بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصفحات

السبت، 29 نوفمبر 2014

أطفالنا والعقاب !



أكثر ما يحزنني أن أرى رجلاً يفرد عضلاته على طفل أو شاب ما يزال عوده طرياً أمام الجموع زاعماً أنه يؤدبه !
أكثر ما يخرجني من طوري الحلول الأخيرة التي نبدأ بها أولاً فالضرب أول وسيلة نستخدمها للتأديب !
أكثر ما يسؤني عبارات التحبيط التي تحوم حول أطفالنا : أنت لن تفلح ، أنت فاشل ، أنت غبي ، أنت حيوان أنت ... إلخ !
كثيراً ما نرى أطفالنا يتحركون في البيت وفي السوق وفي المسجد ونقول لهم توقفوا !
كثيراً ما نسمع عبارات تحمل في طياتها رسائل توبيخية وتعنيفية وأطفالنا يستقبلون !
كثيراً ما يقول فلان لفلان أنه ضرب طفله أو طفل أخيه أمام الناس لأن فلاناً شكى له عن سوء تصرف رآه عليه !
كثيراً ما نجلس ويجلس بجوارنا أطفالنا فنبعدهم وننهرهم وكأنهم جرب !
كثيراً ما يتشبث الطفل بأبيه وهو ذاهب للمسجد أو المطعم أو إلى حفل أو إلى مكان خارج البيت فننهره ونبقيه في البيت !
هي رسائل سلبية نرسلها لأطفالنا ونريد منهم في النهاية أن يكونوا بنائين ومنتجين !
هي عوامل مثبطة ونصر على أنهم سيبنون لنا الغد المشرق ونحن نغيب الشمس عنهم في كل وقت !
فلنراجع أنفسنا ولنعد حساباتنا فأولادنا يمرون بمرحلة نحن نتحمل مسؤوليتها فإن عودناهم على الإيجاببات رأينا منهم الجانب المشرق وإن عودناهم على السلبيات رأينا منهم الجانب المظلم !
كنت في مجتمع يجعل من الطفل رجلاً كبيراً فهو المسؤول عن الضيافة والاستقبال وتراه مع أبيه في كل مكان ويعرف عادات الكبار وتقاليدهم بل إنه تشربها وأحزنني أن أرى رجالا ً لا يستطيعون أن يفعلوا كفعل أولئك الأطفال ولكن من المسؤول لنراجع أنفسنا فالبداية من الصغر !

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

الأسس الفنية لتحرير الخبر الصحفي


 الأسس الفنية لتحرير الخبر الصحفي

تضم هذه الأسس القوالب الفنية التى يقوم عليها صياغة الخبر الصحفى وينقسم الخبر الصحفى بذاته إلى جزئين هما (المقدمة – والمتن) وهما يندرجان تحت العنوان الذى يمثل الدعامة الأساسية عند بناء الخبر الصحفى، وبالتالى فإن عنوان الخبر يحتاج إلى عناية ومهارة فنية فى انتقائه، حيث يشترط فيه عدة أمور منها. (1) انتقاء ألفاظه المعبرة فى قوة وعمق فى مادة الخبر وفحواه.(2) المطابقة التامة بين العنوان والمضمون الذى يشتمل عليه الخبر.(3) جذب الانتباه وإثارة الاهتمام عبر نقل الأحداث بموضوعية دون تهويل أو تزييف لوقائع الحدث.(4) الإيجاز فى اختيار الكلمات المناسبة للعنوان، والحرص على أن يجيب هذا العنوان على أحد عناصر الخبر الستة

.أمابالنسبةلمتن الخبر فيجب الالتزام بالقواعدالتالية: (1) 

البعد عن استخدام الألفاظ الغربية أو اللاتينية، أو التراكيب اللغوية الصعبة التى يصعب على القارئ فهمها.(2) الحرص على ذكر المصدر فى الخبر، حيث لا يوجد خبر دون أن يكون له مصدر سواء أكان هذا المصدر شخص، أو هيئة أو وزارة أو حتى وسيلة إعلامية أخرى، أو وكالات أنباء، أما الأخبار المجهلة غير معروفة المصدر فهى لا تمثل المصداقية الكاملة عند القراء. (3) استخدام الفعل المضارع عند الصياغة حيث أن الفعل المضارع من شأنه أن يضفى طابع الحالية على الخبر المنشور.(4) مراعاة الدقة فى صياغة الفقرات دون تكرار لألفاظ وكلمات أكثر من مرة فى الفقرة الواحدة، وعدم تفعيل المفهوم ضمنياً من الخبر. (5) الميل إلى عدم التطويل فى الجمل، وإبراز المعانى بأقل عدد من الكلمات، ولا داعى للمترادفات.(6) تجنب استخدام المبنى للمجهول حيث يقوم بتعقيد المعنى بدلاً من سهولته.فبدلاً من "شوهد قطار وهو يحترق بالركاب" تقول "شاهدت الجماهير القطار وهو يحترق بالركاب" (7) إذا تضمن الخبر أرقاماً فإن الرقم من (1-10) يكتب بالنسخ (اثنان، ثلاثة – وهكذا) أما بعد ذلك فيمكن أن تكتب الأرقام حسابياً (11، 12، 15، 18، 22). (عدم الإفراط فى الوصف، وأن يترك المحرر الصحفى للقارئ تكوين انطباعاته دون استمالته لاتجاه معين، مثل إنسان طويل جداً يبلغ طوله (ثلاثة أمتار)، فوز ساحق ومستحق للأهلى على الزمالك، نجاح منقطع النظير لافتتاح دورة الأمم الإفريقية بالقاهرة. (9) عدم إطلاق الألفاظ بصفة مطلقة مثل : كانت ديانا أجمل امرأة فى القرن العشرين وفى تاريخ البشرية، أو: كان عبد الناصر أشجع زعيم فى منطقة الشرق الأوسط حتى الآن . طرقصياغةالخبرالصحفى: ينقسم جسمالخبرالصحفى إلى ثلاثة أقسام:

(1) عنوان (2) مقدمة (3) متن

(1) بالنسبةللمقدمة: يلزم المقدمة عادة أن تكون جذابة، وتثير اهتمام القراء إلى الخبر وأن تكون مليئة بالمعلومات، وتجيب عن أسئلة الكشف عن المجهول (من، ماذا، متى، أين، لماذا، كيف) فضلاً عن ضرورة أن تكون مختصرة وموجزة ومليئة بالحركة والصراع. أنواعالمقدماتالصحفية : 

(1) المقدمةالوصفية: 

وهى تركز على وصف الوقائع والأحداث، ويتزايد استخدام هذه المقدمة فى الحوادث والجرائم والكوارث الكبرى

.(2) المقدمةالحوار: وهى تقوم على محاولة خلق نوعاً من الصراع بين أطراف الخبر، مثل مواطن ومسئول، أو نائب فى البرلمان ووزير مختص

.(3) المقدمةالمجاز:

وهى تقوم على استخدام المجاز، مثل جريدة الوفد تفتح النار على حوت السكر، والملف الأسود لحكومة شارون.

(4) المقدمةالحكمة: 

وهى تعتمد على مثل شعبى أو حكمة مأثورة مثل إذا أفلس التاجر فتش فى دفاتره القديمة هذا هو حال وزارة التموين بعد التعديل الوزارى الأخير.

