بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصفحات

الاثنين، 2 نوفمبر 2015

مفهوم الأدب العربى الإسلامى

نظرية وتطبيق فى الأدب العربى الإسلامى

مفهوم الأدب العربى الإسلامى
يتميز الأدب من بين العلوم والفنون الأخرى كالرسم والنحت والتصوير”Photography”, وغيره بخصائص لا توجد فى غيره, بحيث تجمعها غايتان كبيرتان, وهما:
1. التأثير على النفس والوجدان
2. الإقناع للعقل والفكر بالقياس والبرهان الحسى

     وما عدا الأدب ليس له إلا غاية واحدة, فالعلوم غايتها الإقناع بالأدلة والبراهين العقلية والمنطقية فقط, والفنون الأخرى كالرسم وغيرها لها غاية واحدة فقط, وهى التأثير بالإستمتاع الوقتى المحدود بقدر الرؤية للمنظر أو التمثال أثناء التمتع بالنظر والعين وتأسيسا على ذلك تميز الأدب بكثرة معابره ووسائله التى تجيد الوصول إلى الغايتين السابقتين, وهذه الوسائل هى منافذه المتعددة التى تستقبل الأدب وهى:
- العاطفة - الوجدان     - الشعور - الإحساس بالحواس الكثيرة – الخواطر
- العقل   - الخيال
حقيقة الأدب العربى الإسلامى
 هى التجربة الشعرية التى تنبع من الوجدان والخواطر المفعمة بالقيم الإسلامية فى بناء فني بحيث يعتمد على وسائل التأثير والإقناع: من الألفاظ الفصيحة, والأسلوب البليغ, والنظم الدقيق والتصوير المحكم بالخيال والعقل معا, والإتساق فى الإيقاع المتدفق بأشكاله المتعددة سواء أكان وزنا وإيقاعا فى الشعر, أو نموا وتطورا فى الأحداث كالقصة والأقصوصة, أو قصرا وبلاغة فى العبارات والجمل كأنواع المقالة الأدبية.

     وبهذا المفهوم, تتحدد معالم الأدب العربى الإسلامى وأسسه على النحو التالى:
1. التجربة الشعرية إزاء موقف إنسانى معين
2. الخواطر والأفكار التى تمتد جذورها إلى شريعة الإسلام
3. العاطفة الصادقة التى تعبر عن إخلاص الأديب وصدقه
4. اللفظ الفصيح الصحيح المجرد من الخطأ واللحن السوقية والعامية
5. الوجدان المفعم بالقيم الإسلامية الثرى بخلق القرآن والسنة
6. الأسلوب البليغ والنظم الدقيق, الذى يتخذ مثله الأعلى القرآن والسنة
7.     التصوير الأدبى المحكم بالخيال والعقل معا, فلا يترك العقل الخيال منطلقا فى جموحه ومبالغاته, ولا يترك الخيال العقل يعتمد على مقاييسه المجردة وبراهينه الجافة المترتبة على المقدمات والمسلمات, وإنما يتعاون العقل والخيال معا فى توازن وإتزان لصوغ الصورة الأدببية المتنوعة من إستعارة وكناية وتشبيه ومجاز, أو غير ذلك من تقديم أو تأخير, وتعريف أو تنكير, وإسمية أو فعلية وما شابهه من أبواب "علم المعانى" وروعة النظم.
8.     الإيقاع والموسيقى, وهذا يختلف حسب إختلاف الفنون الأدبية. فالموسيقى فى الشعر تنصرف إلى الوزن العمودى من البحور العروضية والقافية. والإيقاع فى القصة والأقصوصة والمسرحية النثؤية وفن السير الأدبى بحيث ينصرف إلى جمال النسق فى التعبير, وتسلسل الأحداث ونموها وتطورها تطورا واقعيا, بحيث يترتب الحدث على الحدث حتى تتأزم الأحداث فى العقدة والأزمة مما يدفع القارئ إلى روعه التصوير الأدبى, وقصر الفقرات والجمل, ووضوح المعانى وجلاء الأفكار.

