س / هاهو ( نصف قلبي ) … قد تغير !
نعم… وأيم الله … قد تغير !
وما علامتي التعجب أعلاه …
إلا محاولة فاشلة مني
لأصف وقع الأمر عليَّ …
وقد جئت إليك أيا طبيبي …
طالبة التشخيص الدقيق لمرضي …
ومتلمسة العلاج الناجع لحالتي …
فقلي بربك … مما أعاني ؟
وكيف السبيل لراحتي … وعلاج قلبي ؟
ج / … بسم الله … والحمد لله … والصلاة والسلام على خير خلق الله … وعلى آله وصحبه ومن والاه …
وبعد :
فهذه وصفة طبية صرفها غير طبيب !
نعم أقول ذلك وأصر عليه …
لكنه – وهذا مما يُدهش – يراهن عليها …
وحسبي : ثقتك واجتهادي …
فما أخيكِ إلا ملوحٌ بأني :
الدهر أدبني , والصبر رباني ** والقوت أقنعني , واليأس أغناني
وحنكتني من الأيام تجربةً ** حتى نهيتُ الذي قد كان ينهاني
وأعلم أنني … رجع لصداك …
وأنكِ تتمثلين قول الحكيم :
شاور سواك إذا نابتك نائبة ** يوماً وإن كنت من أهل المشوراتِ
فالعين تنظر منها ما دنا ونأى ** ولا ترى نفسها إلا بمرآةِ
وحيث وعيتِ يا أخية ما سبق …
فإن وصفتي – إن تفضلت بقبولها -
تقوم على { تاءات خمس }
وليس أكثر …
وأزعم أنها تخالف جميع ما سبقها من وصفات …
فليس لها مدد محددة … ولا جرعة مقدرة …
بل على العكس !
كلما زدت منها … تسارع علاجك …
وقويت مناعتك … ورأيت الشفاء بأوضح صوره …
ومهما أطلت باستخدامها … لن تري ِ إلا كل طيب …
ولن يغمك هم قديم … أو جرح جديد …
بإذن ربي وكرمه …
وباختصار …
وصفتي تتلخص بـ { خمس تاءاتٍ }
هي :
1- تيقني :
بأن معيار السعادة الحقة تتجسد في رضا المولى (سبحانه) …
فهي غاية كل مؤمن وطموح أي مسلم ومنزلة جميع محسن …
والعكس بالعكس ؛ فمن طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ؛ لأنه : لم يدرك الوعد الإلهي …
(( ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً , ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )).
ولكل غانية (مهرها ) …
ومهر (السعادة) … (الاستقامة)
إن كنت تسعى للسعادة فاستقم ** تنل المراد وتغدو أول من سما
فشمري عن ساعديك …
ولا تتردي في مساعيك …
أو تعجزي في مبانيك …
وابدئي ترميم صرحك وعاليك …
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ** بعزم نصيح أو مشورة حازم
ولا تحسب الشورى عليك غضاضة ** فإن الخوافي قوة للقوادم
و خل الهوينى للضعيف ولا تكن ** نؤوماً فإن الحر ليس بنائم
وإياكِ … إياكِ … أن تركني
لسعادة الدنيا … فهي :
ألا لا ترُم أن تستمر مســرة ** عليك فأيــام الســـرور قلائــــل
ولا تطلب الدنيا فإن نعيمها ** ســراب تراءى في البـسيطة زائــل
ثم تيقني :
بأن كل ما ترينه خير لك ؛ وإن بدا لك خلاف ذلك
وأن ما ينتظرك … حلاوة وسعادة ونعيم
بشرط إن تحسني الظن بربك … وتثقي بوعده ؛ بأن /
” من كانت الآخرة همته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة …
وأن من كانت الدنيا همه فرّق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له “.
