بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصفحات

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

عناصر القصة

عناصر القصة 
1- الموضوع:
يختار القاص موضوعه من:
  • تجاربه: متناولا النفس البشرية وسلوكها وأهوائها.
  • تجارب الآخرين: متناولا المجتمع بالنقد والتحليل.
  • ثقافته: متناولا موضوعات فكرية وفلسفية.
  • من التاريخ: متناولا نضال الشعوب والأحداث الوطنية والسياسية.
  • من الوثائق.
2 - الفكرة:
فكرة القصة هي وجهة نظر القاص في الحياة ومشكلاتها التي يستخلصها القارئ في نهاية القصة.
وعلى القاص أن يتجنب الطرح المباشر؛ لئلا يسقط في دائرة الوعظ والإرشاد التي قد تفقد القصة جمالها.

3 - الحدث: 
هو مجموعة الأعمال التي يقوم بها أبطال القصة ويعانونها، وتكون في الحياة مضطربة ثم يرتبها القاص في قصته بنظام منسق لتصبح قريبة من الواقع.
تصميمات عرض الحوادث
  • تتم تصميمات عرض الحوادث بواحدة من الطرق الثلاثة الآتية:
  • النوع التقليدي : وفيه ترتب الأحداث من البداية ثم تتطور ضمن ترتيب زمني.
  • الطريقة التي تنطلق من النهاية ثم تعود بالقارئ إلى البداية والظروف والملابسات التي أدت إلى النهاية.
  • الطريقة التي يبدأ الكاتب الحوادث من منتصفها ثم يرد كل حادثة إلى الأسباب التي أدت إليها.
4- الحبكة: 
هي فن ترتيب الحوادث وسردها وتطويرها.
والحبكة تأتي على نوعين هما:
  • الحبكة المحكَمَة: وتقوم على حوادث مترابطة متلاحمة تتشابك حتى تبلغ الذروة ثم تنحدر نحو الحل.
  • الحبكة المفككة: وهنا يورد القاص أحداثًا متعددة غير مترابطة برابط السببية، وإنما هي حوادث ومواقف وشخصيات لا يجمع بينها سوى أنها تجري في زمان أو مكان واحد.
5 - البيئتان الزمانية والمكانية:
  • البيئة الزمانية:هي المرحلة التاريخية التي تصورها الأحداث.
  • البيئة المكانية:هي الطبيعة الجغرافية التي تجري فيها الأحداث، والمجتمع والمحيط وما فيه من ظروف وأحداث تؤثر في الشخصيات.
6- الشخصيات:
  • شخصيات رئيسية: تلعب الأدوار ذات الأهمية الكبرى في القصة.
  • شخصيات ثانوية: دورها مقتصر على مساعدة الشخصيات الرئيسية أو ربط الأحداث.
أنواع الشخصيات بحسب الثبات والظهور
  • شخصيات نامية: تتطور مع الأحداث.
  • شخصيات ثابتة: لا يحدث في تكوينها أي تغيير، وتبقى تصرفاتها ذات طابع واحد لا يتغير.
الطرق التي يعرض بها القاص شخصياته:
  • الطريقة التحليلية: وفيها يرسم القاص شخصيته وعواطفها ويعلق على تصرفاتها.
  • الطريقة التمثيلية: وفيها ينحّي القاص ذاته، ويترك الشخصية تعبر عن طبيعتها من خلال تصرفاتها.
7 - الأسلوب واللغة:
السرد : وهو نقل الأحداث من صورتها المتخيلة إلى صورة لغوية. وله ثلاث طرق:
  • الطريقة المباشرة: ويكون الكاتب فيها مؤرِّخًا.
  • طريقة السرد الذاتي: وفيها يجعل الكاتب من نفسه إحدى شخصيات القصة، ويسرد الحوادث بضمير المتكلم.
  • طريقة الوثائق: وفيها يسرد الكاتب الحوادث بواسطة الرسائل أو المذكرات، وهي الوسيلة التي يرسم بها الكاتب جوانب البيئة والشخصيات.
8 - الصراع: 
هو التصادم بين إرادتين بشريتين.
نوعا الصراع:
  • خارجي: بين شخصيات القصة المختلفة.
  • داخلي: في داخل الشخصية نفسها.
9 - العقدة والحل: 
تأزم الأحداث وتشابكها قبيل الوصول إلى الحل.
هل من الضروري أن يكون لكل عقدة حل؟ 
ليس من الضروري ذلك، فيمكن أن تكون نهاية القصة مفتوحة، تستدعي القارئ أن يضع النهاية بنفسه وبخياله.
 المصادر:
  • التوجيه الأدبي طه حسين
  • القصة القصيرة، دراسة و مختارات للدكتور الطاهر أحمد مكي، ويتضمن جزءا تاريخيا و دراسة عن أعلام القصة القصيرة و تحديد خصائصها الفنية و أمثلة و مختارات لأشهر كتاب القصة في العالم العربي.
  • أوكونور، فرانك "الصوت المنفرد: مقالات في القصة القصيرة". ترجمة: د. محمود الربيعي. مراجعة: محمد فتحي. ط1. الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1969.‏
  • معجم المصطلحات الأدبية / إبراهيم فتحي .
  • فن القصة للدكتور محمد يوسف نجم
  • القصة القصيرة نظريًا وتطبيقيًا ليوسف الشاروني.
  • فن كتابة القصة، لحسين القباني. 

الخميس، 27 أغسطس 2015

رواية ماجدولين ( ملخص )

ماجدولين


" تحت ظلال الزيزفون "هي الرواية التي كتبها الأديب الفرنسي ألفونس كار ، وقد اطّلع المنفلوطي على تعريبها ، فأعجب بها وأعاد صياغتها بأسلوبه الخاص ، ونشرها تحت عنوان " ماجدولين" أو" تحت ظلال الزيزفون ". والرواية هي باكورة أعمال ألفونس كارالأدبية كتبها متأثراً بالمدرسة الرومنسية التي سيطرت على الأدب في تلك الحقبة من تاريخ فرنسا . وقد اعتمد على أسلوب المراسلة في تدوين أحداثها ، تاركاً لعنصر الخيال دوراً أساسياً في تحريك أشخاص الرواية بين أحضان الطبيعة الخارجية التي أحبّها الكاتب وجعلها الإطار الأساسي لروايته.




لقد تأثر المنفلوطي برواية الفونس كار ، وبادر إلى نقلها إلى اللغة العربية ، لما فيها من دعوة صريحة إلى التمسك بقيم الحق والخير والجمال التي تجسدها البيئة القروية الريفية الساذجة . فأحداث القصة تدور في جو ريفي ، يتميز بالبساطة والعفوية والصدق والإخلاص والقناعة ، شبيهٍ بالجو الذي نشأ فيه المنفلوطي بمصر؛ على خلاف حياة المدينة القائمة على الخداع والكذب والغش والنفاق ، حيث يتهافت الناس على جمع المال دون مراعاة أبسط المبادئ والقيم الخلقية . 

والرواية تحاول التأكيد على أن الخلاف الحاد بين بيئة القرية وبيئة المدينة ، يؤدي إلى خلاف أكثرحدة بين مفهومين للسعادة : أحدهما يعتبرأن السعادة هي نتيجة نجاح المرء في التلاؤم والتكيف مع الظروف الواقعية التي تحيط به. والمفهوم الآخر يعتبرأن المال هو مفتاح السعادة أياً كانت الوسائل المستخدمة في الحصول عليه.

لم يكن المنفلوطي يجيد اللغة الفرنسية لينقل رواياته مباشرة إلى اللغة العربية ، لذلك كان يخرج غالباً عن الأصل ، فيلجأ إلى الإستطراد والتطويل وإلى الحذف والإضافة ، وفقاً لمزاجه ، أو رغبة في إظهار مقدرته البيانية حيناً ، واللغوية حيناً آخر . وكان ميله إلى المداخلة ، ويدفعة إلى التخلي عن الترجمة الحرفية والإنصراف إلى إسداء النصائح والإرشادات ، بما يتفق مع المفاهيم الأخلاقية السائدة في بيئته ، لأن معظم قرائه كانوا من شبان وشابات مصر وسائر الأقطار العربية.

