محمود محمدأسد
تطور مطلع القصيدة
من العصر الجاهلي إلى العصر العباسي
إن الشاعر العربي عاش متنقِّلاً كغيره في العصر الجاهلي يسير حيث يوجد الكلأ و الماء
و الاستقرار. بينه و بين السماء رفقة و عشرة مديدة، بينه و بين الأرض عهد مودة سرعان ما ينفصم مخلفا شريطا من الذكريات الجميلة ليحل في مكان آخر يزرع فيه الذكريات التي شدَّتْهُ وهزَّتهُ بعنف و حرارة فلم يجد أمامه سوى البوح عن خلجات نفسه وروحه ، فكان الشعر وحيَ النفس وبوحها عمَّا يحسُّ و يعاني . ما ذكرته مدخل لغرضنا الأساسي الذي ستظهر فيه علاقة القصيدة و شكلها بظروف الحياة ، و أخصُّ الوقوف على الأطلال فأغلب القصائد تتفق بوقفتها على الأطلال، و يمكن أن نستثني منها قلة من القصائد كمعلقة عمرو بن كلثوم الذي استهلَّها بالخمرة . في مطلع كل قصيدة وقفة حافلة الذكريات تُعْرَض ضمن شريط مجبول ومنسوج بالحزن و الأسى والعَبْرة و الاستجواب و استحضار طيف المحبوبة فلا تخلو قصيدة من ذكر أيام اللهو و الحب. و هذا ما يدعونا للقول : إن الوقوف على الأطلال حالة شعورية صادقة ، نقلها الشاعر من أعماقه و عن تجربة ، فيها لوعة و شوق و حب و ود و وفاء، و لنا رد على أولئك المتزمتين الذين اعتبروا الوقوف على الأطلال لازمة ضرورية خالية من أي مضمون و اعتبروها تقليدا و أشبه بالقانون الصارم الذي لا يمكن للشاعر أن يخرج عنه . لقد أساؤوا الفهم وغاب عن بالهم أن وقفة الشاعر الجاهلي على الأطلال وقفة حقيقية نابعة من أعماقه. و هو الذي يقضي حياته متنقِّلاً هنا وهناك . ما أن يستقر و يرمي حمله و عصاه و يجمع خيامه و يضرب أوتادها في الأرض حتى يقتلعها ،و يحزم أمتعته استعداداً لرحلة جديدة ، و في كل مرة يترك قلباً متفجراً بالأسى و عبرة تسبح في بحر أحزانه و ذكرياته. تعذّبه آلام العشق و الهوى التي تَتّحد مع كل رحلة و هو الذي يعيش على الفطرة و العفوية بعيدا عن التكلّف و المدنيّة و لهذا أكثر من ذكر محبوبته في القصيدة الواحدة كامرئ القيس و غيره، من الطبيعي أن يجد القارئ في شعره تلك النفخة الوجدانية البدوية التي ينفثها من قلب حزين دون إذن مسبق مما يستدعيه البكاء و ذكر الدموع و الشوق فلنسمع تلك النفحات من امرئ القيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
فتوضح فالمقواة لم يعف رسمها
بسقط اللّوى بين الدخول فحومل
لما نسجتها من جنوب و شمأل
فأسماء الأماكن و تداعي الذكريات غالبة على كل القصائد الجاهلية فطرفة بن العبد يقول في معلقته : فتوضح فالمقواة لم يعف رسمها
بسقط اللّوى بين الدخول فحومل
لما نسجتها من جنوب و شمأل
لخولة أطلال ببرقة ثهمد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
لا بد من الوصول إلى نتيجة حتمية من وراء هذه المعلقة . إن الوقوف على الأطلالتلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
في الشعر الجاهلي من صُلْبِ الواقع. و محرِّكُهُ الوجدانيُّ المعاناةُ و هو ترجمان النفسِ
