بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصفحات

الثلاثاء، 21 أبريل 2015

التغذية الراجعة

التغذية الراجعة


مقدمة: إن الوظيفة الأساسية للتربية المعاصرة هي العمل على تعديل سلوك الدارسين وفق أهداف تربوية محددة ، وخطة عملية سليمة تحقق لهم النمو الشامل . ممـا يساعدهم على العيش في مجتمع مستمر التغير ، ويكون ذلك عن طريق توفير ظروف مواتية للتعلم تمكنهم من الوصول إلى أقصى قدراتهم . وخضم فعاليات التعلم و التعليم تبرز التغذية الراجعة كأمرا"حيوى وهام فيساهم في تحقيق عمليات التعلم الفعالة.

فما المقصود بالتغذية الراجعة ؟ هي معلومات حول الأداء الحالي تؤثر على الأداء اللاحق ، وقد تكون عبارة عن استجابات من زميل في الفصل أو تعليقات أو تصويبات يقوم بها المعلم ، أو ملاحظات يقدمها أي طرف آخر له ارتباط بمن تقدم له الملاحظة .ويجمع التربويون على أن التغذية الراجعة ليست مهمة للطالب فحسب ،بل هي كذلك على جانب كبير من الأهمية بالنسبة للمعلم أيضا" ، إذ تمثل جوهر عمليات القياس و التقييم في التدريس البناء.

دور التغذية الراجعة في تعلم المفاهيم: إن التعليم هو كل ما يكتسبه الإنسان عن طريق الممارسة والخبرة ،لذا عندما يحاول الدارس أن يحقق أداء" معينا" فإن الحافز الذي يدفعه إلى ذلك يكون هاما" جدا" ،و بناء على ذلك لابد من تقديم أسلوب ما أثناء التعلم كي يدرك المتعلم نتائج نشاطه فيستقبل بذلك - من البيئة التعليمية - نوعا" من التغذية الراجعة تمكنه من التأكد أن أداءه صحيح، وقد أكدت الدراسات أن التغذية الراجعة تساعد على التعلم في خلال فترة و جيزة إذا ما روعي فيها حاجات المتعلم المرتبطة بالحافز و الاستجابة .وعند تعلم المفاهيم يفضل تجنب استخدام الكلمات (صحيح أو خطأ ) في الفصل ،بل العمل على استمرار تقديم معلومات ترتبط بالنقطة التي أجاب عنها الطالب . وهناك العديد من أنماط التغذية الراجعة غير الملفوظة التي يمكن أن تقدم  (كالابتسامة - علامات الاستحسان - هز الرأس بالموافقة أو بالمعارضة ...)

المفاهيم :هي المعاني المجردة التي تمثلها الكلمات وغيرها من المصطلحات اللغوية التي ترتبط بكلمة أو رمز في عقل الإنسان .

مصادر التغذية الراجعة :
أ‌-       التغذية الراجعة الذاتية (الحسية): وتكون نابعة من الشخص نفسه الذي قام بالعمل ،عندما يشعر أن عمله أوجوابه يتفق مع معلومات سابقة قد درسها . فالطالب شعر هنا بالخطاء ويحاول جاهداتصحيحه عن طريق احساسه الداخلي .وتعرف بالحسية لأنها تعتمد على حواس الطالب عبر تآزر الجهاز العصبي مع الحركي . مثال: يطلب من الطالب أن يكتب العدد (2) فبمجرد ن يقوم بالاستجابة يراجع عمله فإذا تبين أن الرقم معكوس مثل (6) فإنه يشطبه فورا" و يكتبه صحيحا".
ب‌-   التغذية الراجعة الخارجية (المرتبطة بمعرفة النتائج): وفيها يعتمد المتعلم على التوجيه الخارجي ليتبين له مدى نجاح عمله (قد يكون من قبل المعلم - الزملاء في الفصل - زائر للحصة ) وهذا النوع من التغذية يحث الطلاب على ابداء رأيهم وتقديم التغذية الراجعة المناسبة للموقف .ونحن بحاجة إلى كلا النوعين من التغذية الراجعة ، فإذا لم تؤد الحسية الهدف فلا بد من اللجوء إلى استخدام التغذية الخارجية .

