بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصفحات

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

تطور مطلع القصيدة من العصر الجاهلي إلى العصر العباسي

محمود محمدأسد
تطور مطلع القصيدة
من العصر الجاهلي إلى العصر العباسي
إنّ الكلمة الساحرة خير ما يعجب به العربي ، فللكلمة البليغة سحرها و أثرها في نفس العربي الذي طالما أعجب بها. و شدَّته دلالتها اللفظية من تناسب حروف و موسيقى إلى دلالتها المعنوية . و شعرنا العربيُّ قاموس بلاغتنا ، و دليل سحرنا و به أعتزّ العربيُّ و وقف مزهوا. وتباهت به القبائل إلى أن جاء بيان الله في محكم آياته كترسيخ لسحر الحرف و أثره. 
إن الشاعر العربي عاش متنقِّلاً كغيره في العصر الجاهلي يسير حيث يوجد الكلأ و الماء
و الاستقرار. بينه و بين السماء رفقة و عشرة مديدة، بينه و بين الأرض عهد مودة سرعان ما ينفصم مخلفا شريطا من الذكريات الجميلة ليحل في مكان آخر يزرع فيه الذكريات التي شدَّتْهُ وهزَّتهُ بعنف و حرارة فلم يجد أمامه سوى البوح عن خلجات نفسه وروحه ، فكان الشعر وحيَ النفس وبوحها عمَّا يحسُّ و يعاني . ما ذكرته مدخل لغرضنا الأساسي الذي ستظهر فيه علاقة القصيدة و شكلها بظروف الحياة ، و أخصُّ الوقوف على الأطلال فأغلب القصائد تتفق بوقفتها على الأطلال، و يمكن أن نستثني منها قلة من القصائد كمعلقة عمرو بن كلثوم الذي استهلَّها بالخمرة . في مطلع كل قصيدة وقفة حافلة الذكريات تُعْرَض ضمن شريط مجبول ومنسوج بالحزن و الأسى والعَبْرة و الاستجواب و استحضار طيف المحبوبة فلا تخلو قصيدة من ذكر أيام اللهو و الحب. و هذا ما يدعونا للقول : إن الوقوف على الأطلال حالة شعورية صادقة ، نقلها الشاعر من أعماقه و عن تجربة ، فيها لوعة و شوق و حب و ود و وفاء، و لنا رد على أولئك المتزمتين الذين اعتبروا الوقوف على الأطلال لازمة ضرورية خالية من أي مضمون و اعتبروها تقليدا و أشبه بالقانون الصارم الذي لا يمكن للشاعر أن يخرج عنه . لقد أساؤوا الفهم وغاب عن بالهم أن وقفة الشاعر الجاهلي على الأطلال وقفة حقيقية نابعة من أعماقه. و هو الذي يقضي حياته متنقِّلاً هنا وهناك . ما أن يستقر و يرمي حمله و عصاه و يجمع خيامه و يضرب أوتادها في الأرض حتى يقتلعها ،و يحزم أمتعته استعداداً لرحلة جديدة ، و في كل مرة يترك قلباً متفجراً بالأسى و عبرة تسبح في بحر أحزانه و ذكرياته. تعذّبه آلام العشق و الهوى التي تَتّحد مع كل رحلة و هو الذي يعيش على الفطرة و العفوية بعيدا عن التكلّف و المدنيّة و لهذا أكثر من ذكر محبوبته في القصيدة الواحدة كامرئ القيس و غيره، من الطبيعي أن يجد القارئ في شعره تلك النفخة الوجدانية البدوية التي ينفثها من قلب حزين دون إذن مسبق مما يستدعيه البكاء و ذكر الدموع و الشوق فلنسمع تلك النفحات من امرئ القيس : 

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
فتوضح فالمقواة لم يعف رسمها


بسقط اللّوى بين الدخول فحومل
لما نسجتها من جنوب و شمأل
فأسماء الأماكن و تداعي الذكريات غالبة على كل القصائد الجاهلية فطرفة بن العبد يقول في معلقته : 
لخولة أطلال ببرقة ثهمد


تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
لا بد من الوصول إلى نتيجة حتمية من وراء هذه المعلقة . إن الوقوف على الأطلال
في الشعر الجاهلي من صُلْبِ الواقع. و محرِّكُهُ الوجدانيُّ المعاناةُ و هو ترجمان النفسِ
و انعكاس لأحاسيسها و قد ساعدت عليه الظروف الاقتصادية و الاجتماعية و الطبيعية مجتمعة فلا تخلو قصيدة من اسم لمحبوبة أو مكان أو لشخص .. حومة الجندل
– الدخول- حومل .. أم أوفى – خولة – برقة – ثهمد – أم جندب – سلمى إنها لا تختلف عن مجموعة من الصور و الأفلام التي يلتقطها الإنسان في وقتنا الحاضر بين وقت و آخر يجترّ شريطها و يستمع بالذكريات و يقرِّبُ إليه أيام لهوه و سعادته فزهير بن أبي سلمى يقول :

صحا القلب عن سلمى و قد كاد لا يسلو


و أقفر من سلمى التعانيق و الثقل
فالتعانيق والثقل أسماء لأماكن وجدت فيها سلمى ولا يغيب عن بالنا أثر الحالة النفسية للشاعر الجاهلي الذي عرف برقة الطبع والمشاعر رغم صعوبة الحياة و قساوتها
و كذلك طبيعة تكوينه الفنية. خيالُه خصبٌ صافٍ و ذاكرتُه متدفِّقةٌ و نشيطة و بساطة حياته تجعل المخزون العاطفي متدفِّقا و التقليدُ قد يكون انعكاسا حقيقيا لقيم سائدة
و العربيُّ حريص على القيم و لهذا أؤكد بأن الوقوف على الأطلال صورة حقيقية و صادقة و ليست تقليدا خاليا من الإحساس و المشاعر كما يدَّعي بعض النقاد و لا يمكن أن نحارب تقليدا و أعرافا و نفرض أعرافا جديدة و هناك مسافة زمنية طويلة خلفت أجيالا و فنونا في التعبير. 

