً للكتابة حوله. لا تنشغل بالجري وراء أحدث الصيحات السائدة في سوق الكتب.
  • أن يكون الكتاب متوافقاً مع رسالتك وأهدافك في الحياة بصفة عامة، فأنت لا تقدر أن تكتب جيداً في موضوع لا يجذب اهتمامك، أو يكون ضد قيمك ومبادئك.
  • أن يكون لديك خبرة حقيقية به من خلال المعايشة الحية للموضوع الذي تكتب فيه، مما يضفي عليه عمقاً وواقعية أكثر، والقراءة الكثيرة فيه، وكتابة بعض المقالات أو الخواطر عنه، والدخول في مناقشات حوله.
حدد هدفك من الكتابة في هذا الموضوع، واسأل نفسك تلك الأسئلة:
  •  هل تعرض شيئاً جديداً لم يسبقك أحداً إليه؟
  • هل ترى أن هناك ثغرة في فهم هذا الموضوع؟، قم بمسح السوق واعرف ما هو الموجود فيه، وما لم تخاطبه الكتب التي تم تأليفها من قبل في هذا الموضوع.
  • هل ترى أن به أمراً غامضاً على كثير من الناس فتتولى شرحه وتفصيله حتى يتضح لهم؟
  • هل تجد شيئاً طويلاً فتختصره دون إخلال؟
  • هل الموضوع مشتت في بطون الكتب فتجمعه وتبلوره وترتبه حتى يتسق؟
  • هل وقعت على رأي غير صحيح فتصححه بعد أن تتيقن من صواب ما أنت عليه؟
  • هل تتناول موضوعاً كُتِب فيه من قبل ولكنك تتناوله بطريقة أفضل وتعرضه بشكل جديد؟
ثانياً: اجمع كل المراجع الممكنة
لكي تؤلف كتاباً يجب أن تكون هاوياً للقراءة عاشقاً لها، لأنك ستحتاج إلى قراءة عشرات بل مئات الكتب حتى تستطيع أن تخرج كتاباً إلى الوجود، تماماً كالنحلة تظل تتنقل من زهرة إلى زهرة تمتص منها الرحيق، ثم تمزج كل هذا في بطنها لتخرج لنا عسلاً صافياً شافياً. يرى ستيفن كنجوهو أحد الكتاب الناجحين أنك لكي تكون كاتباً ناحجاً فعليك أن تقرأ على الأقل أربع ساعات يومياً.
اجمع أضعاف ما تحتاجه من المعلومات التي تتناول موضوع كتابك أو تتعلق به من مصادر المعلومات المتعددة كالكتب، والدوريات المتخصصة، والموسوعات، والصحف، والإنترنت (مع الاهتمام بالتأكد من صحة المعلومات وتوثيقها)، وسؤال الخبراء، باختصار "لا تترك جحراً يمكنك أن تعثر تحته على معلومات تهمك إلا قلبت فيه" كما يذكر المدون والمؤلف رؤوف شبايك.
ثالثاً: حدد فصول وأجزاء كتابك
  • بعد أن تقرأ كثيراً في موضوع كتابك وتكون الفكرة قد اكتملت في ذهنك، ضع الخطوط العريضة لكتابك محدداً أجزاءه وفصوله. ابدأ بكتابة الأفكار والعناصر الرئيسية، ثم اكتب العناصر الفرعية لكل منها، ثم العناصر الأخرى التي قد تراها تندرج تحت هذه العناصر الفرعية وهكذا، هذا التقسيميمكن تغييره فيما بعد وهذا الشيء وارداً وطبيعياً جداً، ولكن وجود تصور مبدئي قبل الشروع في الكتابة سوف يساعدك كثيراً على تنظيم أفكارك وعدم الخروج عن الموضوع، وقياس مدى تقدمك وتحديد الفصول التي تتطلب منك مزيداً من القراءة والبحث أكثر من غيرها.
