بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصفحات

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

وصفة السعادة


س / هاهو ( نصف قلبي ) … قد تغير !

نعم… وأيم الله … قد تغير !

وما علامتي التعجب أعلاه …

إلا محاولة فاشلة مني

لأصف وقع الأمر عليَّ …


وقد جئت إليك أيا طبيبي …


طالبة التشخيص الدقيق لمرضي …

ومتلمسة العلاج الناجع لحالتي …


فقلي بربك … مما أعاني ؟

وكيف السبيل لراحتي … وعلاج قلبي ؟


ج / … بسم الله … والحمد لله … والصلاة والسلام على خير خلق الله … وعلى آله وصحبه ومن والاه …


وبعد :


فهذه وصفة طبية صرفها غير طبيب !

نعم أقول ذلك وأصر عليه …

لكنه – وهذا مما يُدهش – يراهن عليها …

وحسبي : ثقتك واجتهادي …

فما أخيكِ إلا ملوحٌ بأني :


الدهر أدبني , والصبر رباني ** والقوت أقنعني , واليأس أغناني

وحنكتني من الأيام تجربةً ** حتى نهيتُ الذي قد كان ينهاني


وأعلم أنني … رجع لصداك …

وأنكِ تتمثلين قول الحكيم :


شاور سواك إذا نابتك نائبة ** يوماً وإن كنت من أهل المشوراتِ

فالعين تنظر منها ما دنا ونأى ** ولا ترى نفسها إلا بمرآةِ


وحيث وعيتِ يا أخية ما سبق …

فإن وصفتي – إن تفضلت بقبولها -

تقوم على { تاءات خمس }

وليس أكثر …


وأزعم أنها تخالف جميع ما سبقها من وصفات …

فليس لها مدد محددة … ولا جرعة مقدرة …


بل على العكس !

كلما زدت منها … تسارع علاجك …

وقويت مناعتك … ورأيت الشفاء بأوضح صوره …

ومهما أطلت باستخدامها … لن تري ِ إلا كل طيب …

ولن يغمك هم قديم … أو جرح جديد …

بإذن ربي وكرمه …


وباختصار …

وصفتي تتلخص بـ { خمس تاءاتٍ }

هي :


1- تيقني :


بأن معيار السعادة الحقة تتجسد في رضا المولى (سبحانه) …

فهي غاية كل مؤمن وطموح أي مسلم ومنزلة جميع محسن …

والعكس بالعكس ؛ فمن طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ؛ لأنه : لم يدرك الوعد الإلهي …


(( ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً , ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )).


ولكل غانية (مهرها ) …

ومهر (السعادة) … (الاستقامة)


إن كنت تسعى للسعادة فاستقم ** تنل المراد وتغدو أول من سما


فشمري عن ساعديك …

ولا تتردي في مساعيك …

أو تعجزي في مبانيك …

وابدئي ترميم صرحك وعاليك …


إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ** بعزم نصيح أو مشورة حازم

ولا تحسب الشورى عليك غضاضة ** فإن الخوافي قوة للقوادم

و خل الهوينى للضعيف ولا تكن ** نؤوماً فإن الحر ليس بنائم


وإياكِ … إياكِ … أن تركني

لسعادة الدنيا … فهي :


ألا لا ترُم أن تستمر مســرة ** عليك فأيــام الســـرور قلائــــل

ولا تطلب الدنيا فإن نعيمها ** ســراب تراءى في البـسيطة زائــل



ثم تيقني :


بأن كل ما ترينه خير لك ؛ وإن بدا لك خلاف ذلك

وأن ما ينتظرك … حلاوة وسعادة ونعيم

بشرط إن تحسني الظن بربك … وتثقي بوعده ؛ بأن /


” من كانت الآخرة همته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة …

وأن من كانت الدنيا همه فرّق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له “.