والرواية في أساسها ، تدور حول فتى اسمه استيفن من أسرة متوسطة الحال ، يحب المطالعة ، ويتعشق الموسيقى ، ويأنس للطبيعة ، ويجد لذته في العزلة والبعد عن الناس ؛ يترك منزله بعد وفاة أمه وزواج أبيه ، ليسكن وحيداً في غرفة متواضعة ، حيث يحبّ ابنه صاحب المنزل واسمها ماجدولين، فتبادله الفتاة الحب ، فتتغير نظرة الفتى إلى الوجود ، ويمتلئ قلبه أملاً وبهجة. وتتكرّراللقاءات بين استيفن وماجدولين في أحضان الطبيعة الخلابة وعلى ضفاف الأنهر ، أوتحت شجرة الزيزفون القائمة في وسط حديقة المنزل ، أو في زورق على صفحة البحيرة القريبة من المنزل، فيحلم العاشقان بحياة مستفبلية سعيدة ، ويرسمان في خيالهما صورة بيتهما العتيد الذي سيضمهما ، وسيكون بيتاً متواضعاً تحيط به حديقة مزروعة بأزهارالبنفسج ، وأشجارالزيزفون .

لكن السعادة التي بدأت تلوح معالمها في خاطرالحبيبين ، قطعها والد الفتاة حين صارح ابنته بأنه غيرموافق على العلاقة التي تربطها بذلك الفتى الذي لا يستطيع أن يوفر لها السعادة التي تستحقها. وحين حاولت ماجدولين إقناع والدها بالعدول عن رأيه ، جاء ردّه سريعاً ، حيث كتب إلى الفتى رسالة عاجلة يدعوه فيها إلى مغادرة المنزل. إزاء هذا الواقع ، جاءت ماجدولين إلى حبيبها تودعه الوداع الأخير ، فتعاهدا على الوفاء ، وتبادلا خصلات من شعرهما تكون خاتماً في إصبع كلّ منهما ، حتى يمن الله عليهما باللقاء مجدداً.

افترق الحبيبان ، لكن فراقهما كان بالجسد فقط ، لأن علاقتهما الروحية ظلت قوية ، تعبر عنها الرسائل المتبادلة التي لم تنقطع. وعاد استيفن إلى منزل والده الذي انتهز فرصة عودة ولده إلى البيت ، ليزوجه بفتاة ثرية ، فأقام لهذه الغاية حفلة راقصة في داره ، وطلب إلى ابنه أن يراقص تلك الفتاة ويتودد إليها ، لكن الفتى لم يشأ أن يغضب أباه ، فأذعن لمشيئته مكرها ، لكنه صارحه فيما بعد بأنه لا يمكن أن يقبل بهذا الزواج ، مما أغضب الوالد والأقارب ، فقرروا طرد استيفن من البيت إلى غير رجعة ، فخرج باحثاً عن عمل شريف يكسب به قوته ، ويستعيد به حريته المسلوبة ، ويؤمن له العودة بكرامة إلى حبيبته بعد توفير المال اللازم لتحقيق حُلمهما المشترك.

في تلك الأثناء، أقام استيفن في بيت حقير ، وراح يبحث عن عمل يؤمن له القوت ، وظلت ماجدولين تبعث إليه برسائلها المتكررة مؤكدة له بقاءها على العهد مهما طال الانتظار . وفي تلك الغرفة الحقيرة الضيقة، يحل إدوار ضيفاً على صديقه استيفن ، ويقاسمه المأكل والمشرب والفراش . وكان إدوارعلى وشك بلوغ سن الرشد ، حيث يخرج من تحت وصاية عمه ، ويرث ثروة طائلة ، فيحسن استيفن معاملة إدوار، وينقذه من الموت إثر فضيحة أخلاقية أقدم عليها. وتشاء الأقدارأن تحل ماجدولين ضيفةعلى صديقتها الثرية سوزان ، فتتعرف إلى أسلوب الحياة التي يعيشها الأغنياء ، وتطلعها صديقتها على ما تملكه من الحلي والجواهر، وتتبادل الصديقتان الأحاديث والشجون ، فتعرف ماجدولين أن صديقتها سوزان تعشق شاباً غنياً مثلها ، وأنها على وشك ان تتزوجه ، فتبوح لصديقتها بحبها لاستيفن الذي تنتظر عودته إليها بعد تغير حاله ، فتلومها سوزان أشد اللوم ، وتقنعها بأن تتخلى عن أوهامها وتتزوج صديقها إدوارالذي ورث ثروة لا بأس بها ، وهو قادرأن يوفر لها السعادة التي تصبوإليها كل فتاة .

وتمرالأيام ويرث استيفن أحد أعمامه، وينصرف إلى إعداد العدة لتنفيذ حلمه ، فيباشر بإنشاء البيت الذي سيضمه مع حبيبته ، والحديقة التي تحيط به ، لينصرف بعدها إلى مفاجاة حبيبته بالخبر ، وحين يدخل عليها في حديقة بيتها ليبلغها الخبر، يفاجأ بها جالسة إلى جانب إدوار الذي خطبها إلى أبيها وهماعلى وشك أن يتزوجا ، وقد وضعت في إصبعها خاتماً من الماس، مكان الخاتم الذي نسجته من شعره ، وتعهدت له بأنه سيظل في إصبعها إلى آخرأيام حياتها .

إزاء هذا الواقع المؤلم ، يصاب استيفن بما يشبه الجنون ، فيعتل جسمه ، وتسوء حاله ، ويدخل المستشفى ، ويشرف على الموت ، ولا يعود إلى رشده إلا بعد أن تزوره ماجدولين برفقة صديقه إدوار ، ويتأكد انها لم تعد له ولا يمكن ان تعود إليه ، فيعدل عن فكرة الإنتحار، وينصرف كلياُ إلى الموسيقى، ويبرع فيها ، ويصبح من أبرز أركانها. أما إدوار ، فسرعان ما تسوء علاقته بزوجته تدريجياً كما تسوء حاله المالية ، فيبدد ثروته في القمار والشراب ، ويعلن إفلاسه . فيبيع قصره ، ويهاجر، حيث ينتحر بعيداً عن زوجته الحامل التي تبيع بيت أبيها لتفي ديون زوجها .

وتتصل ماجدولين باستيفن ، بعد ان حلت بها الكوارث المتعاقبة معلنة توبتها ، فتكتشف انه ما زال على حبه لها ، لكن كرامته تأبى عليه ان يعود إليها بعد الطعنة التي وجهتها إليه . ومع ذلك فإنه يبذل لها ولطفلتها اقصى حدود المعونة . وتتوالى الأحداث ، فتأتي ماجدولين إلى بيت استيفن صباحاً ، حيث تترك طفلتها الرضيعة مع رسالة مختومة تعلن فيها انها قررت الإنتحارغرقاُ في النهر المجاور ، وأنها تترك أمر طفلتها إليه . ولما ابلغ استيفن بالأمر، هب مسرعاً إلى النهر ، فاستعان بزورق أحد أصدقائه واستطاع انتشال ماجدولين إلى الشاطئ حيث تبين أنها فارقت الحياة . وحين عاد استيفن وقرأ وصية ماجدولين ، قرر وضع حد لحياته ، فأنشد سمفونية الموتى على غرار الموسيقار الكبير بيتهوفن ، ثم استشهد الحاضرين أن جميع ما يملكه قسمة بين صديقه فرتز وماجدولين الصغيرة . وأوصى صديقه فرتز أن يدفنه مع ماجدولين في قبرها ، وأن يتولى شأن الطفلة الصغيرة حتى تكبر وتختار زوجها بنفسها . وهكذا ضم ذلك القبر رفات حبيبين ، فرقتهما الحياة ، وجمعهما الموت .

الخميس، 13 أغسطس 2015

سارة والماكينة بين الاستغفال والاستغلال !

