كيف تستمتع بالاختبارات ؟
وأتى وقت الحصاد وقطف الثمار وبدأت الطوارئ في البيوت وبات الطلاب والطالبات يبحثون هنا وهناك عن الكبسولات وعن الطرق المعينة على النجاح ولو بالوريقات المسماة ( البراشيم ) لم يتبق سوى ثلاثة أيام وتبدأ سلسلة الاختبارات التي تنتهي وقد عصرت الطالب والطالبة كما تعصر الليمونة !
فكيف نتعامل مع الاختبارات ؟ وكيف نحصد أعلى الدرجات ؟
في البداية سيكون الحديث مُوجَّها للمعلمين والمعلمات وسأوجزه في هذه العبارات ( يجب على كل معلم ومعلمة أن لا يجعل من الاختبار ميدان تحدٍ للطلاب بل باب من أبواب قياس نتائج تعليمه وليراعي الفوارق الفردية بين الطلاب فلكل منهم حدود معرفته وفهمه وليتذكر بأنه مسؤول أمام الله لو قصّر في آداء رسالته فلا يحمل الطلاب أكثر مما يحتملون أو مالم يتم شرحه )
ومن ثم للآباء والأمهات لا تجعلوا من بيوتكم ثكنات عسكرية أوامر ونواهي وحرمان وعقوبات وتهديد ووعيد بل اجعلوها مدائن خضراء وجنات وارفات شجعوهم وهيئوا لهم الأماكن المريحة وتعاهدوهم بالتحفيز والتوجيه الإيجابي ولا ترهبوهم أو تزرعوا فيهم الخوف ولا تحاسبوهم بغلظة لو أخفقوا ولا تجعلوا السهر لهم عنوانا واربطوهم بالله صلاة وقياما ودعاء ولا تنسوهم من صالح دعائكم ولا تتركوهم بعد الاختبار عند المدارس فكم من طالب أو طالبة ضاعوا بسبب الانتظار !
وللطلاب والطالبات لا تجعلوا من الاختبار شبحا واحرصوا على اتباع أساليب المذاكرة السليمة فاختاروا المكان والزمان والطريقة فلكل نهر مجراه ولا تكثروا من المنبهات كالشاي والقهوة وتوابعها واستبدلوها بالحليب والعصائر الطبيعية واحرصوا على الفطور وعدم السهر وقسموا الكتب لأجزاء وابدأوا بالأسهل ثم المتوسط وصولا للأصعب وكلها ميسرة بإذن الله.
استخدموا في البداية القراءة المسحية للكتاب بالعين دون النطق ثم أعيدوا القراءة مستخدمين القلم والورقة ولخصوا ماتقرأونه وعليكم بالمصلقات الملونة والأقلام الفسفورية المتنوعة ولا تستخدموا لونا واحدا واجعلوا لكل شيء لونا فلون للتعاريف وآخر للمعلومات وثالثا للتقسيمات وهكذا ، اكتبوا أسئلة وأجيبوا عليها وخمنوا الأسئلة وتذكروا ما كان يؤكد عليه المعلمون والمعلمات وابتعدوا عن رفقاء السوء ونصائح الشر المممزوجة بالسم واعلم أن الحبوب والأدوية ماهي إلا أقنعة زائفة وضعت لقتلك لا لتفوقك واحذر الأصوات التي تتحدث عن صعوبة المادة أو شدة المعلم أو المعلمة ولا تجعل وقتك كله للمذاكرة ، وروّح عن نفسك وكافئها لو أنجزت الحفظ والفهم في وقت قصير وقل لنفسك سأشاهد التلفاز لو أنهيت مادة كذا ، استخدم الخرائط الذهنية والصور والتجارب والشرح للآخرين لتأكيد المعلومات كما يجب عليك استغلال أوقات الفجر فهي ساعات النشاط الجسدي والتحفز العقلي ، وتوكلوا على الله.
في يوم الاختبار احرص على عدم الحديث مع الزملاء قبل الاختبار أو المراجعة السريعة والتي قد تشوش على عقلك وتخيل أن عقلك كدولاب الملابس فرتب معلوماتك كي تستطيع استخراجها منه ، وعند الدخول سم الله واستلم ورقتك واقرأ الأسئلة كاملة ثم أجب على الأسهل ولو كان في آخر الصفحة وإن تذكرت معلومة فدوّنها في مسودة وبعد الانتهاء لا تسرع في تسليم ورقتك وراجع أجاباتك مرة أخرى ، وبعد تسليم الورقة لا تعد للمادة فالماء المسكوب لا يعود !
أسأل الله التوفيق لكل الطلاب والطالبات وأن يحصدوا الدرجات العالية.
همسة : الاختبار هو قياس للناتج التعليمي من المنظومة التعليمية ( الوزارة - المدرسة - المناهج - المعلمين والمعلمات - الطلاب والطالبات - الآباء والأمهات - المجتمع - الإعلام ) فلا نعلق الفشل على الطالب وحده !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لزيارتك وقراءتك وتعليقك وأرجو أن أراك مرة أخرى