و انعكاس لأحاسيسها و قد ساعدت عليه الظروف الاقتصادية و الاجتماعية و الطبيعية مجتمعة فلا تخلو قصيدة من اسم لمحبوبة أو مكان أو لشخص .. حومة الجندل
– الدخول- حومل .. أم أوفى – خولة – برقة – ثهمد – أم جندب – سلمى إنها لا تختلف عن مجموعة من الصور و الأفلام التي يلتقطها الإنسان في وقتنا الحاضر بين وقت و آخر يجترّ شريطها و يستمع بالذكريات و يقرِّبُ إليه أيام لهوه و سعادته فزهير بن أبي سلمى يقول :
صحا القلب عن سلمى و قد كاد لا يسلو
و أقفر من سلمى التعانيق و الثقل
فالتعانيق والثقل أسماء لأماكن وجدت فيها سلمى ولا يغيب عن بالنا أثر الحالة النفسية للشاعر الجاهلي الذي عرف برقة الطبع والمشاعر رغم صعوبة الحياة و قساوتهاو أقفر من سلمى التعانيق و الثقل
و كذلك طبيعة تكوينه الفنية. خيالُه خصبٌ صافٍ و ذاكرتُه متدفِّقةٌ و نشيطة و بساطة حياته تجعل المخزون العاطفي متدفِّقا و التقليدُ قد يكون انعكاسا حقيقيا لقيم سائدة
و العربيُّ حريص على القيم و لهذا أؤكد بأن الوقوف على الأطلال صورة حقيقية و صادقة و ليست تقليدا خاليا من الإحساس و المشاعر كما يدَّعي بعض النقاد و لا يمكن أن نحارب تقليدا و أعرافا و نفرض أعرافا جديدة و هناك مسافة زمنية طويلة خلفت أجيالا و فنونا في التعبير.
و تأتي رياح الوافد الجديد ألا وهو الدين الإسلامي الجديد حاملا معه سحرا حلالا ترك ألبابَ العرب تحتار من روعة إعجازه الذي لا يأتيه الشكُّ بين يديه. و بقيت القصيدة العربية في مرحلة أقرب إلى الاستقرار على نهج الجاهلين فأغلب الشعراء المخضرمين كحسان و كعب و لبيد و الحطيئة و غيرهم ما زالوا على عهدهم بالشعر و تقاليده ونذكر وقفة كعب بن زهير بين يدي رسول الله عندما قدم معلنا إسلامه و توبته و طالبا عفو رسول الله بعد أن أهدر دمه لأنه هجا المسلمين ، فقال :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيَّمٌ إثرها لم يفد مكبول
فالمطلع جاهلي و فيه الغزل و رغم ذلك أعجب الرسول بالقصيدة فخلع بردته و أكرمه و أعلن العفو عنه و في هذا المجال لا بدًَّ أن نعرِّجُ على نقطة ذات أهمية فقد ذكر بعض النقاد :متيَّمٌ إثرها لم يفد مكبول
و الفحش و النساء . و الإسلام يمنع و يعاقب في مثل هذه الأمور و نعرف قصة حبس الحطيئة في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب عندما هجا الزبرقان ببيت ظاهره مدح و باطنه هجاء و ذم و يضاف إلى ذلك أن الفترة الإسلامية الأولى جاءت بعد أن فارق الساحة الشعرية أعلام الشعر الجاهلي و جيل الكبار منهم كالنابغة و زهير و عنترة و الأعشى وغيرهم.
إن الإسلام هذب مضمون الشعر و القصيدة و لم يقف في وجهه بل أقر بدوره ومكانته و اعتبره سلاحاً موجها على المشركين و الأعداء و قد أعجب الرسول ( ص ) و عمر بشعر عنترة و زهير و غيرهما لما في شعرهم من معان و مواقف رائعة و كذلك أكرم كعبا و حسان.