بسم الله الرحمن الرحيم
سارة والماكينة بين الاستغفال والاستغلال !
ما كاد الشعب يفيق من صدمة سوا التي أكلت الأخضر واليابس وأوهمت الناس بالثراء السريع
حتى أتت الأسهم لتعلن أنها بوابة المليونيرات وأيسر الطرق للوصول إلى امتلاك الثروات ولكن البالون
لم يمهل المكتتبين كثيراً فانفجر ليخلف من ورائه دمارا شاملا وضحايا لم يسلم منها إلا من كان
وراء تلك العاصفة وكأنه بالوعة لم تبق من عرق الكادحين شيئا وهي التي تعودت على قتل الأحلام
ووأد الطموحات لتبقى المسيطرة على الأسواق المالية وبقي الشعب يتحسر على أمواله التي ذهبت
وماهي إلا أيام قلائل وتظهر ماكينة سنجر التي عفا عليها الزمن وتقادمت عليها الدهور لتطل
علينا كذبة العصر باحتوائها على مادة الزئبق الأحمر التي تجعل الجن عبيدا وتحول الأوراق لنقودا والحجر ذهبا
 لتكون أول اختبار لنا على نشر الشائعات وتقبلها وسرعة استجابتنا لها دون تثبت وبحث تقصي
وأتت الحملة ثمارها وامتلأ سوق الغباء بالناس وصارت بيوت العجائز مقصد الشباب والشيب وكان من قبل
خاليا من الزوار إلا لدقائق معدودة بل إن البعض كان يتندر بهن ويأنف من زيارتهن ولكن الزئبق جعلهن
كنزا لا يمكن التفريط فيه ومزارا للصغير والكبير وبدأت تحاك المؤامرات وانتشرت الأخبار ودبجت المقالات
وكتبت التقارير وتسابق المذيعون والمذيعات لاستضافة العقول المسيرة وبدأ المحللون والأطباء النفسيون
في تحليل تلك المصيبة بعد أن اكتشف الناس أنها مجرد كذبة وانطلت على الشعب المسكين !
ومرت الأيام ونسي الناس تلك الضحكة ورغم أننا نحفظ مقولة " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " إلا أننا
لدغنا من نفس الجحر مرات عديدة مما يعني أن هناك مشكلة لكنها ليست في المقولة لأنها صادقة جدا
ومضت الأيام سريعة لتظهر لنا تلك الفتاة الحسناء ذات العيون الزرقاء والوجه الأبيض المليح و"تخرفن "
نصف الشعب فتسابق الكل مشاهير ومغمورين نساء ورجالا شيبا وشبابا دعاة وغلاة مقصرين ومتساهلين
فتاة جمعت النقائض في حسابها "الانستقرامي " فذاك داعية وهذا خطيب جامع وكاتب صحفي وإعلامي
وسكير ونكير ومتزمت وممثل ومغن وشاعر وهذه طفلة وتلك فتاة تلك امرأة مسنة لم يبق من الشعب إلا
القلة الكل انجر خلف معرفها لتبلغ في فترة وجيزة للمليون متابع فتاة لم يفكر أحد ولو للحظة واحدة في
أن يسأل أو يتحقق عن تلك الفتاة وإصابتها بمرض السرطان والأدهى أن هناك من حج أو اعتمر أو تصدق
باسمها ونيابة عنها وهناك من تبرع لها وأنفق من أجلها وهناك من دبج القصائد وكتب القصص والروايات
عن بطولتها !
شخصية مجهولة لا يعلم من يقف وراءها أهو رجل أم امرأة جر خلفه الشعب دون وعي استخدم صوراً مسروقة
ومرضاً عصريا ليسرق قلوب وعقول الناس تعاطف معه الشعب ليكتشف الحقيقة وليصدم مرة أخرى بطيبته
فما هي المشكلة ولماذا حصل ما حصل ؟ إن المشكلة تكمن في طبيعتنا التي لم نستطع التغلب عليها
وعاطفتنا التي تسيطر على مجمل قراراتنا وتسليم عقولنا للآخرين دون إعمال للفكر وتثبت عن المعلومة
يجب علينا أن نضع فلاتر لكل معلومة أو خبر وأن نترك التسرع والانجرار خلف الشائعات ولنجعل هذا
درسا لنا في قادم أيامنا فلا ندري من أين سنؤتى هذه المرة وربما تكون المصيبة أكبر من حلق الشَّعر وتأليف
الشِّعر والصوم والعمرة والحج والصدقة والزكاة من أجل قضية ملفقة وكذبة جديدة وعلينا أن نوقف تداول
القصص والروايات والأخبار والفتاوى التي لا مرجع لها وأن نتأكد قبل النشر فلربما هلكنا بسببها !

الخميس، 6 أغسطس 2015

رائحة أوروبا لم تكن تطاق !

رائحة أوروبا لم تكن تطاق!