أنواع التغذية الراجعة
1-     التغذية الراجعة المحايدةوفيها المعلومات المعطاة لا تقدما "حكما" على الأداء سلبا "أو ايجابا، بل تقدم مقترحات أو تقارير من أجل تحسين الأداء ولا تقدم بشكل صريح، وتنطوي التغذية الراجعة المحايدة على ثلاثة جوانب :
·         يخبر الطالب بالسبب إن كان عمله دون المتوقع .
·         يعرف ماذا سيعمل .
·         يعرف بالظروف التي تؤدي إلى ألاداء غير الصحيح.
2-     التغذية الراجعة الإيجابية: و تعتبر من الدعامات القوية للتغذية الراجعة المحايدة نظرا "لأنها تهدف إلى التعزيز كأن نقول مثلا" (أجبت إجابة صحيحة -استمر على هذا الأداء - جزاك الله خيرا" - و جهة نظرك صابة ...) كما يمكن أن تمثل بأشكال عدة كالدرجات - الترقيات - امتيازات خاصة ... و لكن يبقى أفضل هذه الأساليب هو الثناء والمديح .
3-     التغذية الراجعة السلبية: فيها نؤكد أن الطريقة الحالية في الأداء غير مقبولة وعليه استبدالها بطريقة أفضل للوصول إلى الحل الصحيح كقولنا مثلا ( لابد أن تغير هذا السلوك إلى الأفضل –يجب أن تدرس بصورة أفضل ...) وهذا النوع من التغذية يعتمد على تقديم الطرق البديلة للطالب لتحسين أدائه من أجل ذلك يتعاون الطالب مع المعلم لإيجاد البدائل المناسبة للنجاح في المستقبل .وإن تعددت أنواع ومصادر التغذية الراجعة ألا أن هناك نقاط يجب مراعاتها عند التعامل معها وهي:
·         اتصاف المعلم ببعض المهارات منها (النزاهة - الجرأة - الاحترام - التواصل مع الآخرين) .
·         الدخول مباشرة في صلب الموضوع ، وتحديد النتائج .
·         أن تصف التغذية الراجعة الحالة الراهنة .
·         تجنب الألفاظ المثيرة للإنفعال.
·         الفورية في تقديم التغذية أول بأول دون أن ندعها تتراكم.
·         تعزيز السلوك بعد حدوثه و ليس قبله.
·         عدم المبالغة بأهمية الأداء أو التقليل من شأن المشاركة، بل تقديم الثناء بكل موضوعية.
·         العمل على نشر بعض النتائج وتعميمها مثل تعليقها على لوحة صفية.
·         البحث باستمرار عن فرص مواتية قائمة على أسس منتظمة لمدح الطالب والتعبير عن التقدير له .
·         على المدرس دائما " التأكد من استيعاب المفهوم ويكون ذلك من خلال قيام- الطالب بإعطاء أمثلة جديدة أو أن يقارن بين المفاهيم .



التغذية الراجعة ليست مصطلحاً من مصطلحات علم النفس أصلاً, وإنما هي مفهوم ومبدأ أساسي من مفاهيم علم السبرنيتيك*.
ويعود الفضل في تطوير هذا المفهوم وتطبيقه على ظواهر السلوك الإنساني إلى العالم الأمريكي " ويتر " ومن عاصروه أو أتوا من بعده أمثال "شينسون" و "آنوخين" و "بيرتا لانفي" وغيرهم .

