بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصفحات

الجمعة، 3 يوليو 2015

من هم داعش ؟!



ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في أحداث سنة سبع وثلاثين للهجرة أخبار خروج الخوارج من الكوفة ومبارزتهم علياً رضي الله عنه ما نصه : 
( اجتَمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى الْخُرُوج مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ، وتواطؤا على المسير إلى المدائن ليملكوها على الناس ويتحصنوا بها ويبعثوا إلى إخوانهم وأضرابهم - ممن هو على رأيهم ومذهبهم، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَغَيْرِهَا - فَيُوَافُوهُمْ إِلَيْهَا ، وَيَكُونُ اجتماعهم عليها ، فقال لهم زيد بن حصن الطَّائِيُّ: إِنَّ الْمَدَائِنَ لَا تَقْدِرُونَ عَلَيْهَا، فَإِنَّ بِهَا جَيْشًا لَا تُطِيقُونَهُ وَسَيَمْنَعُوهَا مِنْكُمْ، وَلَكِنْ واعدوا إخوانكم إلى جسر نهر جوخى [موقع في سواد بغداد، وهو بين خانقين وخوزستان (معجم البلدان) ] ، وَلَا تَخْرُجُوا مِنَ الْكُوفَةِ جَمَاعَاتٍ، وَلَكِنِ اخْرُجُوا وحداناً لئلا يفطن بِكُمْ، فَكَتَبُوا كِتَابًا عَامًّا إِلَى مَنْ هُوَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ وَمَسْلَكِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَغَيْرِهَا وَبَعَثُوا بِهِ إِلَيْهِمْ لِيُوَافُوهُمْ إِلَى النَّهْرِ لِيَكُونُوا يَدًا وَاحِدَةً عَلَى النَّاس، ثُمَّ خَرَجُوا يَتَسَلَّلُونَ وُحْدَانَا لِئَلَّا يَعْلَمَ أَحَدٌ بِهِمْ فَيَمْنَعُوهُمْ مِنَ الخروج فخرجوا من بين الآباء والأمهات والأخوال والخالات وَفَارَقُوا سَائِرَ الْقِرَابَاتِ، يَعْتَقِدُونَ بِجَهْلِهِمْ وَقِلَّةِ عِلْمِهِمْ وَعَقْلِهِمْ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ يُرْضِي رَبَّ الْأَرْضِ والسَّموات، ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر الموبقات، والعظائم والخطيئات، وأنه مما زينه لهم إبليس الشيطان الرجيم المطرود عن السموات الذي نصب العداوة لأبينا آدم ثم لذريته ما دامت أرواحهم في أجسادهم مترددات، والله المسؤول أن يعصمنا منه بحوله وقوته إنه مجيب الدعوات، وقد تدارك جماعة من الناس بعض أولادهم وإخوانهم فردُّوهم وأنَّبوهم ووبَّخوهم فمنهم من استمر على الاستقامة، ومنه مَنْ فَرَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَحِقَ بِالْخَوَارِجِ فَخَسِرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ... )
 
البداية والنهاية لابن كثير 7 / 317 دار إحياء التراث العربي

ما أشبه الليلة بالبارحة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لزيارتك وقراءتك وتعليقك وأرجو أن أراك مرة أخرى