أوروبا الحالية لا علاقة لها إطلاقا بأوروبا العصور الوسطى، أو حتى أوروبا القرن التاسع عشر. والأوروبي الحالي الأنيق والنظيف و«المفركس» لا علاقة له أيضا بذلك الأوروبي الذي عاش قبل بضعة قرون، والذي كان يعتقد أن الاغتسال يسبب أضرارا بدنية وصحية، وأن الأطفال الذين يستعملون الماء كثيرا تتعرض أبدانهم للهشاشة. في تلك الأيام البعيدة، كان أغلب الأوروبيين يغتسلون في مناسبتين، الاستعداد للزواج، أو في حالة المرض. هذه ليست نكتة، بل حقائق صدرت منذ سنوات طويلة في مذكرات الكاتب ساندور ماراي، الذي ولد في بداية القرن العشرين في عائلة بورجوازية ذات أصول نمساوية هنغارية، وأصدر كتابا يؤرخ لتاريخ الوساخة في أوروبا، بل أيضا لتاريخ الوساخة في عصره، حين يعترف بأن الاعتقاد الذي كان شائعا في عائلته الغنية هو أن الاغتسال الكثير يضر بالصحة.
ويقول ماراي في كتابه «اعترافات بورجوازي»، إن الحمامات وأماكن الاغتسال في قصور وإقامات الأغنياء كانت مجرد ديكور، وأن الكثير من هؤلاء الأغنياء كانوا يتذكرون الماء خلال الأعياد فقط، وأحيانا يغتسلون مرة واحدة كل عام. أكيد أن رائحة أوروبا كانت لا تطاق.
اعترافات هذا البورجوازي لم تقتصر فقط على ما عاشه وسط عائلته الغنية ومع عائلات بورجوازية أخرى، بل أيضا امتدت لتشمل تاريخا طويلا من العفن الأوروبي، والذي كان يبدأ بالتبرز في الشارع أمام الملأ، وينتهي بإلقاء الجثث المتحللة من النوافذ في انتظار أن تمر عربات نقل الجثث وتدفنها في مقابر جماعية ضواحي المدن.
الاغتسال في المرض..
يقول ماراي: «كان البورجوازيون الأوروبيون في نهاية القرن التاسع عشر يغتسلون فقط حين يمرضون، أو حين يكونون على وشك الزواج»، ورغم أن هذا الأمر يصعب تصديقه اليوم، إلا أنه كان حقيقة مرة خلال تلك الفترة، أي في القرن التاسع عشر وما قبله.
ويضيف ماراي في «اعترافات بورجوازي» أن الفكرة الشائعة في القرن الثامن عشر كانت هي أن الإنسان يستحم مرة واحدة في حياته. أما الأحصنة التي يركبها الناس فكانت ترش بمساحيق ولا تغسل بالماء والصابون، وأن المارة في شوارع المدن الأوروبية كانوا يضطرون للقفز فوق الفضلات البشرية حتى لا يدوسوها بأقدامهم».
ويستغرب ماراي كيف أن الكثيرين، مع بداية القرن العشرين، وعندما بدأت العادات الأوروبية في النظافة تتغير نحو علاقات أكثر ودا مع الماء، لم يكونوا يصدقون أن الأوروبي كان وسخا إلى درجة مقززة، باستثناء حقب معينة من التاريخ الروماني، وباستثناء طبعا العادات الشرقية في الاستحمام، حيث انتشرت الحمامات والعطور بشكل كبير في الشرق والبلدان الإسلامية، بينما ظل الإنسان الأوروبي يعاني من خوف مرضي من الماء.
ويشير ماراي إلى أنه في الفترة التي كانت نساء أوروبا يتزينّ ويتحلين بأبهى الملابس، فإن الشوارع كانت عبارة عن مزابل حقيقية، حيث كان السكان يضعون فضلاتهم في أكياس، ثم يرمون الأكياس عبر أقرب نافذة، والويل لمن كان له الحظ السيئ في أن تقع تلك الأكياس على رأسه.
«في العصور الوسطى، يقول ماراي، كانت شوارع أوروبا عبارة عن مرتع للفضلات ومعابر للواد الحار، وكانت تعبرها الحمير والبغال والأبقار والماعز والخنازير، فتضيف إليها ما استطاعت، وبعد ذلك يأتي الجزارون فيذبحون المواشي في الشارع العام فتختلط الدماء ومصارين الحيوانات بفضلات البشر، فيصبح كل ذلك منبعا لكل الأمراض الممكنة، وهذا ما جعل أوروبا في أحيان كثيرة مرتعا لأمراض فتاكة وأوبئة خطيرة فتكت بالملايين على مر العصور». كانت المشكلة الأساسية هي العداوة مع الماء.
الخنازير والمطر..
ويتحدث ماراي عن استثناءات أوروبية قليلة في روما وفي الأندلس. «كانت روما أو قرطبة وإشبيلية في أيامها العربية أنظف بكثير من باريس ولندن».
ويصف ماراي المنازل الأوروبية في العصور الوسطى بأن أغلبها كانت بلا غرف استحمام ولا مراحيض، وأن سكانها كانوا ينزوون في ركن قصي من الشارع ويقضون حاجاتهم من دون أي حرج.
ويروي ماراي قصة حدثت للفيلسوف والشاعر الألماني غوته، عندما كان في زيارة إلى إيطاليا، فذهب عند عامل الفندق يسأل أين يمكن أن يقضي حاجته، فأرشده إلى ردهة مفتوحة وسط الفندق.
غير أنه من أغرب ما يرويه كتاب «اعترافات بورجوازي» هو كيف كانت الفضلات البشرية تستعمل من أجل غسل الجلود وتلميع الزجاج، وأن «شركات» كانت تجمع تلك الفضلات في آبار عميقة لتعيد استعمالها في هذا المجال. ويضيف الكتاب: «كانت النظافة مقتصرة على الشوارع الكبرى أو الأماكن التي تمر منها المواكب الرسمية، وأفضل وسائل التنظيف في تلك الفترة هي ترك الخنازير تقتحم الأسواق والشوارع من أجل التهام الفضلات البشرية وبقايا الأكل والخضار، لكنها تلتهم الفضلات وتترك فضلاتها في الشارع، لذلك ينتظر الناس الأمطار لكي تتكفل بجر ما تبقى نحو الوديان والخنادق.
وفي إسبانيا، وبعد سقوط الأندلس وطرد المسلمين أو قتلهم، تحولت مدن البلاد التي كانت مثالا في النظافة والجمال إلى كرنفالات للأزبال. ويورد كتاب «اعترافات بورجوازي» وثائق رسمية من إسبانيا بين 1561 و1761 كيف أن مدينة مدريد مثلا كانت تمتلئ بالأزبال ويرمي فيها الناس المياه المستعملة من النوافذ، وأن ارتفاع عدد السكان في المدينة جعل من شبه المستحيل التخلص من الأزبال، وهو ما دفع المسؤولين إلى محاولة تنظيف الشوارع الرئيسية فقط.
الاغتسال يضعف البدن
ويتساءل ماراي كيف أنه مع عصر النهضة الأوروبية، لم يستطع الكثير من العلماء تفسير أسباب أمراض مثل السفلس أو الطاعون أو الكوليرا، بل إن علماء ظلوا يعتقدون أن الاغتسال بالماء الساخن يضعف الجسم ويعرضه للأمراض. وانتشرت «نصيحة علمية» تقول إن التنظيف يستحسن أن يكون بالوسائل الجافة ومن دون ماء، وأن الأطفال يجب أن ينظفوا وجوههم بخرق من الثوب الجاف، لأن استعمال الماء يفقد الوجه ألوانه الطبيعية ويجعله عرضة لأشعة الشمس وللرياح الباردة.
وحسب دراسة أعدها الكاتب الفرنسي جورج فيغاريل، فإن تقاليد الوساخة وكراهية الماء وصلت إلى الطبقات الأوروبية الراقية، وأنه في حقبة الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، وهو ملك سارت بذكره الركبان، كانت النساء الأكثر محافظة على أجسادهن وطهارتهن تغتسلن مرتين في السنة، وأن الملك نفسه كان يغتسل فقط بناء على وصفة طبية، وحين يقوم بذلك فإنه يأخذ في الاعتبار عددا من الاحتياطات الضرورية. ويصف أحد الأطباء الخصوصيين للملك لويس الرابع عشر عملية اغتسال الملك قائلا: «كنت أقوم بإعداد مكان الاغتسال من أجل الملك، وعندما يدخله فإنه يحس بجسده ثقيلا وبصداع في الرأس، وهو شيء لم يكن يحدث له، وهو ما جعلني لا ألح عليه في الاغتسال».
الاستحمام بواسطة الملابس
ويقول ماراي في «اعترافات بورجوازي» إن أفراد الطبقة الراقية كانوا «يغتسلون» بواسطة الملابس، أي أنهم كانوا يغيرون ملابسهم الداخلية باستمرار، أي مرة في الشهر، لأنها كانت تمتص العرق والوسخ، وكانوا يحبذون الظهور بملابس بيضاء.
ويحكي الكاتب الفرنسي بول سكارون، الذي عاش في القرن السابع عشر، في مسرحية «رومان كوميك»، كيف أن الخادم كان يأتي لسيده بمياه نقية ومعطرة، وأنه كان يكتفي بغرغرة بعض الماء المعطر في فمه ثم يبصقه، وينتهي الأمر.
ماراي يقول إن التقدم العلمي والتكنولوجي ساعد إلى حد كبير في تقريب الهوة بين الماء والأوروبيين، أو جزء كبير من الأوروبيين على الأقل، خصوصا وأن الحضارة الأوروبية صارت مهددة بشكل فعلي من القذارة. وفي القرن الثامن عشر، ظهرت بعض نزعات الطهرانية في بعض البلدان الأوروبية، وامتدت تقاليد القرب من الماء لتشمل إصدار قوانين يمنع بموجبها رمي الأزبال والفضلات البشرية من النوافذ، وأصبحت الكثير من المنازل تتوفر على مراحيض، حتى وإن كانت بدائية ولا تستعمل كثيرا، وأصبحت المجالس البلدية التي تسير المدن تنصح السكان بأن يرموا أزبالهم في أمكنة مخصصة لذلك. وفي سنة 1774 اخترع العالم السويسري كارل فيلهيم شيل مادة الكلور، والتي كان يتم خلطها مع الماء والصوديوم من أجل غسل وتنظيف الأماكن النتنة، وكان هذا الاختراع مكسبا كبيرا للإنسان الأوروبي من أجل السير قدما نحو الماء.
العلم أنقذ أوروبا
وفي القرن التاسع عشر، بدأت عدد من مدن أوروبا تستعمل وسائل خاصة من أجل عزل المياه المستعملة عن مياه الشرب. وفي إنجلترابدأت المراحيض تنتشر بشكل كبير وعليها عبارة «في سي»، وبدأ الأوروبيون ينظمون معارض ومؤتمرات حول آخر وسائل النظافة، وتم اكتشاف أدوية مضادة لعدد من الأمراض الوبائية مثل الطاعون والكوليرا والتيفوس والحمى الصفراء. لقد بدأ الأوروبيون يكتشفون أن الماء لم يكن سيئا إلى تلك الدرجة، وأنه من الممكن الوقاية ضد عدد كبير من الأمراض بوسائل بسيطة مثل غسل الأيدي قبل الأكل أو بعد الخروج من المرحاض. وبعد ذلك أصبح الصابون صديقا للأوروبيين بعد أن كان واحدا من أعداء الجسد.
وفي سنة 1847، اكتشف العالم الهنغاري، إينياك سيملويز، أسباب الإصابة بالحمى القاتلة، والدواء كان بطبيعة الحال هو اعتماد وسائل النظافة.
وفي سنة 1869، اكتشف العالم الاسكتلندي جوزيف لستر وسائل التعقيم ودورها في الحد من الموت بعد العمليات الجراحية، وهو ما دفع الأطباء طبعا إلى الاقتناع في النهاية بأن الماء لا يضر أبدا بالصحة.
لكن رغم كل ذلك فإن بعض الخوف من الماء ظل سائدا في أوروبا حتى بداية القرن العشرين، خصوصا بين أفراد الطبقات الشعبية وفي القرى والمناطق المعزولة، لكن مع مرور الأيام والسنوات تحولت أوروبا من قرية وسخة يرمي فيها الناس جثث موتاهم وفضلاتهم من النوافذ، إلى قارة مشتعلة نظافة وتوجد فيها سلات مهملات في كل زاوية وكل زقاق وعليها عبارة «أنا سلة مهملات» مكتوبة بخمس لغات، وكأن النظافة من أوروبا نحو العالم تفرقت.
أعمار الأوروبيين كانت قصيرة
لا أحد يعرف على وجه الدقة كيف تسللت تقاليد الوساخة إلى أوروبا، وكيف كانت هذه القارة منعزلة عن تقاليد النظافة التي كانت منتشرة في كل بقاع العالم تقريبا، حتى في أوساط الشعوب البدائية.
ويحكي المؤرخون كيف أن مدن الإمبراطورية الرومانية قديما كانت تتوفر على مراحيض عمومية، وكانت الحمامات التركية تنتشر في مناطق واسعة من شرق أوروبا وآسيا، بل إن هذه الحمامات كانت متعة حقيقية للناس العاديين الذين يعتبرون الاستحمام طقسا محببا يمارسونه بكثير من الحبور.
كانت تقاليد الوساخة تدفع بشكل طبيعي بعض ملوك فرنسا إلى قضاء حاجتهم أمام البشر. وكانت القناعة السائدة وقتها هي أن الوسخ حصانة طبيعية ضد المرض. أي أنه كلما استحم الإنسان أكثر إلا ووجدت الأمراض طريقا سهلا ومفتوحا نحو الجسد.
وعندما كانت الأمراض والأوبئة الفتاكة تعصف بأوروبا بسبب القذارة، كان الناس يمعنون في الوساخة ويحتفظون بالجثث في منازلهم إلى أن تمر عربات تجرها البغال من أجل حمل الجثث. وفي كثير من الأحيان، كان الموجودون في طابق علوي من المنزل لا يكلفون أنفسهم عناء إنزال الجثة عبر الأدراج، فيكتفون بإلقائها من النافذة، فيحملها عمال الجثث فوق العربة. وإذا كانت الجثة متحللة فإن أجزاء منها تبقى في الشارع لتنشر مزيدا من الموت.
أزقة المدن الأوروبية، التي لم تكن معبدة وكانت خليطا من الحصى والرمال، كانت مجمعا لكل أنواع القاذورات، وكان من الصعب تنظيفها، حيث يتم ترك تلك المهمة للمطر الذي كان المنقذ الأكبر للأوروبيين من الفناء.
كانت أعمار الأوروبيين في الماضي قصيرة جدا، وفي كثير من الأحيان لم يكن عمر الرجل أو المرأة يزيد عن خمسين سنة، وفي أحيان أخرى أقل. كانت الوساخة تتحالف مع الحروب والمجاعات والأوبئة لكي تحصد ملايين الأرواح، وكانت هذه معضلة إنسانية استمرت قرونا طويلة.
ورغم أن أوروبا أحدثت قطيعة نهائية مع الوساخة في بداية القرن العشرين، إلا أن المصادر التاريخية والوثائق التي تتحدث عن القذارة الأوروبية ظلت نادرة، ويبقى كتاب «اعترافات بورجوازي» واحدا من المصادر القليلة في هذا المجال. بل إنه حتى تاريخ الفقر في أوروبا، وهو فقر له جذور، لم يحظ بالأهمية المطلوبة، وكان عدد قليل من الدارسين يحاولون رسم المعالم الأولى لتاريخ الفقر في أوروبا، وابتدأت هذه المحاولات بداية سنوات الستينيات والسبعينيات.