و تأتي رياح الوافد الجديد ألا وهو الدين الإسلامي الجديد حاملا معه سحرا حلالا ترك ألبابَ العرب تحتار من روعة إعجازه الذي لا يأتيه الشكُّ بين يديه. و بقيت القصيدة العربية في مرحلة أقرب إلى الاستقرار على نهج الجاهلين فأغلب الشعراء المخضرمين كحسان و كعب و لبيد و الحطيئة و غيرهم ما زالوا على عهدهم بالشعر و تقاليده ونذكر وقفة كعب بن زهير بين يدي رسول الله عندما قدم معلنا إسلامه و توبته و طالبا عفو رسول الله بعد أن أهدر دمه لأنه هجا المسلمين ، فقال : 
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول


متيَّمٌ إثرها لم يفد مكبول
فالمطلع جاهلي و فيه الغزل و رغم ذلك أعجب الرسول بالقصيدة فخلع بردته و أكرمه و أعلن العفو عنه و في هذا المجال لا بدًَّ أن نعرِّجُ على نقطة ذات أهمية فقد ذكر بعض النقاد :
 إنْ الشعر في هذه الحقبة ضعف وخمدت ريحه و ثورته  أرى أن الشعر لم يضعفْ من الناحية الفنية بل خمدت ريحه و ثورته و هذا عائد لأسباب متعددة في مقدمتها إحساس العربي بإعجاز القرآن و بلاغته و تفوقه بلا شك على القصيدة إضافةً إلى اهتمام المسلمين و الالتفات إلى حفظه وتلاوته و انشغالهم بالفتوحات و نشر الدعوة الجديدة ، و هناك جانب هام يجب أن يذكر في هذا الصدد ‘ فمادة الشعر و وقوده في العصر الجاهلي العصبية القبليّة و النزق و الخمرة
و الفحش و النساء . و الإسلام يمنع و يعاقب في مثل هذه الأمور و نعرف قصة حبس الحطيئة في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب عندما هجا الزبرقان ببيت ظاهره مدح و باطنه هجاء و ذم و يضاف إلى ذلك أن الفترة الإسلامية الأولى جاءت بعد أن فارق الساحة الشعرية أعلام الشعر الجاهلي و جيل الكبار منهم كالنابغة و زهير و عنترة و الأعشى وغيرهم. 

إن الإسلام هذب مضمون الشعر و القصيدة و لم يقف في وجهه بل أقر بدوره ومكانته و اعتبره سلاحاً موجها على المشركين و الأعداء و قد أعجب الرسول ( ص ) و عمر بشعر عنترة و زهير و غيرهما لما في شعرهم من معان و مواقف رائعة و كذلك أكرم كعبا و حسان. 
بعد هذا يمكننا القول : إن القصيدة العربية لم تضعف بل هُذِّبتْ و قضت فترة مبيت شتوي إلى أن جاءها المخاض من جديد في العصر الأموي فتهيأت لها الأسباب المساعدة للانتعاش من خلافات سياسية و أحزاب و عصبية أججت نار الشحناء بين عرب الشمال و الجنوب و بين الأحزاب السياسية من شيعة و خوارج و أهل سنة إلى أمور أخرى ، بين بيت الأموي الحاكم و البيت الهاشمي و غيره ،هذه الأمور أعادت للقصيدة جاهليتها حيث الفخر و الحماسة و المدح و الهجاء . و تمثَّل ذلك في النقائض و شعر الخوارج فانتعش الشعر من جديد و ظهر شعراء من الطبقة الأولى كجرير و الفرزدق و الأخطل و الكميت و جميل و ذي الرمة و غيرهم ممن لا يقلِّون مكانة عن مكانة شعراء الطبقة الأولى و الثانية في العصر الجاهلي و الملاحظ في العصر الأموي أن شكل القصيدة أصابه شيء من التطور فالوقوف على الأطلال استمرَّ لدى الكثير و نخصُّ منهم ذا الرمة و جريرا والأخطل و الفرزدق و لكن ظهرت المقطوعات الشعرية ذات الموضوع الواحد كغزليات عمر بن أبي ربيعة و خمريات الوليد بن يزيد الذي عرضها بأسلوب قصصي يعتمد على وحدة الموضوع ومن المفيد أن نذكر حرص الدولة الأموية على هوِّيةِ الشعر و السياسة ولذلك ابتعد الشعر عن التطور السريع و المفاجئ فبقي في قالبه العربي شكلاً
و مضموناً في منأى عن العنصر الأعجمي الذي لم يدخل ساحة الأدب و الشعر و السياسة
إلا في العصر العباسي وهو العصر الذهبي للأعاجم و للثقافة الإسلامية العربية معا و قد تهيأت له الظروف المساعدة ...