بعد هذا يمكننا القول : إن القصيدة العربية لم تضعف بل هُذِّبتْ و قضت فترة مبيت شتوي إلى أن جاءها المخاض من جديد في العصر الأموي فتهيأت لها الأسباب المساعدة للانتعاش من خلافات سياسية و أحزاب و عصبية أججت نار الشحناء بين عرب الشمال و الجنوب و بين الأحزاب السياسية من شيعة و خوارج و أهل سنة إلى أمور أخرى ، بين بيت الأموي الحاكم و البيت الهاشمي و غيره ،هذه الأمور أعادت للقصيدة جاهليتها حيث الفخر و الحماسة و المدح و الهجاء . و تمثَّل ذلك في النقائض و شعر الخوارج فانتعش الشعر من جديد و ظهر شعراء من الطبقة الأولى كجرير و الفرزدق و الأخطل و الكميت و جميل و ذي الرمة و غيرهم ممن لا يقلِّون مكانة عن مكانة شعراء الطبقة الأولى و الثانية في العصر الجاهلي و الملاحظ في العصر الأموي أن شكل القصيدة أصابه شيء من التطور فالوقوف على الأطلال استمرَّ لدى الكثير و نخصُّ منهم ذا الرمة و جريرا والأخطل و الفرزدق و لكن ظهرت المقطوعات الشعرية ذات الموضوع الواحد كغزليات عمر بن أبي ربيعة و خمريات الوليد بن يزيد الذي عرضها بأسلوب قصصي يعتمد على وحدة الموضوع ومن المفيد أن نذكر حرص الدولة الأموية على هوِّيةِ الشعر و السياسة ولذلك ابتعد الشعر عن التطور السريع و المفاجئ فبقي في قالبه العربي شكلاً
و مضموناً في منأى عن العنصر الأعجمي الذي لم يدخل ساحة الأدب و الشعر و السياسة
إلا في العصر العباسي وهو العصر الذهبي للأعاجم و للثقافة الإسلامية العربية معا و قد تهيأت له الظروف المساعدة ...
إن العصر العباسي كان حافلاً بالمستجدات المطروحة على أنماط الحياة المختلفة فلم يبق العرب على منبر الخلافة منفردين فظهر العنصر الأعجمي و بشكل خاص الفارسي و الرومي
و حصل التزاوج و الاحتكاك وشرَّع العرب نوافذهم للثقافات الوافدة المختلفة وتنشَّطَ من كان خامدا لخوف و رهبة فوجد أمامه الباب مفتوحاً. فُسِّرَ القرآن و جُمِعَ الحديث و دُوِّنَ و ترجمت الكتب و ظهرت النظريات الكلامية و استقرَّ المسلمون فبنيت بعض المدن كبغداد و توسع الاستقرار في المدينة على حساب الحياة البدوية فانتقل الناس من الخيام إلى البيوت و ما فيها من بناء و متعة ...
أليس كافيا للتغيير و التجديد في منحى الحياة و طريقة الحياة ؟ و هذا فعلاً و يمكن أن نطلق القول عن هذه الفترة بأنها فترة تلاقح ما بين الثقافات الوافدة و الثقافة العربية فظهرت علوم حديثة كالفلسفة و المنطق و الفلك و العلوم و ترجمت آثار الأعاجم الهامة
في هذه الظروف المتداخلة والمعقّدة برز شعراء و كتاب من أصل أعجمي و دخلوا معمعة التنافس بثبات فمنهم من دخلها بحسن نية كأبي تمام و ابن الرومي و منهم من دخلها و هو يحمل شيئا في أعماقه يريد التعبير عنه متحدِّيا العرف و المجتمع كبشار بن برد بمجونه و شعوبيته و أبي نواس الذي يطلُّ على الساحة متحاملاً على العرب و تراثهم معلنا سخريته من العرب ووقوفهم على الأطلال و منازل الديار ... إلى هنا و الأمور طبيعية و لكن ما نريد قوله و الوصول إليه : هل من المنطق أمام هذه التطورات أن تبقى القصيدة العربية في ثوبها المألوف الذي لم يعد يليق بها بعد أن مرَّتْ عليها فصولْ و أنواء ؟ فلا بد أن يشمل التغيير شكل و مضمون القصيدة فالمضمون تطور لدرجة كبيرة فلم تعد القصيدة سطحية بأفكارها و معانيها بل بدأنا نحتاج لكد ذهني و تأمُّل في فهمها. و هل نسينا الخصومة حول مذهب أبي تمام و البحتري و كذلك حول المتنبي و مثله المعري؟ فمضمون القصيدة أصابهُ عمقٌ فكريّ لدرجة جعلت القراء ينفرون منه و بخاصة المتمسكون بالثوب القديم و اعتبروه خروجا عن عمود الشعر العربي و لكن المعركة الحامية ظهرت في شكل القصيدة و مطلعها .