الجمعة، 3 يوليو 2015

من هم داعش ؟!



ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في أحداث سنة سبع وثلاثين للهجرة أخبار خروج الخوارج من الكوفة ومبارزتهم علياً رضي الله عنه ما نصه : 
( اجتَمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى الْخُرُوج مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ، وتواطؤا على المسير إلى المدائن ليملكوها على الناس ويتحصنوا بها ويبعثوا إلى إخوانهم وأضرابهم - ممن هو على رأيهم ومذهبهم، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَغَيْرِهَا - فَيُوَافُوهُمْ إِلَيْهَا ، وَيَكُونُ اجتماعهم عليها ، فقال لهم زيد بن حصن الطَّائِيُّ: إِنَّ الْمَدَائِنَ لَا تَقْدِرُونَ عَلَيْهَا، فَإِنَّ بِهَا جَيْشًا لَا تُطِيقُونَهُ وَسَيَمْنَعُوهَا مِنْكُمْ، وَلَكِنْ واعدوا إخوانكم إلى جسر نهر جوخى [موقع في سواد بغداد، وهو بين خانقين وخوزستان (معجم البلدان) ] ، وَلَا تَخْرُجُوا مِنَ الْكُوفَةِ جَمَاعَاتٍ، وَلَكِنِ اخْرُجُوا وحداناً لئلا يفطن بِكُمْ، فَكَتَبُوا كِتَابًا عَامًّا إِلَى مَنْ هُوَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ وَمَسْلَكِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَغَيْرِهَا وَبَعَثُوا بِهِ إِلَيْهِمْ لِيُوَافُوهُمْ إِلَى النَّهْرِ لِيَكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً عَلَى النَّاس، ثُمَّ خَرَجُوا يَتَسَلَّلُونَ وُحْدَانَا لِئَلَّا يَعْلَمَ أَحَدٌ بِهِمْ فَيَمْنَعُوهُمْ مِنَ الخروج فخرجوا من بين الآباء والأمهات والأخوال والخالات وَفَارَقُوا سَائِرَ الْقِرَابَاتِ، يَعْتَقِدُونَ بِجَهْلِهِمْ وَقِلَّةِ عِلْمِهِمْ وَعَقْلِهِمْ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ يُرْضِي رَبَّ الْأَرْضِ والسَّموات، ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر الموبقات، والعظائم والخطيئات، وأنه مما زينه لهم إبليس الشيطان الرجيم المطرود عن السموات الذي نصب العداوة لأبينا آدم ثم لذريته ما دامت أرواحهم في أجسادهم مترددات، والله المسؤول أن يعصمنا منه بحوله وقوته إنه مجيب الدعوات، وقد تدارك جماعة من الناس بعض أولادهم وإخوانهم فردُّوهم وأنَّبوهم ووبَّخوهم فمنهم من استمر على الاستقامة، ومنه مَنْ فَرَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَحِقَ بِالْخَوَارِجِ فَخَسِرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ... )
 
البداية والنهاية لابن كثير 7 / 317 دار إحياء التراث العربي

ما أشبه الليلة بالبارحة .

الثلاثاء، 21 أبريل 2015

التقويم الذاتي

التقويم الذاتي

  كتبها : ذ.عادل كونان

www.marocprof.net

يقصد بالتقويم الذاتي أن يقوّم الإنسان ذاته بذاته، فيحاسب نفسه ويراجعها الحساب، ثم يتصرف في ضوء هذا الحساب. فإما أن يعتز بممارساته ويعززها أو أن يعدلها ويطورها. هذا وأن فكرة أن يقوّم الإنسان ذاته فكرة قديمة قدم الإنسان. فهو، لو كان، يعمل على محاسبة نفسه إزاء ما يعمله، وعلى مراجعة ممارساته بعد إتيانها. والثقافة العربية والتراث الإسلامي حافلان بدعوة الفرد إلى تقويم نفسه ومحاسبة ذاته. فهو البصير بنفسه ودوافعه وسلوكه وتصرفاته، والعارف بميوله ومشاعره واتجاهاته. وهو المدقق والمحاسب الأول لذاته في كل ما يمارسه. وفكرة التقويم الذاتي في التربية المعاصرة لا تعدو ما تقدم. فهي عملية أن يحاسب العامل التربوي ذاته، ويقوّم ممارساته في مجال معين، وفق معايير أو أبعاد على هيئة نقاط أو بنود، تتضمنها صحيفة تقويم ذاتي خاصة بذلك المجال.
ولكن المألوف، حتى الآن، أن يتم تقويم العامل التربوي من قبل مراقبين أو زائرين يفوقونه معرفة وخبرة، ويتقدمون عليه في مواقع المسؤولية والسلطة. أما التقويم الذاتي للعامل التربوي فهو التقويم الذي يقوّم به العامل التربوي ذاته، في معزل عن مراقبين من الخارج، من خلال أداة تكون في متناول يده تسمى "صحيفة تقويم ذاتي". وهكذا، فإن التقويم الذاتي، إضافة إلى العامل التربوي فهو، في ذلك، وسيلة وغاية. ولا تقتصر عملية التقويم الذاتي على العامل التربوي، سواء أكان معلماً أم مديراً، مشرفاً تربوياً أم خبيراً.
ذلك أن الإنسان، كائناً ما كان عمله، يجري هذه العملية التقويمية على شكل مراجعة ذاتية لما قام به. ويتبين وحده مواضع نجاحه فيعتز بها، ومواقع إخفاقه فيعمل على تحاشيها أو تعديلها. هذا وأن التقويم الذاتي، اليوم، يمثل حركة تربوية معاصرة تستحق التوضيح والاهتمام. ومع أن بعض برامج تربية المعلمين، على المستويين العربي والدولي، تستخدم بعض أدوات التقويم الذاتي، إلا أن الأساس النظري لهذه الحركة لم يلق الاهتمام الكافي.
وما الدليل المطروح في هذا الكتاب إلا محاولة لتطوير حركة التقويم الذاتي وتعزيز توظيفها، بوصف هذا النوع من التقويم وسيطة تدريبية تتكامل مع غيرها من وسائط التدريب في المنحى التكاملي المتعدد الوسائط. ولذلك فإن هذا الدليل يعمل على تعزيز الإطارين النظري والتطبيقي، بما يشتمل عليه من نظرية وتطبيقات متمثلة في الأدوات التي يمكن استخدامها ميدانياً، فتسهم في تعزيز التربية المستديمة للمربي. وتبلغ هذه الأدوات تسع عشرة صحيفة تقويم ذاتي.
وأخيراً يمكن القول بأن التقويم الذاتي لا يعدو في التربية المعاصرة ما تقدم؛ فهو إضافة إلى كونه نوعاً من التقويم التربوي؛ هو يعدّ غاية بحدّ ذاته يؤمل أن يصل إليها العامل التربوي. فهو، في ذلك، وسيلة وغاية.