(5) المقدمةالمباغتة: 

وهى تتكون من جملة واحدة قصيرة ولكنها تكون مفاجئة تشد الانتباه وتجذب اهتمامات القارئ مثل:· طفل مصرى يقود طائرة من نوع الشبح بالولايات المتحدة الأمريكية. · مرشح يطلق الرصاص على الأهالى عند تأديتهم لواجبهم الانتخابى

. (6) المقدمةالظرفية: 

وهى تقوم على تصوير الحدث، مثل الوصف التفصيلى للمباريات حيث يقوم المحرر الصحفى بإحاطة القارئ بجو المباراة، وكذلك فى الاحتفالات والسهرات الغنائية

.(7) المقدمة الملخصة:

وهى تقوم على تلخيص أهم المعلومات بالقصة الخبرية، حيث تتصدر أهم معلومة فى الخبر المقدمة

.( المقدمة التناقض: 

وهى تقوم على معانى وألفاظ تتصادم مع طبيعة البيئة، مثل وفاة الفنان عادل إمام من عضة قطة، أو شحاذ يموت أمام فندق رمسيس هيلتون ومعه (ثلاثة ) ملايين دولار

.(9) المقدمة الغرابة والطرافة: 

وهى التى تشتمل على عنصر الطرافة، ويحمل الخبر حدث نادر مثل:امرأة تتزوج (10) رجال فى أسبوع واحد، وأخرى تضع سبع توائم فى أسوان كلهم ذكور

. (10) المقدمة المقتبسة:وفيها يقوم المحرر الصحفى باقتباس فقرة، أو جملة من تصريح مسئول مصدر الخبر لتكون هذه الفقرة هى المقدمة للخبر.

(2) متن الخبر الصحفى :

أما بالنسبة لتفاصيل الخبر فالأمر يتلخص فى أن هذا الشق يمثل صميم كتابة وصياغة الخبر، إذ يشتمل على أهم المعلومات التى تتضمنها الأخبار بالتفصيل المناسب، وتسرد هذه المعلومات فى فقرات منفصلة قائمة بذاتها بحيث إذا ما حذفت إحداها لا يختل المعنى، هذا لا ينفى أن يكون لكل خبر أسلوبه المتميز فى الصياغة

.. (1) الهرم المقلوب: فالخبر الصحفى عادة ما يتضمن حقائق وأحداث وتصريحات، وأن أفضل أساليب صياغة الخبر طريقة (الهرم المقلوب) وفيه يبدأ المحرر الصحفى بالفكرة الأساسية فى المقدمة ثم التفاصيل بعد ذلك، وفق القاعدة التى تؤكد (الأهم، ثم المهم، فالأقل أهمية). وبعد المقدمة يتم سرد التفاصيل نقطة، نقطة تبدأ بالأكثر أهمية ثم التدرج إلى الأقل فالأقل أهمية، بحيث تأتى أهم معلومة فى الخبر أو أبرز واقعة فى المقدمة، وهى هنا قاعدة الهرم المقلوب أما تفاصيل الخبر فهى تأتى بعد ذلك لتشكل جسم الخبر

. (2) الهرم المتدرج:وهو هرم مقلوب ولكن متدرج، حيث يقوم هذا القالب على أساس الهرم المقلوب ولكن يأخذ شكل المستطيلات المتدرجة على شكل هرم مقلوب بحيث يكون للخبر مقدمة تتضمن أهم تصريح فى الخبر ثم يأتى بعدها جسم الخبر فى شكل فقرات متعددة يشرح ويلخص كل منها جانباً من جوانب الخبر، وبين كل فقرة وأخرى يذكر نص تصريح لمصدر الخبر أو الشخصية التى يدور حولها الخبر لنؤكد ما سبق وشرحته الفقرة السابقة وهكذا.). على أن ترتب كل فقرة وما بينها من فقرات مقتبسة من أقوال المصدر حسب أهمية كل منها وفقاً لقاعدة الأهم – فالأهم. وهذا ما يعنى أن الهرم المقلوب المتدرج هو أصلح القوالب الفنية في كتابة الأخبار القائمة على سرد التصريحات كما هو الحال في المؤتمرات الصحفية أو البيانات السياسية والندوات

. (3) الهرم المعتدل: ويقوم هذا القالب الفني على ثلاثة أجزاء، مقدمة تحتل قمة الهرم وهى مدخل يمهد لموضوع الخبر وإن كان لا يحتوى على أهم ما فيه، ثم جسم الخبر الذي يحتل جسم الهرم وبه تفاصيل أكثر أهمية في الحدث وهو في شكله البنائى يبدأ بالتفاصيل الأقل أهمية، ثم التدرج بعد ذلك لتفاصيل أكثر أهمية حتى نهاية الخبر وفيها أهم قيمة يحملها الخبر، وينتشر ذلك في الكتابات الروائية والأدبية والحوادث. 

الفرق بين الخبر البسيط والمركب:

يتضمن الخبر البسيط في المعتاد حدث واحد، وقع فى مكان واحد، ولا يحتاج فى تغطيته إلا لمحرر واحد كذلك، أما الخبر المركب فهو الخبر المبنى على سرد الوقائع، والتصريحات والمعلومات، ويدل على أكثر من واقعة وهو يتطلب عند تغطيته أكثر من مندوب، مثل أخبار الانتخابات البرلمانية أو النقابات العمالية والمهنية.. .

تحرير الخبر

تحــرير الخــبر

تحرير الخبر يعد عنصراً أساسيا في صناعتها ما دامت وسائل الإعلام المختلفة تتعامل مع السيل المتدفق من الأخبار حسب فلسفتها وطبيعة جمهورها ومواعيد صدورها.

فالخبر الذي يصل القاريء والمستمع والمشاهد يشبه أية بضاعة أخرى وصلت إلى السوق أو أيدي الزبائن بعد أن مرت بمراحل تصنيع مختلفة.. فبعد أن يصل الخبر إلى مكاتب التحرير وأقسام الأخبار يخضع إلى عملية مراجعة دقيقة وتتجاذبه أقلام مختلفة بالتشذيب والصقل وإعادة الصياغة.

إن التنافس بين وسائل الإعلام الإخبارية لتقديم أفضل الخدمات لزبائنها قد جعلها تتسابق في ابتداع الأساليب الحديثة التي تجذب اهتمام الجمهور بمادتها الشفافه.. وكانت عملية التحرير هي الميدان الرئيسي الذي يجري فيه التنافس وهكذا فقد أخذت كل صحيفة أو إذاعة أو شبكة إخبارية تتبنى أسلوبا أو صياغه مميزه لأخبارها وقد أدى هذا إلى وجود قوالب صحفية جديدة ولغة إخبارية لها خصائصها المميزة التي تقتضي من محرر الأخبار مهارة لغوية عالية لالتقاط الألفاظ والعبارات المناسبة للغة المقصودة.

ولما كان العمل الصحفي ككل فن يعتمد على الذوق السليم المبدع والموهبة الفطرية مقرونا بالثقافة الواسعة يشكل تزاوجها مع بعضها القدرة المتمكنة ضمن الإطار العام مع الالتزام بالقواعد والأسس الآلية.