والمفهوم الأدب العربى الإسلامى على النحو السابق يلزم منه إرتباط الأدب بمضمون معين بحيث يستمد رواقده من التشريع الإسلامى وهذه قضية على جانب كبير من الأهمية فى تحجديد نظرية الأدب الإسلامى لضرورة مناقشة عدة قضايا, لا بد من التعرف على خصائصها, وإرتباطها بالأدب وهذه القضايا هي:
أ. التجربة الشعرية فى الأدب الإسلامى
ب‌.       التمييز بين التقليد والتجديد والأصالة والعراقة والمعاصرة ومواقف المستشرقين والمستغربين من ذلك
ج. الإلتزام والحرية والتحرير وموقف المستشرقين والمستغربين من ذلك
د. المناسبات الأدبية

الأول: التجربة الشعورية
التجربة الشعرية فى الأدب الإسلامى لها خصائص التى تتميز بها عن التجارب الشعورية العامة, فهى وإن إتفقت معها فى جوانب, فإنها تختلف عنها فى جوانب أخرى.
فأما الجوانب التى تتفق فيها التجربتان, أنهما تحدثان نتيجة لمفجر خاص عن نفس الأديب, وهذا المفجر إما أن تكون فكرة’ أو حدثا أو مشهدا أو فاجعة أو إعجابا, أو تقديرا أو تأملا وما أشبه ذلك.
وأنهما معا نتيجة إفتعال لهذا المفجر, بحيث يتجاوب مع العاطفة القوية التى تتخذ الشكل المناسب للمفجر, والغرض الأدبى الذى يتلاءم معه.
وأن موطنها واحد وهو نفس الأديب حين تتحرك الخواطر والمشاعر من منطقة اللاشعورية فى نفس إلى منطقة الشعور موطن العقل والخيال.
وأما الجوانب التى تختلف فيها التجربتان وهى بين:
1. التجربة فى الأدب الإسلامى
2. التجربة فى الأدب العام
بحيث تكون على النحو التالى:
أ‌.          كل ما يتصل بالتراث الإسلامى العربى فهو غنى بعلوم الإسلام ومعارفه, وحضارة الشريعة وقيمها, وثراء اللغة وعلوم الإشتقاق والبلاغة والعروض والقافية, التى ترجع فى النهاية إلى المصدرين الكبيرين هما:
-    القرآن الكريم          - السنة الشريفة
أما حقل التجارب الأدبية العامة فهو عامر بغير ذلك من الثقافات والمعارف الغربية عن الإسلام.
ب‌. الخيال متزن ومتوازن فى الأدب الإسلامى, لأنه مشدود إلى عقل المسلم يضبطه ويوجهه ويسدد خطاه, ويحد إنطلاقه, فليس خيالا جموحا ولا محلقا فى برج عاجى بعيد عن الحياة والناس, ولكنه خيال يسير مع العقل جتبا إلى جنب, ليعيش مع الواقع ويساير الناس فى إتجاههم, ويتجاوب معهم فى قضاياهم ومشاكلهم.
لكن الخيال فى التجارب العامة قد يكون شرودا ينطلق بصاحبه إلى آفآق بعيدة عن الحياة والناس.
ج. مقياس الصدق الفنى أيضا بحيث يختلف فى التجربتين, فالتلاءم فى تجربة الأدب الإسلامى يتم بين المشاعر والعواطف والخواطر, وبين البناء الفنى للنص الأدبى القائم على:
- اللفظ العربى الفصيح والصحيح, والأسلوب المحكم والنظم الدقيق
- الصورة المتوازنة الموحية القوية
- المعانى والأفكار والأغراض التى تبعت من القيم الإسلامية فى شتى المجالات بعد إمتزاجها بوجدان الشاعر وعواطفه
- الإيقاع والموسيقى العمودية التى تبعت من تراثنا العريى الأصيل بينما الصدق الفنى فى التجارب الأدبية العامة غير ما سبق, فالتلاءم فيها قد يتم بين المشاعر والخواطر والعواطف وبين البناء الفنى للنص الأدبى الذى قد يتصف بما يلى:
ü              اللفظ العامى الخاطئ لللحون والأسلوب المبتذل الركيد
ü              الصور المجنحة المسرقة فى المبالغة والإغراق
ü              الإيقاع الهابط مثل الشعر الحر وشعر التفعيلة
ü              المعانى والأغراض الهابطة عن القيم الفاضلة والأخلاق النبيلة كالإلحاد والكفر.