إن العصر العباسي كان حافلاً بالمستجدات المطروحة على أنماط الحياة المختلفة فلم يبق العرب على منبر الخلافة منفردين فظهر العنصر الأعجمي و بشكل خاص الفارسي و الرومي
و حصل التزاوج و الاحتكاك وشرَّع العرب نوافذهم للثقافات الوافدة المختلفة وتنشَّطَ من كان خامدا لخوف و رهبة فوجد أمامه الباب مفتوحاً. فُسِّرَ القرآن و جُمِعَ الحديث و دُوِّنَ و ترجمت الكتب و ظهرت النظريات الكلامية و استقرَّ المسلمون فبنيت بعض المدن كبغداد و توسع الاستقرار في المدينة على حساب الحياة البدوية فانتقل الناس من الخيام إلى البيوت و ما فيها من بناء و متعة ... 

أليس كافيا للتغيير و التجديد في منحى الحياة و طريقة الحياة ؟ و هذا فعلاً و يمكن أن نطلق القول عن هذه الفترة بأنها فترة تلاقح ما بين الثقافات الوافدة و الثقافة العربية فظهرت علوم حديثة كالفلسفة و المنطق و الفلك و العلوم و ترجمت آثار الأعاجم الهامة  كليلة و دمنة و كتب أرسطو و أفلاطون .... 
في هذه الظروف المتداخلة والمعقّدة برز شعراء و كتاب من أصل أعجمي و دخلوا معمعة التنافس بثبات فمنهم من دخلها بحسن نية كأبي تمام و ابن الرومي و منهم من دخلها و هو يحمل شيئا في أعماقه يريد التعبير عنه متحدِّيا العرف و المجتمع كبشار بن برد بمجونه و شعوبيته و أبي نواس الذي يطلُّ على الساحة متحاملاً على العرب و تراثهم معلنا سخريته من العرب ووقوفهم على الأطلال و منازل الديار ... إلى هنا و الأمور طبيعية و لكن ما نريد قوله و الوصول إليه : هل من المنطق أمام هذه التطورات أن تبقى القصيدة العربية في ثوبها المألوف الذي لم يعد يليق بها بعد أن مرَّتْ عليها فصولْ و أنواء ؟ فلا بد أن يشمل التغيير شكل و مضمون القصيدة فالمضمون تطور لدرجة كبيرة فلم تعد القصيدة سطحية بأفكارها و معانيها بل بدأنا نحتاج لكد ذهني و تأمُّل في فهمها. و هل نسينا الخصومة حول مذهب أبي تمام و البحتري و كذلك حول المتنبي و مثله المعري؟ فمضمون القصيدة أصابهُ عمقٌ فكريّ لدرجة جعلت القراء ينفرون منه و بخاصة المتمسكون بالثوب القديم و اعتبروه خروجا عن عمود الشعر العربي و لكن المعركة الحامية ظهرت في شكل القصيدة و مطلعها . 
صحيح أن أبا نواس هاجم مطلع القصيدة العربية و دعا إلى تجنب الأطلال في أكثر من قصيدة بحجة التجديد الذي يجب أن يشمل كل شيء في الحياة و كذلك يعلن موقفه من الوقوف على الأطلال و لا أعتقد أنه ينبغي ذلك بل مدخلاً للتعبير عن شعوبيته و حقده الدفين :
قل لمن يبكي على رسم درس
لا تبكِ ليلى و تطربْ إلى هند


واقفاً ما ضرَّ لو كان جلسو اشربْ إلى الوردِ من حمراء كالورد
فدعوة أبي نواس شعوبية يخفي وراءها كرهاً للعربية وحقدا دفينا و هذه الدعوة التي دعا إليها قادمة آجلا أم عاجلا ... و هذا الذي نقوله يؤكده الشعراء الذين سبقوه أو لحقوا به لقد بدأ الشعر يخرجون عن نهج القصيدة الذي ألفناه في الجاهلية فالشاعر الذي عاش في العصر العباسي و احتكَّ مع الأحداث و المستجدَّات عن قرب لا بد أن يعبِّر عن همومه أو يوظف تجربته و حكمته و هذا ما نجده في مطلع القصائد فقد خرج الشعراء بمحض إرادتهم دون دعوة موجهة يبتغى من ورائها التشهير و الطعن و إبراز التميُّز فأبو الطيب المتنبي تكثر الحكمة عنده و التي استهل بها قصائده : 
لكل امرئ من دهره ما تعوَّدا


و عادة سيف الدولة الطعن في العدا
و قوله أيضاً في قصيدة ثانية : 
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا


و حسب المنايا أن يكنَّ أمانيا
إن تطوُّرَ الحياة لا بد أن يؤثِّرَ في حياة الناس عامة و الشعراء بشكل خاص لما يملكون من رِقَّة و إحساس و عدسات لاقطة فابن الرومي بعد تأمُّل و معانة وصل إلى هذه المطلع الشعري العميق المستخلص من تجاربه : 
سليمُ الزمان كمنكوبهِ


و موفورهُ مثلُ محرومِهِ
و أبو العتاهية يعتمد على المقطوعات الشعرية ذات الغرض الواحد فيعلن تجربته و حكمته بعد اختبار لمستجدَّات الحياة : 
مَنْ عرف الناس في تصرُّفهم