تعريف التغذية الراجعة:
أصبحت التغذية الراجعة مصطلحاً تتداوله التربية وعلم النفس، والفيزيولوجية، وعلوم الاتصال، والعلوم الاجتماعية والفيزياء والكيمياء، والجيولوجيا، والهندسة والفنون ... الخ . وقد أدى هذا بدوره إلى تعددية في تعريفاتها وإلى تنوع كبير فيها . ومن أهم التعريفات الشائعة للتغذية الراجعة نذكر ما يلي:
1_ هي تأثير إشارات مخرج نظام معين في مدخل هذا النظام.
2_ هي أية معلومات راجعة من مصدرها تفيد في تنظيم السلوك وضبطه.0
3_ إشارات يتلقاها الفرد عن نتائج سلوكه أو اتصال بصورة مباشرة أو غير مباشرة تتيح له معرفة أثر أو نتيجة سلوكه أو اتصاله.
4_ معلومات راجعة شفوية أو غير شفوية تسمح للمرسل _ في عملية الاتصال _ معرفة ما إذا كانت رسالته قد استقبلت وكيف تم هذا الاستقبال والكيفية التي فهمت بها هذه الرسالة.
5_ مفهوم يستخدم لوصف التأثير المتبادل بين نوعين أو أكثر من الأحداث حيث يستطيع حدث معين مثل : استجابة المتعلم أن يبعث نشاطاً لاحقاً مثل ( تقويم الاستجابة ) . وهذا الأخير يؤثر بدوره بطريقة راجعة في الاستجابة السابقة، فيعيد توجيهها وضبطها إذا حادت عن الهدف.
أهمية التغذية الراجعة:
إن لهذا المبدأ علاقة وثيقة بموضوعات مثل: التلاؤم، التكيف، التعلم، التعليم، الاتصال، وبأي نوع من نشاطات المنظومات الموجهة ذاتياً .
هذا وتتجلى أهمية التغذية الراجعة بصورة عامة قاله "ويتز" إنها " سر الحياة "، وفيما أطلقه البيولوجي الفرنسي "لاتيل" "سر الانتظام العام"، وما أكده العالم المعروف ( باليتايف ) في أنها "المبدأ العام في السبرنتيك والطبيعة الحية".
أما في مجال التعلم فتعد التغذية الراجعة من بين أهم العوامل المؤثرة فيه، لأنها تمكن المتعلم من إدخال التعديلات اللازمة على الاستجابات التي يصدرها بحيث تصبح هذه الاستجابات بفضل التغذية الراجعة أكثر اقتراباً من الاستجابات المرغوب فيها . وبعبارة أدق تيسر التغذية الراجعة التعلم، وتقوي الارتباطات المناسبة، وتصحح الأخطاء، وتوضح المفاهيم غير الدقيقة، وتبين مدى التعلم السليم للأجزاء المختلفة من المهمة التعلمية. إضافة إلى أن التغذية الراجعة التي يتلقاها المتعلم تزيده ثقة في صحة نتائج تعلمه، وتوحد جوانب هذا التعلم، وتجعلها أكثر تكاملاً. وبذلك يصبح أكثر قدرة على التركيز الانتقائي لجهوده وتوجيهها إلى تلك النواحي التي تتطلب عملاً أكبر ومعالجة أشمل وأعمق.

ويستطيع المعلم عن طريقها إيصال المعلومات اللازمة إلى المتعلمين، وبوساطتها يعرف ما إذا كانت طريقته في التدريس سليمة وفعالة أم العكس. وبالاعتماد عليها تتوفر لديه معلومات عن سير عملية التعلم لدى كل متعلم.
وهكذا يعد وجود قناة تتدفق عبرها المعلومات الراجعة بين أطراف أية عملية اتصالية _ والتعلم والتعليم شكل من أشكال الاتصال _ أحد أهم الضمانات لنجاح عمليات التعليم والتعلم، لأنها تسمح للمعلم والمتعلم أن يكيف كل منهما سلوكه لسوك الآخر وأن يتفاعلا بصورة إيجابية لتحقيق أهداف العملية التعليمية / التعلمية.
*السيرنتيك: هو علم التوجيه والتحكم بالآلات، ولا سيما الأتوماتيكية ( المعقدة كما هو الحال في الآلات الحاسبة الالكترونية " الحواسيب " والطائرات الأسرع من الصوت والطائرة بدون طيار، والصواريخ الموجهة، والمراكب الفضائية والأقمار الصناعية .. الخ  . وقد غدا السبرنتيك منهجاً أو مدخلاً علمياً في دراسة الظواهر شديدة التعقيد وذات الطابع المنظومي أكثر منه فرعاً علمياً متخصصاً في دراسة ظواهر محددة .

المرجع : منصور, علي: التعلم ونظرياته. مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية, منشورات جامعة تشرين, اللاذقية, 1421هـ-2001م.