ومع ذلك يتحقق الصدق الفنى فى التجربة, لأن هذه الأخطاء والسقطات بحيث تتفق تماما مع حقل الشاعر فى الأدب العام فى مشاعره ووجدانه, ولا حيلة له فى هذا الأمر, لأنه يفرغ ما فى جعبته ويعبر بصدق عما فى نفسه.

ثانيا: بين الحرية والإلتزام وموقف المستشرقين والمستغربين
     كان من الضرورى أن نوضح مدى إرتباط الأدب الإسلامى بتراثنا العربى الإسلامى القديم, ومدى تجاوبه معه, وإلتزامه بقواعده وأصوله وأسسه, أو تحريره من كل ذلك.
     يقتضى تحديد علاقة الأدب الإسلامى بالعصر ومعاصرة الأحداث الإسلامية وصداها فيه, وهذا يؤدى إلى توضيح قضية الإلتزام والحرية والتحرير, وقضية المناسبات الأدبية.
     وفى هذه القضايا دس المستشرقون والمستغربون أنوفهم كعادتهم, ليدلوا برأيهم فيها بنظرات مغرضة مسمومة تطل منها العداوة والحقد على الإسلام.
1.           التقليد:
فى التراث العربى الإسلامى أدب إسلامى غزير بسقيه الشعر والنثر الأدبى, وغيرهما من الصور الأدبية التى تعبر عن قيم التشريع أو الحضارة الإسلامية, وقد إتسع لها الشعر والنثر الأدبى فى مختلف العصور: فى العصر الجاهلى والإسلامى والأموى والعباسى والدويلات وفى خلال الحكم العثمانى للأمة الإسلامية.
وعلى ذلك فالتقليد المحكم فى الأدب الإسلامى الحديث للتراث القديم ليست مرحلة مرفوضة رفظا كاملا, وإنما يمثل فى نظرنا المرحلة التى تسبق التجديد والأصالة والمعاصرة, ولها ميزانها النقدى, الذى يكون دون المستوى المطلوب, ومرحلة التقليد المحكم كان لا بد منها فى أدبنا الإسلامى.
2.            التجديد:
هو تطويع ما يجول فى العصر الحديث بما يتناسب مع الموروث الحضارى عن الحقب السابقة, فالقديم الصرف ليس جديدا إلا أن إستمد الشاعر من روافد القديم, وعمقها من حياته المعاصرة بما ينداح من هذه الروافد, ويتلاءم معها, ولا يناقضها, أو يختلف معها, حتى لا يصطدم مع التيار القديم فى روافده وحينئذ يسمى تجديدا.
فالتجديد تطور وبناء, فالمجددون حينما يثورون على القديم لا يرفضونه, وإنما يرفضون الساقط منه الردئ, وحينما يهتمون به يعنون بما هو جدير بالبقاء وهم يتطلعون إلى التجديد لأنهم يميلون إلى التطوير والإستحالة, والجديد يدفعهم إلى الإتصال بالغرب والأخذ عنه.
3.           الأصالة:
هى التعبير عن ذات الأديب بالأصالة عن نفسه, حينما يعبر عن ذاته ونفسه, لكى يكون أدبه أدبا أصيلا لا بد أن يشكل الذات والنفس فى بناء فردى وقومى وإسلامى حضارى يساير كل عصر, بحيث يتؤسب فيهما, وتمتزج بهما, فلا تنفك عنها حتى يصير الذات والنفس هى القيم ذاتها, فإذا عبر عن ذلك فى شكل أدبى صار فنا أدبيا أصيلا.
4.           المعاصرة:
والمعاصرة والقدم متقبلان, فإن تجاوب الأديب مع ثقافة العصر, وإغترف منها بما يحقق رغباته الذاتية, ونبضت تجاربه الأدبية المعاصرة بثقافة العصر, التى يثرى بها تصويره الإدبى, بحيث أطلق على هذا الأدب أدبا معاصرا.
فقد تجمعت فيه روافد المعاصرة, بعد إمتزجت بالروافد الأصيلة فى نفسه, وإتخذت مجرى واحدا يغدى الحياة والناس بما يتناسب مع عصرهم الجديد, وما يحدث فيه من تطور وتقديم ورقى.
ومفهوم المعاصرة هذا يلتقى مع الأصالة إذا ميز الأديب بين الغث, و السمين ليتجاوب السمين مع المخزون الأصيل فى ذات الشاعر وينحى الغث من التيارات المعاصرة, لأنها لا تسجم مع أصالته وعراقته.