1ـ يتحتم على المحرر الصحفي أن يستوعب الموضوع استيعابا كاملا بكل دقائقه قبل الشروع بالكتابة.

2ـ أن يعطي الموضوع حجمه الطبيعي دون تهويل أو إنقاص وتجنب السرد الدرامي العنيف والمفتعل بل التناول الموضوعي الهادئ.

3ـ أن يتم إعطاء المفردات اللغوية اللازمة والمناسبة للتعبير عن الموضوع بوضوح كامل وبأقل عدد من الكلمات التي تستطيع أن تترجم الأحاسيس والحقائق المراد التعبير عنها وفق مبدأ (خير الكلام ما قل ودل).

4ـ في التعامل مع أخبار الشخصيات يتوجب أن تكون هناك حدود معينة تميز المستويات الوظيفية والمواقع القيادية لهذه الشخصيات.. فمثلا الصيغة التي نتناول فيها خبرا يتعلق برؤساء الوزارات هي غير الصيغة في تناول خبر يتعلق بأحد المسؤولين الآخرين وما دونهم من مواقع.

5ـ العمل الصحفي يقبل التحرك المرن الواسع في نطاق غير محدود وهذه الميزة توفر حرية العمل للمحرر الصحفي في إبداع متناه دون تقييد سوى المبادئ والأسس العامة السالفة الذكر.

ولابد من الإشارة إلى أن تحرير الأخبار في الصحافة الكبرى والمتقدمة يتم على أيدي ثلاثة أنواع من المحررين:

أـ المحرر (مصحح اللغة).. وتتلخص مهمته تخليص الاخبار من الأخطاء اللغوية.

ب ـ المحرر الصحفى.. المحرر هو الذي يضع الأخبار بصيغتها شبه النهائية لتكون جاهزة للبث أو النشر فهو معروف بكفاءاته الصحفية ومقدرته على بناء الخبر بناء محكما.

ج-المحرر الذواق(ديسك مان)ٍ.. ان هذا النوع النادر من المحررين متميز فعلا ومهمته تنحصر في مراجعة الأخبار والتقارير الإخبارية ليحذف منها أو يستبدل الكلمات والتعابير غير اللائقة أو تمس المشاعر العامة والذوق العام.

ان الصحافة الملتزمة أو الجادة تبتعد عن عنصر الإثارة كأسلوب سهل ورخيص في كسب المتلقي بما ينطوي عليه من مداعبه الاحساسيس والنوازع التي تتصف بالحيوانية أو التفاهة لكن هذا الابتعاد ينبغي ان لا يشمل الأحاسيس والنوازع الإنسانية المشرقة والمتقدمة.

فالأخبار التي تثير المشاعر الإنسانية تبعد صناعة الأخبار عن الجمود واللغة والاصطناع.. كما أنها تنمي شخصية المتلقي وتترك آفاق الحياة مفتوحة أمامه.

وعمليا فان الأخبار الموجزه والقصيرة مقروءة أكثر من الأخبار والتقارير الإخبارية المطولة لان قراءتها سهلة مما يجعلها في مقدمة المواد الصحفية التي يشغف القاريء بمتابعتها ولما كانت الصحافة شأنها شان الفنون الأخرى فهي من أكثر الفنون تطورا بحكم طبيعتها القائمة على رصد حركة الشارع ومسيرة الأحداث ومواكبة التطورات في مجالات الحياة كافة.. ان هذه الطبيعة الخاصة للصحافة جعلتها مرآة جلية تجسد الواقع المتغير وترصد ملامحه المميزه بدقة وموضوعية فعكست لنا التحولات الكبرى التي شهدها المجتمع بأساليب متنوعة تتناسب مع هذا التحول وطرائق التعبير عنه.. وقد أكد الكتّاب والمحررون منذ البداية إن الصحافة حرفه مادتها الكتابة ولذلك كانت العناية بالمفردة الدقيقة المنتقاة وبالعبارة المجسدة للمعنى وبالبلاغة الواضحة التي تجعل الجملة الصحفية تؤدي مهمتها في إيصال المعلومة إلى القاريء بوضوح.

إن ضرورة التنوع والتجدد هذه دفعت كتاب الأخبار والمراسلين والمحررين إلى التفتيش عن أفضل الوسائل والأساليب في صياغة الأخبار بشكل يواكب التحول في الذوق العام للقراء وفي فنون الصحافة ذاتها.. ومن هذا المنطلق تعرضت الأساليب القديمة إلى هزة قوية نفضت عنها الغبار ووضعتها وجها لوجه أمام مسيرة التطور والتجدد والتنوع فظهرت أنماط وأساليب وقواعد جديدة منها ما هو مبتدع جديد ومنها ما هو شكل متطور عن شكل قديم.

فالقوالب الصحفية الجديدة لم تنسف القوالب القديمة مرة واحدة بل أضافت لها طرائق مستحدثة تناسب اهتمام القاريء المعاصر.. كذلك ابقى هذا التجديد على القوالب التي ما زالت هناك حاجة لاستخدامها مثل قالب الهرم المعكوس وقالب التتابع الزمني إلا أن مجالات استخدام هذه القوالب أصبحت أكثر تحديداً.. ومن اجل رسم صورة واضحة عن تطور كتابة الأخبار وتنوع أساليب عرضها في الصحافة العالمية سنلقي الضوء على قوالب الخبر ووصف ملامحها وخصائصها.

1ـ قالب الهرم المعكوس

إن هيكل الهرم المعكوس الذي يمثل قاعدة الأهمية المتناقصة هو الأكثر أهمية آو الأكثر توظيفا في كتابة الأخبار وهو هيكل حيوي للغاية لذا فان بناء الخبر وفق الأهمية المتناقصة وضمن هيكل الهرم المعكوس يوفر للمتلقي عناء ارهاق ذهنه للوصول الى الامور الجوهرية في الاخبار ونحن نسهل له هذ المهمة في مقدمة إخبارية مركزة ونترك له حرية المتابعة او إهمال الخبر.

وبلا شك فان بناء الاخبار وفق الاهمية المتناقصة يتطلب جدارة عالية في تحرير الاخبار ويتوجب على المحرر السيطرة على سيل المعلومات الاخبارية وإعادة ترتيبها.. ولديه القدرة على اختصار ما هو اقل اهمية وبث روح التشويق في اخباره.

ان هيكل الهرم المعكوس هو في نظرنا الهيكل الاكثر أهمية في التعبير وفي التاثير وهو كذلك الهيكل السائد في اخبار الصحف ووكالات الأنباء ويرجع شيوع هذا القالب لسببين:

1ـ انه اقدر الوسائل على نقل المعلومات، فالناس عادة لا ينفقون الكثير من الوقت لقراءة الأخبار بل يكتفون في كثير من الأحيان بقراءة الجمل الأولى من الخبر أو المقال قبل أن يقرروا الاستمرار في قراءة الفقرات اللاحقة.. وقد تعلم كتاب الأخبار ومحرروها هذه الطريقة خدمة لقرائهم وأدرك القراء إن أهم المعلومات توضع في البداية والأقل أهمية في نهايات الموضوعات.