يا صاحب الهم إن الهم منفرج ** أبشر بخير فإن الفارج الله
إذا بليت فثق بالله وارض به ** إن الذي يكشف البلوى هو الله
اليأس يقطع إحياناً بصاحبه ** لا تيأسن فإن الكافي الله
الله حسبك مما عذت منه به ** وأين أمنع ممن حسبه الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة ** لا تجزعن فان القاسم الله
والله مالك غير الله من أحد ** فحسبك الله في كل لك الله
ولا يجتمع يقين وسوء ظن …
فالمؤمن لا يكون إلا حَسَنَ الظن ِ…
لا يكـن ظـنـك إلا سيـئـاً ** إن الظن مـن أقـوى الفطـن
ما رمى الإنسان في مخمصةٍ ** غير حسن الظن والقول الحسن
ولكل كربة زوال … ولا يعقب الهم إلا الفرج
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ** ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
ثم أن الأمر لا يكلفك …
إلا تضرع بيقين …
و لن يعوزك …
سوى يقين متضرع …
ولا فرق …
إذا عرضت لي في الزمان حاجة ** وقد أشكلت فيها علي المقاصد
وقفت بباب الله وقفة ضارع ** وقلت : إلهي إنني لك قاصد
ولست تراني واقفاً عند باب من ** يقول فتاه : سيدي اليوم راقد
فلا كسب إلا بالتقى …
ولا خسارة إلا من معصية …
إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى ** تجرد عرياناً ولو كان كاسياً
فخير ثياب المرء طاعة ربـه ** ولا خير فيمن كان لله عاصياً
وخلاصة ما سبق :
كن عن همومك معرضاً ** وكِلِ الأمور إلى القضا
وأنعم بطول سلامــــــة ** تُسليك عمّا قد مضـى
فلربما اتسع المضيــق ** وربما ضاق الفضــــا
ولَرُبَّ أمرٍ مسخــــــطٍ ** لك في عواقبه رضى
الله يفعل ما يشـــــــاءُ ** فلا تكن متعرضـــــــا
2- تعرفي :
لحقيقة هدفك … وطبيعة مهمتك …
ولا تنشغلي بتضميد جرحك …
وقد يرجى لجرح السيف برؤ ** ولا برؤُ لما جرح اللسان
جراحات السنان لها إلتئام ** ولا يلتام ما جرح اللسان
وجرح السيف تدمله فيبرى ** ويبقى الدهر ما جرح اللسان
فما أنت إلا ربان سفينة … قدره ؛
أن يكون صاحب قرار …
ومن بيده / جنة الدنيا والنار /
وقد قيل :
وإذا تشاجر في فؤادك مرة ** أمران فاعمد للأعف الأجمل
وإذا هممت بأمر سوء فاتئد ** وإذا هممت بأمر خير فافعل
ولا يخفاك بأن (شطرك) قد يجهل مكنون (قلبك)
بأن لسانك يصرخ :
أموت ولا تدري وأنت قتلتني ** ولو كنت تدري كنت لا شك: ترحمُ
أهابـك أن أشكـو إليك صبابتـي ** فــلا أنا أبــديــها ولا أنت تــعــلــمُ
لسانــي و قلبـي يكتمان هواكـمُ ** ولكـــن دمعــي بالهــوى يتكلـــــــمُ
وإن لم يبح دمعي بمكنون حبكم ** تكــلـم جسمــي بالنحول يترجــــــمُ
لا … لا … ثم لا …
اطردي عن بابك كل شك …
وتدبري :
أكاد أشك في نفسي لأني ** أكاد أشك فيك وأنت مني
يقول الناس أنك خنت عهدي ** ولم تحفظ هواي ولم تصني
وأنت مناي أجمعها مشت بي ** إليك خطى الشباب المطمئن
يكذب فيك كل الناس قلبي ** وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت علي ظلال شك ** أقضت مضجعي واستعبدتني
كأني طاف بي ركب الليالي ** يحدث عنك في الدنيا وعني
على أني اغالط فيك سمعي ** وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا ** ولكني شقيت بحسن ظني
وبي مما يساورني كثير ** من الشجن المؤرق لاتدعني
تعذب في لهيب الشك روحي ** وتشقى بالظنون وبالتمني
أجبني اذ سألتك هل صحيح ** حديث الناس خنت , ألم تخنِّ ؟
أكاد أشك في نفسي لأني ** أكاد أشك فيك وأنت مني
ثم تعرفي :
لدواخل نفسك ؛ وانشدي لواعج قلبك
حتى تحسني مداراة جميل حبك …
كتبت وقلبي ؛ يشهد الله ؛ ** عندكم ولو أنني طير لكنت أطيرُ
وكيف يطير المرء من غير أجنحٍ؟ ** ولكن قلب المستهام يطيرُ
ولأجل أن تجدي الطريق الصحيح
لإرجاع (شطرك) بعد تمريض (قلبك) …
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ** إن السفينة لا تجري على اليبس
نعم … أنا أعلم بأن مقصدك :
أغار عليك من عيني ومني ** ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني خبأتك في عيوني ** إلى يوم القيامة ما كفاني
ولكن … هل تعرفين مفتاح (شطرك) ؟
احرص علي ود القلوب من الاذى ** فرجوعها بعد التنافر يعسر
إن القلوب اذا تنافر ودها ** مثل الزجاجه كسرها لا يجبر
وهل وعيت لزوم محاسبة النفس … والحذر من تزكيتها ؟ …
(( ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى ))
ولربما … كان ما تعانيه … عيب فيك !
” يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجِذْعَ في عينه “
ودورك أن تفتشي عنه … فتصلحيه …
وليست هذه بالمهمة السهلة …
…
مالك … عجبتِ !
وهل مزيد إيضاح … أردتِ ؟
… حسناً … لك ما طلبتِ …
وساشرح … ما قرأتِ ؛
فأقول … ” من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه , فإن من خفي عليه عيبه خفيت عليه محاسن غيره , ومن خفي عليه عيب نفسه ومحاسن غيره فلن يقلع عن عيبه الذي لا يعرف , ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصر أبداً “
قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه ** ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى
ولو كان ذا عقل ٍلما عاب غيره ** وفيه عيوب لو رآها قد اكتفى
ولو فرضنا … اكتمالك …
وخلوك … مما يعيب جمالك …
فلم لا يكون شعارك … :
تواضع تكن كالنجـم لاحَ لناظـر ٍ ** على صفحـات الماء وهـو رفيـعُ
ولا تكُن كالدخـان يعلـو مكابـراً ** على طبقـات الجـو وهـو وضيــعُ
وجربي أن تعمدي لتجديد الروتين …
وتكسري فخار الاعتياد …
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ** لملَّها الناس من عجم ومن عـرب
3- تنبهي :
فـ سبب جرحك إنما هو حبيب (قلبك) …
ومصدر ألمك … نفسه وليف (روحك) …
وأنت دون غيرك تعلمين أنه لا زال (يحبك) :
وأنه ما فتيء يردد :
أحبك يا جنان فأنت مني ** مكان الروح من جسد الجبان
ولو أني أقول مكان روحي ** لخفت عليك بادرة الزمان
لإقدامي إذا ما الخيل جالت ** وهاب كماتها حر الطعان
ولا تنسي بأن (شطرك) – وإن فعل ما فعل – شريكك لا منافسك …
وكليكما يبحر في بحر واحد … وتستقلان السفينة نفسها …
فلا تدعيها تغرق بمن فيها …
إذا أنت لم تغفر ذنوباً كثيرة ** تريـبك لم يسلم لك الدهر صاحب
ومن لا يغمض عينه عن صديقه ** وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب
وديننا حثًّ على انتظار الأمل وترقب الفأل :
ما بين طرفة عين وانتباهتها ** يغير الله من حالٍ إلى حال
وما يضيرك لو تقبلت عذر (شطرك)
دونما نظر منك لقناعتك الخاصة من عدمها …
أفلا يكيفك أنه قد جاءك معتذراً ؟
اقبل معاذير من يلقاك معتذراً ** إن بر عندك فيما قال أو فجرا
خير القرينين من أغضى لصاحبه ** ولو أراد انتصاراً منه لانتصرا
نعم … المؤمن كيس فطن …
كـل الحوادث مبدأها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ** فتك الســهام بلا قوس ولا وتر
والعبــد ما دام ذا عين يقلبها ** في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسـر مقلته ما ضـر مهجـته ** لا مـرحباً بسرورٍ عاد بالضـرر
لكن ؛ تنبهي :
أن تظلمي أعز من عرفتِ لـ (قلبك)
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ** على المرء من وقع الحسام المهند
لأنك ؛ إن فعلت : أتعبت (قلبك) وخسرت (شطرك)
إذا كنت في كل الأمور معاتباً ** صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أو صل أخاك، فأنه ** مقارف ذنبٍ مرة ومجانبه
أذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
وأخاف عليك … أن تكوني …
ممن يداوي الناس وهو : عليل !