وظائف التغذية الراجعة"Feed Back"


تنهض التغذية الراجعة بوظائف هامة في عمليات التعلم والتعليم وهذه الوظائف هي التالية:
1_ وظيفة إعلامية:
حيث تزود التغذية الراجعة الفرد بمعلومات تمكنه من الحكم على مدى ملاءمة استجاباته وتوجيهها نحو الأهداف المرغوب فيها، وترشده إلى كيفية الوصول إليها من خلال تأكيد ما هو صحيح وتثبيته من جهة، والكشف عن جوانب القصور ومواطن الخطأ وتصحيحا من جهة أخرى.
2_ وظيفة تشويقية / دافعية:
يرى العلماء أن التغذية الراجعة في حال تنظيمها بصورة صحيحة فإنها تساعد على النهوض بدافعية التعلم، وتجعل جهود المتعلم أكثر حماساً من خلال ما تولده من أنشطة جديدة موجهة، وما تزود المتعلم به من قوة متعاظمة في ضوء ما يطلق عليه قانون "الطاقة المتزايدة" والذي فحواه أن الفرد كلما اقترب من هدفه أكثر، زاد من الجهود التي يبذلها.
وبالعكس فإن عدم انتظام التغذية الراجعة وعدم كفايتها أو انقطاعها من الأسباب الهامة التي تؤدي إلى خفض دافعية التعلم وتعثر جهود المتعلم وفتور همته وفقدان اهتمامه بموضوع التعلم.
3_ وظيفة تعزيزية:
إن المعلومات التي تحملها التغذية الراجعة عن سلوك ما من شأنها أن تؤدي إلى تقوية هذا السلوك وتثبيته إن كان صحيحاً. كما تجعل إمكان حدوثه أكثر احتمالاً في المستقبل. فإعلام المتعلم بأن استجابة معينة صحيحة، بالإضافة إلى أنه يشبع دافعه المعرفي وكذلك دافعه إلى تحسين الذات، فإنه يزيد في حجم المادة التي يتذكرها في اختبار لاحق.
4_ وظيفة تصحيحية:
تؤكد البحوث الخاصة بالتغذية الراجعة أن الوظيفة التصحيحية هي أهم الوظائف التي تؤديها التغذية الراجعة على الإطلاق. فإعلام المتعلم أن الإجابة عن بند من بنود الاختبار غير صحيحة، وبيان أسباب ذلك الخطأ، وكيفية تصحيحه، يسبب دوماً تحصيلاً أسرع ومقاومة أكبر للنسيان.
5_ وظيفية توجيهية:
إن القيام بعمليات التوجيه والضبط والتحكم للآلة والإنسان أمر غير ممكن بدون الاعتماد على التغذية الراجعة. وفي حال صدور التغذية الراجعة الموجهة عن مركز أو مراكز متخصصة في الموضوع الخاضع للتوجيه والتحكم، وبصورة مستمرة ومباشرة وعملياتية يبلغ التوجيه والضبط والتحكم درجة عالية من الدقة يُستبعد معها إمكان حدوث أخطاء إلا فيما ندر. وإذا ما وقع خطأ فسرعان ما يتم تصحيحه والاستفادة منه، للحيلولة دون وقوع المزيد من الأخطاء، كما هو الحال في توجيه القذائف والصواريخ الموجهة، والمراكب الفضائية، وإلى حد ما في التعليم المبرمج المطور، والتعليم بوساطة الحاسوب ... الخ .
وهذه الوظائف المذكورة ترمي بمجملها إلى تحقيق عدداً من الأهداف نذكر منها:
أهداف التغذية الراجعة :
1_ استجرار أو إنشاء استجابة أو مجموعة من الاستجابات وإعطاؤها وجهة معينة.
2_ إجراء مقارنة وتقويم نتائج هذه الاستجابة أو الاستجابات في ضوء الأهداف المحددة من قبل أو المتوقعة، بغية اتخاذ قرار بشأن صحتها أو خطئها.
3_ استخدام معرفة النتائج في حال وقوع أخطاء في تنفيذ الاستجابة المتحققة لإعادة توجيه هذه الاستجابة وضبطها من جديد.
4_ استخدام معلومات التغذية الراجعة التي تشير إلى صحة الاستجابة من أجل تثبيتها وتعزيزها.