لم يَتَتبَّعْ مِنْ صاحبٍ زللا
فالحكمة و المصائب و المعاناة أصبحت اللازمة و المطلع المناسب لأغلب القصائد و هذا طبيعي و حصيلة انعكاس لثقافة العصر و تعقيداته الاجتماعية و السياسية فلم تعد هناك حاجة للوقوف على الأطلال طالما أنهم استقرّوا في المدن و استوطنوا البلدان. إذاً الخروج عن نهج القصيد لم يكن مذهباً فكرياً أو دعوةً كما يحلو للبعض أن يحكم عليها بل هي محصلة طبيعية دون اللجوء إلى العمليات القيصرية كما أرادها أبو النواس و غيرُه الذين أرادوا أن يحقِّقوا مآربهم و الأسماء كثيرة من المتنبي إلى المعري رجوعاً إلى أبي تمام و بشار و الوليد بن يزيد وغيرهم فنجد في شعرهم الشكوى من الزمان و الإنسان و العتاب المر ومنهم من استهلَّ قصائده بالخمرة فأشْجعُ السلمي و هو شاعر عباسي يمدح الرشيد مستهلا قصيدته بوصف الخمرة : 
لا عيش إلا في جنون الصبا
كأسٌ إذا ما الشيخُ والى بها


فإن تولّى مجنونُ المدام
خمسا تردَّى برداءِ الغلام
ومن جانب آخر نرى الشاعر مطيع بن إياس يشارك الطبيعة و يخاطبها شاكيا الزمان من قلب مفعم بالحزن : 
أَسْعِداني يا نخلتي حلوان
و اعلما أنَّ ريبَهُ لم يزل يُفْرِ


و ابكيا لي من ريب هذا الزمان
قُ بين الألاّف و الجيران
كل هذه المطالعُ تُوصلنا إلى أنَّ مطلع القصيدة و مضمونها تطوَّرا بشكل طبيعي فما الحكمة إلا بوح نفسي لما يختلج في نفس الشاعر حالها كحال الوقوف على الأطلال و لكن من المنطق التعايش مع الواقع والتأثرُ به ، فأبو تمام يستهل قصيدته البائية في وصف معركة  عمورية  و مدح المعتصم بالحكمة و فيها يعبِّر عن وجهة نظر في المنجمين و كذلك أبو الطيب المتنبي يقف هذه الوقفة في وصف لمعركة الحدث ونرى هذا في قصيدة أبي البقاء الرندي في الأندلس و قبله البحتري في سينيته المشهورة و أبو العلاء المعري في رثاء الإنسانية : 
غيرُ مجدٍ في ملَّتي و اعتقادي


نوح باك و لا ترنُّم شاد
و كذلك في رثائه لجعفر بن علي المهذب: 
ومن أبى في الرُّزْءِ غير الأسى
و الشيءُ لا يكثُر مدَّاحُهْ


كان بكاهُ منتهى جهده
إلاَّ إذا قيس إلى ضدِّه
بعد كل ما تقدم أرجو أن أكون قد وصلْتُ إلى نتيجة خلاصتُها أنَّ الوقوف على الأطلال ليس إلا انعكاسا و إحساساً بواقع مألوف و إن استهلال القصائد بالحكمة و العتاب
و الشكوى و غير ذلك في العصر الأموي و العباسي ليس إلا انعكاسا طبيعياً جاء في وقته
و إن ما دعا إليه أبو النواس كان مقررا أن يأتي في وقته المناسب و لكن شاء أبو نواس أن يظهر شعوبيته كما يظهرها روَّاد الحداثة التي لا تحمل سوى الهدم لتراثنا لأنها تنسف الجذور ، و تفتح المجال لدك الثوابت في لغتنا و تفكيرنا و لا نعتقد أن الحداثة مرهونة بالشعر فحسب ... ويبقى الأدب في كل مراحل التاريخ مرآة تعكس متطلبات الحياة و مؤثراتها و الأدباء أكثر الناس تأثيرا في الحياة و مستجداتها و الجديد يجدُ مَنْ يعارضه و يناقشه و يخاصمه و ما هذا إلا خير للأدب و الثقافة فأدب من دون جديد ونقاش و جدلٍ مدروس يؤول إلى جماد ، و نعلمُ أنَّ كلُ جديد سيصبح قديما كما قال الناقد ابن قتيبة في مقدمة كتابه  الشعر و الشعراء  

المراجع : 
1. الفن و مذاهبه في الشعر العربي ، د. شوقي ضيف. 
2. مصادر الشعر الجاهلي ، د. ناصر الدين الأسد.
3. اتجاهات الشعر العربي في القرن الهجري ، د. محمد مصطفى هدره. 
4. التطور و التجديد في الشعر الأموي ، د. شوقي ضيف.