التقويم الذاتي للمعلم

       نظراً للمتغيرات المعرفية والتقنية والكفايات والمناشط المهنية المتجددة لمهنة التدريس ، فقد أصبح التقويم الذاتي للمعلم الخيار الأمثل لتحسين أدائه ونموه المهني .
       ويعتبر التقويم الذاتي من أهم آليات التغذية الراجعة للمعلم ، فهو يستهدف تطوير النشاطات والممارسات التعليمية الصفية واللاصفية التي يقوم بها .
       وهذه مبادرة بسيطة مني في اقتراح هذه الصحيفة ، لعلها تتيح للمعلم فرصة الحكم على نفسه مهنياً ، في مجال عمله كمعلم صالح في مجال التدريس ، بغرض تعزيز جهوده ، وتحفيزه على التطوير .
ملحوظة :
       يمكن للمعلم استخراج درجة كفايته بأن يعمد إلى الطريقة التالية :
أ‌-       يعطي نفسه علامة واحدة عن كل إجابة ( نعم ) .
ب‌-  يطبق المعادلة التالية :

                   مجموع علامات المعلم على بنود الصحيفة
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   100
عدد بنـــــــود الصحيفــــــة كلهـــــا

إذا حصلت على 75% فأكثر فأنت بلاشك معلم جيد ، وإذا كانت النتيجة اقل حاول مراجعة نفسك ، وتطوير عملك ، ثم عد بين الحين والأخر إلى الصحيفة ، و قوّم نفسك حتى تحصل على الدرجة المناسبة ، كن صادقاً في تقييم نفسك ، لأن هذه الصحيفة ملكك ، ولن يتطلع عليها غيرك .
 

صحيفة التقويم الذاتي للمعلم

       عزيزي المعلم أقرأ بنود هذه الصحيفة بتمهل ، وبعد قراءتك يرجى وضع إشارة ( x ) أمام العبارة التي تنطبق عليك :

الرقم
البنـــــــــــــــــــــــود
نعم
لا
أولاً : الصفات الشخصية للمعلم :
1
هل أنا شخص بشوش ومتفائل ؟


2
هل لدي ثقة عالية بنفسي ؟


3
هل أنا موضع ثقة الآخرين ؟


4
هل أنا شخص منجز لأعمالي ؟


5
هل أنا متزن في انفعالاتي ؟


6
هل أنا إنساني فالناس عندي أهم من الأشياء ؟


7
هل أتعامل إجتماعياً بسهولة مع الناس ؟


8
هل أميل إلى التعاون أكثر من الفردية ؟


9
هل أميل إلى الواقع ؟


10
هل أؤمن بأن لكل شيء سبباً ؟


11
هل أؤمن بأن كل ما يحدث لي من صنع الله ؟


ثانياً : الصفات والإتجاهات العقلية للمعلم :
12
هل أنا متعصب أو متحيز لآرائي ؟


13
هل أتقبل الهزيمة وأتواضع عند النصر ؟


14
هل أتقبل التطوير والتجديد ؟


15
هل أؤمن بكرامة الفرد واحترام كيانه الذاتي ؟


16
هل أشجع حرية الرأي والمناقشة ؟


17
هل أتقبل الآراء المعارضة لرأيي ؟


18
هل أنا قادر على الإنتقال من الكلام إلى العمل ؟


19
هل أقبل حكم الأغلبية ؟


20
هل أؤمن بالمساواة والإخاء ؟


ثالثا: الصفات المهنية للمعلم :
21
هل أنا متمكن من مادة الدراسة التي أعملها ؟


22
هل أنا متمكن من قدراتي على توصيل المعلومات والخبرات إلى تلاميذي ؟


23
هل أحول معلوماتي وخبراتي وعاداتي إلى سلوك في حياتي اليومية ؟


24
هل أنا متمرن على التفكير العلمي المنظم وقوامه دقة الملاحظة والتجريب والإستنتاج ؟


25
هل أنا متفهم لطبيعة الطفل وميوله واستعداداته ؟


26
هل أعرف طريقة المشروع في التدريس ؟


27
هل أعرف طريقة التعلم التعاوني في التدريس ؟


28
هل استخدم هذه الطرق في تدريسي ؟


29
هل أمارس التعليم المفّرد في الصف ؟


30
هل أؤمن بأن وظيفتي هي تكوين شخصية الطفل جسمياً وعقلياً واجتماعياً وجمالياً ؟


31
هل أنافاهم للبيئة المحلية ومشاكلها ؟


32
هل أنا أنظم رحلات وجولات في البيئة المحيطة بالمدرسة مع طلابي ؟


33
هل أقرأ المجلات والكتب التربوية يومياً ؟


34
هل أحضر المشاغل والدورات التربوية ؟


35
هل أنا على اتصال بالتيارات الفكرية الحديثة ؟


36
هل استخدم شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) ؟


37
هل أقوم بدور الريادة والقيادة في مدرستي ؟


38
هل أنا قادر على مجابهة المشكلات وحلها ؟


39
هل احترم زملائي ؟





استراتيجيات التقويم الجديدة المقترحة اللازم تدريب المعلمين عليها وأدوات التقويم المقترح استخدامها . استراتيجيات التقويم التربوي الحديثة:

تحتم علينا معطيات العصر الحديثة، بما فيها من تكنولوجيا وحوسبة للمناهج، واستخدام الإنترنت كمصدر مهم من مصادر التعلم، استراتيجيات تقويم حديثة تستخدم أدواتاً مختلفة عن تلك السائدة في مدارسنا الآن ،والتي تعتمد في جلها على الاختبارات ،وحيث أن التقويم يعتبر من أهم البرامج التربوية التي تؤثر في تشكيل النموذج التربوي ورفع كفايته وفاعليته فالتعلم النوعي المنشود للخروج من الجمود التعليمي القائم على التلقين وحفظ المعلومات واسترجاعها , إلى حيوية التعلم الناتج عن الاستكشاف والبحث والتحليل والتعليل وحل المشكلات يتطلب توظيف استراتيجيات وأدوات تقويم داعمة للاختبارات المدرسية (وزارة التربية والتعليم،2003).


ومن هنا فقد شهدت السنوات الأخيرة ثورة في مفهوم التقويم وأدواته , إذ أصبح للتقويم أهدافاً جديدة ومتنوعة , فقد اقتضى التحول من المدرسة السلوكية - التي تؤكد على أن يكون لكل درس أهداف عالية التحديد مصوغة بسلوك قابل للملاحظة والقياس - إلى المدرسة المعرفية التي تركز على ما يجري بداخل عقل المتعلم من عمليات عقلية تؤثر في سلوكه ، والاهتمام بعمليات التفكير وبشكل خاص عمليات التفكير العليا مثل بلورة الأحكام واتخاذ القرارات ، وحل المشكلات باعتبارها مهارات عقلية تمكّن الإنسان من التعامل مع معطيات عصر المعلوماتية ، وتفجر المعرفة ، والتقنية المتسارعة التطور . وبذلك أصبح التوجه للاهتمام بنتاجات تعلم أساسية ،من الصعب التعبير عنها بسلوك قابل للملاحظة والقياس يتحقق في موقف تعليمي محدد . وهكذا فقدت الأهداف السلوكية بريقها الذي لمع في عقد الستينات ، ليحل مكانها كتابة أهداف حول نتاجات التعلم Learning outcomes والتي تكون على شكل أداءات أو إنجازات Performance يتوصل إليها المتعلم كنتيجة لعملية التعلم . وهذه النتاجات يجب أن تكون واضحة لكل من المعلم والمتعلم وبالتالي يستطيع المتعلم تقويم نفسه ذاتياً ،ليرى مقدار ما أنجزه مقارنة بمستويات الأداء المطلوبة (وزارة التربية والتعليم،
2003).
يسمـى التقويـم الـذي يراعـي توجهـات التقويم الحديثة:
بالتقويم الواقعـي authentic assessment:
وهو التقويم الذي يعكس إنجازات الطالب ويقيسها في مواقف حقيقية. فهو تقويم يجعل الطلاب ينغمسون في مهمات ذات قيمة ومعنى بالنسبة لهم ، فيبدو كنشاطات تعلم وليس كاختبارات سريعة يمارس فيه الطلاب مهارات التفكير العليا ويوائمون بين مدى متسع من المعارف لبلورة الأحكام أو لاتخاذ القرارات أو لحل المشكلات الحياتية الحقيقية التي يعيشونها . وبذلك تتطور لديهم القدرة على التفكير التأملي reflective thinking الذي يساعدهم على معالجة المعلومات ونقدها وتحليلها ؛ فهو يوثق الصلة بين التعلم والتعليم ، وتختفي فيه مهرجانات الامتحانات التقليدية التي تهتم بالتفكير الانعكاسي reflexive thinking لصالح توجيه التعليم بما يساعد الطالب على التعلم مدى الحياة (وزارة التربية والتعليم، 2003).
من هنا لم يعد التقويم مقصوراً على قياس التحصيل الدراسي للطالب في المواد المختلفة بل تعداه لقياس مقومات شخصية الطالب بشتى جوانبها وبذلك اتسعت مجالاته وتنوعت طرائقه وأساليبه.

