بحث هذه المدونة الإلكترونية

الصفحات

الاثنين، 2 نوفمبر 2015

مقاصد علم اللغة

مقاصد علم اللغة
     يهدف هذا العلم من دراسته للظواهر اللغوية المختلفة والتى سبق أن ذكرناها فى عرضنا السابق إلى مقاصد وصفية أهمها ما يأتى:
1.          معرفة حقيقة الظواهر اللغوية التى تتألف منها والأسس التى تقوم عليها
2.          بيان الوظائف التى تؤيدها فى مختلف مظاهرها وفى جميع المجتمعات الإنسانية فى شتى مجالات
3.          يترتب على ذلك بالوقوف على العلاقات التى تربط بعضها ببعض
4.          معرفة أساليب تطورها وإختلافها بإختلاف الشعوب
5.          معرفة القوانين التى تحكم كل ذلك, وهو المقصد الأساسى لبحوث علم اللغة, بحيث لا يعرض الظواهر اللغوية والوظائف التى تؤديها, والعلاقات التى تربطها ببعضها والتطورات التى تعرض لها

فهذه جميعا بحيث لا يعرض لهذا إلا لغرض الكشف عن القوانين التى تحكم كل ذلك, وعلى هذا الأساس قام علم اللغة قصد الباحثون فيه والدارسون كشف القوانين التى تخضع لها الظواهر اللغوية المختلفة.
وقد توصلوا إلى جملة من القوانين منها ما يتعلق بالأصوات ومنها ما يتعلق بالدلالات ومنها ما يتعلق بحياة اللغة ومنها ما يتعلق بوظائفها, بعضها خاص بلغة معينة وبعضها يصدق على فصيلة بأكملها وبعضها يصدق على كل فصائل اللغات المختلفة.

مناهج البحث فى علم اللغة
     يقصد بالمناهج وهو الطريق التى يسلكها العلماء فى تناولهم المظاهر اللغوية والقضايا التى يعالجونها والتى يصلون بفضلها إلى ما يرمون إليه من أغراض وأهداف, ولهذا العلم مناهج بحيث يشاركه فيها غيره من العلوم الأخرى ومناهج أخرى خاصة به إقتضتها طبيعة مسائله وقضاياه اللغوية وسنتناول أهم هذه المناهج بأيجاز فيما يلى:
أولا: منهج الملاحظة
     يتضمن هذا المنهج بأن يراقب الباحث اللغوى ظاهرة لغوية معينة فى ظروف طبيعية للغة أثناء قيامها على وظيفتها ولا يملك الباحث فى مراقبته غير حواسه وقواه العقلية.
     ويشارك فقه اللغة فى هذا المنهج عدد كبير من العلوم الأخرى وخاصة العلوم الطبيعية. ولكى تكون الملاحظة سليمة النتائج تكون كثيرة التنوع بالغة الدقة ما أمكن, ولا يخفى علينا أن هذا فى علم اللغة الوصفى.
     ويؤخذ على هذا المنهج أن آلة الملاحظة الوحيدة هى الأذن وهى بحيث لا تملك من الدقة ما تملكه من الأجهزة الدقيقة الحساسة فى هذا المجال, ومن السهل خداع الأذن كما أنها أي الأذن تتأثر بالحالة النفيسة للملاحظة ويكثر أن تخدعه فتسمعه ما يريد سماعه لا ما هو حادث بالفعل وفى واقع الأمر.

ثانيا: المنهج الوصفى
     ويعتمد هذا المنهج على وصف اللغة وفحص ظواهرها, ومظاهرها كما هى مستعملة فى مكان معين وزمان معين ومحدد فيصف أصوات اللغة مثلا أو تركيبها كما هى لا كما يجب أن تكون ولذا ‘بتعد عن تفسير الظواهر اللغوية المختلفة.
ثالثا: المنهج المعيارى
     وهو منهج للبحث يهتم بوصف اللغة كما يجب أن تكون لا كما هى كائنة, ويقابله المنهج الوصفى السابق الذى تكلمنا عنه آنفا, ويعزز هذا المنهج بالبنية التحتية, ويضع القواعد والضوابط والمعايير السليمة التى تحكم بصحة اللغة.
     وقد إستنبط علماء العربية القدامى المعايير وضوابظ اللغة من مصادرها المختلفة والمتعددة لديهم, وهى: - القرآن الكريم, - القراآت القرآنية متواترها وشاذها, - الحديث النبوى الشريف, - كلام العرب شعره ونثره حتى نهاية عصور الإحتجاج اللغوى المعروفة جيدا والتى حددها العلماء.