  • اكتب ملخصاً قصيراً لكل فصل في كتابك، ودوِّن أي أفكار لديك تخص عنصراً معيناً تحت هذا العنصر، أو أي أفكار أخرى ترى أنها قد تفيدك أو قد تستخدمها في الكتاب حتى وإن كنت لا تعلم في أي موضع تحديداً، قد ترى فيما بعد أنه من المناسب حذف بعض هذه الأفكار ولكن ذلك في مرحلة لاحقة. اترك لنفسك فرصة في البداية أن تكتب كل ما يخطر ببالك دون رقابة ذاتية، ولو كانت أفكاراً تافهة أو سخيفة حتى تفسح المجال للأفكار الجديدة، ثم يمكنك أن تقوم لاحقاً بتنقيح هذه الأفكار.
  • أثناء تنقيح أفكارك، إذا ظننت أن بعضها غير مناسب فلا تحذفها تماماً بل احتفظ بها في ملف آخر أو أوراق منفصلة لعلك تكتشف في وقت آخر أنها مفيدة.
  • اجعل حديثك مركزاً فقط على الموضوع الرئيسى للكتاب، لا تقع في فخ الرغبة في الكتابة بالتفصيل عن كل صغيرة وكبيرة تتصل بموضوع الكتاب من قريبٍ أو بعيدٍ، فهناك عناصر يمكن أن تكتب فيها بتفصيل أكثر من غيرها، وهناك عناصر يمكن أن تكتفي بالإشارة إليها، وذلك حسب مدى أهميتها بالنسبة للموضوع وتأثيرها على اكتماله ووضوحه.
رابعاً: ابدأ الكتابة ولا يهم أن تبدأ من البداية
  • في بعض الحالات من الضروري أن تبدأ لأن ما بعد البدايات لا يمكن توقعه، فبمجرد أن تشرع في الكتابة سيبدأ عقلك اللاوعي في العمل، وستجد أن الأفكار بدأت تتدفق إلى عقلك.
  • اكتب دون أن تتوقف بسبب الأخطاء اللغوية، اكتب بحرية تامة، وعندما يتعب عقلك ارجع وأنت ذهنك حاضراً لتقرأ ما كتبت فتصلحه وترتبه ولكن لا تحكم عليه في الحال بل ارجع إليه في وقت آخر.
  • إذا شعرت بأنك غير قادر على الكتابة فتوقف بعض الوقت (ولو لعدة أيام)، وقم بشيء آخر بعيداً عن الكتاب حتى تصفي ذهنك.
  • تقبل أن إنتاجك في الكتابة سيكون متفاوتاً، فلا يوجد كاتب يجلس يومياً فينتج عدداً محدداً وثابتاً من الصفحات ولكنك في يوم قد تكتب فقرة واحدة، وفي آخر تكتب خمس صفحات، وقد يمر أسبوع ولم تنجز شيئاً إلا أنك قد وجدت العنوان المناسب لأحد فصول كتابك!. بالطبع هناك كتّاب ينتجوا عدداً كبيراً وشبه ثابت من الصفحات يومياً ككتّاب الأعمدة في الصحف اليومية، ولكن هذا لأن هؤلاء قرأوا وكتبوا بما يسمح لهم بالقيام بذلك.
  • احتفظ بمفكرة صغيرة معك في كل مكان تسجل فيها أي خاطرة أو فكرة أو معلومة تحصل عليها من كتاب، أو نقاش، أو ندوة، أو تأمل، هذه الملاحظات يمكن أن تفيدك جداً في كتابك فتفتح ذهنك إلى أفكار وآفاق، وتلفت نظرك إلى موضوعات لم تكن منتبهاً لها، وإذا نسيت مفكرتك وقلمك فسجل على هاتفك المحمول، أو حاسبك المحمول (اللاب توب أو النوت بوك) حتى وإن وصل الأمر أن تستأذن أحداً أن يعطيك ورقة وقلماً.