2ـ ان المساحة المخصصة للخبر او المقال تشكل دائما مشكلة بالنسبة للصحيفة فإذا كانت الأخبار قد صيغت ضمن هذا القالب أصبح من السهل اختصارها تدريجيا من أسفل الهرم وحسب الأهمية والاهتمام وطبيعة المطبوع وهكذا يستطيع المحرر اختزال خبر معين من الأسفل دون الإضرار بجوهر الموضوع.

ويرى هاو بان قالب الهرم المعكوس هو من ابسط اساليب تنظيم الاخبار القصيرة وغير المعقدة

2ـ قالب التتابع الزمني

يعد هذا القالب من أقدم الاشكال الصحفية التي استخدمتها الصحافة في تغطية الأحداث بالشكل الذي وقعت فيه.. وقد استعارت الصحافة الاخبارية هذا القالب من المجلات حيث المقالات فيها تتسم بالطابع السردي الذي يمكن كاتب الخبر البارع من حكاية قصة خبرية جيدة.

وغالبا ما يستخدم اسلوب التتابع الزمني في المقالات خاصة تلك التي تسجل تجارب المتحدث او ما يسرده المتكلم الذي يسجل مغامراته وتجاربه.. كما انه يوفر لكاتب الخبر فرصة فريدة حين يراد توضيح فعل معين إضافة إلى انه قالب سهل الفهم ومن الممكن ان يكون موجزا او تفصيليا وهذا راجع الى إن بعض الأخبار تكون ممتعة جدا بحيث تستدعي كتابتها سعة من الوقت حيث تعرض المعلومات ويتم سرد الحدث.

 

3ـ القالب التشويقي

يعتبر هذا القالب على نقيض قالب الهرم المعكوس لان أهم عنصر في الخبر يأتي في النهاية وليس البداية ويتم الاحتفاظ بعنصر مهم يتم طرحه في نهاية الموضوع.

وفي بعض الأحيان تأتي القصة الخبرية التي تكتب بالأسلوب التشويقي وفق القالب الترتيبي تقريبا لانه من اكثر الاساليب تشويقا في رواية الخبر.

4ـ قالب السرد المباشر

دخل هذا القالب الصحفي الجريدة اليومية قادما من عالم المجلة واسلوبها المميز وعلى القاريء أن يتابع الموضوع من البداية حتى النهاية لكي يعرف ما يتحدث عنه الكاتب.

وقالب السرد المباشر الذي يروي الموضوع من بدايته المنطقية إلى نهاية المنطقية لم يستخدم في الصحافة إلا نادراً.

 

5ـ القالب التجميعي

ان القالب التجميعي يستخدم لجمع موضوعات او اخبار الحوادث والجريمة سوية في موضوع واحد ويكتب بمقدمة قصيرة وبقية تفاصيل الخبر على شكل فقرات متساوية الأهمية.

 

6ـ قالب الدورق

وهذا القالب متفرع عن قالب الهرم حيث يتم وضع المادة الصحفية معكوسة على قمة قالب سردي أو تسجيلي بحيث يأخذ الموضوع شكل دورق الشراب.

ويستخدم هذه القالب في أخبار الحوادث غير الاعتيادية حيث هناك حاجة الى تفصيلات عديدة تحتاج الى نسج دقيق وعلى الكاتب أن يستطلع قدراته على ذلك وان يتأكد من أن هذا القالب هو الفريد لمثل هذه الاحداث.

 

 

 

7ـ بيضة الاوزه

ان بيضة الاوزه هو قالب قصصي كلاسيكي يظهر المشهد ثم تكشف الاحداث ويجري ايضاح المقدمة وفق المغزى الذي نجده في النهاية.

ويحتم هذا القالب على الكاتب وضع معلومات مهمة في قصته وخلفيات للاحداث وايضاحات مشرقة تجعل من الموضوع وحدة سرديه ذات نهاية مشوقة وبداية جذابه.. اما عرض التفاصيل فيمكن ان يبدأ بداية نقطة يراها الكاتب مناسبة لانطلاقته القصصية.

 

8ـ القالب الماسي

يتميز هذا القالب بوجود مقدمة سردية وغالبا ما تكون نادرة او صورة شخصية تؤدي الى الفقرة الجوهرية وهي الفقرة التي تبرز عندها النقطة الاساسية في الموضوع يليها الفقرة المهمة التي يطلق عليها (فقرة الاهمية) التي تضع النقطة الجوهرية ضمن سياقها العام.

ان الفقرة الجوهرية والفقرة المهمة تؤديان الى شكل الهرم المعكوس حيث تناقش القضايا ذات الصلة وخلفية الموضوع بتسلسل وحسب اهميتها وقد انتشر هذا القالب في الصحافة الاوربية لا سيما الاسبوعية التي تعد اخبارها في سعة من الوقت وتنشر لكتاب عرفوا باساليبهم المشوقة وسعة اطلاعهم وقدراتهم على استخدام النوادر في نسيج الاخبار.

 

9-قالب الاحداث المتوقعة

ذكر جورج هاو ان هذا القالب متطور عن الهرم المعكوس بوجود مقدمة تلخيصيه ثم التفصيلات التي ترتب بشكل منتظم ويؤكد على عنصري المكان والزمان اكثر من التأكيد على الموضوعات التي تعالج أحداثا سابقة وتكون على شكل أخبارا قصيرة.

ويستخدم هذا القالب في الأحداث المتوقعة من قبيل

1ـ الإعلانات الروتينية                    2ـ الأحداث المبرمجة                3ـ البرامج            

   4ـ الاجتماعات

 


 

كتابة الخبر الصحفي

كتابة الخبر الصحفي عملية إبداعية في المقام الأول، وقد تحدث رواد الصحافة عن عناصر الخبر، وأشكاله، وشروطه، وطرائق كتابته، أي أنهم تحدثوا عن الجانب الموضوعي في الخبر، لكن الممارسة العملية تؤكد أن هناك جانبًا ذاتيًا في صناعة الخبر، لا يقل أهمية عن الجانب الموضوعي، وهذا الجانب الذاتي يتعلق بمواصفات معينة لابد من توافرها ليس في الخبر، وإنما في المحرر نفسه، باعتباره صانع الخبر.
يشمل ذلك: الاستعداد الإبداعي (نمط التفكير غير التقليدي)،  والإحساس بالخبر، وامتلاك الأسلوب الخاص، ودرجة المفهومية، والكتابة التشويقية، والثقافة التراكمية، والتدقيق المُحكم.. ونتناول هذه العناصر بالتفصيل، كما يلي:

أولًا : الاستعداد الإبداعي:

الخبر هو إخبار بشيء جديد أو قديم متجدد، ويشمل تضمين أكبر قدر من الحقائق والأحداث والوقائع والمعلومات في أقل عدد من الكلمات، كما أنه: التكثيف، وانتقاء الكلمات المعبرة، وعدم التلوين، ونقل الحقائق كاملة.

ويبدأ الإبداع الخبري مع عملية صناعة الخبر ذاتها. والمحرر الجيد يجتهد دائمًا في صنع الخبر لا بأن ينقله فقط، أو أن ينتظر حدوثه فقط. ويمكنك من جملة في حوار أو مقال أو تحقيق أو نقاش أو تأمل أن تلتقط فكرة خبر جديد، وأن تصنع منها خبرًا.