صحيح أن أبا نواس هاجم مطلع القصيدة العربية و دعا إلى تجنب الأطلال في أكثر من قصيدة بحجة التجديد الذي يجب أن يشمل كل شيء في الحياة و كذلك يعلن موقفه من الوقوف على الأطلال و لا أعتقد أنه ينبغي ذلك بل مدخلاً للتعبير عن شعوبيته و حقده الدفين :
قل لمن يبكي على رسم درس
لا تبكِ ليلى و تطربْ إلى هند
واقفاً ما ضرَّ لو كان جلسو اشربْ إلى الوردِ من حمراء كالورد
فدعوة أبي نواس شعوبية يخفي وراءها كرهاً للعربية وحقدا دفينا و هذه الدعوة التي دعا إليها قادمة آجلا أم عاجلا ... و هذا الذي نقوله يؤكده الشعراء الذين سبقوه أو لحقوا به لقد بدأ الشعر يخرجون عن نهج القصيدة الذي ألفناه في الجاهلية فالشاعر الذي عاش في العصر العباسي و احتكَّ مع الأحداث و المستجدَّات عن قرب لا بد أن يعبِّر عن همومه أو يوظف تجربته و حكمته و هذا ما نجده في مطلع القصائد فقد خرج الشعراء بمحض إرادتهم دون دعوة موجهة يبتغى من ورائها التشهير و الطعن و إبراز التميُّز فأبو الطيب المتنبي تكثر الحكمة عنده و التي استهل بها قصائده : لا تبكِ ليلى و تطربْ إلى هند
واقفاً ما ضرَّ لو كان جلسو اشربْ إلى الوردِ من حمراء كالورد
لكل امرئ من دهره ما تعوَّدا
و عادة سيف الدولة الطعن في العدا
و قوله أيضاً في قصيدة ثانية : و عادة سيف الدولة الطعن في العدا
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا
و حسب المنايا أن يكنَّ أمانيا
إن تطوُّرَ الحياة لا بد أن يؤثِّرَ في حياة الناس عامة و الشعراء بشكل خاص لما يملكون من رِقَّة و إحساس و عدسات لاقطة فابن الرومي بعد تأمُّل و معانة وصل إلى هذه المطلع الشعري العميق المستخلص من تجاربه : و حسب المنايا أن يكنَّ أمانيا
سليمُ الزمان كمنكوبهِ
و موفورهُ مثلُ محرومِهِ
و أبو العتاهية يعتمد على المقطوعات الشعرية ذات الغرض الواحد فيعلن تجربته و حكمته بعد اختبار لمستجدَّات الحياة : و موفورهُ مثلُ محرومِهِ
مَنْ عرف الناس في تصرُّفهم
لم يَتَتبَّعْ مِنْ صاحبٍ زللا
فالحكمة و المصائب و المعاناة أصبحت اللازمة و المطلع المناسب لأغلب القصائد و هذا طبيعي و حصيلة انعكاس لثقافة العصر و تعقيداته الاجتماعية و السياسية فلم تعد هناك حاجة للوقوف على الأطلال طالما أنهم استقرّوا في المدن و استوطنوا البلدان. إذاً الخروج عن نهج القصيد لم يكن مذهباً فكرياً أو دعوةً كما يحلو للبعض أن يحكم عليها بل هي محصلة طبيعية دون اللجوء إلى العمليات القيصرية كما أرادها أبو النواس و غيرُه الذين أرادوا أن يحقِّقوا مآربهم و الأسماء كثيرة من المتنبي إلى المعري رجوعاً إلى أبي تمام و بشار و الوليد بن يزيد وغيرهم فنجد في شعرهم الشكوى من الزمان و الإنسان و العتاب المر ومنهم من استهلَّ قصائده بالخمرة فأشْجعُ السلمي و هو شاعر عباسي يمدح الرشيد مستهلا قصيدته بوصف الخمرة : لم يَتَتبَّعْ مِنْ صاحبٍ زللا