الأدب العباسي

عصر العباسي
الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية
تمهيد : ( تعريف عام للدولة العباسية )
قامت الدولة العباسية عام 132هـ على أنقاض الدولة الأموية ، وسميت بذلك نسبة لجدهم العباس بن عبدالمطلب عم النبي  وعاشت ما يزيد على خمسة قرون حيث سقطت عام 656 وقد تغير كثير من مناحي الحياة خلالها أدى إلى تغير الشعر عن العصر السابق له وكان من مظاهر التغيير في الحياة العباسية ما يلي :
أولا – الحياة السياسية :
1- تحول العاصمة من دمشق إلى بغداد.
2- غلبة الطابع الفارسي على الطابع العربي.
3- السير على نظام الوزارة الفارسية.
4- التفكك والانقسام في العصر الثاني.
5- الثورات والفتن.
العصر العباسي الثاني :
حل محل العنصر الفارسي العنصر التركي بدءا من سنة 218هـ فكان بداية ما سمي بالعصر العباسي الثاني الذي تميز بضعف الخلفاء وعدم قدرتهم على السيطرة سياسيا .
ثانيا – الحياة الاجتماعية :
نظرة عامة :
1- انتشار حياة الترف والنعيم.
2- وسائل الترويح عن النفس للمترفين :
أ / سباق الخيل والحمام الزاجل.
ب/ لعبة الصولجان والشطرنج والنرد.
ج/ صيد الطيور والغزلان.
3- وسائل الترويح عن النفس للعامة :
أ / مشاهدة القرادين.
ب/ الاستماع للقصص والحكايات الشعبية.
ج / تداول الأساطير والأخبار.
مظاهر الحياة الاجتماعية الجديدة :
1- ظهور طبقتين متغايرتين.
2- ازدياد حركة العمران.
3- ازدهار فن الغناء.
4- ازدياد وهج نيران الشعوبية.
5- انتشار المجون والزندقة.
6- محافظة الغالبية العظمى على القيم الإسلامية.
ثالثا – الحياة الثقافية :
نشطت الحركة العلمية نشاطا كبير تمثل بما يأتي :
العناية بالعربية وسبب ذلك :
اعتنى العباسيون باللغة العربية بسبب :
أ / أنها لغة الدين.
ب/ أن المناصب العليا في الدولة تخصص للعالمين باللغة.
أسباب جمع ألفاظ اللغة :
أ / لحاجة الشعوب غير العربية إلى تعلمها.
ب/ مقاومة ظاهرة شيوع اللحن.
أبرز علماء اللغة :
أ / من الجيل الأول أبو عمرو بن العلاء.
ب/ من الجيل الثاني الأصمعي.
ج / من الجيل الثالث محمد بن سلام الجمحي
د / من علماء الكوفة المفضل الضبي وابن الأعرابي
أبرز علماء النحو :
أ / الخليل بن أحمد .
ب/ سيبويه.
العلوم الدينية :
أبرز علماء التفسير :
أ / سفيان بن عيينة.
ب/ وكيع بن الجراح.
ج / إسحاق بن راهوية.
أبرز علماء الفقه والحديث :
أ / عبدالملك بن جريج.
ب/ حماد بن سلمة.
ج/ سفيان الثوري.
مظاهر أخرى للنشاط الفقهي وعلم الحديث :
أ / تأسيس المذاهب الفقهية.
ب/ تأليف كتب الصحاح الستة.
علم التاريخ :
نشأة وتطور التأريخ :
- الحديث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .
- تحدثوا عن سير الرسل الأنبياء عليهم السلام.
- تحدثوا عن أخبار العرب في الجاهلية.
أشهر المؤرخين :
أ / محمد بن إسحاق.
ب/ هشام بن محمد الكلبي.
ج / المدائني.
د / الواقدي.
ازدهار العلوم الأخرى بسبب :
أ / تأثير الترجمات الكثيرة ( اتصال الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية ).
ب/ ظهور علماء نابهين في كل فرع.
أثر الانقسام السياسي على العلم :
أ / تنافس الحكام في جذب العلماء إليهم.
ب/ تعددت مراكز العلم والأدب مثل حلب والقاهرة والقيروان.
اتصال الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية :
طرق الاتصال :
أ / المشافهة مع المستعربين.
ب/ النقل والترجمة.
أهم الثقافات التي اتصل بها العرب :
أ / الثقافة اليونانية .
ب/ الثقافة الفارسية.
ج / الثقافة الهندية.
أمثلة لعناية الخلفاء العباسيين بالنقل والترجمة :
أ / أبو جعفر المنصور أول من شجع على الترجمة.
ب/ هارون الرشيد أسس دار الحكمة.
ج/ المأمون أرسل البعوث لجلب أنفس الكتب إلى دار الحكمة في بغداد.
الآثار السلبية لهذا الاتصال :
تتمثل في عدم توافق بعض النظريات والأفكار مع الدين الإسلامي
الشعر العباسي
نظرة عامة للشعر طوال العصر العباسي
أ / ازدهار الشعر في بداية العصر بسبب :
1- تشجيع الخلفاء للشعر.
2- دخول أساليب شعرية جديدة بسبب الترجمة ونقل ثقافات الأمم الأخرى إلى العربية.
3- اتساع خيال الشعراء.
ب/ ضعف الشعر في نهاية العصر بسبب :
1- انتشار العجمة.
2- عدم تشجيع الحكام للشعر والشعراء.
3- إغراق الشعراء في الصنعة اللفظية.
اتجاهات الشعر في العصر العباسي
أولا – الاتجاه القديم :
1- معناه : محافظته على طريقة القدماء في نظم الشعر.
2- أسباب بقاؤه :