فأنت تلتقط الفكرة، ثم تتصل بالمصادر، ثم تجمع المعلومات، ثم تصوغ القصة الخبرية الجديد.. لتصبح في النهاية: صناعتك، وتميزك، وإبداعك.

وهكذا، أنت الذي تختار الخبر، وأنت الذي تصنعه، وأنت الذي تحرره (بأسلوبك)، وأنت الذي تصوغه بمهاراتك، وأنت الذي تقدم أو تؤخر فيه.. إلخ، حسبما يتراءى لك.

إن الخبر مرآتك، وأنت مرآة خبرك، فهو يعكس ميولك، وأولوياتك، واهتماماتك، وتنعكس شخصيتك عليه، فأنت خبرك، وشخصيتك خبرك، وخبرك -أيضًا- عنوان شخصيتك، والدليل عليها.

وأنت كصحفي "ترمومتر الحياة"، لأنك مقياس حقيقي لاهتمام الناس بالأحداث من حولك.. فأنت الذي ترتب لهم حياتهم، وتحدد لهم أولوياتهم، بما تركز عليه من أجندة عملك، وتحديد ثقل وزن كل خبر، ومدى ضخامة أو اهتمام الناس به.

ثانيًا : الإحساس بالخبر:

لابد من تنمية الحاسة السادسة.. إنها الإحساس بالخبر.. أو :"شم الخبر"، كما يقولون،..إنه الآن صغير، لكنه سيكبر مع مرور الأيام .. قضية هشام طلعت مصطفى بدأت هكذا: العثور على جثة مطربة لبنانية مغمورة في أحد فنادق دبي.. لم تكن هذه المطربة المغمورة سوى سوزان تميم.. إحساسك وشمك لرائحة الخبر،  يجعلك لا تتجاهله، بل تنشره من فوره، وتركز على تفاصيله، وتأتي بالجيد المدهش من أسراره، كونك استشعرت منذ البداية أنه قابل للتصاعد.

ثالثًا : المفهومية:

لابد أن يكون الخبر مفهومًا ، ويتحقق ذلك بالتغلب على عوائق الفهم، وعدم اللجوء إلى الغموض، وعدم إيراد مفردات غير مفهومة، أو غامضة أو ملتبسة أو متناقضة.. تخلص من ذلك كله.. مثلا: كلمة أوردتها وكالة الأنباء.. كتبها المحرر.. فيها خطأ.. لا تناسب مجتمعاتنا.. معروفة في ثقافة دون ثقافة، ومجتمع دون مجتمع.. المهم الاعتماد على قاموس لغوي موحد للشائع والمتداول من الألفاظ.. ابتعد عن الغريب والمستهجن وغير المفهوم منها.. بحيث تتأكد في النهاية من أن درجة "مفهومية" خبرك، أو فهم القراء له، بنسبة مائة بالمائة.

رابعًا : امتلاك الأسلوب الخاص:

تظل كتابة الخبر -مهما خضعت لمعايير مهنية- مسألة شخصية في المقام الأول.. فالفكرة فكرتك، والأسلوب أسلوبك، والمعالجة صُنعُك.. وفي الوقت نفسه: لا بأس بأن يكون لكل منا

-كمحررين- أسلوبه الخاص في انتقاء وصياغة وتحرير الخبر، ولكن في إطار الثقافة الجمعية .. فعدد الكلمات، وكيفية البدء، وطول الفقرات، وعدد الكلمات.. كلها أمور ذاتية، تختلف من محرر إلى آخر، بحسب كفاءته، وقدرته، ورؤيته،  في إطار الالتزام بمعايير مهنية واحدة.

والأمر هكذا، يمكن تنمية القدرات الذاتية لكل محرر في التعامل مع الأخبار بتأمل طرائق صُنعها، وصوغها في المدارس الصحفية المختلفة، بحيث يصقل الصحفي هذه المَلَكة لديه، مع الإثراء الدائم لقاموسه اللغوي.

خامسًا : الجاذبية والتشويق:

تتحقق الجاذبية في الخبر بانتقاء زاوية محددة (جماهيرية) فيه.. مثلا: أخبار القضايا يُفضل ألا نكتفي  فيها بالقول: محكمة كذا تنظر اليوم قضية كذا .. بل لابد من إضفاء مسحة من الجاذبية الجماهيرية على الخبر بالإشارة في السطر الثاني مثلا إلى أبرز ما في القضية، وتذكير القاريء بآخر مطالبات النيابة أو المدعي أو المدعى عليه..إلخ.

في الوقت نفسه، لابد من أن تكون كتابتك بسيطة ومفهومة وتشويقية..ولا بأس هنا بألا تصب كل المعلومات في عنوان الخبر مرة واحدة، وترك مساحة بسيطة من "الغموض التشويقي"..وفي الوقت نفسه لابد من تحديد المقدمة كيف ستكون: ملخصة.. مقتبسة.. مجازية.. حكمة أو مثلا.. إلخ.

وفي حالة القصة الخبرية متعددة الجوانب يجب أن تكون المقدمة مكثفة؛ فتذكر الجوانب والمعلومات مجملة فيها، ثم "تفرد" كل فقرة لاحقة من الخبر بمعالجة وتوضيح فكرة ثانوية أو موضوع فرعي لفكرة رئيسة وردت في المقدمة، وهلم دواليك..أو تبرز خطًا واحدًا من المعلومات هو الأهم .. ثم تورد بقية الخطوط تباعا في جسد الخبر، وثناياه، ومتنه.

سادسًا: الثقافة والذاكرة التراكمية :

متابعة الأخبارلحظة بلحظة، ويومًا بيوم؛ يتحول إلى تراكم يومي في العمل الخبري، وهو أمر يساعد على فهم كل خبر ومعلومة، ويعين على تحديد زاوية التناول بحيث لا تكون قديمة، ولكن جديدة، وجذابة.. في آن، كما أنه يقود إلى انتقاء وصوغ أخبار "جيدة"، و"غير مُكررة".وهكذا تفيد القراءة والمتابعة التراكمية "اللحظية" للأحداث من حولنا في مساعدتنا على تحديد القديم، والمتكرر، وبالتالي القدرة على اتخاذ القرار الصائب، سواء بالنشر أو عدمه.   

سابعًا: التدقيق والإحكام:

يقتضي الخبر السليم تدقيق كل معلومة أو رقم فيه، فضلًا عن تدقيق أسماء وهُويات الزمان والمكان والأشخاص والأرقام، ويتحقق ذلك بالبحث عبر النت، أو تدقيق المعلومة من المصدر نفسه، أو بالاستعانة بزملاء..وقد يعطيك المصدر معلومة غير دقيقة، وهنا يجب عليك أن تكتشفها، لأن الخطأ في هذه الحالة لن يكون مسئوليته وحده.

والواقع أن القدرة على الكتابة "الدقيقة والمحكمة" فن لا يتقنه أي أحد، لذا لابد من التدرُّب المتواصل عليه، والتمرس به.

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

وصفة السعادة


س / هاهو ( نصف قلبي ) … قد تغير !

نعم… وأيم الله … قد تغير !