خامساً: اختر عنوان الكتاب
قد يظن البعض أن اختيار عنوان الكتاب هو أول شيء يبدأ به الكاتب، ولكن هذا غير صحيح. فالعنوان هو آخر شيء تفكر فيه، وذلك حتى تستطيع اختيار العنوان الأكثر ملائمة ودقة وتعبيراً عن موضوع الكتاب. وإليك بعض الإرشادات التي تساعدك في اختيار العنوان المناسب لكتابك:
  • يزداد احتياجك إلى عنوان إيضاحي فقط إن لم يكن العنوان الرئيسي مبيناً لموضوع الكتاب، مثال:هناك كتاب يحمل عنوان "القواعد العشر"، هذا العنوان غير معبر عن موضوع الكتاب، لذا أضاف الكاتب عنواناً إيضاحياً هو "أهم القواعد في تربية الأبناء".
  • اختر عنواناً مناسباً للجمهور المستهدف، مثال: لو كان كتابك شعرياً أو رومانسياً فإن العنوان يجب أن يكون حالماً رقيقاً مناسباً لقراء هذه النوعية من الكتب.
  • ضع الاسم المباشر أولاً ثم الثانوي، مثال: "فلسطين .. التاريخ المصور"، فكلمة "فلسطين" هو العنوان الرئيسي، و"التاريخ المصور" هو العنوان الثانوي. السبب في ذلك هو أن يوضع الكتاب عند التصنيف ضمن كتب فلسطين وليس ضمن كتب التاريخ بصفة عامة فيتوه وسط الزحام.
  • الأفضل أن يتضمن العنوان أدوات الاستفهام (من، متى، أين، لماذا...الخ) إن أمكن ذلك، لأنها تستثير خيال القارئ ليجد الإجابة في مضمون الكتاب.
 سادساً: انقل أفكارك بأسلوب شيق ولغة حية وسليمة
اللغة وعاء الفكر، ولا يكفي أن يكون الفكر قيماً وسليماً بل يجب أن يكون محتواه شيقاً وسليماً أيضاً حتى لا تظلم المحتوى القيم بلغة ركيكة أو جافة، فيجب أن تراعي في كتابك ما يلي:
  • استخدم قصص وتجارب الآخرين: لأن الناس على اختلاف أعمارهم يحبوا القصص ويتأثروا بها، كما أن المثال العملي أكثر قدرة على التأثير من الأفكار المجردة.
  • كن عربي النزعة في لغتك وفكاهتك: أي استخدم الفصحى لا العامية واللهجات المحلية وذلك لسببين الأول الحفاظ على اللغة العربية، والثاني ليكون كتابك مفهوماً لكل القراء العرب وليس لأصحاب لهجة بعينها. والأمر ينسحب أيضاً على النكات، أي إذا استخدمت فكاهة فاحرص على ألا تكون خاصة بأصحاب بلد بعينها حتى يفهمها كل عربي يقرأ كتابك.
  • جرب خدمتي المعاجم والقواميس على بوابة  "عجيب" http://ajeeb.sakhr.com/ إذا استعصى عليك لفظ عربي أو أجنبي وأردت معرفة معناه بدقة.
  • تأكد من اتباعك لقواعد اللغة السليمة والهجاء الصحيح للكلمات لأن ذلك يؤثر على نظرة القارئ للكاتب، وإذا كنت تعاني من ضعف في هذا الجانب فيمكنك أن ترسل الكتاب إلى محرر ليراجعه لك لغوياً قبل نشره.
  • استخدم الصور البلاغية والتشبيهات لأنها توضح المعاني وتقريها إلى ذهن القارئ، واحرص أن تكون تشبيهاتك قريبة وتلقائية وذات دلالة واضحة فلا تضع تشبيه في غير موضعه.