أ / تشجيع علماء اللغة له وعدم اعترافهم بما سواه.
ب/ الرغبة في المحافظة على اللغة التي نزل بها القرآن الكريم.
ج / تشجيع الخلفاء له وتخصيص الجوائز الكبرى لهذا النوع.
3- موقف الشعراء من هذا الاتجاه :
أ / خضوع أغلب الشعراء له خاصة في المدح.
ب/ اقتصار نظم الشعراء البعيدين عن الحواضر عليه
ثانيا – الاتجاه الجديد :
1- معناه : أسلوب مولد يعتمد على التوسط بين لغة البدو القديمة ولهجة العامة المبتذلة.
2- الأسباب والدوافع له :
أ/ رغبة الشعراء المولدين في التعبير عن عصرهم ومشاعرهم
ب/ الازدهار العلمي والرقي الفكري.
3- موقف الشعراء منه :
أ / شعراء يؤثرون الجزالة وقوة البناء.
ب/ شعراء يؤثرون الليونة والسهولة.
مظاهر التجديد
أولا – مظاهر التجديد في الأغراض:
المدح :
1- إضافة مثالية الحكم والعدالة في الحاكم عند مدحه.
2- الغلو غير المقبول.
3- عكس المألوف في الأوزان والموسيقى واللغة من حيث : 
( رقة الأسلوب – خفة اللحن – بساطة التصوير )
4- مدح المدن.
الهجاء :
1- ظهور لونين في الهجاء هما :
أ / هجاء سياسي .
ب/ هجاء شخصي.
2- السخرية والإيذاء.
3- أصبح مقطوعات قصيرة.
4- الشعبية والهزل.
5- هجاء المدن.
الرثاء :
1- رثاء من لم يسبق أن رثاهم غيرهم كالمغنين.
2- الفكاهة في الرثاء.
3- رثاء المدن.
الوصف :
شمولية الوصف لجميع مظاهر الحياة وعدم اقتصارها على المظاهر الطبيعية فقط.
الزهد :
1- انتشاره وميل الناس له.
2- قناعة الشاعر الناظم لشعر الزهد حيث كان في السابق مجرد ميل فطري إلى التزهد.
3- أسباب ودوافع انتشاره:
أ / الحماسة والغريزة الدينية.
ب/ ردة فعل وحركة مضادة للمجون والزندقة.
ثانيا – التجديد في منهج القصيدة
أسباب ودوافع التجديد :
1- الحضارة العباسية.
2- الشعراء المولدين.
مظاهر التجديد في نهج القصيدة ( عمود الشعر ) :
1- نبذ المقدمة الطللية.
2- رقة الألفاظ.
3- سهولة التركيب.
4- التحام القصيدة ووحدة الموضوع.
5- التأثر بالثقافات غير العربية.
6- النقل من الحكم الفارسية وغيرها.
ثالثا – تعبير الشعر عن حياة الفرد :
في السابق كان معظم الشعر بتحدث عن مشاكل الآخرين أما في هذا العصر فقد كثر الحديث عن هموم الشاعر نفسه وعن أفراحه وأحزانه.
رابعا – الشعر التعليمي :
1- ظهوره : في بداية العصر العباسي.
2- تعريفه : أن ينظم الشاعر فيه علما من العلوم.
3- الغرض منه : ليكون وسيلة تعليمية وليسهل حفظ العلم.
4- أمثلة للشعر التعليمي : قصيدة اللاحق في الفرائض وقصيدته أيضا في نظم كتاب كليلة ودمنة شعرا.
خامسا – الصنعة اللفظية :
تاريخ بداياته :
- بدأ منذ وقت مبكر.
- اهتم به بشار بن برد وأبو نواس.
- اعتمد عليه كثيرا مسلم بن الوليد
البديع عند أبي تمام :
أضاف إلى ألوان البديع العربية وشياً من الثقافة والفلسفة.
سادسا – الأوزان والقوافي :
- شيوع الأوزان الخفيفة.
- ظهور القوافي المزدوجة.
- ظهور الرباعيات والمسمطات والخماسيات.
مقطع من قصيدة بشار بن برد
التعريف بالشاعر :
اسمه : بشار بن برد بن يرجوخ فارسي الأصل وشاعر مخضرم ولد عام 91 ( في العصر الأموي ) ومات مقتولا بتهمة الزندقة عام 168هـ ، بدأ شعره مبكرا بالهجاء ثم أتقن جميع أبواب الشعر بموهبته ولغته الجيدتين ويتميز شعره بما يأتي :
1- التلاعب بالمعاني والألفاظ
2- غزارة المادة اللغوية
3- عدم التكلف في النظم الشعري
التعريف بالمناسبة :
نظم الشاعر هذه القصيدة في وصف أحد الجيوش الذاهبة لساحة القتال.
خصائص الخيال :
• سعة الخيال في النص ( روعة التصوير ).
• قوة العاطفة.
• وضوح المعاني وتسلسلها.
• تناسب الألفاظ مع المعاني.
مقطع من قصيدة أبي العتاهية
التعريف بالشاعر :
اسمه : إسماعيل بن سويد بن كيسان الملقب بأبي العتاهية ، وكان في أول حياته لاهيا ماجنا ثم تاب واشتهر بشعر الزهد، ولد سنة 130 ومات سنة 210هـ رحمه الله.
التعريف بالمناسبة :
هذه القصيدة إحدى قصائد الشاعر التي رغب فيها بالتذكير بالله وإخلاص الأعمال له.
خصائص النص :
• سلاسة الأسلوب ووضوح الأفكار 
• البعد عن الألفاظ الغامضة
• المباشرة والتقرير في أداء المعاني
• صياغة النصائح بالمنهج القديم المألوف
قصيدة أبي تمام في مدح المعتصم عند فتح عمورية
التعريف بالشاعر :
اسمه : حبيب بن أوس الطائي ويشتهر بأبي تمام.
حياته : ولد قرب دمشق عام 192 ونشأ بها وتنقل بين مصر والشام وخراسان طالبا العلم منشدا الشعر توفي عام 231هـ
مميزات شعره :
1- التعمق في المعاني .
2- الميل إلى المحسنات البديعية .
