مستويات التحليل اللغوى
التحليل اللغوى هو دراسة اللغة لمعرفة أنواع الأصوات ومواقعها وسماتها ووحداتها الصوتية ومتغيراتها والوقوف على السوابق واللواحق والداخل وجذور الكلمة, والكشف بين مكونات الجملة الواحدة, وبيان المناسبة بين معانى الكلمات المختلفة للوصول إلى فهم المعانى المقصود.
ومن هنا يتنوع مستوى التحليل اللغوى إلى:
الأول: التحليل الصوتى
هو دراسة الأصوات لمعرفة أنواعها ومواقعها وسماتها ووحداتها ومتغيراتها الصوتية. والصوت البشرى ينقسم إلى:
أ. صوائت (الحركة + الأصوات اللين) أو إن شئت قلت صوائت قصيرة وصوائت طويلة
ب. صوامت اللين: هى الأصوات التى تخرج مع الهواء المندفع من الريئتين مارا بالقصبة الهوائية ثم يمر بالحلق ثم بالفم ثم يغادر الشفتين دون أن يتعرض طريقا أي عائق.
ومن هنا كان أصوات اللين التى تخرج فى السمع عن الأصوات الساكنة إذ أن الأصوات الساكنة يحدث معا إنسداد جزئى أو كلى فى نقطة معينة, ومن هنا كانت أقل وضوحا من أصوات اللين.
وتنقسم أصوات اللين من حيث الكم إلى:
1. صوت لين مختلس, كالحركة المختلسة فى القراءات القرآنية وهى ما تعرف بـ"الروم"
2. صوت لين قصير, وهى الحركات الثلاثة الفتحة الضمة الكسرة
3. صوت لين طويل, وهى أصوات المد الطبيعى فى التجويد
4. صوت لين مرن, وهو صوت المد حين يكون بعده هوزة أو ساكن فى القراءات مثل: يشاء و الضآلين
وينتوع أصوات اللين من حيث الكيف إلى:
1. صوت لين أمامى, وهو الكسرة والإمالة الخفيفة الشديدة
2. صوت لين خلفى, وهو الضمة والفتحة والمحالة إلى الضمة كنطق "يوم" فى العامية
3. صوت لين متسع.وهى الفتحة
4. صوت لين ضيق, وهى الكسرة والضمة
والأصوات الساكنة بحيث تنقسم إلى:
1. المجهورة, وهى التى يهتز معها الوتران الصوتيان
2. المهموسة, وهى التى لا يهتز معها الوتران الصوتيان, وهى تنقسم أيضا إلى:
أ. شذيذة ورخوة
ب. مطبقة وغير مطبقة
ج. منفتحة ومستعلية ومستقلة
ثانيا: التحليل البنائى
هو تحليل الكلمات للكشف عن الوحدات الصرفية وبيان الأبنية, وأحوالها ومعرفة السوابق واللواحق والدواخل والجذور للوقوف على وظيفة الكلمة فى الجملة وعلاقتها بسواها.
فتقول مثلا: عَلِمَ فعل ماض, وعِلْمٌ المصدر, ويَعْلَمُ للدلالة على المضارع, وإِعْلَمْ للدلالة على فعل الأمر, وعَالِمٌ للدلالة على إسم الفاعل, ومَعْلُوْمٌ ببدلالة على إسم المفعول, وعَلِيْمٌ للدلالة على صيغ المبالغة, وهكذا مما هو معلوم فى علم الصرف أي ما سمى بــ"Morfhology".
ثالثا: التحليل التركيبى
هو تحليل التركيب محل الدرس لكشف العلاقات النحوية بين الكلمات فى الجملة ووظيفة كل كلمة بها والتى فيما يسمى بـ"الإعراب والأدوات النحوية المستقلة", ويعرف بــ"Sintaks", أو علم النظم, بحيث قد تكفل بذالك علم النحو فى لغتنا العربية.
رابعا: التحليل الدلالى
هو تحليل العلاقات بين معانى الكلمات المختلفة فى اللغة من خلال الوقوف على جذر الكلمة وبنائها الصرفى, وسياقها الذى تقع فيه, والتحليل الدلالى فى غاية الأهمية , بحيث قد يتصور البعض أن التحليل الدلالى يغنى عنه المعاجم اللغوية, وهذا التصور بعيد عن الصواب لأن المعنى المعجمى أو الدلالة المعجمية ليست كل شيئ فى الوقوف على معانى الكلام إذ لا بد من عناصر لغوية أخرى ذات أثر واضح فى تحديد المعنى وتعيينه. وهذه العناصر هى جزء من معنى الكلام, وذلك لشخصية المتكلم والمخاطب وما بينهما من علاقات وما يحيط بالكلام من ظروف وملابسات ذات صلة به, وكحضور غير المتكلم وغير المخاطب وعلاقاتهم بهما وغير ذلك من أنواع المواقف الإجتماعية المختلفة والتى يطلق عليها عند العلماء البلاغة بــ"المقام", وذلك كان من أريهم"أن لكل مقام مقال, ولكل مقال مقام".
والسر فى ذالك كما عرفنا, أن اللغة هى ظاهرة إجتماعية بحيث هى صورة للمجتمع ترقى برقة وتتدهور بتدهوره, وهى المرآة لعقلية الصادقة لهذا الشعب وتلك الأمة.
وفكرة "المقام" هذه هى المركز أو المحور الرئيسى الذى يدور حول علم الدلالة الوصفية فى الوقت الحاضر. إذ أن المقام هو الأساس الذى ينبغى على ينبنى على الشق أو الوجه الإجتماعى من وجوه لمعنى الثلاثة, وهى: - الوجه الذى تتمثل فيه العلاقات, - الوجه الذى تتمثل فيه الأحداث, - الوجه الذى تتمثل فيه الظروف الإجتماعية التى تسود ساعة أداء "المقال".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لزيارتك وقراءتك وتعليقك وأرجو أن أراك مرة أخرى