المرجع : منصور, علي: التعلم ونظرياته. مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية, منشورات جامعة تشرين, اللاذقية, 1421هـ-2001م.


التغذية الراجعة تصحيح لا تجريح

لعل أكثر لقاءات التغذية الراجعة حساسية هي تلك التي تعقدها كمدير مستخدماً معطيات الرقابة في تناول قضايا الأداء.

فيما يلي خطواتٌ مهمة في الوصول إلى الهدف الرئيسي من هذه الجلسة ألا و هو تجميع و عرض الحقائق و مناقشتها لتحسين أداء الموظف و تصحيح الممارسات الخاطئة، و التأكد من عدم تحول هذا الاجتماع إلى مصدرٍ لإضاعة الوقت و الموارد أو تسببه بإحباط الموظف أو توليد الخلافات الشخصية أو التنظيمية.

1-     حضّر لجلسة التغذية الراجعة مسبقاً: إن الاستخفاف بالتغذية الراجعة المتعلقة بالأداء هو من أفدح الأخطاء التي يمكن وقوع المدير بها، فمجرد استدعاء الموظف وإلقاء التغذية الراجعة المرتجلة عليه سيكون تافه الأثر لديه و لدى المدير أيضاً حتى تؤتيَ التغذية الراجعة ثمارها فإنها يجب أن تكون مسبقة التخطيط، و أن تحدِّدَ القضايا المراد تناولها مع دعم ما تقوله بالأمثلة، و فوق ذلك يجب إفراد الموظف بوقت مخصص له بالذات بحيث تكون مطمئناً إلى عدم إذاعة ما يجري و مرتاحاً إلى إتمامه دون مقاطعات, و قد لا يتم ذلك إلا بإغلاق باب المكتب و تعليق مكالمات الهاتف و غير ذلك من إجراءات.

2-      انشر حول الموظف جواً مطمئِناً: ينبغي إحاطة الموظف بجو مشجّع مهما كان شعورك تلقاء بيانات التغذية الراجعة. و لا يغب عن بالك أن أخذ هذه التغذية و ردَّها مناسبة تتحفز فيها المشاعر حتى لو كانت التغذية إيجابية إنَّ بث الراحة والاطمئنان في الموظف هوَ بدايةُ إنشاءِكَ بيئةً تآزريةً يمكن للتفاهم فيها أن ينمو و يثمر.

3-      تأكد من معرفة الموظف بالغرض من جلسة التغذية: لا بد من أن يقفز السؤال حول الغاية من اللقاء إلى ذهن أي موظف، إن إجابتك على ذلك هي بمثابة التحضير و التهيئة للخطوات اللاحقة.

4-      لا تعمِّم بل ركز على سلوكات عمل محددة: يجب قدر المستطاع توجيه التغذية الراجعة بشكل محدد و الانصراف بها عن التعميم الغائم، فالبيانات العامة لا تزيد الغموض إلا غموضاً، ولن تجدي في وضع اليد على العلة. و يزداد هذا الأمر أهميةً إن كنت تسعى إلى تصحيح مشكلة ما.

5-      تجنب التعليقات الشخصية و لا تخرج عن حدود العمل: يجب تقييد التغذية الراجعة بوصف الواقع الجاري و إبعادها عن المقاضاة أو التقدير الشخصيّ و خصوصاً إذا كانت سلبية المضمون. اضبط انزعاجك مهما كان جارفاً و لا تخرج عن دائرة الوظيفة، و إيّاك و توجيه النقد الشخصي إلى أحدهم رداً على قيامه بسلوك خاطئ. إن ما يثير حفيظتك و يستدعي النقد و الاعتراض هو السلوك الوظيفي، و أما الشخص بذاته فيجب أن يبقى بعيداً عن ذلك.

6-      ادعم التغذية الراجعة بالحقائق الملموسة: اجعل الموظف على بينة من الأسباب التي أوصلتك إلى تقدير أدائه. تساعدك الوقائع المثبتة التي جمعتها في الخطوة الأولى على توجيه انتباه الموظف نحو سلوكات محددة و وضع اليد على نواحي الأداء السليم و تعزيزها، و عند توجيه النقد ينبغي عليك أيضاً بيان المستند الذي جعلك تقول بعدم جودة إنجاز المهمة.