ثالثا: بين الإلتزام والحرية وبين التحرير
     وقضية الإلتزام والحرية تناولها الكثير من النقاد العرب والمستشرقين وقد إنتهوا فيها إلى إتجاهين:
1.           الأدب الجيد هو ما لايلتزم فيه الأديب بشئ من واقع عصره ولا يرتبط بمشاكله وقضاياه, بل يعبر فيه عن ذاته ومشاعره متجردا عما يدور فى الحياة من معالجة لمشاكلها, ووضع الحلول لقضاياها العديدة, وعلى ذلك فلا إرتباط بين الأدب والحياة, ومن هنا نشأت المذاهب الأدبية الغربية الحديثة كــ"Romansia" و"Serialia"و "Bernasia", ومذهب الفن للفن والأدب للأدب. فهذه المذاهب تجردت من معالجة المشاكل فى الواقع وعزلت الشعراء عن الحياة والناس وحينئذ يكون الأدب حرا وليس مقيدا ولا ملتزما.
2.           ينبغى أن يكون الأدب ملتزما. وليس متحررا كالإتجاه الأول بل ينزل  الأديب إلى الحياة والناس, ليعيش مع المشاكل العصر وقضايا الحياة, فيتجاوب معها, وتتردد أصداؤها فى نفسه الثائرة فيصورها ويوجه الناس إليها, ويشترك معهم فى وضع الحلول لمشاكلها, ويبحث عن الدواء الناجح لها, وهذا ما يسمى بالأدب الواقعى أو المذهب الواقعى أو الأدب للحياة’ أو الأدب الملتزم.