متى تلتمس للناس عيبا تجد لهم ** عيوبا ولكن الذي فيك أكثر
فسالمهم بالكف عنهم فإنهم ** بعيبك من عينيك أهدى وأبصر
ثم ؛ إن الظلم وخيم العاقبة …
فكيف لو صدر من أقرب الناس بحق أعز الناس !
أمـا والله إن الظلـم لـؤم ** وما زال المسيء هو الظلوم
إلى ديّـان يوم الدين نمضـي ** وعند الله تجتمـع الخصـوم
ستعلم في الحسـاب إذا التقينا ** غدا عند الإلـه من الملـوم
… مهلاً … كاني بك …
تقدمين أكثر من دليل وبرهان …
على جور من أسميته (الحبيب الولهان) …!
إن كان الأمر ما ظهر لي وبان …
فإليك بيتين فيهما غني البيان :
إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً ** ولجّ عتوًا في قبيـح اكتسابـه
فكِلْـه إلى صرف الليـالي فإنها ** ستبدي له ما لم يكن في حسابه
4- تصبري :
على كل قضاء ؛ فهو وربي مفتاح كل بلاء …
وقد زكى رب الخلق وباعث الأنبياء …
من صبر على ما كُتب له من بلواء …
وبنى له ما يليق بعمله من رائع البناء :
بنى الله بيتاً للأخيار سماؤه ** هموم وأحزان وحيطانه الضر
وأدخلهم فيه وأغلق بابه ** وقال لهم مفتاح بابكم الصبر
وأنت مؤمنة … ولن يخفاك أنه :
إذا اشتد عسر فارج يســـراً فإنه ** قضى الله أن العسر يتبعه يسـر
إذا ما ألمت شدة فاصطبر لهـــا ** فخير سلاح المرء في الشدة الصبر
وإني لأستحــيي من الله أن أرى ** إلى غيره أشكو إذا مسني الضر
عسى فرج يـــأتي به الله إنه ** له كل يوم في خليقته أمــــر
فكن عندما يأتي به الدهر حازماً ** صبورا فإن الخير مفتاحه صبر
فكم من هموم بعد طول تكشفت ** وآخر معسور الأمور له يسـر
وحاولي أن تمزجي صبرك بكريم عفوك :
قيل لي قد أساء إليك فلان ** ومقام الفتى على الذل عار
قلت: قد جاءني وأحدث عذرا ** دية الذنب عندنا الإعتذار
أي … أعلم بأن الأمر يبدو صعباً …
لكن …
إذا ضيقت أمراً زاد ضيقاً ** وإن هونت صعب الأمر هانا
فلا تجزع لأمر ضاق شيئا ** فكم صعب تشدد ثم لانا
و …
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ** ودافع ولكن بالتي هي أحسن
وتصبري :
على إحسان النصيحة …
من كلماتٍ … ووقتٍ … وطريقة ٍ:
تعمدني بنصحك في انفرادي ** وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ** من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ** فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
وليس كل ما يظهر …
يقبل التذكير والنصيحة …
سوى / ترك واجب ؛ أو قصور في حق …
ذكِّرْ أخاكَ إِذا تناسى واجباً ** أو عنّ في آرائهِ تقصيرُ
فالرأيُ يَصْدأ كالحسامِ لعارضٍ ** يطرأ عليهِ وَصَقْلُه التذكيرُ
وفي بعض المواضع ..