رابعا: المنهج التاريخى
     هو المنهج للبحث الذى يقوم الباحث عن طريق هذا المنهج بدراسة تطور الجوانب الصوتية والصرفية والنحوية واللدلالية وتتبع مفردات اللغة عبر العصور التاريخية المختلفة.
     ولهذا المنهج أهمية لمعرفة ما طرأ على معانى المفردات وتغير دلالتها عبر التاريخ, فيقف على هوية الكلمة والأساليب والجمل عبر التاريخ وله أهمية قصوى فى المعجم التاريخى فى أي لغة من لغات بنى الإنسان وأهميتها تظهر جلية فى علم الدلالة أيضا, لأنه يدرس اللغة من خلال تغيراتها المختلف, ومن هنا يظهر الفرق بينه وبين المنهج الوصفى الذى يتناول فيه الباحث الصورة التى توجد عليها اللغة فى فترة زمنية معين, ومن هنا كان علم اللغة الوصفى بحيث يوصف بأنه علم ساكن.

خامسا: المنهج الآلى
     هذا المنهج لا يستخدم إلا فى مجال اصوتيات لأنه الصوت هو العنصر الفيزيائ الوحيد فى اللغة الذى يمكن للآلة أن تتدخل فيه قياسا وتسجيلا. ومن الواضح أن هذا المنهج يستخدم فيه الباحث الآلات لتسجيل الظواهر اللغوية وقياسها.
     والذى حمل العلماء اللغويين على إستخددام هذا المنهج فى الصوتيات والدقة, لأن الأذن المجردة لا تستطيع التمييز بين أنواع الصوت المختلفة وخصائصها وإدراك ميزاتها وقياس شدته ومدته والعوامل الكثيرة المحيطة بها والتى تجعل مدركاتها عرضة للزلل.
     وتستخدم الآلت التى تستخدم فى هذا المنهج إلى نوعين:
1.          نوع أن يبين لنا الأعضاء التى تدخل فى إحداث صوت لغوى ما, وعلى هيئة هذه الأعضاء أثناء النطق ثم على مخرج الصوت الملفوظ, وآلة هذا النوع ما يسمى بــ"الحنك الصناعى": وهو آلة شديدة البساطة يستطيع أي طبيب أسنان أن يصنعها من مادة "Plastic"
2.          نوع أن يبين لنا صفات الصوت من حيث المدة والشدة والحدة, وآلآت هذا النوع على كثرتها تتألف جميعا من ثلاثة أجزاء أساسية هى:
أ‌.                بوق يتلقى الهواء الخارج من فمالمتكلم ويوصله إلى طبلة تتأثر بضغط الهواء وذبذبته
ب‌.       ثم قلم متصل بهذه الطبلة بحيث يتحرك بحركاتها
ج.  ثم إستوانة مغلقة بورق حيث تدور أثناء العمل ليرسم عليها القلم الذبذبات المنتقلة من الطبلة إليه

سادسا: المنهج التجريبى
     يعتمد هذا المنهج على تغيير الظروف العادية المحيطة بظاهرة لغوية ما أو المحيطة بالشخص الذى تجرى عليه التجربة أو على خلق هذه الظروف خلقا دون إنتظار حدوثا كما يحدث ذلك فى التجارب الطبيعية المختلفة والتى تجرى فى المعامل على السوائل أو الغارات.
     وهذا المنهج بحيث تعتمد على علوم كثيرة كالطبيعة والكيمياء...إلخ.

سابعا: المنهج المقارن
     ويعتمد هذا المنهج على الموازنة والمقارنة بين الظواهر اللغوية فى طائفة من اللغات وذلك للكشف عما فى هذه اللغات من صلات القربى وخصائص مشتركة بحيث تؤدى إلى الكشف عن القوانين العامة للغة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لزيارتك وقراءتك وتعليقك وأرجو أن أراك مرة أخرى