فالإلتزام والحرية كل لا يتجزأ, ولا ينفصل أحدهما عن الآخرة أمام التحرير ى المن الإلتزام والحرية معا. وهذا ما ينبغى أن يقوم عليه التفسير للأدب الإسلامى فى العصر الحديث فهو أدب يقوم على الإلتزام والحرية معا ويسمو عن "التحرير" ويتجافى معه, وسنوضح القول فى ذلك حتى يتميز هذان المتقبلان تميزا فاصلا من وجهة نظرنا.
والتحرير هو الخروج على القيم والأصول, والتخلص مما يتصل بالتراث القديم, ومما يمت إليه من أصالة وعراقة, فيتحرر الأديب من الأسلوب والمنهج والتصوير الأدبى والوزن والقافية فى التراث القديم. ويتحرر من كل الروابط التى تربط الإنسان بأخيه الإنسان, ومن كل القضايا والمشكلات التى تربطه بالحياة وبالإنسان.
أما الحرية فهى على نقيض التحرير, فحقيقة الحرية لا تشكل إلا فى معيار العقل المضبوط والفكر السديد, ويوم أن يجمع الخيال ويشرد الفكر, بحيث لا يتصف صاحبه بالحرية, بل بالتحرير والجنون, أما إذا إنضبطت المشاعر والخواطر والخيالات فى النفس بالعقل والفكر إتسم العمل الأدبى بالحرية, لأنه تحرر من الطيش والإغراق فى الأوهام وتحرر أيضا من الجنون والخروج عن المألوف فى نظر العقول والأفهام, ومن هنا كانت الحرية مقيد بالخيال والفكر السديد . بينما التحرير هو إنطلاق عن حدود العقل, وجموح فى الخيال, والجموح شرود فى الأوهام.
وبهذا المفهوم للإلتزام والحرية معا يجب أن يكون الأدب الإسلامى ملتزما بمعنى أن له قيمه ومبادؤه وأصوله ومعالمه وأسسه وروافده التى بها يعيش مع الحياة والناس فى قضاياهم ومشاكلهم وأحداثهم ومعاركهم وإقتصادهم وجهادهم وسياستهم وعلومهم وتقدمهم وفكرهم وآمآلهم وآلآمهم ليصوروها من خلال هذه القيم ويعالج مشاكلها ويضع لها الحلول, بحيث يوجهها إلى الحق والصواب.

رابعا: شعر المناسبات
     والمناسبات الأدبية فى الشعر وهى قضية نقدية تناولها كثير من النقاد فى العصر الحديث, لأنها ترتبط بالأغراض الشعرية من ناحية, وبالصدق الفنى فى التجربة الشعرية من ناحية أخرى.
     والمناسبات فى الشعر لا تضعف الصدق الفنى فى تجاربه ولا تهتز بها القيم الفنية, لأن الشاعر حينما ينظم قصيدة لا يأتى إليها من فراغ, بل لا بد من دافع يحث الشاعر على نظم الشعر ولا يستغنى عن مفجر يشعل فتيل العاطفة’ حتى تشتد الحركة فى المشاعر, وتهتز الأحاسيس, وتموج الخواطر والأفكار لتفيض فى وجدان الشاعر بتجربة شعرية صادقة.
     ولهاذا لا تستطيع أحد أن ينكر ذاتية الشاعر فى هذا البناء الفنى على النحو السابق, ولا يتعارض المناسبة المفجرة للتجربة مع تغني الشاعر بذاته أحاسيسه ومشاعره, فكلها كانت من محزون نفسه, لا من خارجها, وإنما الذى طرأ على المخزون هو المفجر فقط, وهو ما يطلق عليه بالمناسبة فهى لا تؤثر على المشاعر الذاتية ولا على الصدق الفنى فى التجربة.
     أما إذا كانت المناسبة التى يتطلق منها الشاعر فى نظمه بلا إفتعال قوي, ولا عاطفة ملتهبة, ولا وجذان حي, ولا مشاعر فياضة, فهذا لا يسمى صدقا لما بينه وبين المشاعر الذاتية الداخلية من حواجز تهبط به إلى النثر الأدبى الذى يكتب بمداد العقل والمنطق لا بالمشاعر الذاتية ولا بعاطفة الشاعر ووجدانه.  