يا صاحب الهم إن الهم منفرج ** أبشر بخير فإن الفارج الله

إذا بليت فثق بالله وارض به ** إن الذي يكشف البلوى هو الله

اليأس يقطع إحياناً بصاحبه ** لا تيأسن فإن الكافي الله

الله حسبك مما عذت منه به ** وأين أمنع ممن حسبه الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة ** لا تجزعن فان القاسم الله

والله مالك غير الله من أحد ** فحسبك الله في كل لك الله


ولا يجتمع يقين وسوء ظن …

فالمؤمن لا يكون إلا حَسَنَ الظن ِ…


لا يكـن ظـنـك إلا سيـئـاً ** إن الظن مـن أقـوى الفطـن

ما رمى الإنسان في مخمصةٍ ** غير حسن الظن والقول الحسن


ولكل كربة زوال … ولا يعقب الهم إلا الفرج


ولرب نازلة يضيق لها الفتى ** ذرعاً وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فرجت وكنت أظنها لا تفرج


ثم أن الأمر لا يكلفك …

إلا تضرع بيقين …

و لن يعوزك …

سوى يقين متضرع …

ولا فرق …


إذا عرضت لي في الزمان حاجة ** وقد أشكلت فيها علي المقاصد

وقفت بباب الله وقفة ضارع ** وقلت : إلهي إنني لك قاصد

ولست تراني واقفاً عند باب من ** يقول فتاه : سيدي اليوم راقد


فلا كسب إلا بالتقى …

ولا خسارة إلا من معصية …


إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى ** تجرد عرياناً ولو كان كاسياً

فخير ثياب المرء طاعة ربـه ** ولا خير فيمن كان لله عاصياً


وخلاصة ما سبق :


كن عن همومك معرضاً ** وكِلِ الأمور إلى القضا

وأنعم بطول سلامــــــة ** تُسليك عمّا قد مضـى

فلربما اتسع المضيــق ** وربما ضاق الفضــــا

ولَرُبَّ أمرٍ مسخــــــطٍ ** لك في عواقبه رضى

الله يفعل ما يشـــــــاءُ ** فلا تكن متعرضـــــــا


 



2- تعرفي :


لحقيقة هدفك … وطبيعة مهمتك …

ولا تنشغلي بتضميد جرحك …


وقد يرجى لجرح السيف برؤ ** ولا برؤُ لما جرح اللسان

جراحات السنان لها إلتئام ** ولا يلتام ما جرح اللسان

وجرح السيف تدمله فيبرى ** ويبقى الدهر ما جرح اللسان


فما أنت إلا ربان سفينة … قدره ؛

أن يكون صاحب قرار …

ومن بيده / جنة الدنيا والنار /

وقد قيل :


وإذا تشاجر في فؤادك مرة ** أمران فاعمد للأعف الأجمل

وإذا هممت بأمر سوء فاتئد ** وإذا هممت بأمر خير فافعل


ولا يخفاك بأن (شطرك) قد يجهل مكنون (قلبك)

بأن لسانك يصرخ :


أموت ولا تدري وأنت قتلتني ** ولو كنت تدري كنت لا شك: ترحمُ

أهابـك أن أشكـو إليك صبابتـي ** فــلا أنا أبــديــها ولا أنت تــعــلــمُ

لسانــي و قلبـي يكتمان هواكـمُ ** ولكـــن دمعــي بالهــوى يتكلـــــــمُ

وإن لم يبح دمعي بمكنون حبكم ** تكــلـم جسمــي بالنحول يترجــــــمُ


لا … لا … ثم لا …

اطردي عن بابك كل شك …

وتدبري :


أكاد أشك في نفسي لأني ** أكاد أشك فيك وأنت مني

يقول الناس أنك خنت عهدي ** ولم تحفظ هواي ولم تصني

وأنت مناي أجمعها مشت بي ** إليك خطى الشباب المطمئن

يكذب فيك كل الناس قلبي ** وتسمع فيك كل الناس أذني

وكم طافت علي ظلال شك ** أقضت مضجعي واستعبدتني

كأني طاف بي ركب الليالي ** يحدث عنك في الدنيا وعني

على أني اغالط فيك سمعي ** وتبصر فيك غير الشك عيني

وما أنا بالمصدق فيك قولا ** ولكني شقيت بحسن ظني

وبي مما يساورني كثير ** من الشجن المؤرق لاتدعني

تعذب في لهيب الشك روحي ** وتشقى بالظنون وبالتمني

أجبني اذ سألتك هل صحيح ** حديث الناس خنت , ألم تخنِّ ؟

أكاد أشك في نفسي لأني ** أكاد أشك فيك وأنت مني



ثم تعرفي :


لدواخل نفسك ؛ وانشدي لواعج قلبك

حتى تحسني مداراة جميل حبك …


كتبت وقلبي ؛ يشهد الله ؛ ** عندكم ولو أنني طير لكنت أطيرُ

وكيف يطير المرء من غير أجنحٍ؟ ** ولكن قلب المستهام يطيرُ


ولأجل أن تجدي الطريق الصحيح

لإرجاع (شطرك) بعد تمريض (قلبك) …


تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ** إن السفينة لا تجري على اليبس