وما علامتي التعجب أعلاه …

إلا محاولة فاشلة مني

لأصف وقع الأمر عليَّ …


وقد جئت إليك أيا طبيبي …


طالبة التشخيص الدقيق لمرضي …

ومتلمسة العلاج الناجع لحالتي …


فقلي بربك … مما أعاني ؟

وكيف السبيل لراحتي … وعلاج قلبي ؟


ج / … بسم الله … والحمد لله … والصلاة والسلام على خير خلق الله … وعلى آله وصحبه ومن والاه …


وبعد :


فهذه وصفة طبية صرفها غير طبيب !

نعم أقول ذلك وأصر عليه …

لكنه – وهذا مما يُدهش – يراهن عليها …

وحسبي : ثقتك واجتهادي …

فما أخيكِ إلا ملوحٌ بأني :


الدهر أدبني , والصبر رباني ** والقوت أقنعني , واليأس أغناني

وحنكتني من الأيام تجربةً ** حتى نهيتُ الذي قد كان ينهاني


وأعلم أنني … رجع لصداك …

وأنكِ تتمثلين قول الحكيم :


شاور سواك إذا نابتك نائبة ** يوماً وإن كنت من أهل المشوراتِ

فالعين تنظر منها ما دنا ونأى ** ولا ترى نفسها إلا بمرآةِ


وحيث وعيتِ يا أخية ما سبق …

فإن وصفتي – إن تفضلت بقبولها -

تقوم على { تاءات خمس }

وليس أكثر …


وأزعم أنها تخالف جميع ما سبقها من وصفات …

فليس لها مدد محددة … ولا جرعة مقدرة …


بل على العكس !

كلما زدت منها … تسارع علاجك …

وقويت مناعتك … ورأيت الشفاء بأوضح صوره …

ومهما أطلت باستخدامها … لن تري ِ إلا كل طيب …

ولن يغمك هم قديم … أو جرح جديد …

بإذن ربي وكرمه …


وباختصار …

وصفتي تتلخص بـ { خمس تاءاتٍ }

هي :


1- تيقني :


بأن معيار السعادة الحقة تتجسد في رضا المولى (سبحانه) …

فهي غاية كل مؤمن وطموح أي مسلم ومنزلة جميع محسن …

والعكس بالعكس ؛ فمن طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ؛ لأنه : لم يدرك الوعد الإلهي …


(( ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً , ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )).


ولكل غانية (مهرها ) …

ومهر (السعادة) … (الاستقامة)


إن كنت تسعى للسعادة فاستقم ** تنل المراد وتغدو أول من سما


فشمري عن ساعديك …

ولا تتردي في مساعيك …

أو تعجزي في مبانيك …

وابدئي ترميم صرحك وعاليك …


إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ** بعزم نصيح أو مشورة حازم

ولا تحسب الشورى عليك غضاضة ** فإن الخوافي قوة للقوادم

و خل الهوينى للضعيف ولا تكن ** نؤوماً فإن الحر ليس بنائم


وإياكِ … إياكِ … أن تركني

لسعادة الدنيا … فهي :


ألا لا ترُم أن تستمر مســرة ** عليك فأيــام الســـرور قلائــــل

ولا تطلب الدنيا فإن نعيمها ** ســراب تراءى في البـسيطة زائــل



ثم تيقني :


بأن كل ما ترينه خير لك ؛ وإن بدا لك خلاف ذلك

وأن ما ينتظرك … حلاوة وسعادة ونعيم

بشرط إن تحسني الظن بربك … وتثقي بوعده ؛ بأن /


” من كانت الآخرة همته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة …

وأن من كانت الدنيا همه فرّق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له “.


يا صاحب الهم إن الهم منفرج ** أبشر بخير فإن الفارج الله

إذا بليت فثق بالله وارض به ** إن الذي يكشف البلوى هو الله

اليأس يقطع إحياناً بصاحبه ** لا تيأسن فإن الكافي الله

الله حسبك مما عذت منه به ** وأين أمنع ممن حسبه الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة ** لا تجزعن فان القاسم الله

والله مالك غير الله من أحد ** فحسبك الله في كل لك الله


ولا يجتمع يقين وسوء ظن …

فالمؤمن لا يكون إلا حَسَنَ الظن ِ…


لا يكـن ظـنـك إلا سيـئـاً ** إن الظن مـن أقـوى الفطـن

ما رمى الإنسان في مخمصةٍ ** غير حسن الظن والقول الحسن


ولكل كربة زوال … ولا يعقب الهم إلا الفرج


ولرب نازلة يضيق لها الفتى ** ذرعاً وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ** فرجت وكنت أظنها لا تفرج


ثم أن الأمر لا يكلفك …

إلا تضرع بيقين …

و لن يعوزك …

سوى يقين متضرع …

ولا فرق …


إذا عرضت لي في الزمان حاجة ** وقد أشكلت فيها علي المقاصد

وقفت بباب الله وقفة ضارع ** وقلت : إلهي إنني لك قاصد

ولست تراني واقفاً عند باب من ** يقول فتاه : سيدي اليوم راقد


فلا كسب إلا بالتقى …

ولا خسارة إلا من معصية …


إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى ** تجرد عرياناً ولو كان كاسياً

فخير ثياب المرء طاعة ربـه ** ولا خير فيمن كان لله عاصياً


وخلاصة ما سبق :


كن عن همومك معرضاً ** وكِلِ الأمور إلى القضا

وأنعم بطول سلامــــــة ** تُسليك عمّا قد مضـى

فلربما اتسع المضيــق ** وربما ضاق الفضــــا

ولَرُبَّ أمرٍ مسخــــــطٍ ** لك في عواقبه رضى

الله يفعل ما يشـــــــاءُ ** فلا تكن متعرضـــــــا


 



2- تعرفي :


لحقيقة هدفك … وطبيعة مهمتك …

ولا تنشغلي بتضميد جرحك …


وقد يرجى لجرح السيف برؤ ** ولا برؤُ لما جرح اللسان

جراحات السنان لها إلتئام ** ولا يلتام ما جرح اللسان

وجرح السيف تدمله فيبرى ** ويبقى الدهر ما جرح اللسان


فما أنت إلا ربان سفينة … قدره ؛

أن يكون صاحب قرار …

ومن بيده / جنة الدنيا والنار /

وقد قيل :


وإذا تشاجر في فؤادك مرة ** أمران فاعمد للأعف الأجمل

وإذا هممت بأمر سوء فاتئد ** وإذا هممت بأمر خير فافعل


ولا يخفاك بأن (شطرك) قد يجهل مكنون (قلبك)

بأن لسانك يصرخ :


أموت ولا تدري وأنت قتلتني ** ولو كنت تدري كنت لا شك: ترحمُ

أهابـك أن أشكـو إليك صبابتـي ** فــلا أنا أبــديــها ولا أنت تــعــلــمُ

لسانــي و قلبـي يكتمان هواكـمُ ** ولكـــن دمعــي بالهــوى يتكلـــــــمُ

وإن لم يبح دمعي بمكنون حبكم ** تكــلـم جسمــي بالنحول يترجــــــمُ


لا … لا … ثم لا …

اطردي عن بابك كل شك …

وتدبري :