مصادر الأدب العربى الإسلامى
     يقوم الأدب العربى الإسلامى فى بنائه الفنى على المضمون وعلى الشكل, فأما المضمون فنحن بصدده الآن, بحيث يضم الموضوعات الرتيبة التى يشمل عليها الغرض فى الأدب الإسلامى, وتقوم على القيم الإسلامية والأخلاقية الفاضلة, والنظام التشريعى فى كل مجالات الحيات, ومقتضيات الإنسان.
     وفى الأدب العربى الإسلامى القديم شعرا ونثرا ما يجعله تراثا أدبيا ساميا وخالدا, وموردا عذبا صافيا وعملا فنيا قويا وجادا يغرس فى النفس القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة ويطهر الروح ويزكيها ويسمو إلى عالم الطهر والنقاء. ومن هذه المصادر هى:
أولا: القرآن الكريم
     وهو كلام الله المعجز, والكتاب المبين الخالد المثل الأعلى فى أسلوبه ونظمه وإعجازه وبلاغته, وحقائقه وتشريعاته وأصوله وقيمه وأخلاقه وتعاليمه.
ثانيا: الحديث النبوى
     كان الحديث جامعا لتعاليم الشريعة الإسلامية, بحيث تحدد مراتب التعاليم الإلهية, ودرجة المعرفة التى يمر بها المؤمن مرحلة بعد مرحلة حتى يصل إلى الغاية من الإسلام, والهدف من التشريعات السماوية للبشر وهى التى تقود المسلم إلى معرفة ربه, والإيمان به عن يقين وصدق بحيث لا يرى فى الوجود غير الله.
ثالثا: أدب الصحابة رضي الله عنهم
     كان لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أدب إسلامى رفيع تسرى فيه روحية الإسلام, ويرجع إلى مصدرين أساسيين هما: القرآن الكريم والسنة النبوية, بحيث ينهلون من معينها, ويتأدبون بفيض منها فلا تسمع منهم إلا ترتيلا للقرآن وترديدا لآيآته. فقد وجدوا فيه غناء عن كل قول, وشغلتهم حلاوته عن إبتداع نظم الشعر, فتسمع منهم من يتحدث بأدب الرسول صلى الله عليه وسلم, ويهذب لسانه ونفسه بأحاديثه الشريفة, و‘ذا كان لبعض كبار الصحابة أدب نثري بحيث تراه ويتمثل بالقرآن والحديث, ويتآصر بألفاظه ومانيه, ويترابط بتعاليمه وحكمه, ويشمل على تشريعاته وروحيته السامية, وهذا اللون من الأدب هو الغالب عندهم, فالنثر أشد طواعية لإستقبال الدعوات الجديدة من الشعر.   
     ومن ألوان الأدب الإسلامى للصحابة التى تصور السمو الروحى عندهم هى:
1.           الوصايا: وهو سواء وصية الخليفة لجند الإسلام حينما يتحرك الجيش, أو قبل الإلنحام مع العدو أو وصية الخليفة لمن يلى أمر المسلمين من بعده, وحيث يفرغ فيها تجربة حياة ويقدم إليه وثيقة الحكم, أو وصية والد لوالده, يحذره من الدنيا والإغترار بها, وجميعها يقوم على التخلق بخلق القرآن, والتعبير عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, فيزهد الإنسان فى الدنيا وشهواتها, ويقبل على الله فما عنده هو خير وأبقى.
2.           الخطبة: إشتملت الخطابة على الجانب الروحى ممثلا فى عناصر كثيرة, فرأى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحكم بوحى من عند الله وأمره, فأنزل عليه كتابا, بحيث يسير على هديه, ويحكمه فيما يجد من أحوال ويتقى به ما تتقلب به الدنيا من فتن وشرور, ولذلك سلم حكمه من الشك, وأمره من الشبهات حتى قبضه الله إليه بعد أن إطمأن المسلمون إلى معالم دينهم. ثم جاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم جميعا وعملوا بكتاب الله وسنة رسوله.
الشعر: ومن أغراض الشعر الإسلامى هى: - الفخر والمدح, - الغزل والإعتذار, - الرثاء, - الهجاء, - شعر الغزوات, - شعر الفتحات الإسلامية, - شعر المواعظ والحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لزيارتك وقراءتك وتعليقك وأرجو أن أراك مرة أخرى