ويهدف التقويم الواقعي إلي:
.تطوير المهارات الحياتية الحقيقية.
· 
تنمية الأفكاروالاستجابات الخلاقة والجديدة .
· 
التركيز على العمليات والمنتج في عملية التعلم .
· 
تنمية مهارات متعددة ضمن مشروع متكامل .
· 
تعزيز قدرة الطالب على القويم الذاتي .
· 
جمع البيانات التي تبيّن درجة تحقيق المتعلمين لنتاجات التعلم.
· 
استخدام استراتيجيات وأدوات تقويم متعددة لقياس الجوانب المتنوعة في شخصية المتعلم .
الاسس والمبادئ التي ينبغي مراعتها في التقويم الواقعي عند تطبيقه:
-1 التقويم الواقعي : هو تقويم يهتم بجوهر عملية التعلم ، ومدى امتلاك الطلبة للمهارات المنشودة بهدف مساعدتهم جميعاً على التعلم في ضوء محكات أداء مطلوبة .
2-
 العمليات العقلية ومهارات التقصي والاكتشاف يجب مراعاتها عند الطلبة وذلك بإشغالهم بنشاطات تستدعي حل المشكلات وبلورة الأحكام واتخاذ قرارات تتناسب ومستوى نضجهم .
-3 
التقويم الواقعي يقتضي أن تكون المشكلات والمهام أو الأعمال المطروحة للدراسة والتقصي واقعية ، وذات صلة بشؤون الحياة العملية التي يعيشها الطالب في حياته اليومية .
4- 
انجازات الطلاب هي مادة التقويم الواقعي وليس حفظهم للمعلومات واسترجاعها ، ويقتضي ذلك أن يكون التقويم الواقعي متعدد الوجوه والميادين ، متنوعاً في أساليبه وأدواته .
5- 
مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ في قدراتهم وأنماط تعلمهم وخلفياتهم وذلك من خلال توفير العديد من نشاطات التقويم التي يتم من خلالها تحديد الإنجاز الذي حققه كل طالب .
6 - 
يتطلب التقويم الواقعي التعاون بين الطلاب . ولذلك فإنه يتبنى أسلوب التعلم في مجموعات متعاونة يُعين فيها الطالب القوي زملاءه الضعاف. بحيث يهيئ للجميع فرصة أفضل للتعلم ، ويهيئ للمعلم فرصة تقييم أعمال الطلاب أو مساعدة الحالات الخاصة بينهم وفق الاحتياجات اللازمة لكل حالة (العبداللات وآخرون،2006 (
7- التقويم الواقعي محكي المرجع ،يقتضي تجنب المقارنات بين الطلاب والتي تعتمد أصلاً على معايير أداء الجماعة والتي لا مكان فيها للتقويم الواقعي (وزارة التربية والتعليم،2003(مما سبق نجد أن التقويم الواقعي يركز على :
§ المهارات التحليلية ، وتداخل المعلومات .
§ 
الإبداع ويعكس المهارات الحقيقية في الحياة ممارسةً واتقاناً .
§ 
العمل التعاوني .
§ 
تنمية مهارات الاتصال الكتابية والشفوية .
§ 
التوافق مع أنشطة التعليم ونتاجاته ،ويوجه المنهاج .
§ 
التداخل مع التعليم مدى الحياة ،ويعد الطالب لمواجهة المشكلات ومحاولة حلها .
§ 
دمج التقويم الكتابي والأدائي معاً .
§ 
تشجيع التشعب في التفكير لتعميم الإجابات الممكنة .
§ 
تطوير المهارات ذات المعنى بالنسبة للطالب .
§ 
توفير رصد لتعلم الطلبة على مدار الزمن .
§ 
إعطاء الأولوية لتسلسل التعلم (عمليات التعلم ) (العبداللات وآخرون،2006(
[b]
الكفايات اللازم توفرها عند المعلم كمقوم لتطبيق استراتيجيات التقويم الجديدة:وقد حددت خطة التطوير التربوي مجموعة من الكفايات اللازم توفرها عند المعلم كمقوم لتطبيق استراتيجيات التقويم الجديدة .ويقصد بالكفايات مجموعة من الخواص (المهارات ، والمعارف ، والاتجاهات ) التي تمكننا من النجاح عند تعاملنا مع الاخرين . ويعرفها آخرون بأنها مجموعة من المهارات والسلوك والمعرفة التي تحدد معايير أداء مهمة أو مهنة ما ، كما يعرفها آخرون بأنها القدرات المطلوبة للقيام بدور ما في مكان ما (وزارة التربية والتعليم،2003 (يقصد بالمقوم(المعلم) الذي يدير العملية التربوية داخل غرفة الصف وينفذها ويطور سلسلة من الاجراءات المنظمة تساعده على التأكد من تحقيق النتاجات المخطط لها والتي تسهم في تحسين عملية التعلم والتعليم وتطورها . ومن أجل تحقيق هذه الغاية لا بد للمقوم من امتلاك كفايات هي :



1.
كفايات شخصية .
2. 
كفايات معرفية .
-1 
الكفايات الشخصية : يمتلك المقوم مجموعة من الكفايات الشخصية تتضمن :
· 
العدالة في التقويم وعدم التحيز .
· 
التركيز على التقويم الذاتي وجعله جزءاً من التقويم الصفي .
· 
تنمية ذاته مهنياً .
· 
التعامل مع المشكلات واقتراح الحلول المناسبة .
· 
مواكبة التطورات والتغيرات في مجال تخصصه والقدرة على التكيف معها .
· 
تقديم التغذية الراجعة للمعنيين بأسلوب ودي .
· 
إشراك الطلبة عند اختيار أدوات ومعايير التقويم والاتفاق عليها .
· 
تطبيق مهارات التقويم في مواقف صفية مختلفة .
· 
القدرة على توظيف التكنولوجيا في التقويم (العبداللات وآخرون،2006)

- 2 
الكفايات المعرفية :على المقوّم أن يكون قادراً على :
· 
معرفة فلسفة التربية والتعليم وأهدافها .
· 
تحديد هدف التقويم بوضوح .
· 
تنويع استراتيجيات التقويم وأدواتها .
· 
جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها .
· 
الاستفادة من نتائج التقويم وتوظيفها لمعالجة نقاط الضعف وإثراء نقاط القوة .
· 
معرفة محتوى المنهاج والكتب المدرسية المقررة للمبحث الذي يدرسه وأهدافها وتحليل محتواها .
· 
معرفة حقوقه وواجباته ومسؤولياته .
· 
معرفة أساليب تقويم نتاجات تعلم الطلبة .
· 
بناء الاختبارات وتحليلها وتقديم التغذية الراجعة .

استراتيجيات التقويم الجديدة المقترحة اللازم
 تدريب المعلمين عليها وأدوات التقويم المقترح استخدامها:




1-
استراتيجية التقويم المعتمد على الأداء Performance Based Assessment
2- 
استراتيجية القلم والورقة Pencil And Paper
-3 
استراتيجية الملاحظة Observation
4- 
استراتيجية التواصل Communication
5- 
استراتيجية مراجعة الذات Reflection

-1 
استراتيجية التقويم المعتمد على الأداء Performance-based Assessmentقيام المتعلم بتوضيح تعلمه ، من خلال توظيف مهاراته في مواقف حياتيه حقيقية ، أو مواقف تحاكي المواقف الحقيقية ، أو قيامه بعروض عملية يظهر من خلالها مدى إتقانه لما اكتسب من مهارات ، في ضوء النتاجات التعليمية المراد إنجازهاويندرج تحت هذه الاستراتيجية الفعاليات التالية (المفلح،2004)أ. التقديم (Presentation ) عرض مخطط له ومنظم , يقوم به المتعلم ، أو مجموعة من المتعلمين لموضوع محدد ، وفي موعد محدد ، لإظهار مدى امتلاكهم لمهارات محددة ، كأن يقدم المتعلم / المتعلمين شرحاً لموضوع ما مدعماً بالتقنيات مثل : الصور والرسومات والشرائح الإلكترونية .........ب. العرض التوضيحي (Demonstration ) عرض شفوي أو عملي يقوم به المتعلم أو مجموعة من المتعلمين لتوضيح مفهوم أو فكرة وذلك لإظهار مدى قدرة المتعلم على إعادة عرض المفهوم بطريقة ولغة واضحة . كأن يوضح المتعلم مفهوماً من خلال تجربة عملية أو ربطه بالواقع . ج. الأداء العملي (Performance ) مجموعة من الإجراءات لإظهار المعرفة ، والمهارات ، والاتجاهات من خلال أداء المتعلم لمهمات محددة ينفذها عملياً . كأن يطلب إلى المتعلم إنتاج مجسم أو خريطة أو نموذج أو إنتاج أو استخدام جهاز أو تصميم برنامج حاسوب أو صيانة محرك سيارة أوإعداد طبق حلوى
د. الحديث (Speech ) يتحدث المتعلم ، أو مجموعة من المتعلمين عن موضوع معين خلال فترة محددة وقصيرة ، وغالباً ما يكون هذا الحديث سرداً لقصّة ، أو إعادة لرواية ، أو أن يقدم فكرة لإظهار قدرته على التعبير والتلخيص، وربط الأفكار ، كأن يتحدث المتعلم عن فلِم شاهده ، أو رحلة قام بها ، أو قصة قرأها ، أو حول فكرة طرحت في موقف تعليمي ، أو ملخصٍ عن أفكار مجموعته لنقلها إلى مجموعة أخرى . 