7-      سدِّد التغذية السلبية إلى سلوكات العمل الخاضعة لسيطرة الموظف: ينبغي حصرُ التغذية السلبية بقضايا العمل التي يتمكن الموظف من التأثير فيها. ثم عليك أن تبين له ما ينبغي عليه القيام به لإصلاح الوضع. تساعدك هذه الممارسة على التخلص من الأثر الواخز للنقد و تضيء الطريقَ لموظف يشعر بوجود المشكلة لكنه لا يرى السبيل للخروج منها.

8-      دع الموظف يتكلم أيضاً: ينبغي أن تكون على بينة من رأي الموظف فيما قلته أنت و خصوصاً إن كان ذلك بشأن مشكلة ما. و ليس المقصود من ذلك التفتيشُ عن عذر لكل مخطئ، بل لأنك لستَ غنياً عن الاهتمامِ بما لديه. انظر إلى الأمر من زاويته هو فقد ترى في ذلك إسهاماً قيماً في حل المشكلة. إن إفساح الفرصة للموظف لكي يدلي بما لديه يقوي ارتباطه بالموضوع و التزامه بالحل، و قد يلقي الضوء على معلومات كنت غافلاً عنها.

9-      كن منصفاً و واعياً و حازماً: لا تنسَ! يمكن أن تكون النتيجة السلبية عائدةً إلى عدم واقعية المقياس.أي إنَّ الأهداف المطلوبة شديدة الارتفاع ,أو شديدة الانخفاض. و في هذه الحال فإنَّ التصحيح ينبغي أن يتناول المقياس قبل تناول الأداء. المشكلة الأكثر إزعاجاً في هذا السياق هي مراجعة المقياس مع النزول في المستويات الإدارية وهكذا نرى أنَّ الموظَّف أو المجموعة المقصِّرين في أعمالهم يسارعون إلى تبرير الانحراف بخللٍ في المقياس لا تستبعد مطلقاً أن يكون فرط ارتفاع المقياس هو سبب الانحراف, و هو السبب في تثبيط اندفاع الموظَّفين الذين يتمُّ تقويمهم بناءً عليه لكن عليك من ناحيةٍ أخرى ألاّ تنسى أنَّ أوَّل ما يهاجمه الإداريُّون و الموظَّفون على حدٍّ سواء لدى إخفاقهم في تلبية المقياس هو المقياس ذاته. عندما تكون مقتنعاً بواقعية المقياس فعليك أن لا تتنازل. اشرح موقفك للموظَّفين, و أكِّد على عدم انتظارك لأي شيءٍ سوى تحسُّن الأداء ثمَّ تأكّد من القيام بما يلزم من تصحيحات في الأداء لتحويل التوقُّعات إلى حقائق فعليّة.

10- تحقق من استيعاب التغذية بوضوح لدى الموظف: ينبغي أن تكون التغذية مفصّلة وشاملة إلى الحد الذي يضمن فهم الموظفِ الواضحَ لكلِّ ما قلته و تطبيقاً لتقنيات الإصغاء الفعَّال يمكنك حث الموظف على إعادة صياغة ما قلتَه أنت بأسلوبه هو حتى تتأكد من أنه قد توصل تماماً إلى المعنى الذي قصدته.

11- ارسم خطة تصرف مستقبلية مفصّلة: لا ينتهي أداء المطلوب بمجرد تقديم التغذية الراجعة. بل يجب متابعة تعزيز الأداء الحسن و رسمُ أهداف أداءٍ جديدة وأما في مواجهةِ سيئات الأداء فعليكَ تخصيص وقت كاف لمعونة موظفيك على تطوير خطة مفصلة واضحة لتعديل الخلل. تشتمل هذه الخطة على بيان ما ينبغي عمله و توقيت ذلك و طريقتك في مراقبة الفعاليات لا تبخل بأي مساعدة ممكنة لموظفيك, و لكن لا تنس إعلامهم أيضاً بأنهم هم من يجبُ أن يقوم بالإصلاحات و ليس أنت.

روبرت مونتانا
من موقع مجلة عالم الإبداع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لزيارتك وقراءتك وتعليقك وأرجو أن أراك مرة أخرى