3- الغموض الفني وتوليد المعاني .
4- ظهور أثر الفلسفة والمنطق في شعره.
التعريف بالمناسبة :
غدر الروم بالمسلمين فأراد المعتصم الانتقام منهم فنصحه المنجمون بعدم ذلك لتنبئهم بخسارة المسلمين للحرب لكن المعتصم سير الجيش وانتصر المسلمون انتصارا عظيما فاستغل الشاعر كذب المنجمين وبدأ قصيدته بالرد على تلك المزاعم.
أفكار النص :
من البيت 1 إلى البيت 4 سخرية بكذب المنجمين
من البيت 5 إلى البيت 8 أهمية هذا الانتصار والفتح للمسلمين
من البيت 9 إلى البيت 17 مدح للمعتصم
خصائص النص (( التعليق )) :
1- عمق المعاني
2- خصوبة الخيال
3- جزالة الألفاظ
4- استغلال ألوان البديع
5- صدق العاطفة
قصيدة البحتري في وصف الربيع
التعريف بالشاعر :
نسبه : أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي نسبة إلى قبيلة طي ويلقب بالبحتري نسبة إلى عشيرة بحتر الطائية.
حياته : ولد سنة 204 ونشأ وتعلم في الشام واتصل بسبعة خلفاء عباسيين ومات سنة 284هـ
شعره : اشتهر بشعر المدح والوصف وتميز بملاءمة الألفاظ للمعاني وملاءمة الكلمات للحروف.
التعريف بالمناسبة :
أراد الشاعر مدح أحد القادة في عصره فافتتح القصيدة بوصف الربيع للتعبير عن مشاركة الربيع هذا الثناء.
نقد النص ( التعليق ) :
1- كل النص ممتلئ بالصور الجمالية مثل :
أ / استعارة الإنسانية للربيع.
ب / استعارة الإنسان النائم للورود.
ج / استعارة الإنسان العاشق للندى.
2- المحسنات البديعية مثل الطباق في البيت الخامس .
3- اللغة الرقيقة المناسبة للصور.
4- التناغم الموسيقي للألفاظ والتراكيب.
قصيدة ابن دريد في الوعظ صفحة 76
التعريف بالشاعر
نسبه : هو أبو بكر محمد بن الحسين بن دريد .
حياته : ولد سنة 223 بالبصرة وتوفي 321هـ ببغداد.
جمع بين الإمامة في العلوم العربية وبين الشعر.
التعريف بالمناسبة :
لوعظ الناس ونصحهم.
أفكار النص :
من البيت 1 إلى البيت 4 غزل
من 5 إلى 8 الإنسان والغفلة
من 9 إلى 13 الإنسان والعظة
من 13 إلى 15 متفرقات
نقد النص ( التعليق ) :
1- تغليب الجانب الفكري والعقلي في القصيدة.
2- الصور العادية في النص.
3- الخيال عرضي بين ثنايا القصيدة.
4- العاطفة الدينية
5- الألفاظ موسيقية فصيحة غير غريبة
قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة
التعريف بالشاعر
اسمه : أحمد بن الحسين – المتنبي – أبو الطيب
حياته : ولد سنة 303 بالكوفة وقتل سنة 354 قرب بغداد بدأ الشعر في صغره وتردد على البادية حتى اكتسب صلابتها، شعره : برع في جميع الأغراض الشعرية خاصة المدح والفخر والحكمة وكانت معظم مدائحه لسيف الدولة الحمداني وتميز بالآتي :
1- الصور الجميلة.
2- المعاني المبتكرة.
3- التعبير عن الذات.
التعريف بالمناسبة :
وقعت معركة بين المسلمين بقيادة سيف الدولة الحمداني وبين الروم انتصر فيها المسلمون وكالعادة استغل الشاعر هذه المناسبة في مدح سيف الدولة ووصف هذه المعركة
أفكار النص :
من البيت 1 إلى 4 حكم ومدح لسيف الدولة.
من 5 إلى 8 إلتفاتة لقلعة الحدث
من 9 إلى 11 وصف لجيش الروم
من 12 إلى 15 مدح الأمير سيف الدولة بالشجاعة
خصائص هذا النص ( التعليق ) :
1- جعل المعنوي محسوسا
2- تشخيص الجماد والحيوان
3- المبالغة في التصوير
4- استخدام البديع
5- جزالة الألفاظ وملاءمتها للمعاني
قصيدة المعري في الرثاء صفحة 90
التعريف بالشاعر :
هو أبو العلاء المعري ولد سنة 363 ومات 449 ويعد من أحكم الشعراء بعد المتنبي وقد اشتهر بشعره بالنقد والفلسفة واللزوميات الفريدة
مناسبة النص :
وفاة أحد الفقهاء فرثاه الشاعر بهذه القصيدة مستغلا ذلك بالنصح والإرشاد
أفكار النص :
من البيت 1 إلى 4 حديث عن الموت والحياة
من 5 إلى 11 حديث عن الموت
من 12 إلى 15 حديث عن الحياة
خصائص النص ( التعليق ) :
1- عدم الإغراق في الصور الخيالية
2- عدم التكلف في المحسنات البديعية
3- وضوح الأفكار وعذوبتها
4- صدق العاطفة
5- عمق التجربة
6- تأثر الشاعر بالفكر اليوناني
النثر في العصر العباسي
أسباب تطور النثر :
1- امتزاج الثقافات الأجنبية بالثقافة العربية
2- نمو العلوم الإسلامية.
مظاهر تطور النثر :
1- انصهار النثر في الآداب والعلوم المختلفة
2- غدا النثر أدبا ذا طابع خاص
3- أسست القواعد المنظمة لبلاغة الكلام
خصائص النثر العباسي :
1- هجر الألفاظ البدوية والمبتذلة
2- العناية بفصاحة الكلام وجزالته
3- ملاءمة الكلمات للجرس الصوتي
4- مراعاة الحال في الإطناب والإيجاز