أكاد أشك في نفسي لأني ** أكاد أشك فيك وأنت مني

يقول الناس أنك خنت عهدي ** ولم تحفظ هواي ولم تصني

وأنت مناي أجمعها مشت بي ** إليك خطى الشباب المطمئن

يكذب فيك كل الناس قلبي ** وتسمع فيك كل الناس أذني

وكم طافت علي ظلال شك ** أقضت مضجعي واستعبدتني

كأني طاف بي ركب الليالي ** يحدث عنك في الدنيا وعني

على أني اغالط فيك سمعي ** وتبصر فيك غير الشك عيني

وما أنا بالمصدق فيك قولا ** ولكني شقيت بحسن ظني

وبي مما يساورني كثير ** من الشجن المؤرق لاتدعني

تعذب في لهيب الشك روحي ** وتشقى بالظنون وبالتمني

أجبني اذ سألتك هل صحيح ** حديث الناس خنت , ألم تخنِّ ؟

أكاد أشك في نفسي لأني ** أكاد أشك فيك وأنت مني



ثم تعرفي :


لدواخل نفسك ؛ وانشدي لواعج قلبك

حتى تحسني مداراة جميل حبك …


كتبت وقلبي ؛ يشهد الله ؛ ** عندكم ولو أنني طير لكنت أطيرُ

وكيف يطير المرء من غير أجنحٍ؟ ** ولكن قلب المستهام يطيرُ


ولأجل أن تجدي الطريق الصحيح

لإرجاع (شطرك) بعد تمريض (قلبك) …


تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ** إن السفينة لا تجري على اليبس


نعم … أنا أعلم بأن مقصدك :


أغار عليك من عيني ومني ** ومنك ومن زمانك والمكان

ولو أني خبأتك في عيوني ** إلى يوم القيامة ما كفاني


ولكن … هل تعرفين مفتاح (شطرك) ؟


احرص علي ود القلوب من الاذى ** فرجوعها بعد التنافر يعسر

إن القلوب اذا تنافر ودها ** مثل الزجاجه كسرها لا يجبر


وهل وعيت لزوم محاسبة النفس … والحذر من تزكيتها ؟ …


(( ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى ))


ولربما … كان ما تعانيه … عيب فيك !


” يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجِذْعَ في عينه “


ودورك أن تفتشي عنه … فتصلحيه …

وليست هذه بالمهمة السهلة …

مالك … عجبتِ !

وهل مزيد إيضاح … أردتِ ؟

… حسناً … لك ما طلبتِ …

وساشرح … ما قرأتِ ؛


فأقول … ” من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه , فإن من خفي عليه عيبه خفيت عليه محاسن غيره , ومن خفي عليه عيب نفسه ومحاسن غيره فلن يقلع عن عيبه الذي لا يعرف , ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصر أبداً “


قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه ** ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى

ولو كان ذا عقل ٍلما عاب غيره ** وفيه عيوب لو رآها قد اكتفى


ولو فرضنا … اكتمالك …

وخلوك … مما يعيب جمالك …

فلم لا يكون شعارك … :


تواضع تكن كالنجـم لاحَ لناظـر ٍ ** على صفحـات الماء وهـو رفيـعُ

ولا تكُن كالدخـان يعلـو مكابـراً ** على طبقـات الجـو وهـو وضيــعُ


وجربي أن تعمدي لتجديد الروتين …

وتكسري فخار الاعتياد …


والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ** لملَّها الناس من عجم ومن عـرب


3- تنبهي :


فـ سبب جرحك إنما هو حبيب (قلبك) …

ومصدر ألمك … نفسه وليف (روحك) …

وأنت دون غيرك تعلمين أنه لا زال (يحبك) :

وأنه ما فتيء يردد :


أحبك يا جنان فأنت مني ** مكان الروح من جسد الجبان

ولو أني أقول مكان روحي ** لخفت عليك بادرة الزمان

لإقدامي إذا ما الخيل جالت ** وهاب كماتها حر الطعان 


ولا تنسي بأن (شطرك) – وإن فعل ما فعل – شريكك لا منافسك …

وكليكما يبحر في بحر واحد … وتستقلان السفينة نفسها …

فلا تدعيها تغرق بمن فيها …


إذا أنت لم تغفر ذنوباً كثيرة ** تريـبك لم يسلم لك الدهر صاحب

ومن لا يغمض عينه عن صديقه ** وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب


وديننا حثًّ على انتظار الأمل وترقب الفأل :


ما بين طرفة عين وانتباهتها ** يغير الله من حالٍ إلى حال


وما يضيرك لو تقبلت عذر (شطرك)

دونما نظر منك لقناعتك الخاصة من عدمها …

أفلا يكيفك أنه قد جاءك معتذراً ؟


اقبل معاذير من يلقاك معتذراً ** إن بر عندك فيما قال أو فجرا

خير القرينين من أغضى لصاحبه ** ولو أراد انتصاراً منه لانتصرا


نعم … المؤمن كيس فطن …


كـل الحوادث مبدأها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ** فتك الســهام بلا قوس ولا وتر

والعبــد ما دام ذا عين يقلبها ** في أعين الغيد موقوف على الخطر

يسـر مقلته ما ضـر مهجـته ** لا مـرحباً بسرورٍ عاد بالضـرر


لكن ؛ تنبهي :


أن تظلمي أعز من عرفتِ لـ (قلبك)


وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ** على المرء من وقع الحسام المهند


لأنك ؛ إن فعلت : أتعبت (قلبك) وخسرت (شطرك)


إذا كنت في كل الأمور معاتباً ** صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه

فعش واحداً أو صل أخاك، فأنه ** مقارف ذنبٍ مرة ومجانبه

أذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه


وأخاف عليك … أن تكوني …

ممن يداوي الناس وهو : عليل !


متى تلتمس للناس عيبا تجد لهم ** عيوبا ولكن الذي فيك أكثر

فسالمهم بالكف عنهم فإنهم ** بعيبك من عينيك أهدى وأبصر


ثم ؛ إن الظلم وخيم العاقبة …

فكيف لو صدر من أقرب الناس بحق أعز الناس !


أمـا والله إن الظلـم لـؤم ** وما زال المسيء هو الظلوم

إلى ديّـان يوم الدين نمضـي ** وعند الله تجتمـع الخصـوم

ستعلم في الحسـاب إذا التقينا ** غدا عند الإلـه من الملـوم


… مهلاً … كاني بك …

تقدمين أكثر من دليل وبرهان …

على جور من أسميته (الحبيب الولهان) …!