  • المزيد من النصائح القيمة جداً في هذا الصدد يمكنك أن تجدها في مقال " كيف تكون كاتبا مؤثرا وفعالا؟" على موقعنا على الرابط التالى: http://ekayf.com/articles/effective-writing
سابعاً: نظم وقتك واختر مكاناً مريحاً للكتابة 
  • رتب أولوياتك: هل تستطيع أن تفرغ نفسك لتأليف كتابك؟ إذا كان ذلك ممكناً بالنسبة لك فافعل، أما إذا كان ذلك ممكناً وهو الأرجح بالنسبة لغالبيتنا، فعليك بتصفية حياتك من الأعمال والأشياء الأقل أهمية بالنسبة لك حتى تجد وقتاً أكبر للكتابة. فرتب أولوياتك وتخلص من بعض الأعمال الأقل أهمية لصالح ما هو أكثر أهمية.
  • خصص وقتاً للعمل في كتابك: لا تدع ذلك للظروف وإلا فإنك لن تجد هذا الوقت أبداً، خصص وقتاً ولو كان قليلاً فإن الجبال من الحصى، المهم أن يكون ذلك بانتظام فخير الأعمال أدومها وإن قلَّ.
  • قدّر الوقت المناسب لإنهاء كتابك: احسب الكمية التي تكتبها في الساعة، واحسب الوقت المتاح لك للكتابة يومياً أو أسبوعياً لتتمكن من وضع تصور للوقت الذي يمكنك أن تنتهي فيه من كتابك، وأضف إلى هذا الوقت من (30% : 50%) وقتاً زائداً تحسباً لأي ظروف طارقة، وبصفة عامة فإن الوقت الذي يستغرقه تأليف الكتاب يتوقف على عدة عوامل منها: اجتهادك، والوقت الذي تخصصه للعمل فيه، ومعدل إنجازك في هذا الوقت، وحجم الكتاب.
  • اختر مكاناً مريحاً للكتابة: يتميز بإضاءة مناسبة وتهوية جيدة، خالياً من المشتتات، واجلس جلسة يكون جسمك فيها مرتاحاً.
ثامناً: راجع
  • اكتب مسودتك الأولى.
  • اترك هذه المسودة فترة كافية تستطيع بعدها عندما تراجعها أن تنظر إليها نظرة متجددة، ومن زاوية مختلفة اقرأها وراجعها وعدل فيها كما تشاء.
  • اتركها فترة وعد إليها مرة أخرى لتراجعها وتنقحها، كرر ذلك طالما مازلت تشعر أن هناك ضرورة لذلك.
  • اطلب من شخص تثق فيه أن يقرأ هذه المسودة، وانصت إلى تعليقاته، سوف يخبرك الحقيقة بشأن الأجزاء الجيدة في كتابك والأجزاء الأقل جودة، وبناءاً على ذلك قُم بالمراجعات والتعديلات اللازمة.
  • عندما تشعر أنك مستعد لنشر كتابك اتركه مرة أخرى أسبوعاً أو بضعة أسابيع بحيث ترجع إليه بنظرة متجددة.
  • هنئ نفسك لقد انتهيت من تأليف كتابك.
وأخيراً، ثق بنفسك وقدراتك حتى تستطيع التغلب على الأفكار السلبية التي سوف تحدثك بها نفسك في كثير من الأحيان عن جدوى ما تقوم به ومدى جودته، وهل سيباع الكتاب أم لا؟ وعن تقصيرك في حق أهلك وأصدقائك وكأن انشغالك بالكتاب هو السبب الوحيد لذلك، وكأنك قبل الشروع في الكتاب لم تكن مقصراً. الصدق مع النفس والمثابرة من أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بهما، كذلك حتى تستطيع أن تواجه التبريرات التي ستقدمها لنفسك حتى تتهرب من الكتابة.
تأليف كتاب أمر في غاية السهولة، وما صعوبة الأمر إلا فكرة كونتها أذهاننا دون وعي منا. وبعد ما توقن بسهولة الأمر ستقبل على التأليف حتى تدمنه.