هـ. المعرض (Exhibition) : 
عرض المتعلمين لإنتاجهم الفكري والعملي في مكان ما ووقت متفق عليه لإظهار مدى قدرتهم على توظيف مهاراتهم في مجال معين لتحقيق نتاج محدد مثل : أن يعرض المتعلم نماذج أو مجسمات أو صور أو لوحات أو أعمال فنية أو منتجات أو أزياء أوأشغال يدوية. 
و. المحاكاة / لعب الأدور ( Simulation Role-playing ) 
ينفذ المتعلم / المتعلمون حواراً أو نقاشاً بكل ما يرافقه من حركات وإيماءات يتطلبها الدور في موقف يشبه موقفاً حياتياً حقيقياً لإظهار مهاراتهم المعرفية والأدائية ومدى قدرتهم على اتباع التعليمات والتواصل وتقديم الاقتراحات وصنع القرارات من خلال مهمة أو حل مشكلة ، ويمكن أن يكون الموقف تقنياً محوسباً, حيث يندمج المتعلم في موقف محاكاة محوسب ، وعليه أن ينفذ نفس النوع من الأعمال والقرارات التي يتوقع مصادفتها في عمله مستقبلاً. وفي حين تضع مواقف المحاكاة المعتمدة على الشرح المتعلم في سيناريوهات مع عناصر بشرية ، أو غير بشرية ، فإن مواقف المحاكاة المحوسبة المبنية تقنياً تقدم موقفاً على شاشة الكمبيوتر. يمكن خلال هذا الموقف أن يظهر المتعلم قدرته على اتخاذ القرارات حيث يقدم البرنامج المحوسب مئات من المواقف والعناصر المختلفة . 
ز. المناقشة / المناظرة (Debate ) 
لقاء بين فريقين من المتعلمين للمحاورة والنقاش حول قضية ما ، حيث يتبنى كل فريق وجهة نظر مختلفة ، بالإضافة إلى محكم ( أحد المتعلمين ) لإظهار مدى قدرة المتعلمين على الإقناع والتواصل والاستماع الفعال وتقديم الحجج والمبررات المؤيدة لوجهة نظره (العبداللات وآخرون،2006(
2-استراتيجية التقويم بالقلم والورقة: Pencil and Paper تعد استراتيجية التقويم القائمة على القلم والورقة المتمثلة في الاختبارات بأنواعها من الاستراتيجيات الهامة التى تقيس قدرات ومهارات المتعلم فى مجالات معينة , وتشكل جزءاً هاماً من برنامج التقويم في المدرسة .
3-استراتيجية الملاحظة Observation
التعريف الاجرائي :
عملية يتوجه فيها المعلم أو الملاحظ بحواسه المختلفة نحو المتعلم ؛ بقصد مراقبته في موقف نشط ،وذلك من أجل الحصول على معلومات تفيد في الحكم عليه ، وفي تقويم مهاراته وقيمه وسلوكه وأخلاقياته وطريقة تفكيره .
4- استراتيجية التقويم بالتواصل Communication
التعريف الاجرائي :
جمع المعلومات من خلال فعاليات التواصل عن مدى التقدم الذي حققه المتعلم ، وكذلك معرفة طبيعة تفكيره، وأسلوبه في حل المشكلات .
ويندرج تحت هذه الاستراتيجية الفعاليات التالية :
- المقابلة ( Interview ) 
لقاء بين المعلم والمتعلم محدد مسبقاً يمنح المعلم فرصة الحصول على معلومات تتعلق بأفكار المتعلم واتجاهاته نحو موضوع معين , وتتضمن سلسلة من الأسئلة المعدة مسبقاً 
- الأسئلة والأجوبة 
أسئلة مباشرة من المعلم إلى المتعلم لرصد مدى تقدمه ، وجمع معلومات عن طبيعة تفكيره ، وأسلوبه في حل المشكلات , وتختلف عن المقابلة في أن هذه الأسئلة وليدة اللحظة والموقف وليست بحاجة إلى إعداد مسبق . 
- المؤتمر ( Conference )
لقاء مبرمج يعقد بين المعلم والمتعلم لتقويم مدى تقدم الطالب في مشروع معين إلى تاريخ معين ، من خلال النقاش ، ومن ثم تحديد الخطوات اللاحقة واللازمة لتحسين تعلمه . 
5- استراتيجية مراجعة الذات Reflection 
- تحويل الخبرة السابقة إلى تعلم بتقييم ما تعلمه ، وتحديد ما سيتم تعلمه لاحقاً. 
-التمعن الجاد المقصود في الآراء ، والمعتقدات ، والمعارف ، من حيث أسسها ، ومستنداتها ، وكذلك نواتجها ، في محاولة واعية لتشكيل منظومة معتقدات على أسس من العقلانية والأدلة . 
-عملية الرجوع إلى ما وراء المعرفة للتفكير الجاد بمغزاها من خلال تطوير استدلالات ، فالتعلم عملية اشتقاق مغزى من الأحداث السابقة والحالية للاستفادة منها كدليل في السلوك المستقبلي ( وهذا التعريف ينوه بأن مراجعة الذات متكاملة مع المتعلم حين يعرف التعلم بأنه استخلاص العبر من الخبرات السابقة بهدف التحكم وفهم الخبرات اللاحقة
ويندرج تحت استراتيجية مراجعة الذات كل من : 
·أولاً تقويم الذات ثانيا : يوميات الطالب ثالثا :ملف الطالب
أدوات التقويم المقترحة لهذه الاستراتيجيات:
1- قوائم الرصد Check List
3-سلم التقدير Rating Scale
4-سلم التقدير اللفظي Rubric 
5- سجل وصف سير التعلم Learning Log 
السجل القصصي ( سجل المعلم (Anecdotal Record

ثانياً :أدوات التقويم : (العبداللات وآخرون،2006) :
سلم التقدير اللفظي Rubric 
هو أحد استراتيجيات تسجيل التقويم , وهو عبارة عن سلسلة من الصفات المختصرة التي تبين أداء الطالب في مستويات مختلفة . إنه يشبه تماماً سلم التقدير , ولكنه في العادة أكثر تفصيلاً منه , مما يجعل هذا السلم أكثر مساعدة للطالب في تحديد خطواته التالية في التحسن , ويجب أن يوفر هذا السلم مؤشرات واضحة للعمل الجيد المطلوب .
سجل وصف سير التعلم Learning Log 
سجل منظم يكتب فيه الطالب عبر الوقت عبارات حول أشياء قرأها أو شاهدها أو مرّ بها في حياته الخاصة , حيث يسمح له بالتعبير بحرّية عن آراءه الخاصة واستجاباته حول ما تعلمه . 
السجل القصصي Anecdotal Records 
عبارة عن وصف قصير من المعلم , ليسجل ما يفعله المتعلم ، والحالة التي تمت عندها الملاحظة . مثلاً من الممكن أن يدون المعلم كيف عمل المتعلم ضمن مجموعة ، حيث يدون أكثر الملاحظات أهمية حول مهارات العمل ضمن مجموعة الفريق ( العمل التعاوني ) (وزارة التربية والتعليم،2003).
المراجع
العبد اللات،سعاد وآخرون.(2006). استراتيجيات تدريس المناهج الجديدة المبنية على اقتصاد المعرفة وطرائق تقويمها. وزارةالتربية والتعليم،إدارة التدريب والتأهيل والإشراف التربوي،مديرية التدريب التربوي، عمان ، الأردن.
المفلح،عبدالرزاق.(2004).الإطار العام للتقويم.إدارة التدريب والتأهيل والإشراف التربوي،وزارة التربية والتعليم،عمان،الأردن.
وزارة التربية والتعليم.(2003).الإطار العام للمناهج والتقويم.إدارة المناهج والكتب المدرسية، عمان ، الأردن.
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?attachmentid=8577&d=1196551384