نعم … أنا أعلم بأن مقصدك :


أغار عليك من عيني ومني ** ومنك ومن زمانك والمكان

ولو أني خبأتك في عيوني ** إلى يوم القيامة ما كفاني


ولكن … هل تعرفين مفتاح (شطرك) ؟


احرص علي ود القلوب من الاذى ** فرجوعها بعد التنافر يعسر

إن القلوب اذا تنافر ودها ** مثل الزجاجه كسرها لا يجبر


وهل وعيت لزوم محاسبة النفس … والحذر من تزكيتها ؟ …


(( ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى ))


ولربما … كان ما تعانيه … عيب فيك !


” يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجِذْعَ في عينه “


ودورك أن تفتشي عنه … فتصلحيه …

وليست هذه بالمهمة السهلة …

مالك … عجبتِ !

وهل مزيد إيضاح … أردتِ ؟

… حسناً … لك ما طلبتِ …

وساشرح … ما قرأتِ ؛


فأقول … ” من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه , فإن من خفي عليه عيبه خفيت عليه محاسن غيره , ومن خفي عليه عيب نفسه ومحاسن غيره فلن يقلع عن عيبه الذي لا يعرف , ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصر أبداً “


قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه ** ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى

ولو كان ذا عقل ٍلما عاب غيره ** وفيه عيوب لو رآها قد اكتفى


ولو فرضنا … اكتمالك …

وخلوك … مما يعيب جمالك …

فلم لا يكون شعارك … :


تواضع تكن كالنجـم لاحَ لناظـر ٍ ** على صفحـات الماء وهـو رفيـعُ

ولا تكُن كالدخـان يعلـو مكابـراً ** على طبقـات الجـو وهـو وضيــعُ


وجربي أن تعمدي لتجديد الروتين …

وتكسري فخار الاعتياد …


والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ** لملَّها الناس من عجم ومن عـرب


3- تنبهي :


فـ سبب جرحك إنما هو حبيب (قلبك) …

ومصدر ألمك … نفسه وليف (روحك) …

وأنت دون غيرك تعلمين أنه لا زال (يحبك) :

وأنه ما فتيء يردد :


أحبك يا جنان فأنت مني ** مكان الروح من جسد الجبان

ولو أني أقول مكان روحي ** لخفت عليك بادرة الزمان

لإقدامي إذا ما الخيل جالت ** وهاب كماتها حر الطعان 


ولا تنسي بأن (شطرك) – وإن فعل ما فعل – شريكك لا منافسك …

وكليكما يبحر في بحر واحد … وتستقلان السفينة نفسها …

فلا تدعيها تغرق بمن فيها …


إذا أنت لم تغفر ذنوباً كثيرة ** تريـبك لم يسلم لك الدهر صاحب

ومن لا يغمض عينه عن صديقه ** وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب


وديننا حثًّ على انتظار الأمل وترقب الفأل :


ما بين طرفة عين وانتباهتها ** يغير الله من حالٍ إلى حال


وما يضيرك لو تقبلت عذر (شطرك)

دونما نظر منك لقناعتك الخاصة من عدمها …

أفلا يكيفك أنه قد جاءك معتذراً ؟


اقبل معاذير من يلقاك معتذراً ** إن بر عندك فيما قال أو فجرا

خير القرينين من أغضى لصاحبه ** ولو أراد انتصاراً منه لانتصرا


نعم … المؤمن كيس فطن …


كـل الحوادث مبدأها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ** فتك الســهام بلا قوس ولا وتر

والعبــد ما دام ذا عين يقلبها ** في أعين الغيد موقوف على الخطر

يسـر مقلته ما ضـر مهجـته ** لا مـرحباً بسرورٍ عاد بالضـرر


لكن ؛ تنبهي :


أن تظلمي أعز من عرفتِ لـ (قلبك)


وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ** على المرء من وقع الحسام المهند


لأنك ؛ إن فعلت : أتعبت (قلبك) وخسرت (شطرك)


إذا كنت في كل الأمور معاتباً ** صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه

فعش واحداً أو صل أخاك، فأنه ** مقارف ذنبٍ مرة ومجانبه

أذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه


وأخاف عليك … أن تكوني …

ممن يداوي الناس وهو : عليل !