إن كان الأمر ما ظهر لي وبان …

فإليك بيتين فيهما غني البيان :


إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً ** ولجّ عتوًا في قبيـح اكتسابـه

فكِلْـه إلى صرف الليـالي فإنها ** ستبدي له ما لم يكن في حسابه


4- تصبري :


على كل قضاء ؛ فهو وربي مفتاح كل بلاء …

وقد زكى رب الخلق وباعث الأنبياء …

من صبر على ما كُتب له من بلواء …

وبنى له ما يليق بعمله من رائع البناء :


بنى الله بيتاً للأخيار سماؤه ** هموم وأحزان وحيطانه الضر

وأدخلهم فيه وأغلق بابه ** وقال لهم مفتاح بابكم الصبر


وأنت مؤمنة … ولن يخفاك أنه :


إذا اشتد عسر فارج يســـراً فإنه ** قضى الله أن العسر يتبعه يسـر

إذا ما ألمت شدة فاصطبر لهـــا ** فخير سلاح المرء في الشدة الصبر

وإني لأستحــيي من الله أن أرى ** إلى غيره أشكو إذا مسني الضر

عسى فرج يـــأتي به الله إنه ** له كل يوم في خليقته أمــــر

فكن عندما يأتي به الدهر حازماً ** صبورا فإن الخير مفتاحه صبر

فكم من هموم بعد طول تكشفت ** وآخر معسور الأمور له يسـر


وحاولي أن تمزجي صبرك بكريم عفوك :


قيل لي قد أساء إليك فلان ** ومقام الفتى على الذل عار

قلت: قد جاءني وأحدث عذرا ** دية الذنب عندنا الإعتذار


أي … أعلم بأن الأمر يبدو صعباً …

لكن …


إذا ضيقت أمراً زاد ضيقاً ** وإن هونت صعب الأمر هانا

فلا تجزع لأمر ضاق شيئا ** فكم صعب تشدد ثم لانا


و …


وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ** ودافع ولكن بالتي هي أحسن


وتصبري :


على إحسان النصيحة …

من كلماتٍ … ووقتٍ … وطريقة ٍ:


تعمدني بنصحك في انفرادي ** وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع ** من التوبيخ لا أرضى استماعه

وإن خالفتني وعصيت قولي ** فلا تجزع إذا لم تعط طاعه


وليس كل ما يظهر …

يقبل التذكير والنصيحة …

سوى / ترك واجب ؛ أو قصور في حق …


ذكِّرْ أخاكَ إِذا تناسى واجباً ** أو عنّ في آرائهِ تقصيرُ

فالرأيُ يَصْدأ كالحسامِ لعارضٍ ** يطرأ عليهِ وَصَقْلُه التذكيرُ



وفي بعض المواضع ..

تكون أجمل نصيحة …

بالتزام الصمت وترك الفضيحة …


وجدت سكوتي متجراً فلزمته ** إذا لم أجد ربحاً فلست بخاسر

وما الصمت إلا في الرجال متاجر ** وتاجره يعلو على كل تاجر


5- تغافلي :


وازعم بأنه مكمن سعادة (القلب) …

وقد روي عن ابن حنبل /رحمه الله أنه قال :


” تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل “


تغافل ولا تغفل فما ساد غافل ** وكن فطناً مستيقظاً متغافلاً

ورب مسيء نادم تاب وأرعوى ** فظنك بالأمر المكدّر جاهلاً

ولو كان يدري أن هفوته نمت ** إلى علمك استحيا وأصبح راحلاً

فكن حازماً في السر تسلم وغافلاً ** علانية تظفر بما كنت آملا


ولا تغفلي … والفرق بينهما واضج جلي …

إذ المطلوب ؛ التغافل عن كبوة (الحبيب) …

وهفوة من كان (للقلب) قريب …

وترك ما يريبك إلى ما لا (يريب) …

فذلك أثر – والله – (عجيب) …



ماكنتُ مذ كنتُ إلا طوع خلاني ** ليست مؤاخذةُ الإخوان من شاني

يجني الخليل فأستحلي جنايته ** حتى أدل على عفوي وإحساني

إذا خليلي لم تكثر إساءته ** فأين موضع إحساني وغفراني

يجني عليَّ وأحنو صافحاً أبداً ** لاشيء أحسن من حان ٍعلى جان ٍ


أما الغفلة (المكروهة) …

والفعلة (المقبوحة) …

ما عانته هذه الروح (المجنونة) …

بأن تعلقت بأوهام (ممقوتة)


تكادُ تضيء النارُ بينَ جوانحي ** إذا هِيَ أذكتها الصبابَةُ والفِكرُ

معللتي بالوصل ؛ والوصل دونهُ ** إذا بِتُّ ظماناً فلا ننَزَلَ القَطرُ

حفظتُ ؛ وضيعتِ المودةَ بيننا ** وأحسنُ من بعضِ الوفاءِ لَكِ الغَدرُ

وفَيتُ ؛ وفي بعض الوفاء مَذَلَّةٌ ** لإنسانةٍ في الحيِّ شيمتها الغدرُ

تُسائلني : مَن أَنت ؟ وهي عليمَةٌ ** وهَل بفتي على حالهِ نُكرُ؟

فقلتُ كما شاءت وشاء لها الهوى : ** قتيلُكِ ، قالت : أيهُم ؟ فهُمُ كُثرُ

وإن أردت اختصار الكلام … !

فعليك بخاتمة المقام … :


أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ** فطالما استعبد الإنسان إحســــان

وكن على الدهر معواناً لذي أمل ** يرجوا نداك فان الحر مـــعوان

واشدد يديك بحبل الدين معتصماً ** فإنه الركن إنْ خانتك أركـــان

من استعان بغير الله في طلب ** فان ناصــــره عجز وخــــــــذلان

من جاد بالمال مال الناس قاطبة ** إليه والمال للانسان فتـــــــــان

من يزرع الشر يحصد في عواقبه ** ندامة ولحصد الزرع ابــان

دع التكاسل في الخيرات تطلبها ** فليس يسعد بالخيرات كســــلان

لا ظل للمرء يعرى من تقى او ** نهى وإن اظلته اوراق واغصان

لا تودع السر وشاء يبوح به ** فما رعى غنما في الدو سرحـــان

لا تحسب الناس طبعاً واحداً ** فلهم غرائز لست تدريها وأكـنـــان

حسب الفتى عقله خلا يعاشره ** إذا تحاماه إخوان وخـــــــــــــلان



وفي الختام … يوقع من أمتهن اليوم غير مهنته …

وأرتدى بزة … تفوق بزته …

بأنه يحاول أن يتمنطق الحكمة وليست بسلعته …

ويلاعب الكلمة … وما هي بحرفته …

ودافعه لقوة سطوته وفداحة جريمته …

أنه يحلم بأن تكون صفته :


خصائص من تشاوره ثلاث ** فخذ منها جميعاً بالوثيقة

وداد خالص ووفور عقل ** ومعرفة بحالك بالحقيقة

فمن حصلت له هذي المعاني ** فتابع رأيه وألزم طريقه


وفي نفس الوقت … يثق بأن ما يقوله يطبقه …

ويرجو الله أن لا يكون فيما سبق قد تجاوز أفقه …

وتعدى حده فخرقه …


أسير خلف ركاب النجب ذا عرج ** مؤملاً كشف ما لاقيت من عوج

فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا ** فكم لرب الورى في ذاك من فرج

وإن بقيت بظهر الأرض منقطعاً ** فما على عرجٍ في ذاك من حرج



وقد أعتاد … أن ينظر للنصف المملوء من الكوب


تقول هذا جنى النحل تمدحه ** وإن شئت قلت ذا قيء الزنابير

مدحاً وذماً وما جاوزت وصفهما ** والحق قد يعتريه سوء تعبير


وملخص وصفته : { يقين ومعرفة وتفهم وصبر وتغافل }


فهل تعجزكِ هذه { التاءات الخمس } ؟