5- وضوح الأسلوب
6- دقة المعنى
7- ترتيب الأفكار
فنون النثر :
1- فنون تقليدية قديمة مثل الخطب والرسائل والمناظرات والعهود والوصايا
2- فنون مطورة مثل التوقيعات
3- فنون جديدة مستحدثة مثل القصة
أشهر كُتَّاب النثر
1- ابن المقفع
2- سهل بن هارون
3- عمرو بن مسعدة
4- إبراهيم بن العباس الصولي
5- محمد بن عبدالملك الزيات
6- أبو حيان التوحيدي … وغيرهم
النثر في العصر العباسي الثاني
ضعف النثر في العصر العباسي الثاني بسبب ميله إلى الزخارف اللفظية والتفنن بالطلاء الخارجي ( المحسنات البديعية ) التي كثرت منذ جاء بديع الزمان الهمذاني ومَن بعده حيث جعلوها همهم الأول وصارت تجلب ويؤتى بها لذاتها.
أساليب وأنماط النثر
الأسلوب والنمط الأول فن الترسل : هو أن يأتي الكاتب بكلامه مرسلا من غير سجع
أشهر الكتاب المترسلين :
1- ابن المقفع ويتميز أسلوبه :
أ / خلوه من التعقيد والغرابة
ب/ عذوبة الألفاظ وبساطة العبارات
ج / البعد عن السجع والازدواج
د / الإيجاز
2- سهل بن هارون ويتميز أسلوبه :
أ / الجدل
ب/ الدقة في الحوار
ج / توازن الألفاظ ( الازدواج )
3- الجاحظ ويتميز أسلوبه :
أ / الازدواج ( توازن الألفاظ )
ب/ الجدل
ج / ملاءمة الألفاظ للمعاني 
د / الاستطراد
الأسلوب والنمط الثاني فن السجع : وهو الإتيان بكلام له فواصل كفواصل الشعر بأن تنتهي الجملة بنفس الحرف الذي انتهت به سابقتها
ظهوره وتطوره :
1- البرامكة أول من أكثر منه والتزموه في كتاباتهم
2- في عصر المقتدر أصبح السجع عاما
3- لما جاء ابن العميد سيطر السجع على كتاباته وعلى مَن بعده
أثر هذا الأسلوب على النثر :
أبعد السجع النثر عن الصدق والفن أدى به إلى الضعف
أبرز فنون النثر
أولا – الخطابة :
الخطابة في أول العصر العباسي :
كان لها شأن واضح نظرا لحداثة الدولة والحاجة لها لتدعيم السلطان وتتميز بما يأتي :
أ / جزالة الألفاظ
ب/ عدم التزام السجع
ج / كثرة الاستشهاد بالقرآن الكريم
د / غلبة الإيجاز
الخطابة بعد استقرار الدولة العباسية :
ضعفت الخطابة خلال هذه الفترة للأسباب التالية :
أ / ضعف القدرة عليها
ب/ قلة الدواعي إليها
ج / حلت الرسائل محلها
الخطابة في نهاية العصر العباسي :
ضعفت الخطابة أكثر لانتشار العجمة في نهاية العصر حتى أصبح الخطباء يرددون خطب السابقين نفسها دون أن يعلموا بمغزاها
ثانيا – الرسائل الديوانية :
تعريفها :
هي ما كان يصدر من الخليفة أو الوزير أو غيرهما من مسئولي الدولة من رسائل في تصريف أمور الدولة
صفات الكاتب لهذا النوع :
أن يحيط بالعلوم العربية والشرعية وذلك حتى يجود كتابته
مميزات الرسائل الديوانية :
1- الوضوح
2- الجمال الفني
أشهر الكتاب :
1- يحيى البرمكي
2- جعفر بن يحيى البرمكي
3- الفضل بن سهل
4- الحسن بن سهل
ثالثا – التوقيعات :
تعريفها :
هي ما يوقع به الخليفة أو الوزير أو الوالي على ما يرفع إليه من شكوى أو تظلم ( أشبه بما يسمى في عصرنا الحاضر بالشرح على المعاملات )
كثرتها في العصر العباسي :
كثرت التوقيعات في العصر العباسي جدا منذ الخليفة الأول (السفاح) .
مميزات التوقيعات :
1- إيجاز القِصَر
2- بعض المحسنات البديعية
3- الاقتباس
رابعا – المقامات :
تعريفها :
هي حكاية قصيرة تدور حلو بطل وهمي وراوية خيالي لغرض اجتماعي أو لغوي
سبب التسمية :
سميت بذلك لأنها تذكر في مجلس واحد يجتمع فيه الجماعة لسماعها
نشأتها وظهورها :
ورد ذكرها في كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة ( توفي سنة 276 ) ولكنها عرفت بشكلها الحقيقي على يد بديع الزمان الهمذاني ( المتوفى سنة 398 )
المقامات عند بديع الزمان الهذاني :
حفلت بالحركة التمثيلية ، وحوارها يدور بين شــخصين ( وهميين ) اسمهما عيسى بن هشام والآخر أبو الفتح الإسكندري ، ويبلغ عددها نيفا وخمسين مقامة تدور حول الكدية وربما النقد الأدبي أو الوعظ الديني وبعضها يصور الحياة في بغداد

مميزات مقامات بديع الزمان :
1- غلبة السجع القصير
2- كثرة الفكاهة البديعية
3- العناية بالألفاظ
4- كثرة الشعر والأمثال
5- الاقتباس من القرآن الكريم
6- كثرة الغريب
المقامات عند الحريري :
نهج الحريري في طريقة كتابة المقامات وخصائصها على منوال بديع الزمان وجعل الحوار يدور بين شخصين اسمهما زيد السروجي والحارث بن همام
الفرق بين مقامات بديع الزمان ومقامات الحريري :
أن الحريري أكثر من الهمذاني في كثرة الغريب والتصنع والتكلف في استخدام المحسنات البديعية