متى تلتمس للناس عيبا تجد لهم ** عيوبا ولكن الذي فيك أكثر

فسالمهم بالكف عنهم فإنهم ** بعيبك من عينيك أهدى وأبصر


ثم ؛ إن الظلم وخيم العاقبة …

فكيف لو صدر من أقرب الناس بحق أعز الناس !


أمـا والله إن الظلـم لـؤم ** وما زال المسيء هو الظلوم

إلى ديّـان يوم الدين نمضـي ** وعند الله تجتمـع الخصـوم

ستعلم في الحسـاب إذا التقينا ** غدا عند الإلـه من الملـوم


… مهلاً … كاني بك …

تقدمين أكثر من دليل وبرهان …

على جور من أسميته (الحبيب الولهان) …!

إن كان الأمر ما ظهر لي وبان …

فإليك بيتين فيهما غني البيان :


إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً ** ولجّ عتوًا في قبيـح اكتسابـه

فكِلْـه إلى صرف الليـالي فإنها ** ستبدي له ما لم يكن في حسابه


4- تصبري :


على كل قضاء ؛ فهو وربي مفتاح كل بلاء …

وقد زكى رب الخلق وباعث الأنبياء …

من صبر على ما كُتب له من بلواء …

وبنى له ما يليق بعمله من رائع البناء :


بنى الله بيتاً للأخيار سماؤه ** هموم وأحزان وحيطانه الضر

وأدخلهم فيه وأغلق بابه ** وقال لهم مفتاح بابكم الصبر


وأنت مؤمنة … ولن يخفاك أنه :


إذا اشتد عسر فارج يســـراً فإنه ** قضى الله أن العسر يتبعه يسـر

إذا ما ألمت شدة فاصطبر لهـــا ** فخير سلاح المرء في الشدة الصبر

وإني لأستحــيي من الله أن أرى ** إلى غيره أشكو إذا مسني الضر

عسى فرج يـــأتي به الله إنه ** له كل يوم في خليقته أمــــر

فكن عندما يأتي به الدهر حازماً ** صبورا فإن الخير مفتاحه صبر

فكم من هموم بعد طول تكشفت ** وآخر معسور الأمور له يسـر


وحاولي أن تمزجي صبرك بكريم عفوك :


قيل لي قد أساء إليك فلان ** ومقام الفتى على الذل عار

قلت: قد جاءني وأحدث عذرا ** دية الذنب عندنا الإعتذار


أي … أعلم بأن الأمر يبدو صعباً …

لكن …


إذا ضيقت أمراً زاد ضيقاً ** وإن هونت صعب الأمر هانا

فلا تجزع لأمر ضاق شيئا ** فكم صعب تشدد ثم لانا


و …


وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ** ودافع ولكن بالتي هي أحسن


وتصبري :


على إحسان النصيحة …

من كلماتٍ … ووقتٍ … وطريقة ٍ:


تعمدني بنصحك في انفرادي ** وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع ** من التوبيخ لا أرضى استماعه

وإن خالفتني وعصيت قولي ** فلا تجزع إذا لم تعط طاعه


وليس كل ما يظهر …

يقبل التذكير والنصيحة …

سوى / ترك واجب ؛ أو قصور في حق …


ذكِّرْ أخاكَ إِذا تناسى واجباً ** أو عنّ في آرائهِ تقصيرُ

فالرأيُ يَصْدأ كالحسامِ لعارضٍ ** يطرأ عليهِ وَصَقْلُه التذكيرُ



وفي بعض المواضع ..

تكون أجمل نصيحة …

بالتزام الصمت وترك الفضيحة …


وجدت سكوتي متجراً فلزمته ** إذا لم أجد ربحاً فلست بخاسر

وما الصمت إلا في الرجال متاجر ** وتاجره يعلو على كل تاجر


5- تغافلي :


وازعم بأنه مكمن سعادة (القلب) …

وقد روي عن ابن حنبل /رحمه الله أنه قال :


” تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل “


تغافل ولا تغفل فما ساد غافل ** وكن فطناً مستيقظاً متغافلاً

ورب مسيء نادم تاب وأرعوى ** فظنك بالأمر المكدّر جاهلاً

ولو كان يدري أن هفوته نمت ** إلى علمك استحيا وأصبح راحلاً

فكن حازماً في السر تسلم وغافلاً ** علانية تظفر بما كنت آملا


ولا تغفلي … والفرق بينهما واضج جلي …

إذ المطلوب ؛ التغافل عن كبوة (الحبيب) …

وهفوة من كان (للقلب) قريب …

وترك ما يريبك إلى ما لا (يريب) …

فذلك أثر – والله – (عجيب) …



ماكنتُ مذ كنتُ إلا طوع خلاني ** ليست مؤاخذةُ الإخوان من شاني

يجني الخليل فأستحلي جنايته ** حتى أدل على عفوي وإحساني

إذا خليلي لم تكثر إساءته ** فأين موضع إحساني وغفراني

يجني عليَّ وأحنو صافحاً أبداً ** لاشيء أحسن من حان ٍعلى جان ٍ


أما الغفلة (المكروهة) …

والفعلة (المقبوحة) …

ما عانته هذه الروح (المجنونة) …

بأن تعلقت بأوهام (ممقوتة)


تكادُ تضيء النارُ بينَ جوانحي ** إذا هِيَ أذكتها الصبابَةُ والفِكرُ

معللتي بالوصل ؛ والوصل دونهُ ** إذا بِتُّ ظماناً فلا ننَزَلَ القَطرُ

حفظتُ ؛ وضيعتِ المودةَ بيننا ** وأحسنُ من بعضِ الوفاءِ لَكِ الغَدرُ

وفَيتُ ؛ وفي بعض الوفاء مَذَلَّةٌ ** لإنسانةٍ في الحيِّ شيمتها الغدرُ

تُسائلني : مَن أَنت ؟ وهي عليمَةٌ ** وهَل بفتي على حالهِ نُكرُ؟

فقلتُ كما شاءت وشاء لها الهوى : ** قتيلُكِ ، قالت : أيهُم ؟ فهُمُ كُثرُ

وإن أردت اختصار الكلام … !

فعليك بخاتمة المقام … :


أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ** فطالما استعبد الإنسان إحســــان

وكن على الدهر معواناً لذي أمل ** يرجوا نداك فان الحر مـــعوان

واشدد يديك بحبل الدين معتصماً ** فإنه الركن إنْ خانتك أركـــان

من استعان بغير الله في طلب ** فان ناصــــره عجز وخــــــــذلان

من جاد بالمال مال الناس قاطبة ** إليه والمال للانسان فتـــــــــان

من يزرع الشر يحصد في عواقبه ** ندامة ولحصد الزرع ابــان

دع التكاسل في الخيرات تطلبها ** فليس يسعد بالخيرات كســــلان

لا ظل للمرء يعرى من تقى او ** نهى وإن اظلته اوراق واغصان

لا تودع السر وشاء يبوح به ** فما رعى غنما في الدو سرحـــان

لا تحسب الناس طبعاً واحداً ** فلهم غرائز لست تدريها وأكـنـــان

حسب الفتى عقله خلا يعاشره ** إذا تحاماه إخوان وخـــــــــــــلان



وفي الختام … يوقع من أمتهن اليوم غير مهنته …

وأرتدى بزة … تفوق بزته …

بأنه يحاول أن يتمنطق الحكمة وليست بسلعته …

ويلاعب الكلمة … وما هي بحرفته …

ودافعه لقوة سطوته وفداحة جريمته …

أنه يحلم بأن تكون صفته :


خصائص من تشاوره ثلاث ** فخذ منها جميعاً بالوثيقة

وداد خالص ووفور عقل ** ومعرفة بحالك بالحقيقة

فمن حصلت له هذي المعاني ** فتابع رأيه وألزم طريقه


وفي نفس الوقت … يثق بأن ما يقوله يطبقه …

ويرجو الله أن لا يكون فيما سبق قد تجاوز أفقه …

وتعدى حده فخرقه …


أسير خلف ركاب النجب ذا عرج ** مؤملاً كشف ما لاقيت من عوج

فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا ** فكم لرب الورى في ذاك من فرج

وإن بقيت بظهر الأرض منقطعاً ** فما على عرجٍ في ذاك من حرج



وقد أعتاد … أن ينظر للنصف المملوء من الكوب


تقول هذا جنى النحل تمدحه ** وإن شئت قلت ذا قيء الزنابير

مدحاً وذماً وما جاوزت وصفهما ** والحق قد يعتريه سوء تعبير


وملخص وصفته : { يقين ومعرفة وتفهم وصبر وتغافل }


فهل تعجزكِ هذه { التاءات الخمس } ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لزيارتك وقراءتك وتعليقك وأرجو أن أراك مرة أخرى