تكون أجمل نصيحة …
بالتزام الصمت وترك الفضيحة …
وجدت سكوتي متجراً فلزمته ** إذا لم أجد ربحاً فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر ** وتاجره يعلو على كل تاجر
5- تغافلي :
وازعم بأنه مكمن سعادة (القلب) …
وقد روي عن ابن حنبل /رحمه الله أنه قال :
” تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل “
تغافل ولا تغفل فما ساد غافل ** وكن فطناً مستيقظاً متغافلاً
ورب مسيء نادم تاب وأرعوى ** فظنك بالأمر المكدّر جاهلاً
ولو كان يدري أن هفوته نمت ** إلى علمك استحيا وأصبح راحلاً
فكن حازماً في السر تسلم وغافلاً ** علانية تظفر بما كنت آملا
ولا تغفلي … والفرق بينهما واضج جلي …
إذ المطلوب ؛ التغافل عن كبوة (الحبيب) …
وهفوة من كان (للقلب) قريب …
وترك ما يريبك إلى ما لا (يريب) …
فذلك أثر – والله – (عجيب) …
ماكنتُ مذ كنتُ إلا طوع خلاني ** ليست مؤاخذةُ الإخوان من شاني
يجني الخليل فأستحلي جنايته ** حتى أدل على عفوي وإحساني
إذا خليلي لم تكثر إساءته ** فأين موضع إحساني وغفراني
يجني عليَّ وأحنو صافحاً أبداً ** لاشيء أحسن من حان ٍعلى جان ٍ
أما الغفلة (المكروهة) …
والفعلة (المقبوحة) …
ما عانته هذه الروح (المجنونة) …
بأن تعلقت بأوهام (ممقوتة)
تكادُ تضيء النارُ بينَ جوانحي ** إذا هِيَ أذكتها الصبابَةُ والفِكرُ
معللتي بالوصل ؛ والوصل دونهُ ** إذا بِتُّ ظماناً فلا ننَزَلَ القَطرُ
حفظتُ ؛ وضيعتِ المودةَ بيننا ** وأحسنُ من بعضِ الوفاءِ لَكِ الغَدرُ
وفَيتُ ؛ وفي بعض الوفاء مَذَلَّةٌ ** لإنسانةٍ في الحيِّ شيمتها الغدرُ
تُسائلني : مَن أَنت ؟ وهي عليمَةٌ ** وهَل بفتي على حالهِ نُكرُ؟
فقلتُ كما شاءت وشاء لها الهوى : ** قتيلُكِ ، قالت : أيهُم ؟ فهُمُ كُثرُ
وإن أردت اختصار الكلام … !
فعليك بخاتمة المقام … :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ** فطالما استعبد الإنسان إحســــان
وكن على الدهر معواناً لذي أمل ** يرجوا نداك فان الحر مـــعوان
واشدد يديك بحبل الدين معتصماً ** فإنه الركن إنْ خانتك أركـــان
من استعان بغير الله في طلب ** فان ناصــــره عجز وخــــــــذلان
من جاد بالمال مال الناس قاطبة ** إليه والمال للانسان فتـــــــــان
من يزرع الشر يحصد في عواقبه ** ندامة ولحصد الزرع ابــان
دع التكاسل في الخيرات تطلبها ** فليس يسعد بالخيرات كســــلان
لا ظل للمرء يعرى من تقى او ** نهى وإن اظلته اوراق واغصان
لا تودع السر وشاء يبوح به ** فما رعى غنما في الدو سرحـــان
لا تحسب الناس طبعاً واحداً ** فلهم غرائز لست تدريها وأكـنـــان
حسب الفتى عقله خلا يعاشره ** إذا تحاماه إخوان وخـــــــــــــلان
…
وفي الختام … يوقع من أمتهن اليوم غير مهنته …
وأرتدى بزة … تفوق بزته …
بأنه يحاول أن يتمنطق الحكمة وليست بسلعته …
ويلاعب الكلمة … وما هي بحرفته …
ودافعه لقوة سطوته وفداحة جريمته …
أنه يحلم بأن تكون صفته :
خصائص من تشاوره ثلاث ** فخذ منها جميعاً بالوثيقة
وداد خالص ووفور عقل ** ومعرفة بحالك بالحقيقة
فمن حصلت له هذي المعاني ** فتابع رأيه وألزم طريقه
وفي نفس الوقت … يثق بأن ما يقوله يطبقه …
ويرجو الله أن لا يكون فيما سبق قد تجاوز أفقه …
وتعدى حده فخرقه …
أسير خلف ركاب النجب ذا عرج ** مؤملاً كشف ما لاقيت من عوج
فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا ** فكم لرب الورى في ذاك من فرج
وإن بقيت بظهر الأرض منقطعاً ** فما على عرجٍ في ذاك من حرج
وقد أعتاد … أن ينظر للنصف المملوء من الكوب
تقول هذا جنى النحل تمدحه ** وإن شئت قلت ذا قيء الزنابير
مدحاً وذماً وما جاوزت وصفهما ** والحق قد يعتريه سوء تعبير
وملخص وصفته : { يقين ومعرفة وتفهم وصبر وتغافل }
فهل تعجزكِ هذه { التاءات الخمس } ؟