لا عيش إلا في جنون الصبا
كأسٌ إذا ما الشيخُ والى بها
فإن تولّى مجنونُ المدام
خمسا تردَّى برداءِ الغلام
ومن جانب آخر نرى الشاعر مطيع بن إياس يشارك الطبيعة و يخاطبها شاكيا الزمان من قلب مفعم بالحزن : كأسٌ إذا ما الشيخُ والى بها
فإن تولّى مجنونُ المدام
خمسا تردَّى برداءِ الغلام
أَسْعِداني يا نخلتي حلوان
و اعلما أنَّ ريبَهُ لم يزل يُفْرِ
و ابكيا لي من ريب هذا الزمان
قُ بين الألاّف و الجيران
كل هذه المطالعُ تُوصلنا إلى أنَّ مطلع القصيدة و مضمونها تطوَّرا بشكل طبيعي فما الحكمة إلا بوح نفسي لما يختلج في نفس الشاعر حالها كحال الوقوف على الأطلال و لكن من المنطق التعايش مع الواقع والتأثرُ به ، فأبو تمام يستهل قصيدته البائية في وصف معركة و اعلما أنَّ ريبَهُ لم يزل يُفْرِ
و ابكيا لي من ريب هذا الزمان
قُ بين الألاّف و الجيران
غيرُ مجدٍ في ملَّتي و اعتقادي
نوح باك و لا ترنُّم شاد
و كذلك في رثائه لجعفر بن علي المهذب: نوح باك و لا ترنُّم شاد
ومن أبى في الرُّزْءِ غير الأسى
و الشيءُ لا يكثُر مدَّاحُهْ
كان بكاهُ منتهى جهده
إلاَّ إذا قيس إلى ضدِّه
بعد كل ما تقدم أرجو أن أكون قد وصلْتُ إلى نتيجة خلاصتُها أنَّ الوقوف على الأطلال ليس إلا انعكاسا و إحساساً بواقع مألوف و إن استهلال القصائد بالحكمة و العتابو الشيءُ لا يكثُر مدَّاحُهْ
كان بكاهُ منتهى جهده
إلاَّ إذا قيس إلى ضدِّه
و الشكوى و غير ذلك في العصر الأموي و العباسي ليس إلا انعكاسا طبيعياً جاء في وقته
و إن ما دعا إليه أبو النواس كان مقررا أن يأتي في وقته المناسب و لكن شاء أبو نواس أن يظهر شعوبيته كما يظهرها روَّاد الحداثة التي لا تحمل سوى الهدم لتراثنا لأنها تنسف الجذور ، و تفتح المجال لدك الثوابت في لغتنا و تفكيرنا و لا نعتقد أن الحداثة مرهونة بالشعر فحسب ... ويبقى الأدب في كل مراحل التاريخ مرآة تعكس متطلبات الحياة و مؤثراتها و الأدباء أكثر الناس تأثيرا في الحياة و مستجداتها و الجديد يجدُ مَنْ يعارضه و يناقشه و يخاصمه و ما هذا إلا خير للأدب و الثقافة فأدب من دون جديد ونقاش و جدلٍ مدروس يؤول إلى جماد ، و نعلمُ أنَّ كلُ جديد سيصبح قديما كما قال الناقد ابن قتيبة في مقدمة كتابه
المراجع :
1. الفن و مذاهبه في الشعر العربي ، د. شوقي ضيف.
2. مصادر الشعر الجاهلي ، د. ناصر الدين الأسد.
3. اتجاهات الشعر العربي في القرن الهجري ، د. محمد مصطفى هدره.
4. التطور و التجديد في الشعر الأموي ، د. شوقي ضيف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكراً لزيارتك وقراءتك وتعليقك وأرجو أن أراك مرة أخرى