التفريق بين المصطلحات, و البيت الشعري عَروضيا
التفريق بين المصطلحات
هناك مجموعة من المصطلحات يحسن بطالب علم العروض أن يدرك الفرق بينها ؛ لأنها تمس العلم الذي يدرسه ومن تلك المصطلحات ما يلي :
الشعر :
قال ابن خلدون :(( الشعر هوكلام البليغ المبني على الاستعارة والأوصاف ، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والرويّ ، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده ، الجاري على أساليب العرب المخصوصة به )) . ومما يعد من الشعر قول أبي فراس الحمْداني :
أراكَ عصيَّ الدمعِ شيمتُك الصبْرُ # أما للهوى نهيٌ عليكَ ولا أمرُ
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ # ولكنَّ مثليْ لا يذاعُ له سرُّ
إذا الليلُ أضوانيْ بسطتُ يدَ الهوى # وأذللتُ دمعًا من خلائقِه الكِبْرُ
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ # ولكنَّ مثليْ لا يذاعُ له سرُّ
إذا الليلُ أضوانيْ بسطتُ يدَ الهوى # وأذللتُ دمعًا من خلائقِه الكِبْرُ
النثر :
الكلام الجيد نوعان : نثر وشعر . أما النثر فهو الكلام الذي يجري على السليقة من غير التزام
وزن ، وقد يدخل السجعُ والموازنةُ والتكلفُ الكلامَ ثم يبقى نثرا إذا بقي مجردا من الوزن .
وزن ، وقد يدخل السجعُ والموازنةُ والتكلفُ الكلامَ ثم يبقى نثرا إذا بقي مجردا من الوزن .
والنثر أسبق أنواع الكلام في الوجود لقرب تناوله ، وعدم تقييده ، وضرورة استعماله . وهو
نوعان : مسجع إن التُزِمَ في كل فقرتين أو أكثر قافية ، ومرسل إن كان غير ذلك . وقد كان العرب ينطقون به معربا غيرَ مَلْحُونٍ ؛ لقوة السليقة ، وفعل الوراثة ، وقلة الاختلاط بالأعاجم .
نوعان : مسجع إن التُزِمَ في كل فقرتين أو أكثر قافية ، ومرسل إن كان غير ذلك . وقد كان العرب ينطقون به معربا غيرَ مَلْحُونٍ ؛ لقوة السليقة ، وفعل الوراثة ، وقلة الاختلاط بالأعاجم .
الشعر المنثور :
الشعر المنثور ، أو الطَّلْق أو المنطلِق أو المحَرَّر أو قصيدة النثر- تسمياتٌ مختلفة لنوع من الكتابة النثرية تشترك مع الشعر في الصور الخيالية ، والإيقاع الموسيقي حينا ، وتختلف عنه في أنظمة الوزن ، والقافية ، والوحدات .
وقيل : هو الكتابة التي لاتتقيد بوزن أوقافية ؛ وإنما تعتمد الإيقاع الداخلي ، والكلمة الموحية ، والصورة الشعرية . وغالبا ماتكون الجمل قصيرة ، محكمة البناء ، مكثفة الخيال .
وقد كانت بداية هذا النوع في الربع الأول من هذا القرن عندما اعتمد جبران والريحاني فنا أدبيا يجعل النثر الفني أسلوبا ، إلا أنه يتميز بعاطفة شعرية ، وخيال مجنح .
النظم :
هو الكلام الموزون المقفى دون شعور أو عاطفة أو خيال أو صورة ، ومعظم النقاد يجعل النظم دون مرتبة الشعر في الجودة من حيث المضمون ، والخيال ، والعاطفة وغيرها من عناصر الشعر ، دون الوزن . فالشعر ، عادة ، يطفح بالشعور الحيّ ، والعاطفة الصادقة ، فيؤثر في مشاعرنا . أما النظم فركب بطريقة لا يقصد بها إلا المحافظة على الوزن ، والإيقاع كانتظام حبات العقد في السلك ، دون أن يكون فيه روح أو حياة .
والمقياس في التفريق بين الشعر و النظم يعود بالدرجة الأولى إلى الذوق الأدبي . وهذا الذوق يتربى بكثرة مطالعة الشعر الجميل .
هذا ، وإن لم يكن ثمة حدود دقيقة فاصلة بين الشعر و النظم ، فإنه يمكننا التمييز بينهما بسهولة في كثير من الأحيان ، فمما يعد نظما لاشعرا عند الذين يفرقون بين المصطلحين ما نظمه الفقهاء والنحاة ، وكثير من شعراء عصر الانحطاط ،و مما يعد منه أيضا الشعر التعليمي .
ومن النظم هذان البيتان ( من الرجز ) :
أجادها نحويةً صرفيهْ
|
قد نظم ابن مالك ألفيهْ
| |
سهَّلت فيه حفظها للفتيةِ
|
وقد تبعت إثره في الهمزةِ
|
أسئلة وتدريبات على ماسبقت دراسته
س1 : ماذا قال ابن خلدون في تعريف الشعر ؟ ، وما المقياس في التفريق بين الشعر والنظم ؟ .
س2 : ما النثر ؟ ، وما السابق في الوجود الشعرُ أم النثر ؟ وما علة ذلك ؟ .
س3 : اذكر الفرق بين الشعر ، والشعر المنثور .
س4 : ما تعريف النظم ؟ ، ومن الذين يعد كلامهم نظما ؟ اذكر مثالا له في بيتين .
تعريف البيت الشِّعْري ّ:
البيت هومجموعة كلمات صحيحة التركيب ، موزونة حسب علم القواعد والعَروض ، تكوِّن في ذاتها وَحدة موسيقية تقابلها تفعيلات معينة .
وسمي البيت بهذا الاسم تشبيها له بالبيت المعروف ، وهوبيت الشَّعْر ؛ لأنه يضم الكلام كما يضم البيت أهله ؛ ولذلك سموا مقاطِعَهُ أسبابا وأوتادا تشبيها لها بأسباب البيوت وأوتادها ، والجمع أبيات .
ألقاب الأبيات :
أولا :من حيث العدد :
أ- اليتيم : هو بيت الشعر الواحد الذي ينظمه الشاعر مفردا وحيدا .
ب- النُّتْفَة : هي البيتان ينظمهما الشاعر.
ج- القطعة : هي ما زاد على اثنين إلى ستة من أبيات الشعر .
د- القصيدة : هي مجموعة من الأبيات الشعرية تتكون من سبعة أبيات فأكثر .
ثانيا : من حيث الأجزاء:
أ- التام : هوكل بيت استوفى جميع تفعيلاته كما هي في دائرته ، وإن أصابها زحاف أوعلة .
وذلك كقول الشاعر:
ولمْ أرَ بدرًا قطُّ يمشي على الأرضِ
|
رأيتُ بها بدرًا على الأرض ماشيًا
|
فهو من البحر الطويل وتفاعيله ثمان في كل شطر أربع .
ب- المجزوء : هوكل بيت حذفتْ عَروضه وضربُه وهذا واجب في كل من : المديد والمضارع والهزج والمقتضب والمجتث ، وجائز في كل من البسيط والوافر والكامل والخفيف والرجز والمتدارك والمتقارب . وممتنعفي كل من : الطويل والمنسرح والسريع .
كقول الشاعر من الوافر المجزوء :
وقصْديْ الفوزُ في الأملِ
|
أنا ابنُ الجد في العَملِ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لزيارتك وقراءتك وتعليقك وأرجو أن أراك مرة أخرى